المصافي الإيمانية للذنوب
--------------------------------------------------------------------------------
المصافي الإيمانية للذنوب
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
من منطلق قوله : (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، وفي ضوء قوله : ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) تتجه العقول، وتهفو القلوب والنفوس، لمعرفة مسالك هذه التوبة ومتطلباتها، ولإدراك سبلها ووسائلها.
وكلما كانت مخاطر الانزلاق والانحراف كبيرة وكثيرة، وجب أن يكون اندفاع المؤمن قوياً في اتجاه البحث والتنقيب عن أسباب الوقاية والتحصن، وعوامل التطهر والتنظف؛ لضمان تزكية النفس وتصفيتها، ورجاء تخلصها من أوزارها وذنوبها.
ضرورة ووجوب التصفية
في هذه الحمأة من الفعل وردته، والذنب وتوبته، تتجلى لنا وتتكشف أبعاد اللطف الإلهي، والمدد الرباني، للعبد المؤمن، حيث لا يدعه يتخبط وحيداً، وقد استحب الخير واختار الهدى، وإنما يهيئ له معارج للتزكية والتصفية، تتحات من خلالها أوزاره وذنوبه كما تتحات أوراق الشجر، بل ويبدل الله سيئاته حسنات مصداقاً لقوله تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} .
أولاً: المصافي العبادية
1- المصافي اليومية
من خلال الصلوات الخمس، فرائض وسنناً ونوافل، بما من شأنه إزالة آثار ما يمكن أن يقع فيه الإنسان من ذنوب وخطايا في اليوم والليلة، حيث جاءت اللفتة النبوية إليها واضحة جلية في قوله : ( مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون ذلك يبقي من درنه؟ ) قالوا: لا شيء. قال : ( فإن الصلوات الخمس تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن ) .. وفي إشارة أخرى يقول رسول الله : ( إن الصلوات كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) ، .
2- المصافي الأسبوعية
فإن لم تكف المصافي اليومية في محو الأوزار والذنوب، ردفتها المصافي الأسبوعية المتمثلة: بيوم الجمعة اغتسالاً وتطهراً وخطبة وصلاة، وما يكتنزه هذا اليوم المبارك من خير عميم..
3- المصافي الموسمية
وتأتي هذه المصافي لتكمل ما عجزت عنه غيرها وما تراكم من ذنوب وخطايا، كصيام شهر رمضان بدليل قوله : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وستة أيام من شوال وبركات العشر الأوائل من ذي الحجة التي جاء فيها قوله : ( ما من أيام، العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ) وصوم يوم عرفة الذي قال فيه رسول الله : ( يكفر السنة الماضية والباقية ).
4- مصفاة العمر
المتمثلة بفريضة الحج وما تذخر به من مناسك وأعمال خير وبر، اختصرها رسول الله بقوله: ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) .. وقوله: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
ثانياً: المصافي الدعوية
ففي المصافي الدعوية قوله : ( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) .
ثالثاً: المصافي الخيرية
كقضاء حاجات الناس، ورفع الظلم عنهم، وتيسير عسرهم، وتفريج كربهم والتخفيف عنهم، والمطالبة بحقوقهم، وكفالة أيتامهم، ورعاية أراملهم، وإيواء مشرديهم، بدليل قوله : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كرب يوم القيامة ) ،وقوله: ( الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الليل الصائم النهار ).
رابعاً: المصافي الابتلائية
وقد تكون مصافي الذنوب وكفارات الخطايا من طريق الابتلاء، وقد ورد في ذلك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية منها قوله : ( إن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ) وقوله: ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) ، وقوله: ( عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن ) .
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً للإفادة من هذه المصافي الإيمانية، ويجعلها كفارات لذنوبنا، وأن لا يقبضنا إليه إلا وهو راضٍ عنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
‘نشريها الاجل
منقول
am.212.am @am212am
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وشي محزن انه لم يقراها الا 7========وكأن الناس ما شاء الله نقية
فعليك افضل الصلاة والسلام يارسول الله (يصلي القيام حتى تتفطر قدماة00وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبة==ويقول(افلا اكون عبدا شكورا)