العاده,, دعوه للنقاش

العادة

" و تعاونوا على البر و التقوى"
ربما كان هذا منطلقهم لما أرادوا خوض هذه التجربة من باب التربية ، و ما جال بذهنهم لحظة ما قد تتكشف عنه الأمور بأخطر من ذلك .

حسناً ، ليكن أسبوعا واحدا فقط لا نوقد في بيوتنا نار، و لكن نستثني الأمهات المرضعات و النفساء فقط.

أثناء الأسبوع وجدت نفسها بحاجة لزيارة أختها التي وضعت مولودها حديثاً ، أثناء الزيارة ، قالت لها ، لا أريد منكِ أن تضيفيني إلا بشيء واحد فقط ، رجاء
ما هو أيتها الحبيبة ؟
كوب "نيس كافيه" فقط ، أسبوع لم أُوقد في بيتي نار فلم أتمكن من احتسائه ، و قد " اعتدت" أن افعل ذلك مرتين على الأقل يومياً ، يكاد رأسي أن ينفجر!

تعود على القراءة دوماً قبل النوم ، تعودت على الشك دوماً فهذا عندها أفضل قبل أن تندم على منح الثقة ، تعود على الصوت العالي و النرفزة و على من حوله أن يتفهموه و يحتملوه ، تعود على عدم الاعتذار مهما كان حجم خطئه ، تعودت على صلاة الاستخارة قبل أن تهم بأي أمر مهما كان بسيطاً ، تعوّد على تناول أي شيء من الطعام إذا أغضبه احد أو أصابه ما يؤلمه عموماً ، تعود على السير مسافات طويلة كلما أراد أن يتخذ قراراً ما ، تعوّد على السهر آخر الأسبوع مع أصدقائه حتى بعد زواجه ، و تعوّد ، و تعوّدت ...

العادة
ما هي ؟
هل هي فكرة ، من كثرة التركيز بها تحولت إلى قناعة و من ثم تم ترجمتها إلى فعل تحول مع الوقت إلى عادة ، قد تصل في حدتها عند التصاقها بالشخصية إلى طبع يصعب حقاً تغييره ؟

هل نُجبر على إلتزام بعض العادات ، أم أن الأمر باختيارنا ؟
هل للبيئة المحيطة بالإنسان دور في اكتساب بعض العادات ؟
و هل العادة مذمومة أو محمودة على إطلاقها ، أم أن الأمر نسبيّ ؟

و هل يمكن توظيف العادة توظيفاً إيجابياً أم أن تأثيرها دوماً سلبي ؟

هل لتغيير العادة علاقة بقوة الإرادة ؟ و ما من عادات لأصحاب العزائم ، فهي دوماً للحالمين فقط ؟

هل العادة السيئة فقط هي التي تحتاج إلى تغيير ، و الحسنة ألا تحتاج حتى إلى تجديد ؟
و رمضان على الأبواب ، هل تجده بحق فرصة لهذا التغيير و التجديد ، و هل يقع هذا في نطاق العادات المتعلقة بالطعام و الشراب فقط .

هذا القفص الحريري الذي ندخله بمحض إرادتنا ، أم في غفلة منا ! نستمتع فيه بالأسر، أم تنتابنا لحظات تمرد من حين لآخر كنتيجة متوقعة للملل و السأم ؟

و أنت
هل تشارك معنا هنا بحروفك ، فقط من أجل أنك " "أعتدت" ذلك ، أم ماذا ؟

ولكننا " اعتدنا" أن ننتظرك ، و يقينا لن نفكر يوماً أن نغير هذه العادة ، فما ألذ الوقوع في أسرها ! و بمحض إرادتنا !
فلا تتأخر علينا .