المرأه الإيجابيه
الماذا الحديث عن المرأة الإيجابية؟..
1- لأن المرأة طاقة عظيمة، وقوة كبيرة في الخير أو في الشر..
2- إن استغلت في الخير أصبحت محضناً يربي الأجيال ويخرّج
3- الأبطال، فهي مدرسة إيمانية كما قال حافظ:
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
فهي مدرسة إن أُعدت لمهمتها..
وإن أهملت إلى تيارات الفساد أصبحت معول هدم للأمة وباب فتنةٍ
كبرى ومصيبةٍ عظمى.. لقد زالت – يوم أن فسدت المرأة –
حضارات كانت في يوم من الأيام مكينة، ولها في الحضارة المادية
مكانة رفيعة.. ففسدت المرأة فخرّ عليهم السقف من فوقهم.. ونحن
نرى اليوم الحضارة الغربية وأثر المرأة في فسادها وترنحها.. ..
2- حاجة الأمة إلى جهود نسائها.. وتكاتفها مع الرجال لتكوين
الأمة المسلمة القوية.. والنساء شقائق للرجال" و ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾…
" فللنساء دور في بناء المجتمع والأسرة لابد من تفعيله.. ليس
دور المرأة مقتصراً على الإرضاع والطبخ.. بل هناك دور أهم من
ذلك وأعظم وهو تربية النشء ونشر الخير والمشاركة في بناء الأسرة المسلمة المتكاملة..
وأما ماذا نقصد بالمرأة الإيجابية..
فهي المرأةُ ذات الشخصية المسلمة، الحقُ غايتها والقرآنُ والسنةُ
منهجُ حياتها، بهما تقتدي وعلى أثرهما تقتفي..
هذا هو التعريف المختصر للمرأة الإيجابية التي نريد أن نتحدث
عن سماتها وصفاتها.. وإليكم بعض التفصيل لهذا الإجمال".
صور من إيجابية المرأة
المرأة الإيجابية طالبة للعلم حريصة عليه.. ذلك لأنها تعلم أنه حياة
القلوب، ونور البصائر وشفاء الصدور، ورياض العقول، وهو
الميزان الذي توزن به الأقوالُ والأعمالُ والأحوال، وهو الحاكم
المفرّق بين الغيّ والرشاد، والهدى والضلال به يُعرف الله ويُعبد,
ويُذكر ويوحّد، ويحمد ويمجد.. به تعرف الشرائع والأحكام، ويتميز
الحلال عن الحرام،.. وهو إمام والعمل مأموم، وهو قائد، والعمل تابع..
مذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد، وطلبه قربه، وبذله صدقه،
فالمرأة الإيجابية حريصةٌ على طلب العلم مجاهدةٌ في الحصول
عليه والزيادة منه تدعو بما أمر الله به رسوله صلى الله عليه
وسلم: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾..
تقتدي بأخواتها المؤمنات اللاتي قلن "يا رسول الله، قد غلبنا
عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك" فوعدهن يوماً، فلَقِيَهُنَّ
فيه ووعظهن وأمرهن.. والحديث في صحيح الإمام البخاري رحمه
الله.. فلم يكتفين بالمجالس العامة التي كن يشتركن فيها مع الرجال
كحضور الصلوات والجمع والجماعات في الأعياد ونحوها بل أردن
أن يخصص لهن مجلساً.
والمرأة الإيجابية ذات لسان سؤول لا يمنعها حياؤها عن تعلم
شيء تجهله، وقد أثنت عائشة رضي الله عنها على نساء
الأنصار، أنهن لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، فطالما
سألن عن الجنابة والاحتلام والاغتسال والحيض والاستحاضة..
ولولا خشية الإطالة لأوردت الأحاديث وسؤالاتهن لرسول الله
صلى الله عليه وسلم في أمورهن الخاصة والعامة.
وهذه عائشة رضي الله عنها كانت تراجع النبي صلى الله عليه
وسلم في أمور لم تعرفها.. قال ابن أبي مليكه إن عائشة كانت لا
تسمعُ شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: قالت عائشة فقلت: أو
ليس يقول الله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ فقال: رواه البخاري.
المرأة الإيجابية متميزة في هذا المجال في صور شتى:- فهي
مشاركة فاعلة في الدور لحفظ كتاب الله وتعلمه و..- ومنها أنها تسمع الأشرطة للمحاضرات النافعة.-
ومنها أنها تقرأ الكتب الشرعية تزداد في دينها بصيرةً.- ومنها
متابعتها للدروس العلمية ولمجالس العلماء.. سواء في الحضور
المباشر أو عن طريق وسائل الإعلام.. كإذاعة القرآن الكريم فيها
من الدروس العلمية ما لو تابعته المرأة.. لارتقت إلى مستوً رفيع
من العلم بالأحكام الشرعية والأمور الدينية.
أيتها الأخوات:إن كتب التراجم والتأريخ قد حفظت لنا أخبار كثير
من النساء الإيجابيات في مجال العلم، واللاتي أذهب الله عنهن
غشاوة الجهل، وحباهن نور العلم والفهم، فتفتحت بصائرهن،
وتخرّج في مدارسهن كبار علماء الدنيا.
