الشروط الـ(11) الذهبية لعملية تدريب الطفل على الحمام ؟
السؤال
استفساري حول تعليم الطفل ضبط البول والإخراج، حيث إن ولدي عمره 3 سنوات و10 أشهر، وبدأنا تنظيفه من بداية شهر 4 الفائت، حيث إنه بداية الصيف عندنا في الأردن وشتاءنا بارد جدًّا.
وبقينا مستمرين على ذلك لمدة شهرين حتى جاءنا مولود جديد في بداية شهر 6؛ لذا اضطررنا للتوقف، وأعدنا استخدام الفوط. الملاحظة هنا أنه بعد شهرين من المحاولات أن الطفل استطاع أن ينظم هذا الأمر نوعًا ما، أي أنه إذا أخذناه إلى الحمام يفعلها ويعرف كيف يتحكم بإخراجها سواء كانت بولاً أو إخراجًا، لكن المشكلة أنه لهذه اللحظة لا يطلب الحمام قطعيًّا، أي إذا تفقدناه يفعلها بالحمام وإذا نسيناه لا يطلب ويفعلها بملابسه، مع أن مستوى الطفل وذكاءه جيد، وإدراكه جيد، طبعًا وصلنا لنفس النتيجة في المحاولة الأولى قبل مجيء الطفل الجديد، وبعد مجيئه بدون أي تقدم مع أننا هيأناه جيدًا قبل مجيئه وهو يحبه جدًّا ولا يؤذيه إلا في بعض الحالات عن غير قصد بهدف التعرف، مثل أن يحاول أن يتلمس أطرافه وعيونه وأنفه، وهكذا...
فأرجوكم ما هو السبيل إلى تعليمه أن يطلب الحمام؟مع أننا نقول له مرارًا أن يطلب الحمام عند الحاجة، لكن دون فائدة شاكرًا لكم مساعدتكم، والسلام عليكم.
مع العلم أني قرأت معظم الاستشارات المتعلقة بالموضوع في موقعكم، ولم أجد فيها جوابًا لمسألتي مع الشكر مرة أخرى.
الحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله عز وجل أن يجعلني دومًا ممن دلوا على الخير؛ وأن يوفقني في الجواب الشافي، بعونه تعالى المعافى. أحييكم على هذا المجهود الطيب في مطالعة ما يفيد في تربية أبنائكم. ونسأله سبحانه أن ينشأ كما تود؛ فيكون ولدًا صالحًا يدعو لكم.
أحييكم ثانية على اجتهادكم في تدريب ولدكم الحبيب عمليًّا على الاعتماد على نفسه؛ خاصة في موضوع الحمام وقضاء الحاجة. وسنحاول معا في حل هذه المشكلة البسيطة.
فهي من تساؤلكم تبدو لنا كإحدى الصور الطبيعية جدًّا والمتوقعة لأي طفل في مثل عمره -وهو عمر 4 سنوات-؛ فهي تفتح ملفًّا مهمًّا في تربية الطفل يسمى (ولدي... والصراعات الثلاث الكبرى والخالدة في حياته: النوم والأكل وقضاء الحاجة).
وأبدأ الحل بتذكيركم بـ(المنهجية الرباعية الذهبية للتعامل مع مشاكل الأبناء السلوكية)؛ وذلك من أجل البحث عن الحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الطفولة والتي يجب أن تتم وفق منهجية معينة ذات خطوات أربع:
الخطوة الأولى: فهم المرحلة السنية التي يمر بها الطفل وسماتها وخصائصها المميزة.
الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت المشكلة.
الخطوة الرابعة: محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة، لتغييرها وعلاج المشكلة.
فلو تمت وبطريقة صحيحة تلك المنهجية الرباعية، في كل مشاكلنا مع أبنائنا؛ ما كانت هناك مشاكل ولاستمتعنا بأبنائنا، ولاستمتعنا بكل مرحلة يمرون بها، ونحن نجيد فن التعامل مع كل مرحلة بفهمنا لها مسبقًا، ولتوقعاتنا بما سوف يحدث منهم.فالتربية فن وفقه جيد ومتعة لا يدانيها متعة.
والآن سنحاول تطبيق هذه المنهجية الذهبية الرباعية على حالة ابننا الغالي؛ ومشكلته التي نطلق عليها: (ولدي...وصراع قضاء الحاجة الخالد).
الخطوة الأولى والثانية: ما هي أبرز سمات المرحلية السنية للعمر (4) سنوات؟
وكيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية (4) سنوات؟
(1) الجانب العاطفي (النفسي والاجتماعي) للسن من (3 - 4) سنوات:
أولاً:المظاهر و السمــات:
1 - صعوبة في مشاركة المشاعر مع الآخرين.
2 - الخوف من:
1) الارتفاعات.
2) الفشل.
