..
.
هذه القصة سبق وأن أعدت تطوريها وتنقيحها أكثر من مرة ولذا أريد منكن الآن النقد عليها لأرى
ما بقي فيها من أخطاء من حيث البناء أو من ناحية الأخطاء الاملائية والنحوية ..
.
.
.
الغُـروبُ الأخِـيرْ
.
.
تحرك قاربه بعيداً نحو البحر ، وأثناء ذلك تناهى إلى سمعه صدى صوتها الجميل فالتفت ليراها ووجد حقاً تقاسيم جسدها الطفولي الصغير وهي واقفة تلوح له من بعيد و تقول :
عد باكراً يا أبي .
ابتسم بحزن وهي يجلس بتهالك ويتذكر موقفها معه قبل قليل .
- أبي خذني معك إلى البحر.
- عذراً صغيرتي لا استطيع أن آخذك معي اليوم ، ولكنني أعدك المرة المقبلة بإذن الله.
تذكر صياحها المرتفع وجرها لثوبه في احتجاج وغضب على كلامه هذا :
لا أريد أن أبقى لوحدي يا أبي .. لا أريد .
حرك يده فجأة وهو يتذكر عندما مسح بها على شعرها البندقي وهو يقول مهدئاً :
لا تقلقي عزيزتي سأعود عند المغيب بإذن الله فهذه ليست أول مرة أذهب فيها إلى الصيد .
أغمض عينيه بألم عندما تذكر صياحها الذي علا أكثر مصاحباً بدموعها الغزيرة وهي تقول :
ولكنني خائفة بأن ترحل عني هذه المرة كما رحلت عني أمي من قبل !
ضمها إليه في تلك اللحظة والابتسامة الصفراء توسط وجهه لأنه تذكر وفاة زوجته زينب التي كان سببها مرض حاد تفشى في القرية ولم يستطع وقتها تقديم الدواء لها بسبب فقره الشديد فكانت ارداة الله أن تموت بسبب ذلك المرض .
همس بألم وهو يرى قاربه يشق الطريق وسط هدوء البحر وسكونه والأمواج تتحرك وتصدر إيقاعاتاً موسيقية تبعث على الشاعرية والرومنسية وطيور النورس تحلق فوقه وهي تخربش بصفحات السماء بتحليقها وهي تبحث أيضا عن لقمة عيش لتأكلها وتسد جوعها وجوع أطفالها به:
ليتك الآن بيننا يا زينب !
ثلاث سنوات مرت على رحيلك ولازلنا نعاني من فراغ وجودك ومن ابتسامتك العذبة التي تبعث الأمل إلى قلبي كل صباح !
وتذكر وصيتها قبل وفاتها بأن يُحفظ سنابل القرآن كاملاً وأن يعتني بها كما لو كانت هي موجوده وأن يهتم لتنشأتها فتاة صالحة بارةً بأهلها .
- هل تعدني بذلك يا عمر ؟
سقطت دمعة من عينيه وهو يتذكر سؤالها هذا وتذكر قوله وهو يطمأنها والتعب بادٍ على وجيههما كليهما :
أعدك ، والآن اشربي فهذا دواءٌ من جارتنا أم محمد جربيه فربما يطرح الله فيه الشفاء.
ولكن كان ذلك متأخراً جداً ولم تعد زوجته ترغب بتذوق شيء أبداً وماتت بعد دقائق قليلة من ذلك ولسانها يردد : يا عمر سنابل .. س ن ا ب ل .
وجاءت دمعة أخرى لتواسي الأولى بوحدتها فنزلت على خده النحيل حتى ماتت على شبكة الصيد التي بين يديه فتنبه لوجوده وهتف بحماس مبعداً عنه جميع تلك الأحزان التي أثقلت بقلبه المكسور:
سأعود يا سنابل بإذن الله .. سأعود فانتظريني .
وتذكر ضحكتها عندما ناولها نقداً وقوله لها هو يطبع قبلة دافئة على جبينها :
لا تخافي يا طفلتي، سأعود باكراً اليوم بإذن الله وسنذهب سوياً إلى السوق لتشتري ما تريدي
من الحلوى والشوكولا اللذيذة وذلك جزاءاً لحفظك آية الكرسي وسورة الناس أيضاً .
تذكر ضحكتها وتقبيلها له بحب وفرح ومسحها لدموعها بيديها الصغيرتين فشد من همته ورمى بشبكة صيده لكي يعود باكراً كما وعد به طفلته الوحيدة .
:.:
ولم يمضى وقتٌ طويل بعد ذلك حتى ثارت الأمواج فجأة وثار أهل القرية وهم ينظرون إلى منظر البحر المفزع بقلق وتضرع إلى الله بأن يرأف بهم وبأهلهم الذين هم في أعماق البحر يصارعون الأمواج العاتية .
وعلى ساحل البحر أيضاً وقفت سنابل بشعرها الثائر في الرياح الشديدة وملابسها التي بالكاد تستر عورتها ويديها المحكمتين على النقود تنتظر عودة أبيها بفارغ الصبر وكل عيناها رجاء وقلق بعودته سالماً ليحقق ما وعدها به.
وجاء الليل ليزيد من رهبة المكان والعاصفة تزداد أكثر وسنابل واقفة برغم ذلك بشموخ حتى طل الصباح بنوره أخيراً وعاد كل شيء إلى ما هو عليه سابقاً .. وتنهدت هي بتعب وهي ترى النقود بيدها وتتأمل المكان بصمت مؤلم فكل شيء عاد .. كل شيء عاد إلا هو لم يعد ليشتري لها حلواها اللذيذة التي وعدها به ولازالت الأحلام تغريها كل ليلة بعودته !!
- تمت -
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وكان .. الغروب ..الأخير
الغروب .. الأخير
الغروب ..الأخير
ترى من سيكون لسنابل؟؟؟!!!
الغروب .. الأخير
الغروب ..الأخير
ترى من سيكون لسنابل؟؟؟!!!
* كـان*
•
.. ذات حلم .. :{ .. احتواء أولي وحجز مقعد السبق /{ .. احتواء أولي وحجز مقعد السبق /
مرحباً بك عزيزتي ..
شكراً لاهتمامك ..
ولا أخفيك سراً بأنني كنت
انتظرك كالعادة ..
بانتظار زيارتك الأخرى
بشوق ..
.
.
كَان حُلماً..}
شكراً لاهتمامك ..
ولا أخفيك سراً بأنني كنت
انتظرك كالعادة ..
بانتظار زيارتك الأخرى
بشوق ..
.
.
كَان حُلماً..}
كان الله في عون السنابل فمن خلقها لايضيعها..
كأني قد انفعلت...
قصة ممتعة بدايتها.... مؤلمة نهايتها..
*كان* عوداً حميداً...
احب القصص القصيرة فهل من مزيد..
حفظكِ الله،،
الصفحة الأخيرة
احتواء أولي وحجز مقعد السبق /