استَعِينُواْ بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
الـــصــــبـــر
الإيمان نصفان: صبر وشكر،ولما كان كذلك كان حريا بالمؤمن أن يعرفهما ويتمسك بهما، و أن لا يعدل عنهما، وأن يجعل سيره إلى ربه بينهما ومن هنا كان حديثي عن الصبروالصبر عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، وهومن أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت، وقلّ معها صبر الناس
الصبر قلعة حصينه لا يقتحمها جيش ولا يدخلها عدو
الصبر مجاهدة الاحباط ومراعمة الفشل
الصبر قبض على الجمر وستر للجرح وكتمان للمصيبه وتنسم للهواء
الصبر زاد لا ينفذ ومعين لا ينضب وصاحب لا يمل
لا يضمد جرح النفس الا بالصبر
ان الصبر مسلاة للهموم ومسره للمغموم وروح للمنهك وعزاء للمصاب
اذ كان معك الصبر فل عليك من عدد العدو وعتاده
دواء الازمات الصبر
تاتي لكربات ضلمات بعضها فوق بعض عاصفه ناسفه قاصفه
فياتي الصبر فيكشحها
الصبر الجميل لا شكوى فيه فلا يخدش وجه محاسنه
اعتراض ولا يلثم تاجه تسخط
والصبر الجميل سكون للقضاء واطمئنان للعاقبه وانتظار للفرج واحتساب للاجر
وقد يقع الصبر ولكن لا يكون جميلا
فلا يكتم صاحبه شكوى ولا يسر حديثا ولا يدع معاتبه
الصبر غير الجميل تحمل مع انين وتجلد مع تكلف وتصبر بلا تجمل
ولكن الصبر الجميل هو حمل المصيبه بصمت وتلقي الفاجعه بسكون وتقبل الصدمه برضا
الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد
فمن لا راس له لا جسد
ومن لاصبر له لا ايمان له
الطاعه لابد لها من صبر لتكون تماما على الذي احسن
بعدم الصبر تكن جسما بل روح
وصوره بلا مضمون
والفاظا بلا معان
المعصيه لا تقاوم بلا صبر لئلا تضعف النفس
فبالصبر لا تجد المعصيه الى القلب سبيلا
المصيبه لا توجه الا بالصبر لتخف وطاتها
اذا عدم الصبر صارت المصيبه مصيبتين
و1ذا حضر الصبر تصبح الخسائر ارباحا
من ارد الحياه بالا صبر
فقد رادها على غير طبيعتها
الصابر يعيش بصبره في النعيم
والجازع يعيش بجزعه في جحيم
........
صبر ادم على مفارق الوطن الاول من الجنه
وصبر نوح على فقد الولد
وصبر ابراهيم مقام ذبح الابن
وصبر داوود على مرارة الندم
وصبر يعقوب على فراق يوسف
وصبر موسى على اذى الطاغيه
وصبر سليمان على فتنة الدنيا
وصبر عيسى على الم الفقر
واما رسولنا صلى الله عليه وسلم
فصبر عليه كلها وعاشها كلها وذاقه كلها
ففاز بالمقامات كلها
واصبر صبرا جميلا
وجزأك الله خير