3) المواقف الجديدة.
3 - خجول ويعي نفسه.
4 - يشكل صفاته من البيئة المحيطة مثل: العائلة والأقران.
5 - بداية تأسيس الجانب الأخلاقي.
6 - يقل العنف البدني والحركي.
7 - يزداد العنف اللفظي.
8 - يفضل اللعب في مجموعات صغيرة أو وحيدًا.
9 - يحتاج إلى تشجيع وتحفيز دائم.
10 - يتعرف على الأعضاء الجنسية وكيفية قضاء الحاجة.
ثانيًا:فن التعامل
1 –الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2 - تلقينه القيم الطيبة.
3 - عدم اللوم.
4 - التدريب على قضاء الحاجة.
5 - معاونته في الترويح واللعب.
(2) الجانب الفكري للسن من (3 - 4) سنوات:
أولاً: المظاهر والسمــات:
1 - زيادة في القدرة على التعبير عن الرأي لفظيًّا، ولكن بدون تركيز.
2 - وقت الاستماع أقل من (30) ثانية فقط.
3 - المحاولة والخطأ وسيلة اكتشاف العالم.
4 - اللعب الحر والتفكير الخيالي.
5 - يستخدم الأرقام دون فهم معناها أو محتواها.
6 – يمكنه اتباع التعليمات، ولكن لا تزيد عن فكرتين.
7 - فترة انتقالية بين إرضاء الذات وإرضاء الآخرين أو الجماعة التي ينتمي لها.
8 - يستخدم الأسئلة والطلبات والأوامر كوسيلة اتصال بالعالم المحيط:
1) لماذا...؟!.
2) أريد...!!!!!.
3) متى...؟!.
9 - يجمع الكثير من المعلومات والرموز في عقله، ولكن بدون منطق في الفهم أو الربط بينهما. (مرحلة التلقي والتكديس).
10 - نقص في القدرة على التعميم؛ مثلاً:
- إذا رأى خروفاً يشبه الذي يملكونه يقول: "خروفنا".
ثانيًا:فن التعامل:
1 –الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2 - احترام تجاربه وتجنب تَخطِيئه.
3 - الاستماع.
4 - الحوار والإجابة عن أسئلته.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمربهاالأسرة عامة والطفل خاصة والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت المشكلة.
لقد وصلتم مع ولدكم الحبيب إلى درجة طيبة في التدريب على قضاء الحاجة، ولكنكم فجأة -ودون سابق إنذار- أوقفتم محاولتكم الطيبة والجادة، فوقف هو في تعليمه عند مرحلة تدريبية معينة، ولم يتقدم عنها لانشغالكم بأخيه.
فلِمَ نلُم هذا الصغير على عدم تقدمه؟!!!.
ولِمَ نستغرب منه هذه الانتكاسة؟!.
ولِمَلا ننظر إلى أنفسنا أولاً وما نقدمه له، قبل البحث عن ضعف استجابته التدريبية؟!.
فلعله قد استغرب توقفكم المفاجئ، وانشغالكم عنه، فماذا كان رد فعله؟
لقد أرسل إليكم الكثير من الرسائل المادية والمعنوية والتي انتظر ردكم عليها!!!.
ولكنكم انشغلتم عنه وعن رسائله؟!.
ولعلكم لم تتخيلوا أن هذا الصغير يمتلك رسائل؟!.
ولعلكم لم تبذلوا جهدًا في فهمها!!!.
فما هي احتمالات مقاصده من رسائله إليكم؟.
فلو أننا حاولنا ترجمة تصرفاته وكأنها رسائل معينة وواضحة، لعرفنا بعض ما يقصده، فالرسائل هي لغته للمحيطين؛ مثل:
1 - هل هذا الحد من التدريب هو المطلوب مني الآن يا والديَّ الأعزاء؟.
2 - لِمَ توقفتم في تدريبي، وما السبب؟!.
3 - هل أصبحت على الهامش بقدوم الضيف الجديد؟.
4 - هل أقلد هذا الضيف وأفعل ما يفعله حتى تهتمون بي مثله؟!.
5 - سأفعل كل ما يجعلكم تهتمون بي مثل أخي؛ لعلكم تفيقون!!!.
الخطوة الرابعة: ما هي آليات الوقاية من هذه الحالة الخاصة لولدكم الحبيب وتغييرها وعلاجها؟:
1 - الفهم الجيد لسمات مرحلته السنية.
2- تطبيق فن التعامل مع مرحلته السنية؛ مع التركيز على فهم حاجات الطفل في هذه السن:
-التدعيم والتعزيز الإيجابي.
- الحرية.
- الترفيه والترويح.
- الحب.
- الحاجة للتوجيه.
- الحاجة للانتماء إلى أسرة دافئة.
3 –محاولة التدريب على قضاء الحاجة بجدية وعدم قطع المحاولة لأي أمر أو شاغل آخر.
فما هي الشروط الـ(11) الذهبية لعملية التدريب؟
أولاً: الفهم: يجب على الوالدين معرفة أن العمر الطبيعي المتوقع عنده القدرة على التحكم في التبول؛ هو من (2) إلى (4) سنوات.
إذن لا يمكن أن نقول إنها مشكلة قبل عمر أربع سنوات.
الطفل الطبيعي التحكم في عملية التبرز مع بلوغه 30 شهرًا، أي سنتين ونصف؛ وذلك لاكتمال نمو العضلة المسئولة عن التحكم في التبرز في مثل هذه السن.
وهناك اختلافات شديدة بين الأطفال فلا تقارن طفلا بطفل، فلكلٍّ طبيعته، ولكلٍّ ظروفه.
ثانيًا: الجدية: فلا تؤخذ بتراخي.
ثالثًا: التعاون: سواء بالنسبة إلى الوالدين بعضهما مع بعض أو الوالدين مع الطفل، أو كل المحيطين به.
رابعًا: الاستمرارية: فلا تقطع لأي طارئ؛ فأي انتكاسة تعني عدم الجدية وعدم الالتزام من قبل الوالدين.
خامسًا: الثبات: فيجب أن نحاول تثبيت وقت التدريب اليومي، وتثبيت موعد ذهابه قبل النوم وتثبيت وقت إيقاظه من النوم للذهاب للحمام، وتثبيت مكان الحمام، وتثبيت مكان نومه.
فعملية التثبيت كلها تبني ما يعرف بالرابط الذهني؛ وبرد فعل انعكاسي، فيشعر الطفل بالرغبة في الإخراج عند هذا الوقت الثابت والمكان الثابت.
سادسًا: الرفق: فلا يعاقب معنويًّا أو ماديًّا أو حتى قوليًّا لأي خطأ، ويكفي حرمانه من المكافأة.
سابعًا: الصبر: فلا نفقد الأمل، وعلى الأم أن تبذل قصارى جهدها، وتُصرُّ على جلوسه على المرحاض حتى لو رفض هو الانصياع لذلك.
ثامنًا: التهيئة الإيجابية: فنحبب إليه مكان التدريب؛ بوضع بعض اللعب المحبَّبة له، وتجلس الأم بجواره مدة بقائه، وتحكي له بعض القصص أو تنشد له بعض الأناشيد.
تاسعًا: الإيجابية: أي إشعار الطفل بمسئوليته الفردية ودوره الشخصي والهام في تنمية وتطوير قدراته في التحكم في نفسه.
عاشرًا: الدعم والتعزيز الإيجابي: ويقصد بالتدعيم هو أي رسالة قولية أو فعلية تنشئ أو تقوي سلوكًا.
ويشمل هنا كل الرسائل التربوية اللفظية والحركية؛ المباشرة وغير المباشرة؛ المعنوية والمادية والتي تبني روح المبادرة والإيجابية والتحفيز في نفوس الأطفال، ومكافأتهم على كل مرة يعلنون رغبتهم في قضاء الحاجة.
إن عملية التمرين كأي تدريب على سلوك جديد يحتاج إلى حافز ودافع؛ فيحتاج عند الإنجاز والاستجابة إلى الكثير من التعزيز والتشجيع.
أ - التشجيع المعنوي: الابتسامة - التصفيق - الاحتضان - القبلة - الملامسة - مسح الرأس وفرك الشعر - المداعبة والممازحة - المصاحبة - الثناء - المدح.
ب - التشجيع المادي: الهدايا والعطايا - الحلوى - اللعب الصغيرة.
والتعزيز الفعال هو أن يتم في التو ولا يؤجل وإلا أصبح جزاء.
فلا تظهر المكافأة إلا في حالة التبول في المكان المخصص لذلك؛ لصنع رابط عصبي، فهذا ينبِّه الطفل وجهازه العصبي، وكأنها ردود فعل انعكاسية.
حادي عشر: التصميم: إن معركة أو صراع قضاء الحاجة الخالد؛ هو صراع سلوكي، ومعركة على الوالدين أن يديراها بحكمة وفهم وصبر وتصميم على إنجاز المهمة، من أجل مصلحة الحبيب.
ومن يصمم ويصبر فسيحقق هدفه في النهاية.
4 - الدعاء:
لا تنس دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
فسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديها ولأمتها، وستكون للمتقين إمامًا؛ علميًّا وخلقيًّا وسلوكيًّا.
5 - احرص على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم.
وتابعينا بأخبارك
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Parent_Counsel/ParentCounselA/ParentCounselA&cid=1124199931421
أرين @aryn
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الاميرة ميرا
•
مشكورة على هالموضوع حفظته عندي
الصفحة الأخيرة