بالرغم من الفارق الحضاري والإنساني الكبير من الناحية الحضارية والعمق التأريخي بين حضارة بلاد الرافدين الغنية والموغلة في القدم , والتي تعتبر كأٌقدم حضارة إنسانية وجدت على سطح الأرض يعود تأريخها لأكثر من 7 آلاف عام , وبين الولايات المُتحدة الأمريكية الناشئة تلك الدولة الفتية والمُغتصبة أصلاً من قبل سكانها الأصليين وهُم الهنود الحُمر , والتي لا تستند لأي شرعية أو تحفل بعمق تاريخي يُذكر أو حضارات قديمة خاصة بتلك الدولة الأمريكية الشمالية المُستحدثة , باستثناء طبعاً حضارات أمريكا الجنوبية الزاخرة كحضارة المايا والأزتيك في المكسيك وكذلك حضارة الإنكا في الأنديز وغيرها من الحضارات الأُخرى , إلا أن التطور العلمي الهائل والتفوق التكنولوجي الحالي والذي هو بالقطع يصب في صالح أمريكا , فهو يُعادل نفس الفارق الزمني أو التفوق التاريخي والحضاري العراقي الزاخر على أمريكا ؟
ومن سخرية الأقدار أن هناك غرب أمريكي مُتعجرف يتصرف بأخلاق راعي البقر الأمريكي المُستهتر والمتعجرف والذي يتصرف على غرار عُتاة المُجرمين والمطلوبين الخارجين على القانون , فلا يتورع هذا الكابوي الجديد من إطلاق الصواريخ المُدمرة والعابرة للقارات وتحريك حاملات الطائرات العملاقة لقصف الدول الآمنة وتدمير الحضارات وقتل الأبرياء بحجج واهية وأكاذيب مفضوحة .
بالمقابل يوجد هناك غرب عراقي مُقاوم ( مُتمرد ) غير مشهور دولياً ولكنه أستطاع أن يُركع ذلك الوغد التكساسي الحثالة ودفعه لأن يبكي ويتوسل بأعدائه طالباً منهم الرحمة والعفو مُضطراً ومُرغماً لطلب الصفح من قبل ضحاياه !؟
فهل هو ياترَ صراع بين غَربين مُختلفين أي بين حضارة قديمة علمت البشرية الحروف الأبجدية وهي أول من سنت القوانين البشرية , وبين حضارة جديدة مسخ طارئة احترفت القتل وامتهنت التدمير والإبادة الجماعية ؟
فمن جهة هنالك الغرب الأمريكي الرأسمالي الهمجي الطاغي الذي كان قد أباد ملايين البشر من قبائل الهنود الحُمر فأستعمر أراضيهم الغنية واستولى على ثرواتهم وأغتصب نسائهم ؟
وكذلك هو نفس الغرب الذي أستخدم القنابل النووية في ضرب اليابان ومسح مدينتي هورشيما ونغزاكي من على الوجود !!!
وبين ذلك الغرب العراقي العميق والموغل في التأريخ والذي كان وليداً لأقدم الحضارات الإنسانية ومهداً للرسالات السماوية وقائداً للفتوحات الإسلامية وداعماً قوياً لانبثاق الخلافة العربية الإسلامية في بغداد الرشيد ؟
فقبل أربعة أعوام كان قد أعلن ذلك الفتى التكساسي السكير جورج دبليو بوش الأبن , وبكل ثقة حمقاء وعجرفة خرقاء بأنهُ قد قرر أن يُغزو العراق ضارباً بقرارات الأمم المُتحدة عرض الحائط , ومخالفاً بذلك قوانين ما يُسمى بالشرعية الدولية المزعومة !؟
وظن ذلك الكابوي الأهوج أن دخول غرب العراق هي مُجرد نزهة برية للكشافة في الغرب التكساسي الجميل وهي رحلة مضمونة العواقب , ومؤكدة الربح !؟
وتصرف بوش هذا , هو ليس غريباً على عقلية رعاة البقر , لأنهم لا يتعضون من التجارب ولا يتعلمون من الأخطاء ولا يستوعبون الدروس والعِبر !؟
ومن شاهد منكم رياضة أو لعبة الروديو الأمريكية والتي تعتبر من ضمن ثقافة وموروثات رعاة البقر في الغرب الأمريكي , يستطيع أن يعرف عقلية هؤلاء القوم ويُحلل نفسية ذلك الكابوي الأمريكي المتهور ؟
وبالمناسبة على ذكر الروديو والثيران الهائجة , فأن الثور المُجنح العراقي العملاق والذي كان مشهوراً بقوته ومعروفاً بشدته عبر الحضارات العراقية القديمة , ولذلك اتخذته أغلب الحضارات العراقية الوثنية المتواترة كآلهة وشعاراً يرمُز للقوة والذكاء .
وكانت تلك التماثيل التي تصور هيئة ذلك الثور المُجنح فهي تجمع بين السلطة الإلهية ( الخوذة ذات القرون ) كما كانوا يعتقدون آنذاك وبين الذكاء البشري ، وجناح النسر المُهيب وقوة الأسد .
والحمد لله أن مَن على أهل العراق بنعمة الإسلام فنالوا المجد من طرفيه , فقد حازوا شرف حمل راية الدين الإسلامي أولاً ونالوا بعمقهم الحضاري القديم وقوة شكيمتهم وصمودهم ثانياً .
لذا فقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه في أهل العراق مادحاً لهم ومعترفاً بقوة بأسهم وسطوتهم , في أثناء الحروب مع الفرس فقال :
( ما للفـُرس إلا أهـل العـراق !!! )
وهي دلالة وشهادة على قوة شكيمتهم وعلو همتهم وصلابتهم في القتال .
وفي حلبة الروديو الأمريكية تلك , يؤتى بثورٍ عظيم ويربط بحبل في أسفل البطن لكي يضغط أعضائه التناسلية , ثم يحشر في مساحة خشبية ضيقة تسمح لذلك الكابوي المُغامر بامتطائه , فيمسك الحبل بيده اليمنى ويرفع يده اليسار في الهواء دلالة على التمكن والثقة بالنفس , ثم تفتح أبوب تلك الحلبة ويبدأ ذلك الثور المسكين بالقفز والرفس والانتفاض , مُحاولاً إسقاط ذلك الكابوي القذر الذي يضغط بقوة على خصيتيه ؟
وهنا الأمور تبدو طبيعية ومُمتعة بالنسبة للمُشاهدين الساديين ممن تعودوا على تلك الممارسات الوحشية , طبعاً باستثناء جمعيات الرفق بالحيوان التي تعارض تلك الرياضة أللا إنسانية , بينما يشعر رعاة الأبقار بالزهو والنشوة والغرور وهم يمتطون تلك الثيران المُستباحة بدون ذنب , وهذه اللعبة متداولة لدى رجال الكابوي (cowboy) في مدينة تكساس وفرجينيا وبقية مناطق رعاة البقر في الغرب الأمريكي .
لكن هناك لقطات مُريعة وعادةً ما تكون كارثية لأصحاب تلك اللعبة ومُميتة للمُغامر الذي يزج بنفسه في مغامرة غير محسوبة العواقب ؟
فلابد وأنكم قد شاهدتم بعض اللقطات القاتلة عندما تُحشر أصابع ذلك الكابوي وتشتبك في حبل ذلك الثور الهائج ؟
وربما شاهدتم كيف يسحب ذلك الثور الغاضب بخصمه الجائر المُعتدي ( راعي البقر ) فيدوسه بحوافره ثم يرفعه عالياً ويضرب به الأرض ويسحله ويجره خلفه ليمسح به الحلبة طولاً وعرضاً ؟
بينما يتحول رجل الكابوي المغرور إلى أرنب مذعور يصرخ بأعلى صوته ويستنجد برفاقه ويتوسل ببقية الجمهور بـ (Help me ) لكي يخلصوه !؟
وحتماً شاهدتم كيف يتدخل رفاق المهنة وأصحاب الكار وبقية الحلفاء والأصدقاء في تلك الحلبة المُميتة , في محاولة يائسة منهم لإيقاف ذلك الثور المُجنح الأسطوري لتخليص ذلك الكابوي الخائب والتعيس من سطوة ذلك الخصم العنيد الناقم , والسعي الحثيث من هؤلاء لفك سراح صديقهم العالق في براثن ذلك الثور الثائر ؟
تلك هي حالة راعي البقر ( بوش الصغير ) وذلك هو شعور الآن بعد أن تورط في ميدان بلاد الرافدين وبعد مرور أربعة أعوام من تمريغ كرامة جيشه العرمرم في الوحل العراقي , والذي بات عالقاً منذُ الأيام الأولى في مُستنقع حلبة الروديو الأنبارية , فأصبح متورطاً وغائصاً حتى الركب في براثن وقواعد تلك اللعبة الجديدة عليه , لأن الملعب هذه المرة هو في ساحة الغرب العراقي المُميت والتي بالقطع تختلف تماماً عن قواعد اللعبة في الغرب الأمريكي الهاديء الذي يعرفه .
