النقد بين البناء والنقض

ملتقى الإيمان

النقد بين البناء والنقض

ملخص الخطبة

1- دعائم استقامة حياة الناس.
2- تطور وسائل الاتصال في هذا العصر.
3- إساءة بعض الناس في استعمال هذه الوسائل.
4- مظاهر تلك الإساءة.
5- لا تُعطى العامة فوق ما لها.
6- كلمات للرجال الكبار.
7- النقد الهادف.
8- النقد الهادم.
9- المخرج من هذه الفتنة.
10- أهمية الصدق.
11- التحذير من الإشاعات.


الخطبة الأولى


أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، وجِدُّوا في الطاعات، واحترسوا من الشهوات، واحذروا الغفلات، فإن الغفلاتِ قوافل، واغتنموا بالصالحاتِ أيامَكم، وأصلحوا بالإخلاص أحوالَكم، فالأيام قلائل، هلاَّ عقلتم حالكم، وذكرتم ارتحالَكم، وأصلحتم أعمالكم، واعتبر الأواخرُ بالأوائل، ولقد علمتُم أنَّ كلَّ من كان على وجه هذه البسطة راحل، فأين المتبصِّر؟! وأين العاقل؟! يُنَبَّأُ ٱلإِنسَـٰنُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ بَلِ ٱلإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ .

أيها المسلمون، خلق الله السمواتِ والأرضَ بالحقِّ، وأرسلَ رسلَه وأنزلَ عليهم الكتابَ والميزانَ ليقوم الناس بالقسط، وأمورُ الناس وشؤونُهم لا تصلحُ ولا تستقيم إلا بالحق، وحيرةُ البشرية وشِقوتها ترجع إلى تفريطها في الحق، وإخلالها بموازين العدل، وغفلتها عن سريان الباطل وفشوِّ الظلم وشيوع الأكاذيب وانتشار الأوهام وسلوكِ مسالكِ الزور والتزوير في أنفسهم وعلومهم وأنبائهم.

إن نجاحَ الأمم وصلاحَ البشر يعود إلى جملةِ ما يقوم عليه الناسُ ويقدِّمونه من فعل الحق وقولِ الصدق وفشوّ العدلِ، فإن كانت ثروتُها من الحقّ والصدق والعدل كبيرةً سبقت سبقاً بعيداً، وإن كانت غيرَ ذلك سقطت في هوّةٍ لا قَرار لها من التهريج والخبط والادعاء والهزل، مما لا يغني فتيلاً ولا يهدي سبيلاً.

إن المجتمعَ الصالحَ لا يُبنى إلا بمحاربة الظنون وطرحِ الرّيب ورفض الشائعات. إن الحقائقَ وحدَها هي التي يجب أن تظهرَ وتغلبَ وتسود.

يقال ذلك ـ أيها الإخوة المسلمون ـ وقد يسّر الله لأبناء هذا العصر ما يسّر من اكتشافاتٍ واختراعات في وسائلِ الاتصال وتقنياته، من أنواع الهواتف وشبكات المعلومات وقنوات البثّ وغيرها من وسائل الاتصال والإعلام، من مسموعها ومقروئها ومشاهَدها.

إنها وسائلُ خيرٍ لأهل الخير، توفِّر الأوقات، وتقصّر المسافات، وتصل بجميع الجهات والاتِّجاهات، تُستخدَم في الصالحات والنافعات، من سؤالِ أهلِ الذكر، والفقه في الدين والتعلّم النافع المفيد، وصلة الرحم والاتصال بالأخيار، وبذل النصح والتوجيه، والإفتاء والاستفتاء، والتثقيف والمتعة المباحة، ومواعيد الخير وإنجاز الأعمال، وحسن استغلال الأوقات. إنَّ فضلها وخيرَها غيرُ منكور لمن وُفّق في حسن استخدامها والإفادة منها، يتوفّر فيها الجهد، ويُحفَظ بها الوقت، ويلبَّى بها المطلوب، وترفَع شقَّة الذهاب والإياب، فللَّه الحمد والمنة.

