رِيَاش

رِيَاش @ryash_1

كبيرة محررات

العم «أحمد» يُطالب بإنقاذ أبنائه من التشرد بكورنيش الدمام..!!

الملتقى العام

يسكن خيمة متهالكة بعد طرده من منزله
العم «أحمد» يُطالب بإنقاذ أبنائه من التشرد بكورنيش الدمام



إبراهيم اللويم ـ الدمام
اسرة العم احمد في خيمتها على كورنيش الدمام
إذا كنت سائراً بسيارتك بمحاذاة الواجهة البحرية في الدمام، قد تلفت نظرك خيمة صغيرة، نُصبت بالقرب من فلل حي الكورنيش الراقي، فلا تعتقد أن صاحب الخيمة من هواة التخييم في البر، أو من الذين أصابهم الملل من سكن الفلل الفاخرة والمكيفة، وإنما هو رجل فقير «جداً»، لا يملك شيئاً من حطام الدنيا، سوى تلك الخيمة المتهالكة، يتخذها مسكناً، بعد أن طُرد عنوة من منزله قبل نحو أسبوعين، ومعه 7 أطفال وأمهم. وبلغة ساخرة، يرى العم أحمد، صاحب الخيمة، أن بلدية الدمام لن تقسو عليه، وتطرده من أرض الكورنيش، ولو بعد حين، كما فعل صاحب المنزل، ووجّه رسالة إلى من يهمه الأمر قال فيها: «انقذوا أبنائي من الموت في هذا المناخ، فنحن بشر من دم ولحم، نشعر بما يشعر به الآخرون»، مشيراً إلى أن «الكهرباء انقطعت في الحي قبل فترة، فخرج الأهالي من منازلهم، وجلسوا في سياراتهم المكيفة، ثم عادوا إليها بعد عودة التيار، فيما نبقى نحن في خيمتنا»، متسائلاً «هل من مغيث؟»
رصيف الشارع
ولم تشفع حالة أحمد و ظروفه المادية لدى صاحب البيت الذي يسكن فيه منذ ما يقارب السنوات الخمس، من إبقائه هو وأطفاله السبعة بداخل شقتهم المتواضعة، إذ عزم صاحب المنزل على أمر إخراجه وأسرته، مهما كلف الأمر، متجاهلاً ظروفه التي يعلمها، والتي حالت دون مقدرة العم أحمد على استئجار منزل آخر بعد انقضاء المهلة التي منحها إياه.
لم يجد العم أحمد مكاناً يذهب إليه، فسكن رصيف الشارع لأيام عدة، موقناً أن وضعاً كهذا لن يستمر طويلاً، ولابد من سكن دائم، لا يسبب فيه القلق لأحد، فأهداه تفكيره إلى موقع في كورنيش الدمام، يتخذه مسكناً له مع أطفاله في وسط العراء، بعد أن نصب فيه خيمة صغيرة متواضعة ومتهالكة، لينام فيها وأفراد أسرته.
ويقول العم أحمد: «عندما سكنت الرصيف، سببت قلقاً للمارة في الشارع، والقلق ذاته سببته للمحال التجارية التي نمت بالقرب من أبوابها»، مضيفاً «ولكن أعتقد أن كورنيش الدمام، هو أنسب مكان يمكن أن أقيم فيه، إذ أنه أرض تابعة لأمانة الدمام، وأعتقد أن الأمانة لن يقسو قلبها على رجل فقير مثلي، وتأمره أن يغادر كورنيشها، كما فعل صاحب المنزل معي»، مشيراً إلى أن «كورنيش الدمام كان محلاً لكثير من الأسر الفقيرة التي لم تجد سكناً تقيم فيه، فنصبت خيامها فيه»
*قلة الحيلة وحرارة الصيف
