الوقت

ملتقى الإيمان

" والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى"، " والفجر وليال عشر"، " والضحى والليل إذا سجى"، "والعصر، إن الإنسان لفي خسر".
إن هذه الآيات لتدل دلالة واضحة لا يشوبها شائبة من أن للوقت أهمية عظيمة.
خصائص الوقت:
1- سرعة انقضائه:
فهو يمر مر السحاب، ويجري جري الريح، وفي هذا يقول أحد الشعراء:
مرت سنين بالوصال وبالهنا فكأنها من قصرها أيام
ثم انثنت أيامُ هجرٍ بعدها
فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تِلك السنونُ وأهلُها فكأنها وكأنهم أحلام

2- أن ما مضى منه لا يعود ولا يُعوض:
فكل لحظة تمر، وكل ساعة تنقضي، وكل يوم يمضي ليس في استطاعتنا استغلالها، وبالتالي لا يمكن تعويضها، فكما قال الحسن البصري: " ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة"
3- أنه أنفس ما يملك الإنسان:
هو في الواقع رأس مال الإنسان الحقيقي، فكما قال حسن البنا: "هو الحياة، فما حياة الإنسان إلا الوقت الذي يقضيه من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة"
وفي مثل هذا يقول الحسن البصري: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام مجموعة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك".
واجبنا نحو الوقت:
الحرص على الاستفادة من الوقت، وفي هذا يقول الحسن البصري: "أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم"، لهذا علينا أن نحاول جاهدين أن نستفيد من وقتنا بحيث يكون يومنا أفضل من أمسنا، وغدنا أفضل من يومنا.
وقال حكيم: "من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه، وظلم نفسه!"، ويقول ابن مسعود: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي"
وقال خير البرية رسول الله "صلى الله عليه وسلم": " نعمتان من نعم الله مغبون فيهما كثير من الناس الصحة، والفراغ".
"إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت يقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها" ابن القيم
أخي يامن تقرأهذه الرسالة، هل فكرت جليا في قيمة وقتك؟
هل جلست مع نفسك جلسة مصارحة؟
أقصد بها أن تجلس وتحاسب نفسك على وقتك الذي يهدر هباءً منثورا!!!
هل فعلا ليس لك قيمة؟؟؟
هل تقصد بأن ليس لحياتك قيمة؟؟؟
إذا لم خلقت؟
هل فقط لتعيش وتأكل؟
أم لتعبد الله وتجد وتجتهد وتبني الأرض ويكون لك أثرا طيبا من بعدك، فكما قال الشاعر:
وكن رجلا إن أتوا بعده
يقولون:مر، وهذا الأثر
فهل تركت أثرا لأعمالك الطيبة؟
أم أنت مثلما قال الشاعر:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
فمن أين الصنفين أنت؟
هل أنت من الصنف الأول؟ إذا فهنيئا لك عيشك الكريم.
ولكن لا تقل بأنك من الصنف الثاني الذين هم أحياء جسديا لكنهم أموات فعليا!!!
أموات ليس لحياتهم هدف، ليس لوقتهم قيمة، والأدهى ليس لحياتهم معنى!!!
قم الآن واجعل لك من 10 إلى 15 دقيقة تقضيها مع نفسك، تختلي بها، نعم اكتب هل تقضي وقتك على أكمل وجه؟
هل تقوم العديد من الأمور بتضييع وقتك؟
أقصدهل تسمح لعديد من الأمور بسرقة وقتك؟
قف مع نفسك وقفة، تدبر فيها قول الله تعالى: 'وأن ليس للإنسان إلا ما سعى' 39النجم...
فما هو سعيك؟
نعم قد تكون هذه الأسئلة لو تمعنا بها تجعلنا نتضايق أو نشعر بالألم يعتصر أجسامنا على ما فرطنا من اوقاتنا!!!
ولكنها ستكون لنا كالدواء الناجع!!!
قد يكون مرا، ولكنه من بعد مشيئة الله سيكون لنا السبب في الشفاء.
فيا ترى هل ستستقطع وقتا لهذه التساؤلات؟
أقصد هل ستبدأ بإعطاء حياتك قيمة؟
لا أرغب بإطالة الموضوع، ولكن المغزى الرئيس من مقالتي هي أن قيمة حياتي وما سيؤول له شأني نتيجة مباشرة للقيمة التي أوليها لوقتي!!!
فلتبدأ منذ اليوم صفحة جديدة، صفحة ناصعة البياض، صفحة بها إنجازاتك التي طالما تمنيت الحصول عليها، اليوم باستطاعتك تحقيق ذلك... لو استثمرت وقتك... بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى

منقول للفائدة
1
364

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خفيفه دم و كلي هم
جزاك الله خير ما قصرتي ..


:)


(( سبحان الله و بحمده .. سبحان الله العظيم ))