الغيرة عند الأطفال

الأمومة والطفل

الغيرة هي العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال ويقصد بذلك الغيرة المرضية التي تكون مدمرة للطفل والتي قد تكون سببا في إحباطه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية .والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمح في نفس الوقت بنموها فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان فهي حافز على التفوق ولكن الكثير منها يفسد الحياة ويصيب الشخصية بضرر بالغ وما السلوك العدائي والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثرا من آثار الغيرة على سلوك الأطفال ولا يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين وهذا لا يسبب إشكالا إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجا سليما إما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرة فإنها تصبح مشكلة .ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة والغيرة من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها .والغيرة شعور مؤلم يظهر في حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على رغباته ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة كبته كاللامبالاة أو الشعور بالخجل أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام . والغيرة في الطفولة المبكرة تعتبر شيئا طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور لرغبتهم في إشباع حاجاتهم دون مبالاة بغيرهم أو بالظروف الخارجية وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين ثلاث إلى أربع سنوات وتكثر نسبتها بين الفتيات عنها بين البنين .والشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الفرد ويسبب له صراعات نفسية متعددة وهي تمثل خطرا داهما على توافقه الشخصي والاجتماعي بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر أو الرغبة في شد انتباه الآخرين وجلب عطفهم بشتى الطرق أو التظاهر بالمرض أو الخوف والقلق أو بمظاهر العدوان السافر .
ولعلاج الغيرة أو للوقاية من آثارها السلبية يجب عمل الآتي:
• التعرف على الأسباب وعلاجها .
• إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء.
• تعويد الطفل على أن يشاركه غيره في حب الآخرين .
• تعليم الطفل على أن الحياة اخذ وعطاء منذ الصغر وانه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين .
• تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين .
• بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده .
• توفير العلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل دون تميز أو تفضيل على آخر مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته فلا تحيز ولا امتيازات بالمعاملة على قدم المساواة .
• تعويد الطفل على تقبل التفوق وتقبل الهزيمة بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب دون غيرة من تفوق الآخرين عليه بالصورة التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه.
• تعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة ومشاطرتها الوجدانية ومشاركة الأطفال في اللعب وفيما يملكه من أدوات .
• يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر كما انه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقا .
• يجب على الآباء والأمهات أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها .
• تنمية الهوايات المختلفة بين الإخوة كالقراءة وغير ذلك وبذلك يتفوق كل في ناحيته ويصبح تقييمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين.
• المساواة في المعاملة بين الابن والابنة لان التفرقة في المعاملة تؤدي إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمو عند البنات غيرة تكبت وتظهر اعراظها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن.
• عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض فان هذا يثير الغيرة بين الإخوة الأصحاء وتبدو مظاهرها في تمني وكراهية الطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة .
3
704

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غرشوبة أبوظبي
تسلميين الغالية
بارك الله فيكِ
ولاف
ولاف
الله يعطيك العافيه