العلـم والإيــمان..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله ( وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يـوم البعث ) الروم56، وقوله ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) المجادلة 11.
وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبـه والمؤهلون للمراتـب العاليـة. ولكن أكثر الناس غالطون في حقيقة مسمى العلم والإيـمان اللذين بهما السعادة والرفـعة، وفي حقيقتهما !!
حتى إن كل طائفة تظن أن ما معها من العلم والإيـمان هو هذا الذي به تنال السعادة! وليس كذلك.
بل أكثرهم ليس معهم إيـمان ينجئ ولا علم يرفع، بل قد سدوا على نفوسهم طرق العلم والإيـمان اللذين جاء بهما الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعا إليهما الأمـة، وكان عليهما هو وأصحابـه من بعده، وتابعوهم على منهاجهم وآثارهم. اهــ
ومن هذا المكان أيها الأحبـة، سوف نحاول طرح أحكام شرعية وإحياء سنن قد هجرت وبدع قد انتشرت.
فعلينا أن نتعلم أمور ديننا، وعلينا أن نجتهد في حضور هذه الدورس وأن لا تفوتنا، وهي لن تأخذ من وقتك اخي الكريـم وأختي الكريـم الكثيـر، لأن الدورس مختصرة ولله الحمد، وفيها خير كثيـر.
فحاول رعاك الله تعالى من هذه المشاركة أن تتفقه في أمور ديـنك، وأنت كذلك أختي حاولي تتفقهي في أمـور دينك.
قال صلى الله عليه وسلم ( الدنيا ملعونـة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالماً أو متعلــماً ) صحيح الجامـع.
وقال صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنـة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بـما يصنع... ) صحيح الجامـع.
ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخيـر، وأن يسهل لنا طريق العلم النافـع..آمين
الإخلاص والنية
قال الله تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ
يُبْخَسُون . أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ} .
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته
إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"
متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول:
"إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما
عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، لكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد
قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن،
فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما فعلت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن،
قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر
به فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله،
فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها
إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على
وجهه ثم ألقي في النار" أخرجه مسلم .
الشرح :
النية أساس العمل، فعمل الإنسان إنما يكون قبوله ورده بحسب نية عامله، فمن عمل عملاً
أخلص فيه لله تعالى وأراد به ثواب الآخرة، وكان عمله على السنة قبل منه، ومن نوى غير الله، أو لم يخلص علمه له بأن أشرك معه غيره، فعمله مردود وهو وبال على صاحبه.
نستفيد من هدا
- أن من شروط العمل الإخلاص، وهو أن يقصد به وجه الله تعالى.
- أهمية الإخلاص، إذ العمل من دونه وبال على صاحبه.
- أن صلاح صورة العمل لا تكفي لقبوله.
- وجوب تصحيح النية في كل عمل والحرص على ذلك.
الامــيــرة01 @alamyr01
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جنات 1990
•
جزاكي الله خيرا ...
الصفحة الأخيرة