بسم الله الرحمن الرحيم
المنازل اليوم أصغر حجما, أضيق مساحة, و سقوفها أقل ارتفاعا عنها أيام زمان. تبدل حال المدخل إلى نقطة توزيع إجبارية, ضيقة, كثيرة الأبواب, قليلة االارتفاع بسبب تمديدات التدفئة و التبريد, ما يحد من عمل مهندس الديكور. أضف الى ذلك, أن غالبية المهندسين المعماريين باتوا يهتمون بالناحية العملية لتصميم المدخل, على حساب الطابع الجمالي. لهذه الأسباب مجتمعة أصبح المدخل يشكل تحديا لخبرة مهندسي الديكور و قدرتهم على الإبداع, ضمن مساحة محدودة, باتت معروفة بكونها الأكثر صعوبة في الديكور الداخلي.
قواعد أساسية
يستحسن إحداث تغيير جذري في تصميم المدخل من خلال رسم خطوطه الأساسية بغية خلق بعض الحيوية و الديناميكية في أجوائه. و تعتبر المساحة الخالية انطلاقة ضرورية, كون المدخل هو المقدمة و الممر الى باقي أرجاء المنزل, مع الحرص على معالجة السقف, الجدران و الأرضية بدقة متناهية, و استعمال مواد راقية تبعث شعورا بحسن الضيافة, الدفء و الإنتماء.
إن الشعور بالدهشة في هذه المساحة محبذ, و يمكن ترجمته عمليا باختيارعناصر غير متوقعة تثير التساؤل و الإستغراب مع التنبه الى عدم تحجيم و تهميش هذه المساحة, و ضرورة انسجامها مع التام مع الجو العام للمنزل من حيث اختيار المواد, الألوان و الطراز.
كما بات العديد من المصممين يلجأون الى تصميم المدخل بحيث يكون مساحة مفتوحة على باقي المنزل, عبر الغاء الجدران و الأبواب و استبدالها بحواجز بصرية من مواد و أشكال مختلفة و غير متوقعة, و هذا التغيير أصبح مقبولا لدى الغالبية نتيجة التحول الحاصل في عقلية الإنسان المعاصر و نمط معيشته.
الألوان
في مجال الهندسة الثابتة, أي الجدران و السقف و الأرضية, يجب مراعاة الطابع العام للغرف المجاورة, بينما لا ضرورة للتنسيق الدقيق مع قطع الأثاث مثلا. و قد نلجأ أحيانا الى استعمال الألوان القوية في المدخل الذي يفتقر الى الأثاث. بخلاف باقي الغرف الغنية بتناغم عناصرها.
و المدخل الصغير يمكن تطويره في اتجاهين مختلفين: في الحالة , نركز على صغر حجمه, و كأنه أمر متعمد, وذلك باستعمال ألوان داكنة و أنوار خافتة توحي بأجواء غامضة.
و في الحالة الثانية, نلجأ الى الألوان المضيئة و المطمئنة , و الى المرايا للإيحاء بكبر المساحة.........و عموما يجوز اختيار اللون العاجي للمدخل كونه يناسب المواقع التي تفتقر الى النور الطبيعي, على أن يتم ادخال لمسات لونية عبر القماش, السجاد أو اللوحات.
الأرضية
يفضل اختيارها من مواد متينة , تسهل صيانتها و الحفاظ على نظافتها. و هنا يعتبر بلاط الرخام, الحجر أو السيراميك المطعم برسوم أفضل الحلول. كما يمكن استعمال باركيه الخشب أو الفيينل. أما اذا وقع الإختيار على استعمال الموكيت, فليكن من النوعية الممتازة ذات الوبر القصير. و مهما كان نوعية مواد الأرضية المستعملة, يمكن اغناؤها بقطع السجاد الجميل.
السقف
لمزيد من الجمالية, ينصح بمعالجة السقف مع خطوط الأرضية, و يفضل توزيع إمدادات التدفئة و التبريد على أطرافه, بحيث يبقى وسط السقف مساحة خالية من العوائق, مما يسمح بتصميمها لتكون أكثر ارتفاعا. كما يمكن اضافة زخارف الجفصين المعتقة أو المذهبة حسب الطراز, أو بعض الرسوم ضمن سياق الخدع البصرية و الإيحائية.
الجدران
معالجة الجدران رهن بمساحة المدخل, و هي قد تكون بسيطة, مرتكزة على توزيع اللوحات و الصور الفوتوغرافية, مشغولة بتقنيات مختلفة من الدهان أو بخدع بصرية للإيحاء بكبر مساحتها أو بأجواء معينة. و ينصح بتصميم الأبواب بحيث تتلائم مع الجدران و ألوانها, فلا تبدو نافرة, خصوصا اذا كانت كثيرة العدد.
نذكر أن المرآة الكبيرة تضاعف مساحة المدخل, و توفر لنا فرصة القاء نظرة أخيرة على أناقتنا قبل الخروج من المنزل..
في حال عدم الرغبة بمعالجة جذرية لمدخل تصميمه عشوائي, ينصح بمواجهة التعقيد بالبساطة في الخطوط و أسلوب المعالجة, أي التركيز بقوة على جدار واحد تتفاعل فيه العناصر كافة لتحاكي المدخل و البيت معا.
المفروشات
يكون المدخل غالبا مخرج الطواريء الوحيد, لذا لا ينصح بالإكثار من العناصر التي تعوق الحركة فيه. و يفضل في المداخل الصغيرة الإستغناء عن المفروشات, و الإكتفاء بتزيين الجدران. و عند الضرورة يمكن وضع بعض الأثاث شرط ألا يخنق المساحة و يعوق الحركة. و ننصح بوضع قطع تراثية تضفي رونقا و تألقا, أو قطعة غريبة غير مألوفة تبعث شعورا بالدهشة. أما اذا كان المدخل واسعا فيمكن تزيينه بقطعة تراثية توضع في وسط طاولة مثلا تشكل نقطة تجذب الأنظار و تحدد اتجاهات التنقل حولها.
الإنارة
مهما كان حجم المدخل, تلعب الإنارة دورا رئيسيا في جمال تصميمه, فهي قادرة على إبراز و تثبيت التأثير المستهدف, و هي مهمة من ناحيتي الكمية و النوعية. فالنور الخافت الدافيء و المطمئن يؤكد و يقوي الإيحاء بالراحة و الغموض, في حين أن النور الساطع القوي يكشف المساحة, و يبرز التفاصيل و يحيي الألوان. و يمكن من خلال الإنارة , رسم حدود المساحة, مثل اعتماد إنارة خافتة للمدخل و أخرى ساطعة في الصالون أو العكس. و هكذا نوحي بطريقة غير مباشرة بالإنتقال من محيط الى آخر دون الحاجة الى جدران أو حواجز مادية. و يستحسن استخدام التنوع في إنارة المدخل, منها الموجهة, و المكنونة في تصميم السقف, و الظاهرة عبر ثريا جميلة تشكل بدورها عنصرا حيويا في الديكور, لا سيما في المداخل الواسعة. و يلاحظ اليوم لجوء العديد من المهندسين الى استخدام الإنارة الأرضية لمزيد من التأثيرات الجمالية. كما يمكن في هذا لمجال, اللجوء الى استعمال قواطع من المرايا أو الزجاج كفاصل بين المدخل و الصالون, أو أبواب زجاجية شفافة أو شبه شفافة, يعبر من خلالها النور الطبيعي المنبعث من الغرف المجاورة, مع الحفاظ على نسبة من الحميمية.
المدخل الواسع
يتميز المدخل الواسع عن غيره بقدرته على استيعاب عدد أكبر من العناصر الهندسية و التزينية. و غالبا نجده في المساكن الكبيرة, المتعددة الطوابق, حيث يشكل وجود الدرج في المدخل عاملا جماليا و هندسيا, بشكله و حجمه و المواد المستعملة فيه. كما تلعب الواجهات الزجاجية المطلة على الخارج في مداخل الفيلات دورا أساسيا في الإضاءة , و الربط بين الداخل و الخارج. و يعد تنظيم وجهة التجول في هذه المداخل مسارا رئيسيا في الجمع بين الجمالية و الخصوصية العملية.
والآن مع الصور
تناغم في خطوط التصميم بين السقف و الأرضية
استخدام التنوع في إنارة المدخل
تنوع الإنارة و اختلاف المنسوب
أتمنى يفيدكم موضوعي
بنوتهه توته @bnothh_toth
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
Dr .marwa
•
رووووووعة يعطيك العافية
الصفحة الأخيرة