ويتجاهل العم أحمد صعوبات الإقامة في الكورنيش في هذا المناخ «نحن في فصل الصيف، المعروف بحرارته المرتفعة، ونسبة رطوبته العالية، ومثل هذه الأمور لا تحوز على اهتمامي الشخصي، لأن الفقر أقسى من الحرارة المرتفعة، وقلة الحيلة، أشد وطأة من الرطوبة»، ولكن عاد ليؤكد «هذا المناخ بهذه الأوصاف يخنق أطفالي، وأشعر أنهم بين الحياة والموت، فلا يستطيعون التنفس، خاصة في أوقات المساء، وهو ما يجعلهم مرهقين ومتعبين على مدار اليوم»، مؤكداً أن «ما يؤلمني، سؤال أحد أطفالي لي، لماذا لا نملك منزلاً به مكيف وأبواب وأسِرّة للنوم عليها؟، فلا أجد إجابة إلا ابتسامة لا تخلو من مأساة تعتصر قلبي حزناً على حال أبنائي الذين لا ذنب لهم أنهم ولدوا لأب لا حول له ولا قوة».
2000 ريال
في حديثه معنا، فضل العم أحمد أن يرجع بالحديث إلى قصته مع صاحب المنزل الذي كان يسكنه وأسرته، قبل أن يطرد منه عنوة، ويقول: «الرجوع إلى قصتي مع صاحب المنزل لها مغزى أقصده، وهو انعدام جانب الرحمة بالفقراء والمعوزين، إذ كيف يقبل إنسان أن يرى أخاه الإنسان مشرداً في الشارع، هائماً على وجهه مع أطفال صغار، وزوجة»، مضيفاً: «إيجار البيت عندما سكناه قبل خمس سنوات، وصل إلى 2000 ريال في العام، وبعد مضي سنوات عدة، قام صاحب البيت برفع قيمة الإيجار إلى 6 آلاف ريال سنوياً، ثم إلى 12 ألف ريال في الفترة الأخيرة».
ثلاثة أيام
وتابع، «قام صاحب البيت بطردي من المنزل، وقبلها هدد بهدم البيت على رؤوسنا جميعاً إذا لم نغادره، والداعي أنه يريد أن يعيد بناءه مرة أخرى، لأنه منزل شعبي، وجزء من جدرانه آيلة للسقوط»، مضيفاً: إن المنزل «يقع في الجهة الشمالية من حي الخليج الواقع في وسط مدينة الدمام»، مضيفاً :»منحني مهلة لمدة ثلاثة أيام فقط، وهددني أنه سوف يخرجني عنوة من المنزل، وأتفاجأ في اليوم الثالث، بمجيء جرافة إلى البيت للقيام بمهمتها في الهدم وأنا مع أسرتي بالداخل».
الظروف المادية
ويواصل العم أحمد حديثه، «في تلك اللحظة، حاولت أن أوقف ما يحدث أمام عيني من تكسير وهدم، فذهبت إلى صاحب المنزل، راجياً إياه أن يرحمني ويرحم أسرتي، وأن يترك لنا جزءاً ننام فيه، فأشاح بوجهه عني، وأمرني أن أغادر الموقع، ناشدته مرة ثانية وثالثة أن يبقيني لحين زوال ظروفي المادية، خاصة أن وضعي المعيشي لا يسمح لي باستئجار منزل آخر أسكن فيه أطفالي، كي أحميهم من حرارة الشمس الملتهبة والرطوبة القاسية، ولكنه لم يضع هذه الظروف في الحسبان، وأصرّ على أن يلقي بي وبأولادي في الشارع، من دون مراعاة للوضع المأساوي الذي أعيشه».
أكوام التراب
وبين العم أحمد: «ضاقت بي الدنيا بما رحبت، عندما لم أجد بداً من الخروج، أخذت أطفالي السبعة، وبعض أمتعتي التي أحتاجها، ولم تتعرض للتلف من جراء أكوام التراب التي انهالت علينا، حيث حملتها في سيارتي المتهالكة، وبدأت بالبحث عن مسكن يؤوينا، ولكن حال الفقر بيني وبين إيجاد سكن مناسب لقدرتي المالية، فجلست في أحد الأرصفة بضعة أيام، قبل أن أنتقل إلى هذا المكان في كورنيش الدمام».
ويتابع «هنا اخترت المكان الذي سوف أعيش فيه، فهو يقع في الجهة المقابلة للواجهة البحرية للكورنيش، وتحديداً في المنطقة الترابية، وسأضطر أن أعيش في هذا المكان لمدة مجهولة، وتحديداً لحين زوال ظروفي، حيث قمت بنصب خيمتي المترهلة، وسط أكوام من الأعشاب البرية، التي تحيط بنا، وأجلست فيها أطفالي في ظل هذه الأجواء الحارة في النهار والرطوبة في الليل والتي نشهدها حالياً».
