قال سبحانه I الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ I
فالصابرين, هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة, والمنحة الجسيمة
ثم وصفهم بقوله: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ }
وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.
{ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ } أي: مملوكون لله, مدبرون تحت أمره وتصريفه
فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها
فقد تصرف أرحم الراحمين, بمماليكه وأموالهم, فلا اعتراض عليه
بل من كمال عبودية العبد, علمه, بأن وقوع البلية من المالك الحكيم
الذي أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك, الرضا عن الله
والشكر له على تدبيره, لما هو خير لعبده, وإن لم يشعر بذلك
ومع أننا مملوكون لله, فإنا إليه راجعون يوم المعاد
فمجاز كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا
موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا, لم يكن حظنا إلا السخط
وفوات الأجر، فكون العبد لله, وراجع إليه, من أقوى أسباب الصبر.
السعدي رحمه الله
وروى مسلم في صحيحه عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا
أَمَرَهُ اللَّهُ ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) اللَّهُمَّ
أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلا أَخْلَفَ اللَّهُ
لَهُ خَيْرًا مِنْهَا قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَيُّ
الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ
اللَّهُ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
ورده الجوري @ordh_algory
فريق الإدارة والمحتوى
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
فيضٌ وعِطرْ :إنا لله وإنا إليه راجعون بارك الله بك وردة .إنا لله وإنا إليه راجعون بارك الله بك وردة .
جزاك الله خيراً
الصفحة الأخيرة
بارك الله بك وردة .