الصدق المذموم
أسمعتي عن هذا النوع من الصدق ؟! أيا تري ما هو هذا النوع الخطير من الصدق ؟! إنه
الغيبة والنميمة،ولذلك قال الإمام الماوردي((ايعلم أن من الصدق ما يقوم مقام الكذب في القبح والمعرة ويزيد عليه في الأذي والمضرة، وهي الغيبة والنميمة والسعاية0
أما الغيبة فإنها خيانة وهتك ستر يحدث عن حسد وغدر قال تعالي :((ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )) وقال عري ابن حاتم : الغيبة رعي اللئام0
وقال الشاعر: ــ
لا تلتمس من مساوئ الناس ما ستروا ** فيهتك الله سترك عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ** ولا تعب أحدا منهم بما فيكا
وقيل في منثور الحكم:لاتبد من العيوب ما ستره علام الغيوب وسئل بعض الحكماء عن صفة اللئيم؟ فقال اللئيم إذا غاب عاب ،وإذا حضر اغتاب وأما النميمة فهي ان تجمع إلي مذمة الغيبة رداءة وشرا،
وتضم إلي لؤمها دناءة وغدرا ،ثم تئول إلي تقاطع المتواصلين ،وتباعد المتقاربين،وتباغض المتحابين0
وأما السعاية فهي شر الثلاثة،لأنها تجمع إلي مذمة الغيبة ولؤم النميمة،التغرير بالنفوس والأموال والقدح في المنازل والأحوال0
لذلك قال بعض الحكماء الساعي منزلتين قبيحتين:إما أن يكون قد صدق فقد خان الأمانة، وإما أن يكون قد كذب فخالف المروءة0وقال بعضهم : الصدق يزين كل أمر إلا السعادة،فإن الساعي أذم وآثم مل يكون إذا صدق0 وقال بعض البلغاء :
النميمة دناءة ،والسعاية رداءة ،وهما رأس الغدر وأساس الشر فتجنب سبيلهما واجتنب أهلهما 0
يقول أبو منصور الثعالبي ـواعلم أن السعاية نار وقبولها عار والعمل بها دناءة ، والثقة بها غباوة ، وأن الذي يحمل الساعي علي سعايته قلة ورع ،وشدة طمع ،أو طيع ،وطلب نفع ، فأعرض عن السعادة وعدهم من جملة العداة
لأنهم يفسدون دينك ،ويزلون حسن يقينك ،وينقضون عهدك ونيتك ويحملونك علي اكتساب الآثام ،و يعوضونك بدل الشكر المذام فهكذا أختي الحبيبة علمتي أن من الصدق المذموم:
الغيبة ،والنميمة ،والسعاية فعليك باجتناب ذلك
اللهم لا تطلق ألسنتا إلا بذكرك وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن
إنك علي كل شيئ قدير
فعلاً نحتاج نحن معشر النساء مراجعة انفسنا فيما نقول....
ونتذكر قول الله تعالى "مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"...