في الوقت الذي سئمت فيه المرأة السعودية من اختزالها محلياً في إطار العبارات المحافظة الموغلة في العموميات المستهلكة للتعبير عن مكانتها على نغمة الطبطبة في قلب نصفها الآخر – الأم والأخت والزوجة والابنة – وبعد أن تلبس الرأي العام في مناطق ما وراء البحار انطباعاً جائراً يعتبرها الحلقة الأضعف في مجتمعها بصفتها تابع يطغى على معظم تفاصيل حياتها اليومية قيود مفروضة، أظهرت دراسة بريطانية دغدغت مشاعر المرأة السعودية وأعطتها شيئاً من حقها، لوت نتائج الدراسة أعناق الرؤى الضبابية، وتبوأت السعودية مقعد ثالث أجمل امرأة في العالم.
رقة السعودية المرصعة بالحشمة التي ترافق تصرفاتها وقدرتها التفاعلية مع معطيات الموضة دون إفراط أو تفريط واجهت معايير التصنيف العالمي، من ناحية أخرى اعتمدت الدراسة على عنصر جمال المرأة السعودية كمعيار وقد حاز هذا العنصر درجة الامتياز لا شك، تقول الدراسة أن الحنان وافر ومتوفر في قلب المرأة العربية السعودية وتباعا يمدها ذلك بطاقة حب كاملة وبهذا استحقت موقعا متقدما في الطليعة في النتائج النهائية للدراسة.
هنا، أنصفت الدراسة الغربية المرأة السعودية من حيث الصفات الشخصية والطباع، وقدمت جمالها وجاذبيتها إلى العالم ومن المؤكد أن لفطنة السعودية حشوداً حركت صورتها الجميلة في عيون الآخرين رغم تعميمها بغشاوة المُروج من الأحاديث المغشوشة المضادة لواقعها.
ومما يجب قوله لفريق الدراسة من باب الإيضاح الموضوعي أن المرأة السعودية بشكل عام يحتمل الاستثناء، أكثر جمالا في حقل التربية والتعليم ولإيقاع خطواتها في ردهات الجامعات موسيقى إبداعية تضيء الطريق إلى المستقبل الواعد، وإنها في المستشفيات تقدم الأعمال الإنسانية بثقة وهي أكثر جمالا ورقة وأينما اتجهت وفي أي ميدان مهني في الداخل أو في الخارج يعانق جمالها الريادةَ والتميزَ ومع كل هذا يجدها الجميع ربة بيت عظيمة تطرز جمالها بالطهارة والتقوى.
على الأرضية المحلية يتجاوز التعاطي العام مع شؤون المرأة هذه الحدود أحيانا ويقصر عنها أحيانا كثيرة، على امتداد الطريق مناطق بركانية متناثرة يصطدم بها مد القصص المنسوجة في معمل النزعة العصية على التحديد المفضي لمنطق مقبول على ساحة الزمن الحاضر.
يتشكل حول هذا الكائن الجميل الطاغي دفئا وجهات نظر ذكورية مدعمة بمشاغبات أنثوية في بعض الأحوال، تارة نصب جم الخوف عليها والرغبة في تخصيصها تحت قلق الخوف من ماردها المزعوم وسطوة شهوة الشارع المتوحشة، وتارة نتسلل إلى منافذ حياتها الخاصة وخصوصيتها عبر محطات التاريخ المنقول لنستفز أنفسنا ونلوي ذراعها في وقت واحد، ومن جهة أخرى نلقي بمخمليات الرؤى والتوقعات حواليها وعليها باستراتيجية المارد الذكوري المتعطش في الخفاء والبيان لملامسة وجودها على ساحة المسرح العام تحت مظلة الانضباط ودونما شروط تحد من الالتقاء المباشر في محور دائرة الحراك النهضوي العالمي المحفز بشكل غير مقيد وفقا للإعلان المنشور في النفوس المؤوّل مسبقا بالأقوال المبعثرة المنثورة.
هل هذا المقام البارز للمرأة السعودية هو المسؤول عن نشأة التلصص ثنائي الاتجاه ( التلصص للمراقبة والتلصص للتحرش ) إذا كان الأمر كذلك فالمسألة ستطول وتطول، أم أن المسؤولية تعود إلى قلق مسخن بحوادث فردية يفرضها غياب المدينة الفاضلة وعوامل أخرى لا تقل أهمية، هل يمكن اعتبار الأنثى المسألة والمسؤولية، هل نطالبها باستعمال وعيها وثقافتها وما حباها الله من نعم أخرى لترويض العالم الذكوري وإخراجهم من دوائر شؤونها الخاصة كخطوة فاعلة لتغييب الوصاية الفكرية؟، في هذا المحور تتشابك الأمور .
في العموم، المرأة السعودية هي العنصر الأهم على طاولة النقاش الشعبي الممتد التأثير وهي العنصر المحرك لبعض الخصومات الحوارية، هي بلا منازع وقود النقاشات المتباينة في التوجهات والغايات، إنها الآن تعاني فهل تتحد الجهود لخدمتها وسماع صوتها؟:
إنها تموت على الطرقات في الصباحات الباكرة (موت المعلمات) لماذا لا يلحق بالمنشأة التعليمية البعيدة سكن للمعلمات؟ لا يوجد عذر.
إن أطفالها يموتون على أيدي الشغالات! نظام العمل يلزم أي منشأة بتخصيص حضانة لأطفال العاملات، من عطل النظام؟ منْ سيحاسبه؟
إنها تعاني تكاليف حضانة أطفالها المرتفعة في الخارج ومازالت جميلة وتبدع وتتفوق وستعود لخدمة البلاد والعباد، من حال بينها وبين عطف الدولة؟ من سكت عن معاناتها؟. أسئلة كثيرة.
إنها جميلة وتعاني!! هل مازالت هي الأم والأخت والزوجة والابنة؟
*نقلا عن صحيفة "الشرق" السعودية.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ماشاء الله عليك قريت لك اكثر من موضوع ومميزه بعد بس منقوله اخخخخخخخخخخ امزح
ماشاء الله عليك وشكرا ع النقل
ماشاء الله عليك وشكرا ع النقل
الصفحة الأخيرة
اقول يا زين السهل الممتنع بس
شكرًا على النقل الله يعطيك العافية