أول موضوعاتي والتي اعتز أن تكون خير بداية وخير مستهل لإشرافي على هذا القسم لم أجد خير من نبينا الكريم بشخصيته أن يكون خير بداية لي وأتمني من الله أن اكون قد جمعت لكم مادة ثرية بحياة أفضل من عاش على سطح تلك الأرض
حياة الهادى البشير محمد صلى الله عليه و سلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن إسماعيل بن ابراهيم عليه السلام من قبيلة قريش , ولد صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين من إبريل سنة 571 ميلادية عام الفيل بمكة المكرمة , لأبوين من قريش و هما : عبد الله بن عبد المطلب و آمنة بنت وهب , مات أبوة عن أربعة و عشرين عاماً قبل مولده صلى الله عليه وسلم , و مات عبد الله بن عبد المطلب و هو والد الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء خروجة فى تجارة لة إلى الشام و دفن بيثرب ( المدينة المنورة ) و تكفل بة جدة عبد المطلب ثم مات جدة فتكفل بة عمة أبو طالب , فرعاه و آواه و حفظه ووعاه و لم يسلمه للأعداء ثم توفيت أمة و هو فى السادسة من عمره صلى الله عليه وسلم .
نشأة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و فترة شبابه
إقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و راعى غنم و لعلها أولى مراتب مدرسة النبوة , فالحق سبحانه و تعالى يدرب رُسله على رعاية الرعية برعى الغنمأولاً , لأن الغنم مجتمع و أمة فيهم القوى و فيهم الضعيف و الشقى و الوديع و الصحيح , فإذا ما رعى الراعى ووفق بين هذة الأنواع فى الأغنام , فإنة لا يستطيع أن يوافق بين الرعية من بنى الإنسان على إختلاف صنوفهم و عقولهم و أفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه , و قد رعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء , و عندما صار شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب فى رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانتة و صدقه قام بعده رحلات تجارية إلى الشام ثم قام بعدها صلىالله عليه وسلم برحلات خاصه لحساب السيدة خديجة بنت خويلد , و هى أرملة ثرية , و سيأتى تفصيل ذلك بإذن الله تعالى . و قد تعلم صلى الله عليه وسلم الفروسية و فنون القتال فى شبابة كعادة شباب العرب بعيداً عن مجالس الخمر و لعب الميسر و كان صلى الله عليه وسلم يكره الأصنام الموجودة حول الكعبة , و من شمائله صلى الله عليه وسلم يوم الحجر الأسود حينما تصارعت القبائل و تنازعوا فى وضع الحجر أثناء تجديد الكعبة , كل قبيلة تريد أن تظفر بوضع الحجر الأسود ( و هو حجر من الجنة ) و كادت تقع فتنةكبيرة و يشتعل القتال فأجتمعوا أمرهم أن يحتكموا لأول داخل عليهم فكان هو محمد صلى الله عليه وسلم وبفطانه النبوه و رجاحه عقل الأذكياء , يقرر أن يضع الحجر الأسعد فى عباءته و تأخذ كل قبيلة بطرف منها , و بذلك تكون كل قبيلة قد ساهمت فى وضع الحجر , و أخمد نار الفتنة .
شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قوى الشخصية زكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم , و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين عاماً من عمره , فتعود من صغره صلى الله عليه وسلم على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية صلى الله عليه وسلم .
نزول القرأن على الحبيب صلى الله عليه و سلم
عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم سن الأربعين عاماً و فى يوم الأثنين الموافق السابع عشر من رمضان و بينما هو يتعبد فى الغار سمع صوتاً قوياً يقول له اقرأ , فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء و يكرر ثانية اقرأ , فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء , ثم يقول سيدنا جبريل فى الثالثة اقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ْ} سورة العلق . و عندما قرأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذة الأيات الكريمة و همَ بالخروج من الغار سمع صوتاً يقول يا محمد أنت [رسول الله و أنا جبريل , و عندما رفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عينية رأى الملك ( سيدنا جبريل ) واقفاً على هيئة إنسان فى أفق السماء ثم أختفى , فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو فى حالة الفزع إلى السيدة خديجة فكانت تهدىء من روعة و تقول : إنك رسول هذة الأمة , و هكذا حال الوحى , تارة صلصلة الجرس و تارة صوت الإنسان للإنسان . فعلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنة هو رسول هذة الأمة و أخذ يجهز نفسة لأكبر مهمة فى التاريخ و هى مهمة الدعوة السرية و الجهرية للإسلام و لم يكن الأمر هيناً لأنة صلى الله عليه وسلم تربى فى قريش و هى من اكبر قبائل مكة و كانت معظمها تعيش على الكفر و عبادة الأصنام و كان عمة أبو طالب كافر و لكنة كان يحبة حباً شديداً و كان ابو طالب يدافع على النبى صلى الله عليه وسلم دائماً سواء قبل الإسلام أو بعد نزول الوحى و بدأالدعوة .
نشر الدعوة سراً
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة للإسلام بعد أن تيقن له أنه رسول هذة الأمة و هو الذى سيُخرجها من الظلمات إلى النور فجاء إلى أعلى مكان فى مكة و صعد إلى الجبل و قال للناس , أيها الناس: يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديدً و إنى أدعوكم إلى الإسلام أو إلى عذاب من الله تعالى و من هنا بدأت السخرية فبعد أن كان صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين أصبح الكاذب و الكاهن و الشاعر و بدل أسمة الجميل محمد سموة لعنهم الله (( المزمم )) , ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا إلى الله سراً فبدأ بدعوة أسرته وأصدقائه المخلصين لعباده الله عز و جل فى مدة ثلاث سنوات سراً و أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا اصدقائه و أهله أن يتركوا عبادة الأصنام فكان أول من آمنت به : زوجته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم ابن عمه على بن أبى طالب رضي الله عنة و زيد بن حارثة رضي الله عنه و صديقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه و بعض أقاربة و أخذ كل منهم يدعوا إلى الله فى أهل بيتة و كل من يعرفونة حتى بلغ لقريش أن محمد صلى الله عليه وسلم يدعوا قريش لترك عبادة الأصنام و الاتجاه لعباده الله وحده لا شريك له و من هنا بدأت رحلة الجهر بالدعوة و بدأت عداوة الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم .
نشر الدعوة جهراً و عداء قريش
فى نهاية السنة الثالثة للدعوة سراً أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلن الدعوة جهراً و أن يعظ الناس و ليعبدوا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و ليتركوا عبادة الأصنام و ما أن شعرت قريش بذلك إلا و اتهمت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون لأن عبادة الأصنام بالنسبة لهم مصلحة إقتصادية و منفعة أدبية ثم نشطت عداوة قريش له صلى الله عليه وسلم و خاصة عمه أبو لهب و زوجتة أم جميل بنت حرب و أبو جهل (عمرو بن هشام ) و كان يكنى بأبى الحكم , بينما بدأ الكفار يعذبون أقاءهم ( مملوكيهم ) ممن آمنوا مع محمد صلى الله عليه وسلم و صدقوا برسالته , و فى أول الأمر امتنعوا عن ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم لحماية عمه أبى طالب له , و لكن قريش لم تستطع كتم غيظها فذهب بعضهم إلى عمة أبى طالب و أخبروة إما أن يمتنع محمد عما يقوله و إما ينازلوه فرفض محمد صلى الله عليه وسلم مقولة عمه و قال مقولته المشهورة ((والله لو وضعوا الشمس فى يمينى و القمر فى يسارى على أن اترك هذا الأمر لن أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه)) , و كان عمه يناصره و يعلم أن لإبن أخيه هذا شأن عظيم , لما رأى مصاحبته و مرافقته فى المسير من أشياء تدله على ذلك مثل : إظلال الغمام له صلى الله عليه وسلم و نزول الماء حتى أستسقى لهم يوم أن قحط القوم و أجدبت الأرض و استسقت قريش بأصنامها جميعاً فلم تُسق فجاءوا إلى ابى طالب و قالوا : استسق لنا بإبن أخيك هذا اليتيم فأشار صلى الله عليه وسلم بأصبعه الشريف إلى السماء فأنهمرت بالماء فأرتوى العطشى و اخضرت الأرض و شرب كل ذى الروح و بذلك كان يعلم ابى طالب ان لمحمد صلى الله عله وسلم شأن عظيم سيناله و لكنه كان على كفره حتى توفى فأزداد إيذاء الكفار لمحمد صلى الله عليه وسلم و ضربوه بالحجاره و كانوا يضعون على ظهرة أمعاء جمل ميت و هو يصلى و كانوا يخنقونة و هو يصلى و كان عقبة بن ابى معيط لعنه الله يفعل الكثير من الاضرار برسول الله صلى الله عليه وسلم و بصق على وجه النبى صلى الله عليه وسلم و مثلة مثل باقى قريش الذين تربصوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم و اجتمعوا على أن يقتلوه صلى الله عليه وسلم فجمعوا من كل قبيله رجل ليقتلوه و هو يخرج من غاره فيتفرق دمه فى القبائل و لكن الله تعالى نصره وأعمى أعينهم و أبصارهم والله على كل شىء قدير .
إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوياً غليظاً شجاعاً ذو قوة فائقة و كان قبل إسلامة أشد عداوة لدين الله و كان من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لم يرق قلبة للإسلام أبداً , و فى يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسن سيفة و ذهب لقتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , و فى الطريق وجد رجلاً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان خافياً لإسلامة فقال له الصحابى إلى أين يا عمر ؟ قال سيدنا عمر رضي الله عنة ذاهب لأقتل محمداً , فقال له الصحابى وهل تتركك بنى عبد المطلب ؟ قال سيدنا عمر رضي الله عنة للصحابى الجليل أراك اتبعت محمداً ؟! قال الصحابى لا و لكن أعلم يا عمر (( قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فأبدأ بآل بيتك أولاً )) فقال عمر رضي الله عنه من ؟ قال له الصحابى : أختك فاطمة و زوجها إتبعتوا محمداً , فقال عمر رضي الله عليه أو قد فعلت ؟ فقال الصحابى : نعم , فأنطلق سيدنا عمر رضي الله عنه مسرعاً غاضباً إلى دار سعيد بن زيد رضي الله عنه زوج أخته فاطمة , فطرق الباب و كان سيدنا خباب بن الأرت يعلم السيدة فاطمة و سيدنا سعيد بن زيد القرأن , فعندما طرق عمر رضي الله عنه الباب فتح سيدنا سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر رضي الله عنه و قال له : أراك صبأت ؟ فقال سيدنا سعيد رضي الله عنه يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربه سيدنا عمر رضي الله عليه و أمسك أخته فقال لها : أراكى صبأتى ؟ فقالت يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربها ضربة شقت وجهها , فسقطت من يدها صحيفة ( قرآن ) فقال لها رضي الله عنه ناولينى هذة الصحيفة فقالت له السيدة فاطمة رضى الله عنها : أنت مشرك نجس إذهب فتوضأ ثم إقرأها , فتوضأ عمر رضي الله عنه ثم قرأ الصحيفة وكان فيها طه(1)
{ طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} سورة طـه ,
, فأهتز عمر رضي الله عنه و قال ما هذا بكلام بشر ثم قال رضي الله عنه أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله رضي الله عنه و قال دلونى على محمد , فقام له خباب بن الأرت و قال أنا ادلك عليه فذهب به خباب رضي الله عنه إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم فطرق الباب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال الصحابة : من ؟ قال : عمر , فخاف الصحابة واختبؤا فقام حمزة رضي الله عنه بن عبد المطلب و قال يا رسول الله دعه لى , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أتركه يا حمزة , فدخل سيدنا عمر فأمسك به رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال له : أما آن الأوان يا بن الخطاب ؟ فقال عمر رضي الله عنه إنى أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله , فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعتة مكة كلها , فكان إسلام عمر نصر للمسلمين و عزة للإسلام و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا له دائما و يقول (( اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين)) و هما ( عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ) , و من هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته و قام و قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله : ألسنا على الحق ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم , قال عمر رضي الله عنه أليسوا على الباطل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم , فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله : فما ترى يا عمر ؟ قال عمر رضي الله عنه : نخرج فنطوف بالكعبة , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم يا عمر , فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين , صف على رأسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و صف على رأسة حمزة رضي الله عنه بن عبد المطلب و بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر رضي الله عنه و من الرسول و صحابته رضى الله عنهم , و من هنا بدأ نشر الإسلام علناً ثم هاجر جميع المسلمون خفياً إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هاجر جهراً امام قريش و قال من يريد ان ييُتم ولدة فليأتى خلف هذا الوادى , فجلست قريش خوفاًً من عمر رضي الله عنه , ثم أشتد الحصار على المسلمين وأخذت قريش تديق الخناق على رسول الله صلى الله عليه وسلم و علقوا صحيفة لمقاطعة محمد صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضى الله عنهم ومن أسلم معهم فأخذت قريش تقاطع بنى هاشم و بنى عبد المطلب إجتماعياً و اقتصادياً و أدبياً فأضطر أهل الرسول صلى الله عيه وسلم إلى النزوح إلى شعاب أبى طالب بشرق مكة و بعد ثلاث سنوات من الحصار طالب زهير بن أمية برفع الحصار عن بنى هاشم وبنى عبد المطلب ووافقت قريش على ذلك و تم نقض الصحيفة .
