والأم تقول لإسرائيل"يتّم الله أطفالكم"
غزة-معا- ليست كباقي النساء، صفراء، عيناها أدمعتا كثيراً لليلتين، وذراعاها تهدلتا، لم يبق في مآقيها الكثير.. كلمتان فقط قالتهما:" سأقول لإسرائيل يتم الله أطفالكم كما يتمتم أطفالي وبعدها سأقول لكم آسفة لم أقصد".
"كان سعيد يملك دجاجة تبيض كل أسبوع بيضة من الذهب، مضى على هذا الحال أربعة أسابيع فأراد أن يكتشف سر هذه الدجاجة ويحصل على ذهب كثير دون انتظار دفعة واحدة، فذبح الدجاجة ولكنه وجد بطنها فارغاً" تصرف لم يعجب رمضان الطفل الشهيد، وأجاب على ورقة الامتحان قائلاً تصرف لا يعجبني، فهل يعجبك يا رمضان أن تلق حتفك بين ألواح سقف منزلك؟ وهل يعجبك أن تصيح والدتك في ليلة ماطرة ظلماء زوجي زوجي أنقذوه، اولادي وبيتي يا حسرتاه ويا ويلاه !!.
في لحظات وداعها لطفلها رمضان قبلته والدته سعدة عروق وهمست في أذنيه بكلمات قليلة، وقالت لهم هيا خذوه لقبر والده ليطرح عليه السلام مني" هي ليست امرأة عادية لقد ودعت في ليلة وضحاها زوجها وابنها والثالث لا زال ينتظر وأيضاً بيتها.
" ديروا بالكوا على مرتي وأولادي هما أمانة برقبتكم" آخر كلمات نطقها الزوج بهجت الزعلان الذي افتدى زوجته وطفله أحمد "خمسة شهور" ونام فوقهما حين انهارت على سريره جدران البيت وسقفه الاسبستي، في ليلة قرر الاحتلال أن يقصف بصواريخ حديثة موقعاً للمقاومة الفلسطينية ليس إلا أرضاً خالية بجوارها منزلين فقيرين.
في الغرفة المجاورة التي يفصلها جدار ضعيف كان باقي الأطفال رمضان " 10" أعوام، ويوسف" 9" أعوام وريما وإيمان طفلتان بعمر البراعم، ينامون هانئين ملتحفين بعضهم البعض متقين برد تلك الليلة، ساعة من الفجر، ساعتان ثم أتى الموت ملتحفاً بعشرات القذائف، الحجارة، الحبال وأغصان الشجر القريب المتطاير، جاء الموت لينفذ إلى قلب الوالد المسكين الذي قال " أولادي"، اختطفه وغرز في قلب رمضان الطفل البكر قذائف من نوع لا يرحم، وفي قلب يوسف ذاتها ونجت أيمان وريما والطفل الرضيع بمعجزة إلهية والأم أصيبت برضوض بعد أن فداها زوجها بروحه وحياته.
مصيبة بغزة تفتحت عليها عيون أهل المدينة كما تفتحت في كل صباح على جرائم احتلالية تقتلع الأب من أطفاله والأم من رضيعها والشجرة من تربتها.
في البيتين المتلاصقين للشقيقين طلعت وبهجت الزعلان، غربي مدينة غزة كان موعدهم مع القصف الإسرائيلي فجر الجمعة، قصف جاء على المنزلين بالكامل فانهار على من بهما وعلى ما بهما من لحم بشري وأثاث ودفاتر.
في غرفة رمضان كانت أوراقه ودفاتره، أوراق امتحان كلها ذيلت بعلامات كاملة فقد كان الأول على فصله الرابع الابتدائي في مدرسة ذكور الشاطئ " ج" حملت كل تلك الأوراق توقيع والده ورقم هويته التي فاخر رمضان بها بين أصدقائه فوالده الحبيب الذي لا يبخل عليهم بشيء قرر أن يوقع اوراق طفله الذكي ورقة ورقة وهو أيضاً لم يبخل بروحه فأنقذ الرضيع والزوجة وفي قبره أيضاً لم ينم وحيداً فاحتضن طفله رمضان الذي لحق به بعد ساعات قليلة.
وهنا الصور من المستشفى وقت الحادث
والتعليق متروك لكم
حسبنا الله ونعم الوكيل فيكي يا اسرائيل
اللهم انصرنا
اللهم انصرنا
اللهم انصرنا
sweetyroro @sweetyroro
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جرح السنين 2010
•
حسبنا الله ونعم الوكيل
الصفحة الأخيرة