العلي
}وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ{
الحجاااااوووواااااااااااااااااااااا
العليُّ مُشْتَقٌّ من العُلُوِّ؛ فهو العليُّ في ذاته العالي على غَيْره شَرَفًا ورفعةً وهو العليُّ في دُنُوِّه القريبُ في عُلُوِّه، وجميعُ معاني العُلُوِّ ثابتةٌ لله من كُلِّ وَجْه؛ فَلَه تعالى:
1- عُلُوُّ ذات: أنَّه مُسْتَو على عَرْشه فوقَ خَلْقه، وهو مع هذا مُطَّلعٌ على أَحْوالهم مُدَبِّرٌ لأمورهم.
2- عُلُوُّ قدر: وهو عُلُوُّ صفاته وعظمتُها؛ فلا يماثله صفةُ مخلوق؛ بل لا يَقْدرُ الخلائقُ كُلُّهم أن يحيطوا بمعاني صفة واحدة من صفاته؛ قال تعالى: }وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا{ .
3- عُلُوُّ قَهْر وغَلَبة: أنَّه القَهَّارُ قَهَرَ الخَلْقَ كُلَّهم؛ فَنَواصيهم بيده، وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولو اجتمع الخَلْقُ على إيجاد ما لم يَشَأْه الله أو مَنْع ما شاء، لم يَقْدروا ولم يَمْنعوا؛ وذلك لكمال اقتداره ونفوذ مشيئته وشدَّة افتقار المخلوقات كلِّها إليه من كُلِّ وَجْه.
أثر الإيمان بالاسم:
- يَقْتَضي إثباتَ العُلُوِّ لله بكلِّ معانيه دون تعطيل أو تأويل.
- اجْتَهَدَ أَهْلُ العلم في إثبات صفة العُلُوِّ له؛ ردًّا على قول أهل البدع بحلول الله بذاته في أجساد البشر وفي البيوت وغيرها من الأماكن على الأرض، وقولهم أنَّ استواءه على العرش مجازيٌّ وليس حقيقيًّا.
- وهذا التَّجَنِّي على الله – تعالى - كَشَفَه العلماءُ بإثبات العُلُوِّ لله؛ بالتَّالي:
- استواءُ الله على العَرْش حقيقيٌّ؛ ففي اللُّغة الاستواءُ هو الاستقرارُ في العُلُوِّ؛ }اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ{ .
- أنَّ التَّنْزيلَ لا يكون إلَّا من عُلُوٍّ؛ وقد ثَبَتَ في القرآن بعبارات مختلفة (نَزَّل، أنزلناه، تَنزيلُ)؛ كما أنَّ الرَّفْعَ لا يكونُ إلَّا إلى عُلُوٍّ }تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ{ ، والعملُ الصَّالحُ والكلامُ الطَّيِّبُ يَصْعَدان إليه، ورَفْعُه لعيسى - عليه السلام - ومعراجُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
- أنَّ العربَ والعجمَ إذا نزلت بهم شدَّةٌ رَفَعُوا أيديَهم للسَّماء يَسْتَغيثون اللهَ، وقد سأل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جاريةً: «أين الله؟» قالت: في السماء. وأشارت برأسها إلى السَّماء؛ فَأَمَرَ مَوْلاها أَنْ يُعْتقَها؛ لأنَّها مؤمنةٌ..
الاعلى
}سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى{
له العُلُوُّ المطْلَقُ في ذاته دونَ إضافة إلى موجود من موجوداته؛ أي لا يقارن بغيره؛ فيقال: هو الأعلى وكُلُّ شيء تحتَ قَهْره وسُلْطانه وعَظَمَته؛ فهو الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والجلال والكمال اتَّصَفَ، وإليه فيها المنْتَهَى.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
من سُنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم في سُجُود الصَّلاة قولُه: «سُبْحَانَ رَبَّيَ الأَعْلَى». وعَلَّلَ ذلك بأنَّ السُّجودَ غايةٌ في الخضوع والتَّذَلُّل من العبد بأشرف شيء فيه لله - وهو وَجْهُه - بأن يَضَعَه على التُّراب؛ فناسب في غاية سفوله أن يَصفَ ربَّه بأنَّه الأعلى؛ فالعبدُ ليس له من نفسه شيء، وليس له من العظمة نصيبٌ؛ فهو خُلق من العَدَم.
عُلُوُّ الخَلْق من عُلُوِّه تعالى؛ كما أنَّ عزَّتَهم من عزَّته، وعلى قدر الإيمان والعمل يكون العُلُوُّ في الدُّنيا والآخرة؛ }إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ{ ؛ فَيَجْتَهد الإنسانُ أن يَكونَ في "علِّيِّين"؛ وهي جَنَّاتُ المقرَّبين أعلى من جنات أصحاب اليمين؛ فأصحابُ علِّيِّين جُلَساءُ الرَّحمن، وهم أصحابُ المنابر من نور عن يمينه.
وفي الدُّنيا يكون عُلُوًّا يَمْنَحُ القُوَّةَ بمنعه الوهن، ويَمْنَح السَّعادةَ بدَفْعه الحَزَن: }وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{ ؛ وما تلك السَّعادة والقوة إلَّا لأنَّ هذا العُلُوَّ يُدخل صاحبَه في معيَّة الله؛ }فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ{ .
دلَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه على ما يُرفَعُ به الدَّرجاتُ: }وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا{ ، }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ{ ، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا تَواضعَ أَحدٌ لله إلا رَفَعَهُ الله»().
وهذا العُلُوُّ يَحْصُلُ للمؤمن بإيمانه وليس بإرادته؛ وإلَّا كان ممَّن ذَمَّهم الله كفرعون وإبليس؛ }تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{ .
المتعال
(عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)
المتعال على جميع خلقه الذي تعالى عمَّا نسبه إليه أهلُ الإلحاد من الأنداد؛ لذلك يقال: تعالى الله عن كذا. إذا نُسب إليه ما لا يَليق به، وهو اسمُ الفاعل من قَوْلنا: (تعالى الله)؛ أي تفاعل، من "العلو"؛ كما أنَّ "تبارك" تفاعل من البركة، وكما يُقال: تقاضى، فهو متقاض. فيقال: تعالى، فهو متعال.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
مَنْ عَرَفَ مَعْنى الأسماء الثَّلاثة السَّابقة (العليّ، الأعلى ، المتعال)، عَرَفَ أنَّ الله عليٌّ بصفات الكمال، متعال عن صفات النَّقْص، أعلى من خَلْقه، ومن عرف ذلك تعاطى معاني الأخلاق في رفع ذكر الله وإعلاء منازله والتَّقَرُّب بعد التَّقَرُّب منه تعالى.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يا أختي وجعله في ميزان حسناتك