http://www.youtube.com/watch?v=3uecsFcbdCU
لقد ظن ذلك الكابوي الأمريكي الغبي بما يمتلكه من قوة وآلة عسكرية متطورة وسلاح فتاك , بأنهُ قادر أن يذل كرامة الأُمم الحية , وقد أصبح عملاق العالم الأسطوري ويستطيع بأدواته المميتة وتقنيته المُتطورة أن يركع الشعوب العريقة والأبية وأن يخضع الأحرار بقوة السلاح ونسي أن تجربة الغرب الأمريكي التي نجحت في السابق في إبادة الهنود الحمر لن تجدي نفعاً مع أسود العراق الكواسر ولا مع ثيرانها المُجنحة , لأن بلاد الرافدين تمتلك مخزوناً ثقافياً غنياً وعمقاً تاريخياً هائلاً لا يملكه ذلك الكابوي الأمريكي المُحتل .
ونسي أن البعوضة رغم ضآلتها فأنها تُدمي مقلة الأسد , وأن باستطاعة العقرب أن تقتل الجمل , فما بالك إذا كان ذلك الحصان الأمريكي البري خصمهُ الأسد !؟
لقد سقط ذلك الحصان الأمريكي الجامح في صحراء الرمادي حسيراً مكسوراً فكبى وخر صريعاً , فتناهشته أسود الشرى , وحسب مبدأ القاعدة التكساسية في هكذا حالات وفي شرع الكابوي الأمريكي في قوانين الغرب فأن الحصان المكسور , يطلق عليه صاحبه رصاصة الرحمة ويقتله ليجنبه مشقة الآلام .
فهل آن الأوان للشعب الأمريكي أن يطلق رصاصة الرحمة على ذلك البغل المكسور والمهزوم , الذي لم يجلب لأصحابه إلا الموت والدمار والعار ؟
ربما تكون صاحبة المزرعة الأمريكية القادمة في الإدارة الديمقراطية الجديدة هيلاري كلينتون , ليست براعية بقر ولا تهوى رائحة الموت ولا تُحبذ المُغامرات التكساسية الفاشلة فتتصرف بحضارة ورُقي مع شعبها وكذلك مع بقية شعوب العالم الحُر , فتجنب شعبها الويلات وتعيد جنودها المُغرر بهم إلى أحضان أمهاتهم سالمين مُعافين , وتنأى بنفسها عن أسلوب العصابات وطرق الخارجين عن القانون في الغرب الأمريكي وبهذا ربما تصلح من أفسده ذلك الكابوي المهووس بالقتل , مُجرم الحرب بوش .
كاس شاهي @kas_shahy
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
أعجبتني هالجملة
7
7
وترى فيه حلبات ثانية اسمها :
حلبة الفلوجة
حلبة الأعظمية
;)
مشكلة رعاة البقر مايعرفون أنهم يحاربون رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ..
رجال يطلبون الموت ويحبونه أكثر من طلبهم _ أي رعاة البقر _ للنساء والشراب ..
رجال طلقوا الدنيا وباعوها .. واسترخصوا أرواحهم في سبيل الله رغبة ًفي جنته ..
انتظري عليهم أشهر معدودة حتى يتسنى لهم التقاط مابقي من كرامتهم التي أهدرها أسود التوحيد في بلاد الرافدين ... <<< هذا إذا بقى لهم كرامة :22: