اللهم إنا نعوذ بك من الجوع..
حكى المؤرخ ابن كثير في (البداية والنهاية) في حوادث سنة سبع
وتسعين وخمسمائة، أن الغلاء اشتد في هذه السنة بأرض مصر جدًا،
فهلك خلق كثير من الفقراء والأغنياء..
أعقبه فناء عظيم..! حتى حكى الشيخ أبو شامة: أن العادل كفن من ماله
في مدة شهر من هذه السنة نحو من مائتي ألف... وعشرين ألف ميت..
وأكلت الكلاب والميتات وأكل من الصغار والأطفال خلق كثير..
يشوي الوالدان صغيرهما ويأكلانه..!
وكثر هذا في الناس جدًا حتى صار لا ينكر بينهم.. فلما فرغت الأطفال
والميتات غلب القوي الضعيف فذبحه وأكله.. وكان الرجل يحتال على الفقي
ر فيأتي به ليطعمه أو ليعطيه شيئًا، ثم يذبحه ويأكله..! وكان أحدهم يذبح
امرأته ويأكلها.. ووجد عند بعضهم أربعمائة رأس.. وهلك كثير من
الأطباء الذين يستدعون إلى المرضى، فكان الأطباء يذبحون ويؤكلون..
كان الرجل يستدعي الطبيب ثم يذبحه ويأكله..! وقد استدعى رجل
طبيبًا حاذقًا، وكان الرجل من أهل المال، فذهب الطبيب
معه على وجل وخوف.. فجعل الرجل يتصدق على من لقيه في الطريق..
ويذكر الله ويسبحه.. ويكثر من ذلك.. فارتاب به الطبيب وتخيل منه.. ومع هذا
حمله الطمع على الاستمرار معـه حتى دخـل داره، فـإذا هي خربة
فارتاب الطبيب أيضًا، فخرج صاحب الرجل وقال له: ومع هذا
البطء جئت لنا بصيد..!! فلما سمعها الطبيب هرب فخرجا خلفه
سراعًا فأفلت منهما ولكن بعد جهد وشر...!
اللهم انا نحمدك حمدا لا تسعة الصحائف والمداد ونسألك من فضلك ورحمتك اللتي وسعت كل شيء
شلالات نياقرا @shlalat_nyakra
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
lazourdee
•
الحمدلله رب العالمين
الصفحة الأخيرة