الشيخ حامد العلي:الترويج لما يجري في البحرين جريمة تقترف في حقِّ الأمـة

الملتقى العام

السؤال: فضيلة الشيخ ما هو الموقف الشرعي مما يجري في البحرين ، وما الفرق بينه وبين ما جرى في تونس ومصر ، وهل يجوز تأييد التحرك في البحرين ؟!!


جواب الشيخ:


الحمد لله ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك لـه ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه لاسيما الصديق ، و الفـاروق ، وذي النورين ، وأبي السبطين ، وسلم تسليما كثيرا ، وبعــد :

.
قال الحق سبحانه : ( ولتستبين سبيـل المجرمين )
.

قد كتبت عدة فتاوى ، ومقالات سابقة في خطر الجيوب الإيرانية المندسة في الخليج ، التي هي أدوات المخطط التوسعي الإيراني ، وأنها تعمل وفق أجنـدة مشروع (تصدير الخمينية) الذي يتبنـَّاه نظام طهران الحالي الذي هو أشدّ الأنظمة في المنطقة طغيانا ، ووحشية ، وإستبدادا ،

وإذا كانت الأنظمة العربية الفاسدة قد طغت على شعبها ، فطغاة طهران ، قـد وسَّعوا طغيانهم _ بعد أن ساموا الشعب الإيراني سوء العذاب وانتهكوا حريته ، وحقـوقه المشروعـة حتـّى تزوير الإنتخابـات ، وقمـع ، وقتل المتظاهرين سلميـا ضد التزويـر كما جرى قبل عامين _ فاعتدوا على الأمة الإسلامية بأسـرها ، وقد شهد العالم أجمـع ما فعلوه في العراق من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، تفضـح ما يحمله هذا النظام الطاغية من أحقـاد لا تبلغ أن تصفها الكلمات ، كما كانوا أهم أعوان الإحتلال الأمريكي لأفغانسـتان ، وشاركوا في جرائم الإبادة التي تعرض لها الشعب الأفغاني.

وليس ثمة شكّ بما لدينا من دلائل يقينيّة ، أن ما يجري في البحرين ليس سوى تحريك إيراني لأحزاب تابعة لطغاة طهران ، ضمن مشروع إقليمي يستهدف حضارتنا ، وليس الأنظمة السياسية الحالية !

ويرمي إلى القضاء على عقيـدة أمتنا الإسلامية ، كما يستهدف العروبة ذاتها .

وأنه يختلف تماما عن ثورة الشعبين التونسي والمصري ، التي نهضت فيها جميع مكونات الشعب لنيل الحقوق والحرية ، والخلاص من طغيان النظام ، وكان نهوضها ضد الظلم ، وللتخلص من المظالم ، وفق ثورة شعبية شاملة ، إلتزمت النهج السلمي ، والحفاظ على الأمن العام في الجملة ، حتى توصلت إلى أهدافها المشروعة .

أما ما يجري في البحرين ، فهو كما ذكرنا تحرُّك طائفي يخدم أجندة خارجية ، ويمتـطي العنف ، والتخريب ، ويعارضه بقية الشعب البحريني ، ويعلم هذا الشعـب حقيقة نواياها ، وأبعاد تآمره على الوطن ، من خبرة تراكمت عبر عقود ، كشفت حقيقـة شخصيّات هذا الحراك ، وتنظيماته ، وعلاقته الوثيقة بالمخطّط الإيراني ، كما فضحـت سوابقه التي أفصـح فيها عـن مراميه .

وعليه فالواجب الشرعي يقتضـي التصدّي له ، كما يجب تماما درء سائـر الأخطار عن الأمّة الإسلاميـة ، وفضح القائمين عليه ، وبيان حقيقة دعوتهـم .

وأما الترويج ، والدعاية له على أنه ثورة مشروعة لنيل الحقوق ، والحريات ، فهـي جريمة تقترف في حقِّ الأمـة ، وإعانـة على أعظم الإثم ، والعـدوان ، وإشتراك في أخطـر مخطّط يمر على أمّتنـا .

كما أنـّه تزييف فاضح للحقيقة ، وخلط للأوراق ، فالذين يحرّكون هذه الفتنة في البحرين ، يفترون الكذب عندما يتحدثون عن مظالم مزعومة ، وحقوق مهضومة ، وكلُّ من يعرف البحرين ، يعلم أنّ بين حالهـا ، وبين ما كان يتعرض له الشعبان التونسي والمصري من معاناة ، بعد المشـرقين ، غير أنّ الذي يحمل دعاة الفتنة في البحرين على زعمهم المطالبة بالحقوق ، والدفاع عن الحريات ، هـو توفير غطاء يستر حقيقة أهدافهـم ، ويخفـي تآمرهـم الخارجي مع النظام الإيراني للسيطرة على البحرين ، لاسيما ولم يزل هذا النظام يثير قضية أحقيته بالبحرين !!

ولو كان ما يزعمونه حقا ، لكان الواجب عليهم أن يقنعوا سائر الشعب البحريني ، ويجمعـوا كل مكوناتـه ، لينضـِّم الشعب كلُّه ، حراكا سلميا شاملا ، يحدّد فيه مطالبه ، ويذكـر مظالمه ، ولكن هيهات أن يحدث ذلك ، والحال أن الشعب البحريني يعـلم من يقف وراء هذه الفتنة الطائفية من جيوب تدربت في إيران ، وتتلقى أوامرها من طهـران !!
.

وليعلم من يغترّ بشعارات هؤلاء الذين يثيرون الفتنة اليوم في البحرين ، أنهم لو نجحوا في مقاصدهم الخبيثة ، فسوف يقيمون نظاما لايقارن به أي نظام في المنطقة في الظلم ، والطغيان ، والبغي ، والفساد ، إذ لـن يكـون إلاّ صورة مصغرة لنظام طغاة إيران الذي وصفه الكاتب الإيراني الفاضل موسى الموسوي في كتابه ( الثورة البائسة ) بعد أن خبر هذه الثورة عن قـرب .. إذ قال :
.

( لأول مرة يحدث مثل هذا الانحدار الخطير في تاريخ الإسلام ، حيث تقوم شرذمة باسم الدين لتملأ العالم فساداً ، ونكراً ، وشراً ، لم يحدث له نظير من قبل ، ولا من بعد ، وإنّ أخطر ما يكمن في هذا الفساد ، والشر هو أن هذه العصابة ، حاولت بكلّ ما أوتيت من قوة وسلطان أن تقلب الموازين الثابتة للأخلاق ، وتغير الحدود الرصينة بين الخير ، والشر ، وبين المدنية والهمجية ، ولتقضي على كلّ ماسجلته العصور السالفة من الصور الرائعة للفداء ، والتضحية في سبيل الحرية ، وكرامة الإنسان ، ولتشوّه كلّ ما أعطته الشرائع السماوية للبشرية من خير ، وسعادة ، ولتمحو كلّ ماأملته المثل الأخلاقية في سجل الأخلاق ، ولتضرب بعرض الحائط كل ما أملته العقول النيرة من دليل وبرهان ) .
.

وفيما يلي روابط لمقالات سابقة ألقت الضوء على خطر المشروع التوسعي الإيراني على البحرين خاصة ، والخليـج عامة .
هنــا
.
وهنــا
.
وهنـا
.
وهنـا
.

وختاما فهذا القول لايعني البتة الدفاع عن أي نظام عربي ، ولا تبرئته مما فيه ، كما لايتعارض البتـة مع الدعـوة لوجوب إطلاق مشروع التغيير الكبير الذي دعونا إليه من الخليج إلى المحيـط ،
،
ذلـك أنَّنـا نعنـي مشروع التغيير في أمتنا ،
،
وليس مشروع تغيير لصالح أعداء أمتنا !!
،،،،

والله المستعان وهو حسبنا ، عليه توكلنا وعليه فليتوكـل المتوكـلون
16
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنت أثيثيا
بنت أثيثيا
رفع رفع الله قدر الشيخ
متفائله في زمن الياس
الله يرزقهم ويرزقنا بإذن الله الرزق الحلال
هـٍـٍـٍدوءآنثـٍىٍ
رفع وجزاك الله خير
ام طلال 2010
ام طلال 2010
..........
*الملتقى*
*الملتقى*
الله ينصر اهل السنه والجماعه في البحرين وينتقم من الرافضه
ويطهر البلاد منهم