ومع كلِّ هذا الخير فقد أساء بعضُ الناس استعمالَها، فكانت شراً لأهل الشرِّ في جلب الشقاء وزرع البغضاء وإيغار الصّدور وغرس الشحناء ونشر الأكاذيب وضياع الأوقات وإشاعة الفتن بين طبقات الناس وفئاتها من حكامٍ ومحكومين، وعلماءَ وعامَّة، ورجالٍ ونساء، ولقد أنتجت بعضُ هذه الوسائل مواقعَ للناس يرتادونها وأحاديثَ يتداولونها وصفحاتٍ يتجاذبون فيها أحاديثَ ومعلومات، وشاشات وقنواتٍ ينْتدون فيها ويتحاورون.

وإنَّ المتأملَّ فيها ليلحظ خللاً كبيراً وقصوراً كثيراً من الهذر والضَّار واللَّغو الباطل، لاَّ خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَـٰحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ٱبْتَغَاء مَرْضَـٰتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً . فما أعظمَ الخلاف في تلك المنتديات والقنوات، وما أكثرَ الشائعاتِ في تلك المواقعِ والصفحات، كم حصل من أمورٍ كان عاقبتُها خُسرا، وقد يكون بعضُ الحقّ فيضيف إليه بعضُ الناس من الأكاذيب والأوهام وسوء التأويل ما يضيع معه الحقّ ويسوء به الظن. تتبّعٌ للعثرات، وتضخيم للهفوات، وحيفٌ في القول، وجفاء عن العدل، فالزلَّة عندهم تَدفن وافرَ الفضائل وكثيرَ الحقّ.

إنَّ الملاحَظ في هذا الشأن أن أناساً يُطلقون العنانَ لأخيِلَتهم في تلفيق التُّهم وتفسير الأحداث وتأويل الألفاظ، لا يحسون حرجًا في إدارة أحاديثَ مفتراةٍ على ألسنة خصومهم وأصدقائهم على حدٍّ سواء، يتندّرون ويسخرون، وكم أدّى التلهِّي بمثل هذا إلى عداوات وأضرار وفتن وأحزان، بل إلى مصارعِ السوء.

إن الحريَّ بأصحاب القلوب الوجلة من أصحاب المواقع والصفحات في شبكات المعلومات وزوَّارها وبأصحاب القنوات والإذاعات في ندواتها وبرامجها ومشاهديها وبأصحاب الهواتف في رسائلها ومهاتفاتِها ورجالِ الصحافة في كتّابها ومحلّليها، حريّ بنا وبهم جميعاً حفظنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه، حريّ بالجميع تذكّرُ قول نبينا محمد في الحديث الصحيح: ((رأيت الليلةَ رجلين أتياني، قالا لي: الذي رأيتَه يُشقّ شدقُه يكذب الكذبة، فتُحمل عنه حتى تبلغ الآفاقَ، فيُصنع به هكذا إلى يوم القيامة)). وكم يُدرِك أبناءُ هذا الوقت من معاني الآفاق وسعتها ما لم يتجلَّ تفسيرُه إلا في هذا الوقت.

ثم ناهيكم برجلِ الإعلام الذي ينشُر على الألوف بل الملايين خبراً باطلاً، والسياسي الذي يعطي الناسَ صوراً مقلوبةً أو مزيّفة في قضايا الأمة ومشكلاتِها ومسائلها، وصاحبِ الهوى من ذوي الرأي والفكر الذي يحسن تسويقَ التّهم بأساليبَ مباشرةٍ وغير مباشرة، وكلَّما اتسع نطاق الضرر إثر كِذبةٍ رائجة أو إشاعة سارية أو تحليل أفَّاك كان الوِزر أعظمَ والخطرُ على الأمة ورجالها أشدَّ، وفي الحديث الصحيح: ((يكون في آخر أمتي أناسٌ دجَّالون كذابون، يحدِّثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتِنونكم)).

أيها المسلمون، إنَّ وسائلَ الاتصال هذه تجسّد صورةَ المستخدم، وتظهر حسنَ الأدب وضدَّه، ورقةَ النفس وغلظَها، وسلامةَ القلب وظلامَته، وقوةَ الإيمان وضعفَه، ولطفَ التعامل وخشونتَه، في أدبٍ من الكلام والاستئذان وحسن الظن وحب الخير وسوء الطوية ورعاية الأمانة وتقدير المصالح والمفاسد.

أمة الإسلام، وإنَّ مما يُوصَى به في هذا المقام أن لا تُعطى العامةُ فوقَ ما لها من الحقوق، فليس للجماهير أن تتحكَّم في تقرير الحقّ أو تحديد الفضيلة، بل تؤخذ الحقائقُ والفضائل من ينابيعها، دون مبالاةٍ بالجاهلين بها أو الخارجين عليها ولو كانوا بالآلاف أو بالملايين.

وتمّة خطابٌ ـ معاشر المسلمين ـ تقتضيه المناسبة، إنه خطابٌ لأولئك الرجالِ الكبار ليبنوا سلوكَهم ومواقفَهم على الحق والصدق والعدل والإيمان، فلا يتبرَّموا من النقل المُثار أو يقلقوا لكثرةِ الهجّامين والشتّامين والشامتين.

إن أصحابَ الحساسية الشدِيدة بما يقول الناسُ، الذين يغترّون بالمديح فيطيرون به فرحاً، أو يغتمّون للذم فيختفُون جزعاً، هم بحاجة إلى مقاديرَ كبيرةٍ من البرود والهدوء وعدم المبالاة، لتهدأ أعصابهم، وتطمئنَّ قلوبُهم.

العاقلُ الرزين والمؤمن الواثق لا يكترِث بتعليقاتٍ تطلقها أفواه أقوامٍ ديدنُهم التسلِّي بشؤون الآخرين، ومن ذا الذي يملك حبسَ ألسنةِ الناس وكَسرَ أقلامها حتى لا يطلقوها ظلماً وعدواناً وإفكا وبهتاناً، ولقد قيل: إن العظيمَ من الرجال من انقسَم الناسُ فيه إلى قادحٍ ومادح، وكم يفرَح هؤلاءِ العظام بعيوبهم تُهدَى إليهم فيجتنبوها، ويدعُون بالرحمة والصفح لمن أهداها.

إن وحيدَ دهره من يزن ما يُقال، فما كان باطلاً أهمله، وما كان حقاً أخذ به وقبِله، وما لم يستبن فيه يتروّى ويتمهَّل حتى يتبيَّن له الحق.

وإنَّ من الحق ـ معاشر المسلمين ـ التمييزَ بين النقد الهادف والنقد الهادم.

فالنقدُ الهادف نصيحةٌ مخلصة، وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌ عن المنكر، وعونٌ على محاسبة النفس. نقدٌ بنَّاء يقوّم الخطأَ، ويقيم المعوَجَّ، ويقصد إلى الإصلاح، ليحقّ الحق، ويبطل الباطل، ويهديَ إلى الرشد، ويهدف إليه. نقدٌ يتعالى عن التجريح وتتبّع الزلات وتضخيم الهفوات.

أما النقدُ الهادم فهو ما دخله الهوى، فتوجّه إلى التجريح، وامتطى صاحبُه الجورَ والزور والبهتان، واتّهم النيات، ودخل إلى المقاصد من غير حجَّة ولا برهان. مشغلةٌ تُفسد العملَ وتهدر الطاقات، وصرفٌ للأمة عن مهمَّاتها، وإشغالٌ للمجتمع عن غاياته الكبرى، وما هو إلا تشفٍّ ونفثُ سمومٍ وانبعاثُ أحقاد وغيظٌ وتفكّه في المجالس بالغمز واللمز. وإنَّ مشاعرَ الرغبة والرهبة ودوافعَ المنفعة والحرمان ما تزال هي السرّ الدفين وراء كثير من النقد والرضا، والنقمة والتأييد.

وبعد يا عباد الله، فإن خيرَ ما يزن به العبدُ نفسَه في هذه الأمواج الحذرُ من الانتصار للنفس، والتذرع بالصبر والاحتساب، والحرص على تحرّي الحق ولزوم الصواب، والبعد عما لا يعني، وأن لا يقع في ما ينتقد فيه غيره، مع الحرص الشديد على صلاح النية وطرد باعث الحسد والهوى وسوء الظن، ((فلا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)) بذلكم أوصاكم نبيكم وحبيبكم محمد .

والناسُ أصنافٌ في التعقّل والتأدّب والذوق وحسنِ التصرّف، والسعيدُ من إذا بُصِّر تبصّر، وإذا ذُكّر تذكَّر، ولكلِّ مقامٍ مقال، ولكلّ مقام مقدار، فلا تكن ـ يا عبد الله ـ ممن قلَّ أدبُه، وضُعف إحساسُه، وغلظ طبعُه، وكلُّ الناس تتحدَّث عن الإصلاح وتسعى إليه، وما كان الإصلاح في شائعات تُثار، أو كلماتٍ في رموز من التوقيعات على مواقع الشبكات والصفحات.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشّمَالِ قَعِيدٌ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ .

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد ، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.






--------------------------------------------------------------------------------

أخرجه البخاري في الأدب (6096) من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه.

أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (7)، وأحمد (2/321، 349)، وأبو يعلى (6384) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن حبان (6766)، والحاكم (351)، وهو في صحيح الجامع(8151).

أخرجه البخاري في الأدب (6066)، ومسلم في البر (2564) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.




الخطبة الثانية


الحمد لله الذي أضلّ بعدله وبفضله هدى، خلقَ الخلقَ ولم يتركهم سدى، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يتَّخذ صاحبة ولا ولدًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، كرُم رسولاً، وشرُف عبداً، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، نجوم الدجى ومصابيح الهدى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإنَّ من أهمِّ ما تحتاج إليه الجماعة في سعادتها والأمَّة في جمع كلمتِها وإدارة شأنها صدقَ اللهجة، وإن الجماعةَ لتسعَد وإن شأنَها لينتَظم على قدر التزامها بفضيلة الصدق، فالأقوال والأعمالُ والتعاملات لا يستقيم سيرُها ولا ينضبط مسارها إلا أن تديرَها لهجة صادقةٌ، والعلاقات والصداقات لا يشتدّ رباطُها إلا بقدر ما تكون ملتزمةً بصدق اللهجة. وقد يكون للكاذب صديقُ منفعة، ولكنه لن يجدَ في إخوان الفضيلة صديقاً حميماً.

يجب أن توزنَ الكلمة، ويُتحرّى الحقّ، ويُلتزَم الصدق، فالكذبُ والبهتان خرقٌ للمصالح، وإضرار بالناس، وتقطيعٌ للأواصر، وإنَّ من المجزوم المحقّق أن صدقَ الأقوال بريدٌ لصدق الأعمال وصلاح الأحوال، فالحرصُ على الحق والتزامُ الصدق يقود إلى كلّ جوامع الخير، وفي الحديث الصحيح: ((عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البرّ، وإن البرّ يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقاً. وإياكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عند الله كذاباً)).

فلا تكن ـ يا عبد الله ـ ممن إذا سمع خبراً طار به كلَّ مطار، وسعى إلى نشره في الأقطار، من غير أن يتثبَّت في صحته، أو ينظر في جدوى نشره، أفَّاكٍ أثيم، همَّاز مشاءٍ بنميم، لا تردعه تقوى، ولا يردّه دينٌ، ولا تحجزه مروءَة، إذا حضَر مجلسًا أطلق الأكاذيب، وإذا دخل موقعًا أتى بالعجائب، يسوق ما لا يخطُر على بال، ويعلِّق بما يشبِه الخيالَ أو الخبال، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

واللبيبُ لا يتكلّم إلا بعدَ التثبّت، ناهيكم بالمؤمن التقي، فكفى بالمرء إثماً أن يحدّث بكل ما سمع، ومن حدّث بكلّ ما سمع فقد أزرى رأيَه وأفسد صدقَه، وقد قيل في الحكمة: من غلب لسانَه أمَّره قومُه، ولا يسارع في الحديث إلا من هانت عليه نفسُه، ومن اشتغلَ بما لا يعلم اتُّهِم فيما يعلم.

ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً .

ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال في محكم تنزيله قولاً كريماً: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً .

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين...







--------------------------------------------------------------------------------

أخرجه البخاري في الأدب (6094)، ومسلم في البر (2607) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه
المصدر : موقع المنبر
1
340

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم حمد ومعاذ
أم حمد ومعاذ
يعطيكيـ العافيهـ ياقمر
موقع رائع مثلكـ

0
0