السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبتن وطاب مساؤكُن بِكُل خير غالياتي الكريمات
عند الإجازة الصيفية .. او اي إجازةٍ أخرى ..
نقوم بتجهيز معدات الرحلة .. وعندما نستعد للإنطلاق ..
واتباعاً لسنة نبينا المصطفى .. صلى الله عليه وسلم .. نقول دعاء السفر
وهو :
{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون }
لكن ..
هل فكرنا في فحوى هذا الدعاء وفي محتواه ..؟؟
هل تأملنا معانيه و دققنا في حروفه .. حرفاً حرفاً ..؟؟
هل استوقفتنا عبارة : اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى .. !!
البر والتقوى يأتيان في النصوص تارة يعني مقترنين وتارة منفردين، فإذا اجتمعا فإنه يفسر البر بالعمل الصالح، والتقوى بترك المخالفات والمعاصي، كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} أما إذا أفرد البر فإنه يشمل هذا وذاك، وإذا أفردت التقوى فإنها تشمل هذا وذاك، فيفسر، ولهذا تفسر التقوى بأنها فعل المأمورات وترك المحذورات، لكن إذا اجتمعا فإنهما يفترقان في المدلول يصبح كل منهما يعني البر أخص بالأعمال الصالحة والتقوى أخص بترك السيئات..
يعني سُقنا يالله لما هو أرضى لك .. لأن الأعمال فيها فاضل وأفضل (ومن العمل ما ترضى) أو يكون من نوع التنويع؛ لأن العمل الصالح مرضي لله، {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ } .. (ومن العمل ما ترضى) وفيه إثبات صفة الرضا لله سبحانه ..
هل فعلاً سفرنا سيكون لِبِر الله وتقواه .. ؟؟
هل حقاً سنجني من سفرنا الأجور المضاعفه ..؟؟
هل بيّتنا النية ان يكون سفرنا للتدبر والتأمل .. والتفكر في مخلوقات الله ..
أم اننا انشغلنا بملهيات الدنيا .. وجمال طبيعتها .. وتنوع مبانيها .. وتعدد اسواقها ..
فبيّتنا النية للتنافس الى السفر الى البلاد العربية والأجنبية .. كي يقال ان فلانه ... قد زارت تلك الدول ..!!
وانها لم تترك اياً من الديار الغربيه والعربية .. الا وقد حطت رحالها فيها فترةً من الزمن ..
ليتنا نتأمل ماسبق تأملاً ايمانياً .. ونسخر جل تفكيرنا في دعاء السفر .. حينما نريد الإقلاع .. براً او بحراً او جواً ..
فكيف سيكون الله صاحبنا في سفرنا ( اللهم انت الصاحب في السفر ).. ونحن قد نوينا بسفرنا هذا عصيانه ..!!!!
حتى ولو لم ننوي ذلك .. لم تكن نيتنا الأساسية براً او تقوى .. بل اتباعاً للهوى ..!!!
وقد ذهبنا بأرجلنا الى مكان غضبه .. وشديد عقابه ..!!
غالياتي
لاتكن الدنيا أكبر همنا .. ولا مبلغ علمنا ..
دعونا نتوقف قبل فكرة السفر الى اي مكان .. وندون ماسنفعله من اعمال الخير في جوارحنا .. قبل ان ندونها في دفاترنا ..
لتكن بصماتنا في سفرنا تشهد لنا يوم القيامه .. لا .. أن تشهد علينا ..
ليكن معروفنا في سفرنا تبقى حسناته جاريةً الى يوم المعاد ..
فوالله ماأحوجنا في زمن الفتن الى حسناتٍ تكون لنا كالماء المعين يوم البعث والنشور ..
ووالله سنندم اشد الندم على لحظات عشناها في الدنيا الفانيه ولم نقدم لآخرتنا شيئاً يذكر .. سوى تجميع السيئات من هنا وهناك ..
اذاً
فلنقف جميعاً تدبراً وتفكراً
في حروف كتاب ربنا .. وفي شذرات سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
ولانجعل السنتا تقول الدعاء و الذكر وقلوبنا مشغولة عنها ..
هذا ماطاب لي ذكره لكن
فإن أصبت فمن الله
وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان ..
اللهـم أحـسِـن عاقبتنا في الأمـور كلـها ..
وأجـرِنا من خِـزي الدنيا وعـذاب الآخـرة ..
اللهـم انا نسألك اٍيمانـاً كاملاً ..
ويقـينـاً صادقـاً .. وقـلباً خاشعاً ..
ولساناً ذاكراً .. وتوبةً نصوحة ..
وتوبةً قبل الموت .. وراحةً عند الموت ..
والعـفـو عـند الحساب .. ونسألك الجنةَ ونعـيمَها ..
ونعـوذ بك من النار .. يارب العـالمين
أختكن في الله
اطياف سدير
.
اطياف سدير @atyaf_sdyr_1
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بنت المخلفي
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة