يعاني معظم طوائف الشعب في هذة الاونة من مشكلة واقعية تعددت ظهورها وخلقت تلك المشكلة عددة مشكلات اخري لا حصر لها فكان لابد من دراسة هذة المشكلة ومحاولة حلها لكي نرقي ونمنع الكثر من المشكلات الاخري التي ظهرت فتعالوا معي ندرس هذة المشكلة الا وهي مشكلة " غلاء الاسعار "
جاء في الأثر أن الناس في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - جاءوا إليه وقالوا :
نشتكي إليك غلاء اللحم فسعره لنا ،فقال: أرخصوه أنتم ؟
فقالوا :نحن نشتكي غلاء السعر واللحم عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة فتقول :أرخصوه أنتم ؟ وهل نملكه حتى نرخصه ؟وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا ؟
فقال قولته الرائعة :اتركوه لهم..
وتذكر كتب التاريخ أنه " قيل لإبراهيم بن أدهم: إن اللحم قد غلا !!.
فقال: أرخصوه أي: لا تشتروه وأنشد في ذلك:
وإذا غلا شيء عليَّ تركته ... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
إن عمر رضي الله عنه يرسم لنا نظرية اقتصادية بسيطة ولكنها عظيمة الأثر ، كبيرة النفع ، وهي الموازنة بين الطلب والعرض ،فمن المعلوم أنه عندما تحدث زيادة في الطلب على سلعة ما ؛ فإن الأسعار ترتفع تبعاً لذلك مما يؤدي إلى تراجع الناس عن الشراء فيحدث توازن بين الطلب والعرض ، فزيادة الأسعار أدت إلى خفض زيادة الطلب . وبالعكس إذا كان الطلب أدنى من العرض , فإن الباعة يتوجهون إلى خفض أسعارهم ، عندئذ تختفي زيادة العرض .
فهل نعمل بوصية عمر رضي الله عنه للتغلب على لهيب الأسعار الذي أحرق أموال الكثيرين منا , خاصة وأننا غير مطالبين بالتخلي عن بعض السلع الحيوية كاللحم ؛ فقائمتنا تحوي الكثير من البذخ والترف الذي يثقل كواهل جيوبنا ، وبقليل من العزم والإرادة والتفكير السليم نستطيع توفير الكثير من أموالنا التي ينتهي بها المطاف في كثير من الأحيان إلى جيوب أعدائنا .
ولو ألقينا نظرة خاطفة على بعض الإحصاءات في دولنا لأصبنا بالذهول من حجم الإنفاق الرهيب ليس على الضرورات والحاجات فحسب بل على كماليات الكماليات ؛ ولاشك أن هذه الإحصاءات تشير إلى آفة عظيمة ، ومصيبة عميمة ، وطامة أليمة ، ألا وهي الترف والإسراف .
بل إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يطرح بين أيدينا نظرية أخرى في مكافحة الغلاء وهي إرخاص السلعة عبر إبدالها بسلعة أخرى ؛ فقد جاء في تاريخ يحي بن معين : ( قال: حدثنا القاسم بن مالك عن يوسف بن دراقس قال : حدثني مغيرة بن عطية عن رزين بن الأعرج مولى لآل العباس قال : غلا علينا الزبيب بمكة فكتبنا إلى على بن أبى طالب بالكوفة أن الزبيب قد غلا علينا , فكتب أن أرخصوه بالتمر ) أي استبدلوه بشراء التمر الذي كان متوفرا في الحجاز وأسعاره رخيصة فيقل الطلب على الزبيب فيرخص . وإن لم يرخص فالتمر خير بديل .
والقاصي والداني يعرف ما حصل لبعض البضائع الدنمركية عندما قاطعها الناس واستبدلوها بسلع أخرى كيف تهاوت أسعارها بشكل كبير حتى وصلت إلى النصف تقريبا .
فهل نبادر إلى تغير سياستنا في إدارة أموالنا التي جعل الله لنا قياما بما يتوافق مع التحديات التي تصبحنا وتمسينا ، وهل ننبذ العشوائية والفوضوية والسطحية في التعامل مع يواجهنا من نوازل ومشكلات ، وهل نخشوشن ونوقن بأن النعم لا تدوم .
ارجوا ان يكون وفقني الله في هذا الموضوع لما لة من اهمية قصوي في حياتنا اليومية
رانيا80 @ranya80
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وفعلا الى تركناه محد بيشتريه وبنشب في حلوقهم وبيرخصونه