ومن هؤلاء: معلمة أمير الحفاظ: الحافظ ابن حجر رحمه الله كان
إذا ذكر أخته ستّ الركب -اسمُها ستُ الركب- قال: هي أمي بعد
أمي.. فقد ربته وحدبت عليه وعلمته..
كما أن الحافظ بن حجر قد تعلم على جماعةٍ من النساء يشار إليهن
بالبنان في العلم حتى إن الحافظ رحمه الله قد قرأ على نيف
وخمسين امرأة.. كلهن شيوخه في العلم.. فمنهن: فاطمة الدمشقية
أم الحسن.. وكذلك في مشايخه فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي
المقدسية أم يوسف, قال ابن حجر رحمه الله: ونعم الشيخة كانت..
وكذلك خديجة بنت إبراهيم وسارة بنت تقي الدين علي السبكي.
وأكثر من الحافظ ابن حجر شيوخاً من النساء الحافظ بن عساكر
رحمه الله.. فقد ذكر شيوخه من النساء فكنّ بضعاً وثمانين شيخة..
و ست الركب بالمناسبة ماتت ولم تبلغ الثامنة والعشرين من
عمرها.. ولكن الإيجابية ترفع صاحبها وتعلي منزلته في الدنيا
والآخرة. ويكفيها فخراً أن من تلاميذها الحافظ ابن حجر رحمه الله..
المرأة الإيجابية والدعوة إلى الخير..
المرأة الإيجابية تدرك أن العمل لهذا الدين مسئولية الجميع ذكرهم
وأنثاهم ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ فلم يخص الحق عز وجل واجب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الرجال دون النساء. وهذا ما
تدركه المرأة الإيجابية, ولذلك فهي تستشعر مسئولياتها في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.. سواء في محيط
بيتها أو خارجه.
فقد روى الإمام ابن كثير ردّ المرأة على عمر في المسجد في
قضية المهور، ورجوعه إلى رأيها علناً.. وقوله: "أصابت امرأة
وأخطأ عمر" رضي الله عنه.. قال الإمام ابن كثير إسنادها جيد..
ومراجعة عائشة للكثير من الصحابة في فتاويهم واجتهاداتهم
واستدراكها على بعضهم هو من الدعوة التي كانت تقوم بها النساء..
وأبواب الدعوة إلى الخير عند المرأة الإيجابية كثيرة يحثها إليها
قول الخالق عز وجل: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾
بيد أننا نذكر ببعض مجالات الدعوة:
1- العناية بدعوة زوجها
وأولادها إلى الخير، وسعيها لتطهير بيتها من المنكرات وإشاعة
الفضائل والمكرمات.. وقد كانت بعض نساء السلف يقلن
لأزواجهن .2- ومن مجالات الدعوة أيضاً:
الدعوة في أوساط النساء سواء في مجالسهن أو في المدارس
والجامعات.. تنشر الخير عبر الكلمة الطيبة والقدوة الصالحة
والشريط النافع والنشرة المفيدة..
3-المشاركة في المحاضن التربوية والمدارس الإيمانية كدور
4- تحفيظ القرآن واللجان النسائية للمؤسسات الخيرية كالندوة
العالمية وندوة الإغاثة
5- الكتابة في المجلات والصحف.
6- متابعة قضايا الأمة وتقديم ما تستطيعه للمجاهدين وربط
أخواتها النساء بهذه القضايا وإشعارهن بأن لهن دوراً لابد من
القيام به لنصرة الإسلام في أي مكان في العالم..
7 فإذا سقط وجوب الجهاد القتالي على المرأة فإن الجهاد
المالي قد لا يسقط إن كانت من أهل المال أو تستطيع أن تنصر
إخوانها بالمال كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله..
فالمرأة الإيجابية لا تراها إلا تربي طفلاً
أو توجه زوجاً
أو تدعو رباً
أو تنشر خيراً
أو تبذل مالاً
أو تقدم عوناً
المرأة الإيجابية ملتزمة بشرع الله.. فهو نهج حياتها..امرأة
مؤمنة.. وصلت بحبل الله عروتها، وأضاءت بنوره خطوتها،
وعمرت بحبه قلبها.. ورطّبت بذكره لسانها، وشغلت بطاعته
جوارحها.. فهي بالله ولله ومن الله وإلى الله.. بالله اعتصامها، ولله
قيامها، ومن الله استمدادها، وإلى الله فرارها، وعلى ضوء كتابة
وسنة رسوله حركتها وسكونها.. تحب في الله، وتبغض في الله،
وتصل في الله، وتقطع في الله، وتعطي لله وتمنع لله.. فالله مبدؤها، والله غايتها..
﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162} لاَ شَرِيكَ لَهُ﴾.
فالمرأة الإيجابية امرأة موّحدة.. توحيدُ الخالق يسري في كيانها،
فهي تؤمن به، وتتوكل عليه، وتثق به وتتجه إليه في سرائها
وضرائها.. إذا مسها خيرٌ شكرت ولربها حمدت.. وإذا أصابتها
ضراء صبرت وتقرّبت إلى خالقها وتذللت.. وراجعت نفسها
واستغفرت، لأنها تقرأ قوله تعالى:
﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾..
فكونــــــــي هذه المرأة الإيجـــــابيه
حنونه وحبوووبه @hnonh_ohbooobh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️