أول موضوعاتي والتي اعتز أن تكون خير بداية وخير مستهل لإشرافي على هذا القسم لم أجد خير من نبينا الكريم بشخصيته أن يكون خير بداية لي وأتمني من الله أن اكون قد جمعت لكم مادة ثرية بحياة أفضل من عاش على سطح تلك الأرض
حياة الهادى البشير محمد صلى الله عليه و سلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن إسماعيل بن ابراهيم عليه السلام من قبيلة قريش , ولد صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين من إبريل سنة 571 ميلادية عام الفيل بمكة المكرمة , لأبوين من قريش و هما : عبد الله بن عبد المطلب و آمنة بنت وهب , مات أبوة عن أربعة و عشرين عاماً قبل مولده صلى الله عليه وسلم , و مات عبد الله بن عبد المطلب و هو والد الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء خروجة فى تجارة لة إلى الشام و دفن بيثرب ( المدينة المنورة ) و تكفل بة جدة عبد المطلب ثم مات جدة فتكفل بة عمة أبو طالب , فرعاه و آواه و حفظه ووعاه و لم يسلمه للأعداء ثم توفيت أمة و هو فى السادسة من عمره صلى الله عليه وسلم .
نشأة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و فترة شبابه
إقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و راعى غنم و لعلها أولى مراتب مدرسة النبوة , فالحق سبحانه و تعالى يدرب رُسله على رعاية الرعية برعى الغنمأولاً , لأن الغنم مجتمع و أمة فيهم القوى و فيهم الضعيف و الشقى و الوديع و الصحيح , فإذا ما رعى الراعى ووفق بين هذة الأنواع فى الأغنام , فإنة لا يستطيع أن يوافق بين الرعية من بنى الإنسان على إختلاف صنوفهم و عقولهم و أفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه , و قد رعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء , و عندما صار شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب فى رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانتة و صدقه قام بعده رحلات تجارية إلى الشام ثم قام بعدها صلىالله عليه وسلم برحلات خاصه لحساب السيدة خديجة بنت خويلد , و هى أرملة ثرية , و سيأتى تفصيل ذلك بإذن الله تعالى . و قد تعلم صلى الله عليه وسلم الفروسية و فنون القتال فى شبابة كعادة شباب العرب بعيداً عن مجالس الخمر و لعب الميسر و كان صلى الله عليه وسلم يكره الأصنام الموجودة حول الكعبة , و من شمائله صلى الله عليه وسلم يوم الحجر الأسود حينما تصارعت القبائل و تنازعوا فى وضع الحجر أثناء تجديد الكعبة , كل قبيلة تريد أن تظفر بوضع الحجر الأسود ( و هو حجر من الجنة ) و كادت تقع فتنةكبيرة و يشتعل القتال فأجتمعوا أمرهم أن يحتكموا لأول داخل عليهم فكان هو محمد صلى الله عليه وسلم وبفطانه النبوه و رجاحه عقل الأذكياء , يقرر أن يضع الحجر الأسعد فى عباءته و تأخذ كل قبيلة بطرف منها , و بذلك تكون كل قبيلة قد ساهمت فى وضع الحجر , و أخمد نار الفتنة .
شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قوى الشخصية زكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم , و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين عاماً من عمره , فتعود من صغره صلى الله عليه وسلم على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية صلى الله عليه وسلم .
نزول القرأن على الحبيب صلى الله عليه و سلم
عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم سن الأربعين عاماً و فى يوم الأثنين الموافق السابع عشر من رمضان و بينما هو يتعبد فى الغار سمع صوتاً قوياً يقول له اقرأ , فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء و يكرر ثانية اقرأ , فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء , ثم يقول سيدنا جبريل فى الثالثة اقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ْ} سورة العلق . و عندما قرأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذة الأيات الكريمة و همَ بالخروج من الغار سمع صوتاً يقول يا محمد أنت [رسول الله و أنا جبريل , و عندما رفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عينية رأى الملك ( سيدنا جبريل ) واقفاً على هيئة إنسان فى أفق السماء ثم أختفى , فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو فى حالة الفزع إلى السيدة خديجة فكانت تهدىء من روعة و تقول : إنك رسول هذة الأمة , و هكذا حال الوحى , تارة صلصلة الجرس و تارة صوت الإنسان للإنسان . فعلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنة هو رسول هذة الأمة و أخذ يجهز نفسة لأكبر مهمة فى التاريخ و هى مهمة الدعوة السرية و الجهرية للإسلام و لم يكن الأمر هيناً لأنة صلى الله عليه وسلم تربى فى قريش و هى من اكبر قبائل مكة و كانت معظمها تعيش على الكفر و عبادة الأصنام و كان عمة أبو طالب كافر و لكنة كان يحبة حباً شديداً و كان ابو طالب يدافع على النبى صلى الله عليه وسلم دائماً سواء قبل الإسلام أو بعد نزول الوحى و بدأالدعوة .
نشر الدعوة سراً
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة للإسلام بعد أن تيقن له أنه رسول هذة الأمة و هو الذى سيُخرجها من الظلمات إلى النور فجاء إلى أعلى مكان فى مكة و صعد إلى الجبل و قال للناس , أيها الناس: يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديدً و إنى أدعوكم إلى الإسلام أو إلى عذاب من الله تعالى و من هنا بدأت السخرية فبعد أن كان صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين أصبح الكاذب و الكاهن و الشاعر و بدل أسمة الجميل محمد سموة لعنهم الله (( المزمم )) , ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا إلى الله سراً فبدأ بدعوة أسرته وأصدقائه المخلصين لعباده الله عز و جل فى مدة ثلاث سنوات سراً و أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا اصدقائه و أهله أن يتركوا عبادة الأصنام فكان أول من آمنت به : زوجته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم ابن عمه على بن أبى طالب رضي الله عنة و زيد بن حارثة رضي الله عنه و صديقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه و بعض أقاربة و أخذ كل منهم يدعوا إلى الله فى أهل بيتة و كل من يعرفونة حتى بلغ لقريش أن محمد صلى الله عليه وسلم يدعوا قريش لترك عبادة الأصنام و الاتجاه لعباده الله وحده لا شريك له و من هنا بدأت رحلة الجهر بالدعوة و بدأت عداوة الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم .
نشر الدعوة جهراً و عداء قريش
فى نهاية السنة الثالثة للدعوة سراً أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلن الدعوة جهراً و أن يعظ الناس و ليعبدوا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و ليتركوا عبادة الأصنام و ما أن شعرت قريش بذلك إلا و اتهمت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون لأن عبادة الأصنام بالنسبة لهم مصلحة إقتصادية و منفعة أدبية ثم نشطت عداوة قريش له صلى الله عليه وسلم و خاصة عمه أبو لهب و زوجتة أم جميل بنت حرب و أبو جهل (عمرو بن هشام ) و كان يكنى بأبى الحكم , بينما بدأ الكفار يعذبون أقاءهم ( مملوكيهم ) ممن آمنوا مع محمد صلى الله عليه وسلم و صدقوا برسالته , و فى أول الأمر امتنعوا عن ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم لحماية عمه أبى طالب له , و لكن قريش لم تستطع كتم غيظها فذهب بعضهم إلى عمة أبى طالب و أخبروة إما أن يمتنع محمد عما يقوله و إما ينازلوه فرفض محمد صلى الله عليه وسلم مقولة عمه و قال مقولته المشهورة ((والله لو وضعوا الشمس فى يمينى و القمر فى يسارى على أن اترك هذا الأمر لن أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه)) , و كان عمه يناصره و يعلم أن لإبن أخيه هذا شأن عظيم , لما رأى مصاحبته و مرافقته فى المسير من أشياء تدله على ذلك مثل : إظلال الغمام له صلى الله عليه وسلم و نزول الماء حتى أستسقى لهم يوم أن قحط القوم و أجدبت الأرض و استسقت قريش بأصنامها جميعاً فلم تُسق فجاءوا إلى ابى طالب و قالوا : استسق لنا بإبن أخيك هذا اليتيم فأشار صلى الله عليه وسلم بأصبعه الشريف إلى السماء فأنهمرت بالماء فأرتوى العطشى و اخضرت الأرض و شرب كل ذى الروح و بذلك كان يعلم ابى طالب ان لمحمد صلى الله عله وسلم شأن عظيم سيناله و لكنه كان على كفره حتى توفى فأزداد إيذاء الكفار لمحمد صلى الله عليه وسلم و ضربوه بالحجاره و كانوا يضعون على ظهرة أمعاء جمل ميت و هو يصلى و كانوا يخنقونة و هو يصلى و كان عقبة بن ابى معيط لعنه الله يفعل الكثير من الاضرار برسول الله صلى الله عليه وسلم و بصق على وجه النبى صلى الله عليه وسلم و مثلة مثل باقى قريش الذين تربصوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم و اجتمعوا على أن يقتلوه صلى الله عليه وسلم فجمعوا من كل قبيله رجل ليقتلوه و هو يخرج من غاره فيتفرق دمه فى القبائل و لكن الله تعالى نصره وأعمى أعينهم و أبصارهم والله على كل شىء قدير .
إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوياً غليظاً شجاعاً ذو قوة فائقة و كان قبل إسلامة أشد عداوة لدين الله و كان من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لم يرق قلبة للإسلام أبداً , و فى يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسن سيفة و ذهب لقتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , و فى الطريق وجد رجلاً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان خافياً لإسلامة فقال له الصحابى إلى أين يا عمر ؟ قال سيدنا عمر رضي الله عنة ذاهب لأقتل محمداً , فقال له الصحابى وهل تتركك بنى عبد المطلب ؟ قال سيدنا عمر رضي الله عنة للصحابى الجليل أراك اتبعت محمداً ؟! قال الصحابى لا و لكن أعلم يا عمر (( قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فأبدأ بآل بيتك أولاً )) فقال عمر رضي الله عنه من ؟ قال له الصحابى : أختك فاطمة و زوجها إتبعتوا محمداً , فقال عمر رضي الله عليه أو قد فعلت ؟ فقال الصحابى : نعم , فأنطلق سيدنا عمر رضي الله عنه مسرعاً غاضباً إلى دار سعيد بن زيد رضي الله عنه زوج أخته فاطمة , فطرق الباب و كان سيدنا خباب بن الأرت يعلم السيدة فاطمة و سيدنا سعيد بن زيد القرأن , فعندما طرق عمر رضي الله عنه الباب فتح سيدنا سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر رضي الله عنه و قال له : أراك صبأت ؟ فقال سيدنا سعيد رضي الله عنه يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربه سيدنا عمر رضي الله عليه و أمسك أخته فقال لها : أراكى صبأتى ؟ فقالت يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربها ضربة شقت وجهها , فسقطت من يدها صحيفة ( قرآن ) فقال لها رضي الله عنه ناولينى هذة الصحيفة فقالت له السيدة فاطمة رضى الله عنها : أنت مشرك نجس إذهب فتوضأ ثم إقرأها , فتوضأ عمر رضي الله عنه ثم قرأ الصحيفة وكان فيها طه(1)
{ طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} سورة طـه ,
, فأهتز عمر رضي الله عنه و قال ما هذا بكلام بشر ثم قال رضي الله عنه أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله رضي الله عنه و قال دلونى على محمد , فقام له خباب بن الأرت و قال أنا ادلك عليه فذهب به خباب رضي الله عنه إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم فطرق الباب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال الصحابة : من ؟ قال : عمر , فخاف الصحابة واختبؤا فقام حمزة رضي الله عنه بن عبد المطلب و قال يا رسول الله دعه لى , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أتركه يا حمزة , فدخل سيدنا عمر فأمسك به رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال له : أما آن الأوان يا بن الخطاب ؟ فقال عمر رضي الله عنه إنى أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله , فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعتة مكة كلها , فكان إسلام عمر نصر للمسلمين و عزة للإسلام و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا له دائما و يقول (( اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين)) و هما ( عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ) , و من هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته و قام و قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله : ألسنا على الحق ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم , قال عمر رضي الله عنه أليسوا على الباطل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم , فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله : فما ترى يا عمر ؟ قال عمر رضي الله عنه : نخرج فنطوف بالكعبة , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم يا عمر , فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين , صف على رأسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و صف على رأسة حمزة رضي الله عنه بن عبد المطلب و بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر رضي الله عنه و من الرسول و صحابته رضى الله عنهم , و من هنا بدأ نشر الإسلام علناً ثم هاجر جميع المسلمون خفياً إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هاجر جهراً امام قريش و قال من يريد ان ييُتم ولدة فليأتى خلف هذا الوادى , فجلست قريش خوفاًً من عمر رضي الله عنه , ثم أشتد الحصار على المسلمين وأخذت قريش تديق الخناق على رسول الله صلى الله عليه وسلم و علقوا صحيفة لمقاطعة محمد صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضى الله عنهم ومن أسلم معهم فأخذت قريش تقاطع بنى هاشم و بنى عبد المطلب إجتماعياً و اقتصادياً و أدبياً فأضطر أهل الرسول صلى الله عيه وسلم إلى النزوح إلى شعاب أبى طالب بشرق مكة و بعد ثلاث سنوات من الحصار طالب زهير بن أمية برفع الحصار عن بنى هاشم وبنى عبد المطلب ووافقت قريش على ذلك و تم نقض الصحيفة .
أول موضوعاتي والتي اعتز أن تكون خير بداية وخير مستهل لإشرافي على هذا القسم لم أجد خير من نبينا الكريم بشخصيته أن يكون خير بداية لي وأتمني من الله أن اكون قد جمعت لكم مادة ثرية بحياة أفضل من عاش على سطح تلك الأرض
حياة الهادى البشير محمد صلى الله عليه و سلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن إسماعيل بن ابراهيم عليه السلام من قبيلة قريش , ولد صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين من إبريل سنة 571 ميلادية عام الفيل بمكة المكرمة , لأبوين من قريش و هما : عبد الله بن عبد المطلب و آمنة بنت وهب , مات أبوة عن أربعة و عشرين عاماً قبل مولده صلى الله عليه وسلم , و مات عبد الله بن عبد المطلب و هو والد الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء خروجة فى تجارة لة إلى الشام و دفن بيثرب ( المدينة المنورة ) و تكفل بة جدة عبد المطلب ثم مات جدة فتكفل بة عمة أبو طالب , فرعاه و آواه و حفظه ووعاه و لم يسلمه للأعداء ثم توفيت أمة و هو فى السادسة من عمره صلى الله عليه وسلم .
نشأة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و فترة شبابه
إقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و راعى غنم و لعلها أولى مراتب مدرسة النبوة , فالحق سبحانه و تعالى يدرب رُسله على رعاية الرعية برعى الغنمأولاً , لأن الغنم مجتمع و أمة فيهم القوى و فيهم الضعيف و الشقى و الوديع و الصحيح , فإذا ما رعى الراعى ووفق بين هذة الأنواع فى الأغنام , فإنة لا يستطيع أن يوافق بين الرعية من بنى الإنسان على إختلاف صنوفهم و عقولهم و أفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه , و قد رعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء , و عندما صار شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب فى رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانتة و صدقه قام بعده رحلات تجارية إلى الشام ثم قام بعدها صلىالله عليه وسلم برحلات خاصه لحساب السيدة خديجة بنت خويلد , و هى أرملة ثرية , و سيأتى تفصيل ذلك بإذن الله تعالى . و قد تعلم صلى الله عليه وسلم الفروسية و فنون القتال فى شبابة كعادة شباب العرب بعيداً عن مجالس الخمر و لعب الميسر و كان صلى الله عليه وسلم يكره الأصنام الموجودة حول الكعبة , و من شمائله صلى الله عليه وسلم يوم الحجر الأسود حينما تصارعت القبائل و تنازعوا فى وضع الحجر أثناء تجديد الكعبة , كل قبيلة تريد أن تظفر بوضع الحجر الأسود ( و هو حجر من الجنة ) و كادت تقع فتنةكبيرة و يشتعل القتال فأجتمعوا أمرهم أن يحتكموا لأول داخل عليهم فكان هو محمد صلى الله عليه وسلم وبفطانه النبوه و رجاحه عقل الأذكياء , يقرر أن يضع الحجر الأسعد فى عباءته و تأخذ كل قبيلة بطرف منها , و بذلك تكون كل قبيلة قد ساهمت فى وضع الحجر , و أخمد نار الفتنة .
شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قوى الشخصية زكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم , و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين عاماً من عمره , فتعود من صغره صلى الله عليه وسلم على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية صلى الله عليه وسلم .
نزول القرأن على الحبيب صلى الله عليه و سلم
عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم سن الأربعين عاماً و فى يوم الأثنين الموافق السابع عشر من رمضان و بينما هو يتعبد فى الغار سمع صوتاً قوياً يقول له اقرأ , فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء و يكرر ثانية اقرأ , فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء , ثم يقول سيدنا جبريل فى الثالثة اقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ْ} سورة العلق . و عندما قرأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذة الأيات الكريمة و همَ بالخروج من الغار سمع صوتاً يقول يا محمد أنت [رسول الله و أنا جبريل , و عندما رفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عينية رأى الملك ( سيدنا جبريل ) واقفاً على هيئة إنسان فى أفق السماء ثم أختفى , فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو فى حالة الفزع إلى السيدة خديجة فكانت تهدىء من روعة و تقول : إنك رسول هذة الأمة , و هكذا حال الوحى , تارة صلصلة الجرس و تارة صوت الإنسان للإنسان . فعلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنة هو رسول هذة الأمة و أخذ يجهز نفسة لأكبر مهمة فى التاريخ و هى مهمة الدعوة السرية و الجهرية للإسلام و لم يكن الأمر هيناً لأنة صلى الله عليه وسلم تربى فى قريش و هى من اكبر قبائل مكة و كانت معظمها تعيش على الكفر و عبادة الأصنام و كان عمة أبو طالب كافر و لكنة كان يحبة حباً شديداً و كان ابو طالب يدافع على النبى صلى الله عليه وسلم دائماً سواء قبل الإسلام أو بعد نزول الوحى و بدأالدعوة .
نشر الدعوة سراً
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة للإسلام بعد أن تيقن له أنه رسول هذة الأمة و هو الذى سيُخرجها من الظلمات إلى النور فجاء إلى أعلى مكان فى مكة و صعد إلى الجبل و قال للناس , أيها الناس: يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديدً و إنى أدعوكم إلى الإسلام أو إلى عذاب من الله تعالى و من هنا بدأت السخرية فبعد أن كان صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين أصبح الكاذب و الكاهن و الشاعر و بدل أسمة الجميل محمد سموة لعنهم الله (( المزمم )) , ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا إلى الله سراً فبدأ بدعوة أسرته وأصدقائه المخلصين لعباده الله عز و جل فى مدة ثلاث سنوات سراً و أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا اصدقائه و أهله أن يتركوا عبادة الأصنام فكان أول من آمنت به : زوجته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم ابن عمه على بن أبى طالب رضي الله عنة و زيد بن حارثة رضي الله عنه و صديقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه و بعض أقاربة و أخذ كل منهم يدعوا إلى الله فى أهل بيتة و كل من يعرفونة حتى بلغ لقريش أن محمد صلى الله عليه وسلم يدعوا قريش لترك عبادة الأصنام و الاتجاه لعباده الله وحده لا شريك له و من هنا بدأت رحلة الجهر بالدعوة و بدأت عداوة الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم .
نشر الدعوة جهراً و عداء قريش
فى نهاية السنة الثالثة للدعوة سراً أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلن الدعوة جهراً و أن يعظ الناس و ليعبدوا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و ليتركوا عبادة الأصنام و ما أن شعرت قريش بذلك إلا و اتهمت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون لأن عبادة الأصنام بالنسبة لهم مصلحة إقتصادية و منفعة أدبية ثم نشطت عداوة قريش له صلى الله عليه وسلم و خاصة عمه أبو لهب و زوجتة أم جميل بنت حرب و أبو جهل (عمرو بن هشام ) و كان يكنى بأبى الحكم , بينما بدأ الكفار يعذبون أقاءهم ( مملوكيهم ) ممن آمنوا مع محمد صلى الله عليه وسلم و صدقوا برسالته , و فى أول الأمر امتنعوا عن ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم لحماية عمه أبى طالب له , و لكن قريش لم تستطع كتم غيظها فذهب بعضهم إلى عمة أبى طالب و أخبروة إما أن يمتنع محمد عما يقوله و إما ينازلوه فرفض محمد صلى الله عليه وسلم مقولة عمه و قال مقولته المشهورة ((والله لو وضعوا الشمس فى يمينى و القمر فى يسارى على أن اترك هذا الأمر لن أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه)) , و كان عمه يناصره و يعلم أن لإبن أخيه هذا شأن عظيم , لما رأى مصاحبته و مرافقته فى المسير من أشياء تدله على ذلك مثل : إظلال الغمام له صلى الله عليه وسلم و نزول الماء حتى أستسقى لهم يوم أن قحط القوم و أجدبت الأرض و استسقت قريش بأصنامها جميعاً فلم تُسق فجاءوا إلى ابى طالب و قالوا : استسق لنا بإبن أخيك هذا اليتيم فأشار صلى الله عليه وسلم بأصبعه الشريف إلى السماء فأنهمرت بالماء فأرتوى العطشى و اخضرت الأرض و شرب كل ذى الروح و بذلك كان يعلم ابى طالب ان لمحمد صلى الله عله وسلم شأن عظيم سيناله و لكنه كان على كفره حتى توفى فأزداد إيذاء الكفار لمحمد صلى الله عليه وسلم و ضربوه بالحجاره و كانوا يضعون على ظهرة أمعاء جمل ميت و هو يصلى و كانوا يخنقونة و هو يصلى و كان عقبة بن ابى معيط لعنه الله يفعل الكثير من الاضرار برسول الله صلى الله عليه وسلم و بصق على وجه النبى صلى الله عليه وسلم و مثلة مثل باقى قريش الذين تربصوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم و اجتمعوا على أن يقتلوه صلى الله عليه وسلم فجمعوا من كل قبيله رجل ليقتلوه و هو يخرج من غاره فيتفرق دمه فى القبائل و لكن الله تعالى نصره وأعمى أعينهم و أبصارهم والله على كل شىء قدير .
إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوياً غليظاً شجاعاً ذو قوة فائقة و كان قبل إسلامة أشد عداوة لدين الله و كان من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لم يرق قلبة للإسلام أبداً , و فى يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسن سيفة و ذهب لقتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , و فى الطريق وجد رجلاً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان خافياً لإسلامة فقال له الصحابى إلى أين يا عمر ؟ قال سيدنا عمر رضي الله عنة ذاهب لأقتل محمداً , فقال له الصحابى وهل تتركك بنى عبد المطلب ؟ قال سيدنا عمر رضي الله عنة للصحابى الجليل أراك اتبعت محمداً ؟! قال الصحابى لا و لكن أعلم يا عمر (( قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فأبدأ بآل بيتك أولاً )) فقال عمر رضي الله عنه من ؟ قال له الصحابى : أختك فاطمة و زوجها إتبعتوا محمداً , فقال عمر رضي الله عليه أو قد فعلت ؟ فقال الصحابى : نعم , فأنطلق سيدنا عمر رضي الله عنه مسرعاً غاضباً إلى دار سعيد بن زيد رضي الله عنه زوج أخته فاطمة , فطرق الباب و كان سيدنا خباب بن الأرت يعلم السيدة فاطمة و سيدنا سعيد بن زيد القرأن , فعندما طرق عمر رضي الله عنه الباب فتح سيدنا سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر رضي الله عنه و قال له : أراك صبأت ؟ فقال سيدنا سعيد رضي الله عنه يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربه سيدنا عمر رضي الله عليه و أمسك أخته فقال لها : أراكى صبأتى ؟ فقالت يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربها ضربة شقت وجهها , فسقطت من يدها صحيفة ( قرآن ) فقال لها رضي الله عنه ناولينى هذة الصحيفة فقالت له السيدة فاطمة رضى الله عنها : أنت مشرك نجس إذهب فتوضأ ثم إقرأها , فتوضأ عمر رضي الله عنه ثم قرأ الصحيفة وكان فيها طه(1)
{ طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} سورة طـه ,
, فأهتز عمر رضي الله عنه و قال ما هذا بكلام بشر ثم قال رضي الله عنه أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله رضي الله عنه و قال دلونى على محمد , فقام له خباب بن الأرت و قال أنا ادلك عليه فذهب به خباب رضي الله عنه إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم فطرق الباب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال الصحابة : من ؟ قال : عمر , فخاف الصحابة واختبؤا فقام حمزة رضي الله عنه بن عبد المطلب و قال يا رسول الله دعه لى , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أتركه يا حمزة , فدخل سيدنا عمر فأمسك به رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال له : أما آن الأوان يا بن الخطاب ؟ فقال عمر رضي الله عنه إنى أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله , فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعتة مكة كلها , فكان إسلام عمر نصر للمسلمين و عزة للإسلام و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا له دائما و يقول (( اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين)) و هما ( عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ) , و من هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته و قام و قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله : ألسنا على الحق ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم , قال عمر رضي الله عنه أليسوا على الباطل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم , فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله : فما ترى يا عمر ؟ قال عمر رضي الله عنه : نخرج فنطوف بالكعبة , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم يا عمر , فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين , صف على رأسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و صف على رأسة حمزة رضي الله عنه بن عبد المطلب و بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر رضي الله عنه و من الرسول و صحابته رضى الله عنهم , و من هنا بدأ نشر الإسلام علناً ثم هاجر جميع المسلمون خفياً إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هاجر جهراً امام قريش و قال من يريد ان ييُتم ولدة فليأتى خلف هذا الوادى , فجلست قريش خوفاًً من عمر رضي الله عنه , ثم أشتد الحصار على المسلمين وأخذت قريش تديق الخناق على رسول الله صلى الله عليه وسلم و علقوا صحيفة لمقاطعة محمد صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضى الله عنهم ومن أسلم معهم فأخذت قريش تقاطع بنى هاشم و بنى عبد المطلب إجتماعياً و اقتصادياً و أدبياً فأضطر أهل الرسول صلى الله عيه وسلم إلى النزوح إلى شعاب أبى طالب بشرق مكة و بعد ثلاث سنوات من الحصار طالب زهير بن أمية برفع الحصار عن بنى هاشم وبنى عبد المطلب ووافقت قريش على ذلك و تم نقض الصحيفة .
أول موضوعاتي والتي اعتز أن تكون خير بداية وخير مستهل لإشرافي على هذا القسم لم أجد خير من نبينا الكريم بشخصيته أن يكون خير بداية لي وأتمني من الله أن اكون قد جمعت لكم مادة ثرية بحياة أفضل من عاش على سطح تلك الأرض
حياة الهادى البشير محمد صلى الله عليه و سلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن إسماعيل بن ابراهيم عليه السلام من قبيلة قريش , ولد صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين من إبريل سنة 571 ميلادية عام الفيل بمكة المكرمة , لأبوين من قريش و هما : عبد الله بن عبد المطلب و آمنة بنت وهب , مات أبوة عن أربعة و عشرين عاماً قبل مولده صلى الله عليه وسلم , و مات عبد الله بن عبد المطلب و هو والد الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء خروجة فى تجارة لة إلى الشام و دفن بيثرب ( المدينة المنورة ) و تكفل بة جدة عبد المطلب ثم مات جدة فتكفل بة عمة أبو طالب , فرعاه و آواه و حفظه ووعاه و لم يسلمه للأعداء ثم توفيت أمة و هو فى السادسة من عمره صلى الله عليه وسلم .
نشأة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و فترة شبابه
إقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و راعى غنم و لعلها أولى مراتب مدرسة النبوة , فالحق سبحانه و تعالى يدرب رُسله على رعاية الرعية برعى الغنمأولاً , لأن الغنم مجتمع و أمة فيهم القوى و فيهم الضعيف و الشقى و الوديع و الصحيح , فإذا ما رعى الراعى ووفق بين هذة الأنواع فى الأغنام , فإنة لا يستطيع أن يوافق بين الرعية من بنى الإنسان على إختلاف صنوفهم و عقولهم و أفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه , و قد رعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء , و عندما صار شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب فى رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانتة و صدقه قام بعده رحلات تجارية إلى الشام ثم قام بعدها صلىالله عليه وسلم برحلات خاصه لحساب السيدة خديجة بنت خويلد , و هى أرملة ثرية , و سيأتى تفصيل ذلك بإذن الله تعالى . و قد تعلم صلى الله عليه وسلم الفروسية و فنون القتال فى شبابة كعادة شباب العرب بعيداً عن مجالس الخمر و لعب الميسر و كان صلى الله عليه وسلم يكره الأصنام الموجودة حول الكعبة , و من شمائله صلى الله عليه وسلم يوم الحجر الأسود حينما تصارعت القبائل و تنازعوا فى وضع الحجر أثناء تجديد الكعبة , كل قبيلة تريد أن تظفر بوضع الحجر الأسود ( و هو حجر من الجنة ) و كادت تقع فتنةكبيرة و يشتعل القتال فأجتمعوا أمرهم أن يحتكموا لأول داخل عليهم فكان هو محمد صلى الله عليه وسلم وبفطانه النبوه و رجاحه عقل الأذكياء , يقرر أن يضع الحجر الأسعد فى عباءته و تأخذ كل قبيلة بطرف منها , و بذلك تكون كل قبيلة قد ساهمت فى وضع الحجر , و أخمد نار الفتنة .
شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قوى الشخصية زكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه و تعالى و قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم , كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم , و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار حراء بجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق الكون و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين عاماً من عمره , فتعود من صغره صلى الله عليه وسلم على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية صلى الله عليه وسلم .
نزول القرأن على الحبيب صلى الله عليه و سلم
عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم سن الأربعين عاماً و فى يوم الأثنين الموافق السابع عشر من رمضان و بينما هو يتعبد فى الغار سمع صوتاً قوياً يقول له اقرأ , فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء و يكرر ثانية اقرأ , فيقول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارىء , ثم يقول سيدنا جبريل فى الثالثة اقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ْ} سورة العلق . و عندما قرأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذة الأيات الكريمة و همَ بالخروج من الغار سمع صوتاً يقول يا محمد أنت [رسول الله و أنا جبريل , و عندما رفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عينية رأى الملك ( سيدنا جبريل ) واقفاً على هيئة إنسان فى أفق السماء ثم أختفى , فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو فى حالة الفزع إلى السيدة خديجة فكانت تهدىء من روعة و تقول : إنك رسول هذة الأمة , و هكذا حال الوحى , تارة صلصلة الجرس و تارة صوت الإنسان للإنسان . فعلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنة هو رسول هذة الأمة و أخذ يجهز نفسة لأكبر مهمة فى التاريخ و هى مهمة الدعوة السرية و الجهرية للإسلام و لم يكن الأمر هيناً لأنة صلى الله عليه وسلم تربى فى قريش و هى من اكبر قبائل مكة و كانت معظمها تعيش على الكفر و عبادة الأصنام و كان عمة أبو طالب كافر و لكنة كان يحبة حباً شديداً و كان ابو طالب يدافع على النبى صلى الله عليه وسلم دائماً سواء قبل الإسلام أو بعد نزول الوحى و بدأالدعوة .
نشر الدعوة سراً
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة للإسلام بعد أن تيقن له أنه رسول هذة الأمة و هو الذى سيُخرجها من الظلمات إلى النور فجاء إلى أعلى مكان فى مكة و صعد إلى الجبل و قال للناس , أيها الناس: يا معشر قريش , أرءيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟ قالوا نعم , ما جردنا عليك شىء من قبل فأنت الصادق الأمين , فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديدً و إنى أدعوكم إلى الإسلام أو إلى عذاب من الله تعالى و من هنا بدأت السخرية فبعد أن كان صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين أصبح الكاذب و الكاهن و الشاعر و بدل أسمة الجميل محمد سموة لعنهم الله (( المزمم )) , ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا إلى الله سراً فبدأ بدعوة أسرته وأصدقائه المخلصين لعباده الله عز و جل فى مدة ثلاث سنوات سراً و أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا اصدقائه و أهله أن يتركوا عبادة الأصنام فكان أول من آمنت به : زوجته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم ابن عمه على بن أبى طالب رضي الله عنة و زيد بن حارثة رضي الله عنه و صديقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه و بعض أقاربة و أخذ كل منهم يدعوا إلى الله فى أهل بيتة و كل من يعرفونة حتى بلغ لقريش أن محمد صلى الله عليه وسلم يدعوا قريش لترك عبادة الأصنام و الاتجاه لعباده الله وحده لا شريك له و من هنا بدأت رحلة الجهر بالدعوة و بدأت عداوة الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم .
نشر الدعوة جهراً و عداء قريش
فى نهاية السنة الثالثة للدعوة سراً أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلن الدعوة جهراً و أن يعظ الناس و ليعبدوا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و ليتركوا عبادة الأصنام و ما أن شعرت قريش بذلك إلا و اتهمت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون لأن عبادة الأصنام بالنسبة لهم مصلحة إقتصادية و منفعة أدبية ثم نشطت عداوة قريش له صلى الله عليه وسلم و خاصة عمه أبو لهب و زوجتة أم جميل بنت حرب و أبو جهل (عمرو بن هشام ) و كان يكنى بأبى الحكم , بينما بدأ الكفار يعذبون أقاءهم ( مملوكيهم ) ممن آمنوا مع محمد صلى الله عليه وسلم و صدقوا برسالته , و فى أول الأمر امتنعوا عن ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم لحماية عمه أبى طالب له , و لكن قريش لم تستطع كتم غيظها فذهب بعضهم إلى عمة أبى طالب و أخبروة إما أن يمتنع محمد عما يقوله و إما ينازلوه فرفض محمد صلى الله عليه وسلم مقولة عمه و قال مقولته المشهورة ((والله لو وضعوا الشمس فى يمينى و القمر فى يسارى على أن اترك هذا الأمر لن أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه)) , و كان عمه يناصره و يعلم أن لإبن أخيه هذا شأن عظيم , لما رأى مصاحبته و مرافقته فى المسير من أشياء تدله على ذلك مثل : إظلال الغمام له صلى الله عليه وسلم و نزول الماء حتى أستسقى لهم يوم أن قحط القوم و أجدبت الأرض و استسقت قريش بأصنامها جميعاً فلم تُسق فجاءوا إلى ابى طالب و قالوا : استسق لنا بإبن أخيك هذا اليتيم فأشار صلى الله عليه وسلم بأصبعه الشريف إلى السماء فأنهمرت بالماء فأرتوى العطشى و اخضرت الأرض و شرب كل ذى الروح و بذلك كان يعلم ابى طالب ان لمحمد صلى الله عله وسلم شأن عظيم سيناله و لكنه كان على كفره حتى توفى فأزداد إيذاء الكفار لمحمد صلى الله عليه وسلم و ضربوه بالحجاره و كانوا يضعون على ظهرة أمعاء جمل ميت و هو يصلى و كانوا يخنقونة و هو يصلى و كان عقبة بن ابى معيط لعنه الله يفعل الكثير من الاضرار برسول الله صلى الله عليه وسلم و بصق على وجه النبى صلى الله عليه وسلم و مثلة مثل باقى قريش الذين تربصوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم و اجتمعوا على أن يقتلوه صلى الله عليه وسلم فجمعوا من كل قبيله رجل ليقتلوه و هو يخرج من غاره فيتفرق دمه فى القبائل و لكن الله تعالى نصره وأعمى أعينهم و أبصارهم والله على كل شىء قدير .
إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوياً غليظاً شجاعاً ذو قوة فائقة و كان قبل إسلامة أشد عداوة لدين الله و كان من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لم يرق قلبة للإسلام أبداً , و فى يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسن سيفة و ذهب لقتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , و فى الطريق وجد رجلاً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان خافياً لإسلامة فقال له الصحابى إلى أين يا عمر ؟ قال سيدنا عمر رضي الله عنة ذاهب لأقتل محمداً , فقال له الصحابى وهل تتركك بنى عبد المطلب ؟ قال سيدنا عمر رضي الله عنة للصحابى الجليل أراك اتبعت محمداً ؟! قال الصحابى لا و لكن أعلم يا عمر (( قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فأبدأ بآل بيتك أولاً )) فقال عمر رضي الله عنه من ؟ قال له الصحابى : أختك فاطمة و زوجها إتبعتوا محمداً , فقال عمر رضي الله عليه أو قد فعلت ؟ فقال الصحابى : نعم , فأنطلق سيدنا عمر رضي الله عنه مسرعاً غاضباً إلى دار سعيد بن زيد رضي الله عنه زوج أخته فاطمة , فطرق الباب و كان سيدنا خباب بن الأرت يعلم السيدة فاطمة و سيدنا سعيد بن زيد القرأن , فعندما طرق عمر رضي الله عنه الباب فتح سيدنا سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر رضي الله عنه و قال له : أراك صبأت ؟ فقال سيدنا سعيد رضي الله عنه يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربه سيدنا عمر رضي الله عليه و أمسك أخته فقال لها : أراكى صبأتى ؟ فقالت يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربها ضربة شقت وجهها , فسقطت من يدها صحيفة ( قرآن ) فقال لها رضي الله عنه ناولينى هذة الصحيفة فقالت له السيدة فاطمة رضى الله عنها : أنت مشرك نجس إذهب فتوضأ ثم إقرأها , فتوضأ عمر رضي الله عنه ثم قرأ الصحيفة وكان فيها طه(1)
{ طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} سورة طـه ,
, فأهتز عمر رضي الله عنه و قال ما هذا بكلام بشر ثم قال رضي الله عنه أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله رضي الله عنه و قال دلونى على محمد , فقام له خباب بن الأرت و قال أنا ادلك عليه فذهب به خباب رضي الله عنه إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم فطرق الباب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال الصحابة : من ؟ قال : عمر , فخاف الصحابة واختبؤا فقام حمزة رضي الله عنه بن عبد المطلب و قال يا رسول الله دعه لى , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أتركه يا حمزة , فدخل سيدنا عمر فأمسك به رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال له : أما آن الأوان يا بن الخطاب ؟ فقال عمر رضي الله عنه إنى أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله , فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعتة مكة كلها , فكان إسلام عمر نصر للمسلمين و عزة للإسلام و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا له دائما و يقول (( اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين)) و هما ( عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ) , و من هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته و قام و قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله : ألسنا على الحق ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم , قال عمر رضي الله عنه أليسوا على الباطل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم , فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله : فما ترى يا عمر ؟ قال عمر رضي الله عنه : نخرج فنطوف بالكعبة , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم يا عمر , فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين , صف على رأسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و صف على رأسة حمزة رضي الله عنه بن عبد المطلب و بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر رضي الله عنه و من الرسول و صحابته رضى الله عنهم , و من هنا بدأ نشر الإسلام علناً ثم هاجر جميع المسلمون خفياً إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هاجر جهراً امام قريش و قال من يريد ان ييُتم ولدة فليأتى خلف هذا الوادى , فجلست قريش خوفاًً من عمر رضي الله عنه , ثم أشتد الحصار على المسلمين وأخذت قريش تديق الخناق على رسول الله صلى الله عليه وسلم و علقوا صحيفة لمقاطعة محمد صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضى الله عنهم ومن أسلم معهم فأخذت قريش تقاطع بنى هاشم و بنى عبد المطلب إجتماعياً و اقتصادياً و أدبياً فأضطر أهل الرسول صلى الله عيه وسلم إلى النزوح إلى شعاب أبى طالب بشرق مكة و بعد ثلاث سنوات من الحصار طالب زهير بن أمية برفع الحصار عن بنى هاشم وبنى عبد المطلب ووافقت قريش على ذلك و تم نقض الصحيفة .
:26: :26: :26:
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اللهم صلي عل حبيبك الصادق الأمين نبينا محمد
عليه الصلاة والسلام
وجزاك الله خير الجزاء
عليه الصلاة والسلام
وجزاك الله خير الجزاء
الصفحة الأخيرة
وفعلاً خير بدايه الله يوفقك
اللهم صلي عل حبيبك الصادق الأمين
عليه الصلاة والسلام