الجوامع و المجمعات
وبيّن العم أحمد «مضى على خروجي من البيت الذي كنت أسكنه، والعيش في هذه الخيمة وفي هذا العراء أكثر من أسبوعين، وما زلت أبحث عن مسكن، ولكن بسبب ظروفي المادية التي أشرت إليها سابقاً، واشتراطات أصحاب مكاتب العقار الصعبة التي يضعونها أمامي، بأن عليّ أن أدفع مقدم عقد، جعلني عاجزاً عن استئجار شقة»، موضحاً «نومي في هذه الخيمة وفي هذا المكان لا يؤلمني، فأنا قادر على تحمل المشاق التي تربيت عليها منذ كنت صغيراً، ولكن ما يؤلمني أن أجد أطفالي تتدهور صحتهم أمامي، وفي أعينهم أسئلة صعبة، لا حل لها»، مضيفاً :»من يحتاج أن يقضي حاجته من الذكور، يذهب بعيداً في العراء، أما الإناث، فأذهب بهم إلى الجوامع أو المجمعات التجارية القريبة من الموقع».
استئجار منزل
ويتحدث العم أحمد عن ظروفه المادية والألم يعتصره «أنا رجل ، لا أملك أي دخل ثابت يساعدني على تأمين متطلبات أطفالي الصغار، أو تسديد قيمة إيجار مسكن، فكيف لي أن أقوم باستئجار مسكن يؤوينا جميعا، وهذا الشيء هو ما جعل صاحب البيت لا يكترث لما أعانيه من صعوبات تحول دون إيجاد مسكن آخر، فأقدم على هدم البيت بمجرد أن سمحت له البلدية بذلك».
مضيفاً :»قبل أن يتم طردنا من البيت، كنا نعيش على ما يقدمه لنا الجيران من مساعدات عينية أسد بها جوع أبنائي الصغار، بالإضافة إلى بضعة ريالات قليلة تدخل جيبي من بيع حديد الخردة والبلاستيك، ولكن بعد ما صار موقعنا في العراء، صار أطفالي يبحثون عمّا يسد رمق جوعهم من النفايات وبقايا الأطعمة التي يتركها زوار الكورنيش».
حديد خردة
وعن الحالة المأساوية التي تعيشها الأسرة وسط العراء، قال العم أحمد: «رغم صعوبة الوضع، إلا أنني لازلت أبحث عن الحديد الخردة هنا وهناك، من أجل أن أبيعه لأحصل على بعض الأموال البسيطة، التي تمكنني من تأمين لقمة العيش لأطفالي لسد جوعهم، حيث أخرج بسيارتي برفقة أطفالي من الصباح الباكر، ونتنقل في عدة أماكن للبحث عن قطع الحديد، وبعد جمع كمية منه داخل شنطة السيارة، نقوم ببيعها في أماكن بيع الخردة، قبل غروب الشمس»، مضيفاً: «عندما سكنا هذه الخيمة وسط العراء، مرت علينا أيام عدة، كنا نعاني من شدة الجوع والعطش، ولم يكن بوسعي فعل أي شيء لأطفالي، وفي بعض الأيام كان البعض ممن يأتي لزيارة الكورنيش، ويرانا يقوم بمساعدتنا».

صحيفة اليوم الالكتروني
31
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جورجيو
جورجيو
لاحول ولاقوة الا بالله
الجو في داخل البيت ماينطاق كيف هم بهالوضع؟
فساتين حواء
فساتين حواء
لا حول ولا قوه الا بالله
مرووج
مرووج
لاحول ولاقوة الا بالله
الجو في داخل البيت ماينطاق كيف هم بهالوضع؟
نادر غلاها
نادر غلاها
الله يفرج همه يارب
ماسه لابسه الماسه
ارفع راسك انته سعودي