العمــود الفقــري للشــابات.. في خطــر!
المشاكل الصحية التي تزيد حدتها لدي النساء عن الرجال, عادة ما تعود إلي التكوين الفسيولوجي الذي تختص به حواء, ومن هذه المشاكل آلام العمود الفقري التي تزداد خاصة في فترة الحمل والولادة, بالإضافة إلي مشاعر الإرهاق والإجهاد التي تلازمها خلال فترة عملها وممارستها لحياتها اليومية, وتزيد هذه الآلام مع التقدم في السن,
غير أنه في الآونة الأخيرة بدأت تظهر في الأفق ظاهرة إصابة بعض الشابات بنفس تلك الآلام التي كانت في الماضي مقصورة علي الأمهات والجدات,
يقول د. فريد صبري إستشاري الطب الطبيعي, الذي رصد ظاهرة زيادة نسبة إصابة الفتيات اللاتي هن في مقتبل العمر بالأمراض والآلام التي كانت مقصورة علي الجدات,
إن هذا يرجع في المقام الأول إلي وضع الجلوس علي المقعد بصورة خاطئة في أثناء العمل ومشاهدة التليفزيون أو الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة, وكذلك الجلوس الخطأ أمام عجلة القيادة في السيارة,
وينشأ عن هذه العادات السيئة الإصابة بعرق النسا نتيجة التهاب العصب الذي يبدأ من مفصل الحوض مع الفقرات, ويمتد أثره إلي الفخذ والركبة, وأحيانا يصل الألم إلي الكعب,
وقد يزداد بسبب تقلص العضلات من الإجهاد أو البرد, ومن المعروف أن هذا الألم يصيب النساء أكثر من الرجال لأن الفقرات القطنية الموجودة لدي المرأة تختلف عن تلك الموجودة عند الرجل,
ويقول د. فريد إن الجلوس علي المقعد له أصول, فلابد أن تراعي حواء أن يكون الوضع بطريقة صحيحة مع دعم أسفل الظهر بوسادة وعدم الجلوس بطريقة الانحناء للخلف حتي يقل الضغط علي غضاريف العمود الفقري, وأن يساعد ارتفاع المقعد علي الفخذين في وضع موازي للأرض, وتزداد الشكوي في مختلف الأعمار بسبب ضعف العضلات الناشئة عن عدم ممارسة رياضة المشي والاعتماد في معظم الأحيان علي التنقل بالسيارة,
وللقضاء علي هذه الآلام لابد من اتباع أسلوب سليم عند الجلوس, وعدم التعرض للوقوف لفترات طويلة مع اتباع العلاج الطبيعي الذي يحدده الطبيب المختص, والعمل علي تدفئة المكان المصاب وعدم التعرض للبرد الذي يؤدي إلي انكماش العضلات والشعور بالألم وعدم الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر.