نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

الموؤودة الصغيرة

ملتقى الإيمان

انتهيت من التبضع في المركز العالمي للتسوق ...
ولأن حملي كان ثقيلاً أشار إلى البائع الصيني إشارة فهمت منها : هل تريد عاملاً للتحميل ؟ فأجبت : نعم ...
فخرج ثم عاد ومعه شابة صينية صغيرة قد لاتتجاوز العشرين ربيعاً..
فقلت له أين العامل ؟؟
فقال : هذه !!
استنكرت الأمر وطلبت رجلاً. ويبدو أن البائع فهم مايجري بداخلي من الدهشة والاستنكار فقال تعال انظر ..وكأنه يقول اختار ماتشاء فإذا هن مجموعة كبيرة من نوعية تلك الفتاة كل واحدة بعربتها تنتظر من يناديهن لحمل الحاجيات ..
لم أرضخ للأمر وخرجت أبحث عن العامل " الرجل " بين " كومة " من العاملات اللواتي عرضن علي الخدمة ..

ليس تقليلاً من شأن المرأة ولا تنقيصاً من قدرها بل عزت علي نفسي أن أمشي وتمشي خلفي فتاة تجر أحمالي وثارت علي مروءتي أن ترافقني - أعزكم الله - تلك السافرة إلى سيارتي وهاجت بي كبريائي أن أشارك هؤلاء القوم في ترخيص شأن المرأة وتنقيص قدرها وهي من أعزها الله سبحانه ورفع قدرها حتى إنه جعل سورة كاملة طويلة باسمها ..
في الجاهلية دفنوا البنت وهي صغيرة لا تدرك شيئاً ولا حول لها ولا قوة خشية العار والشنار...
أما الآن فهاهم يدفنونها ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً وهي كبيرة تدرك ماحولها وتعي ماذا ولماذا وكيف وأين ومتى يفعل بها نعم دفنوها برضاها وبكامل قواها العقلية والجسدية ..بل هي تشاركهم وتقاتل من أجل المزيد من التدفين !!
دفنوها بين أحضان الرجال الغرباء يتلاعبون بها باسم الحرية وقبروها بين أعمال ووظائف تخالف أنوثتها ورقتها باسم المساواة ووأدوها بين الشوارع والأزقة تمشي متشردة لا تنعم بأسرة تحميها باسم الاعتماد على النفس ودفنوها بين جنين تحمله في بطنها وآخر على صدرها وحقيبة كتب على كتفها وتتجه بحملها هذا وذاك إلى مدرستها الابتدائية لتكمل تعليمها ؟!!
نعم دفنوها ويا ليتهم دفنوها بثيابها وسترها كما دفنت ووئدت تلك " الموؤدة الصغيرة " بل كشفوا عن ثيابها وعورتها باسم الموضة والتقدم والحضارة والذوق السليم هي من ساعدتهم في احتقارها وجعلها سلعة تباع وتشترى...
وهي من أعانتهم في تنقيص شأنها وتنزيل قدرها ...
وهي من أعطتهم الضوء الأخصر لوأدها ودفنها ثانية ...

في الجانب الآخر من السوق وأنا ابحث عن " العامل " رأيت ثلاث نساء مسلمات يمشين متلحفات بخمرهن ومعهن رجل منهن وفيهن يحمل عنهن أكياساً كثيرة ..
يقف إذا وقفن ، ويتحرك إذا تحركن ، هن يشترين وهو يدفع ثم يحمل عنهن يالهن ... ملكات .. نعم ملكات معززات مكرمات محشومات فعند البخاري : أن الأسود- أحد التابعين- سأل عائشة رضي الله عنها ما كان يصنع النبي صلى الله عليه و سلم في بيته.
فقالت: "كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة".
هذا هو الرجل المسلم ... يعطيها حقوقها وأكثر من ذلك ، فليس من حقهن مساعدتهن في البيت ومع ذلك يفعل ..
هو في خدمتهن وطوع أمرهن .. مستعد لأن يضحي بالغالي والنفيس لهن وببذل روحه رخيصة في الدفاع عنهن ..
فهذه أمه وتلك أخته وهذه زوجته ...
بلا شك أن تلك الفتيات الجالسات بعرباتهن ينتظرن الدرهم والدرهمين والريال والريالين يحسدن تلك " الملكات " ويتمنين في قرارة أنفسهن لو كن مكانهن بدلاً من ذل هذا العمل ... ولكن هيهات ثم هيهات !

ومما استرجعه في هذا الشأن : إني كنت يوماً أجلس في سيارتي انتظر بعض الطلبات من المطعم ..
وخلال انتظاري شاهدت رجلاً وامرأة " غربيان " قد انتهيا من الأكل في المطعم وتقدما لدفع الفاتورة ..
دفع الرجل ما عليه ، ثم دفعت المرأة ماعليها ، ثم ركبا السيارة معاً وانطلقا !!

فما بك يا أختاه يا أيتها المخدوعة تستبديلن الذي هو أدني بالذي هو خير ؟!!

إن بعض فتايتنا ونسائنا ممن انخدعن ببريق الحرية الزائفة والمساواة الطائشة يردن تصدير " تلك القيم الغربية والشرقية " وتسويق " النموذج الإمريكي والغربي " إلى مجتمعاتنا وينادين ليل نهار بتلك الحرية الماجنة والحضارة السافلة وانساقت بعضهن خلف نداء حركات تحرير المرأة ومساواة المرأة بالرجل بل وبعضهن طالبن بإلغاء دور الرجل في حياتهن وتحول الحياة وقوانينها إلى بعد أنثوي فقط !!

عندما تسمع هؤلاء أو تقرأ لهم ولهن تجدهم يضخمون من سلبيات واقع " المرأة العربية والمسلمة " والذي هو نتيجة حتمية إن وجدت - تلك السلبيات - لغياب التشريع الإسلامي أو التطبيق السليم والصحيح له وليس العكس !!
فظلم الزوج لزوجته أو إهانتها وضربها وأخذ حقوقها ليس من التشريع والسكوت على الظلم هو من جهل النساء بحقوقهن وعدم توفر إجراءات وأنظمة ومؤسسات مدنية تفعّل الأحكام الشرعية التي تنصف حتى الحيوان!!

وهنا يبدر سؤال هام : هل حققت تلك الحضارة التحررية السعادة لهن أم زادت في شقائهن وتعاستهن ؟؟لللإجابة عن هذا السؤال دعوني أضع أمامكم بعض الحقائق التي تمثل الواقع الحياتي للنساء في أمريكا!! التي تصدر الحرية للعالم!! والتي تدعي أن الظلم في عالم النساء المسلمات هو مجالها القادم لرفع هذا الظلم وفق آليات تدخلها في صميم الحياة الاجتماعية والأسرية.. بعد أن اعتقدت إنها نجحت "عسكرياً"!! في احتلال أفغانستان والعراق!!

هذه الحقائق جمعتها الباحثة الأخت " نورة السعد " .. تقول :
حقائق واقع المرأة الأمريكية التي لم يحقق لها "نموذج الإدارة الأمريكية" ما يتشدقون به من عدالة وأمن!! سنجده مترجماً في الإحصائيات التي تتحدث عن هذا الواقع لنجد الآتي:

- 13مليون أمريكي يتعاطون الماريوانا يوميا!! و"8" ملايين أمريكي يتعاطون أقراصاً مخدرة و 4ملايين يستخدمون أقراص الكوكايين وهناك أكثر من 50مليون أمريكي مدمن على الخمر!!.
- 1من كل 7 أمريكيين أي 39.4مليون شخص تعرض لهجوم مباشر أو سوء معاملة لأغراض جنسية!!
- 1من كل 7 أمريكيين تعرضوا لسوء معاملة جسدية في طفولتهم.
- 42% من الأمريكيين اعترفوا بأنهم تعرضوا لاعتداءات جنسية شرسة وقاسية.
- 50% من الأمريكيين يفهمون إن العلاقة الزوجية هي العيش سوياً بين الرجل والمرأة بدون عقد زواج، و50% يرون أنه ليس هناك داع للزواج أصلاً!!
- معدل الانتحار بين الشباب الأمريكي أكثر من معدلات الانتحار في أوروبا بعشرين ضعفاً ومن اليابان بأربعين ضعفاً وثلاثين ألف حالة انتحار في العام الواحد!!
- 25مليون إنسان مصاب بالهربس في أمريكا وربع شباب وشابات أمريكا مصابون بهذا المرض، مليون أمريكي مصاب بالإيدز و 7ملايين يعتقدون أنهم على خطر كبير من الإصابة بالإيدز، و 1إلى 3من المصابين بالإيدز لا يمانعون بل يقولون انهم راغبون في نقل جرثومة الإيدز إلى أصدقائهم!!
- 80% من الأمريكيات يعتقدن أن "الحرية" التي حصلت عليها المرأة خلال الثلاثين عاماً هي سبب الانحلال والعنف في الوقت الراهن، 75% يشعرن بالقلق لانهيار القيم والتفسخ العائلي..
- 80% يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل ومسؤولياتهن تجاه الزوج والأولاد.
- 87% يرين أنه لو عادت عجلة الحياة للوراء لاعتبرن المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة وقاومن اللواتي يرفعن شعاراتها..
- 79% من الرجال الأمريكيين يضربون زوجاتهم في دراسة تمت عام 1417هـ !!
- 18% من نساء أمريكا ( 17.7ملايين) يتعرضن للاغتصاب او لمحاولة الاغتصاب، أكثر من النصف تحت سن 17سنة لأول مرة!
- جمعية مناهضة إغتصاب النساء تقدر إن 35حالة تلتزم الصمت مقابل حالة واحدة يبلغ عنها..
- 42% من الأمريكيات يتعرضن لتحرشات جنسية في مواقع العمل والدراسة والمنتديات والشوارع.. ومثال مونيكا خير نموذج!
- 6ملايين امرأة تُضرب في بيوتهن دون أن يبلغن الشرطة أو يذهبن إلى المستشفى، وعشرات الآلاف دخلن المستشفيات للعلاج من إصابات حول العين وكسور في العظام وحروق وجروح وطعن بالسكين وجروح الطلقات النارية وضربات أخرى بالكراسي والقضبان المحماة (وفق تقرير جانيس مور منسقة منظمة التحالف الوطني المنزلي في أمريكا! )
- 24امرأة جرى الاعتداء عليهن نهاراً في احدى حدائق نيويورك بالقرب من مبنى هيئة الأمم المتحدة!
وأخيراً هناك تجارة الرقيق من النساء وفق ما نشرته محطة CNN الاخبارية الأمريكية منذ أعوام فهناك 2مليون امرأة وطفلة يتم بيعهن كعبيد سنويا والنساء منهن يتم استخدامهن في دور الفواحش والحانات وهن القادمات من أوروبا الشرقية - روسيا والدول الفقيرة التي حولها!!
- هناك أكثر من مليون ونصف مليون بغي محترفة في أمريكا!!
هذه خارطة بشرية للرفاهية والأمن والأمان وفق النموذج الامريكي الذي تنعم به المرأة الإمريكية وأطفالها!!
بالطبع نعرف أن هناك منظمات نسائية تسعى جاهدة لمحاربة هذه الأوبئة ومحاولة إصلاح هذا الخلل..
ولكن يبقى السؤال: هل نتائج هذا التحلل من القيم واطلاق حرية الغريزة تمثل نموذجا يشجع بقية المجتمعات لتقليده؟
وهل التقدم لا يتم الا من خلال تعرية الجسد؟ ونزع الحجاب عن المسلمات؟!




كرم صفر مبارك
صيد الفوائد
1
507

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

( شـــذراتـ الـذهـبـ)
جزاك الله خير