لاحظت كما لاحظ غيري في الفترة الأخيرة ظاهرة نقد العلماء وطلبة العلم حتى صارت الجرأة عليهم أمر يدعو للعجب ..وصار الكل يمكنه أن يكتب وينقد..نعم ليسوا معصومين من الخطأ بل رأينا زلات بعضهم ..لكن لا يعني هذا انتقاصهم والتشهير بهم .. أوليس من حقهم علينا احترام العلم الذي يحملون ومناصحتهم والتماس العذر لهم مادام أن ما وقعوا فيه محل اجتهاد..
وفي ظني أن الناقد لا يعدو أن يكون واحدا من هؤلاء الأربعة :
1/ ناقد دفعته الغيرة على دين الله وحب النصح فلم يملك نفسه حين رأى الخطأ ولكونه من عالم فوقعه على النفس أشد فدفعه واجب النصح لكتابة موضوعه ولمثل هذا أقول ما قال الشافعي رحمه الله :
تعمدني بنصحك بانفراد..........وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ......... من التوبيخ لا أرضى استماعه
حتى وإن جاهر العالم بخطئه فإنك لا تعلم دوافعه كان يمكنك قبل كتابة الموضوع الاتصال بذلك الشيخ أو مقابلته في منزله أو مسجده أو حتى مراسلته وتفهم وجهة نظره فإن رأيت منه إصرارا على المنكر والخوف على العامة من ضرره هنا يمكنك نشر الموضوع على الملأ والتحذير منه .
2/ ناقد حاقد على كل ما يمت للدين بصلة سخر جهده ووقته في تتبع زلات العلماء وما علم المسكين أنهم بشر يجري عليهم ما يجري على باقي البشر من الخطأ والنسيان .. وما علم أيضا أن الله قد كلف بكل إنسان حتى العلماء ملائكة يحصون أخطاءهم
لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله .. أوما رأيتم معي أنه كلما زاد الهجوم على أحدهم كلما تمكن من قلوب محبيه .
3/ ناقد طالب شهرة ..أراد الصعود على أكتاف العمالقة حتى يعرف ويكتب عنه في الصحف والمنتديات ويكون حديث الناس متمثلا قول الأول .. حتى تذكر أفعل المنكر .. أو خالف تعرف ..ولمثل هذا لا نملك إلا الدعاء له بالشفاء.
4/ والرابع لا أدري صراحة أأضحك من فعله أم أشفق عليه
ذلك الذي أراد جمع أكبر قدر من الردود في موضوعه أو لم يجد موضوعا يكتب فيه ..لكن العجيب هنا .. من أين له الوقت الذي يستطيع فيه متابعتهم وإحصاء أخطائهم والأعجب دقة ملاحظته التي مكنته من افتقاد شعيرات في وجه فلان من الناس.وله أقول : ألم تجد ياأخي حديثا غير ورثة الأنبياء الذين قال الله فيهم ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) والذين هم أشد الناس خشية لربهم ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ألا تعلم أن كتاباتك هذه لا تخدم سوى أعداءك الذين يبحثون عن الشُبَه ويصطادون في الماء العكر .
إلى كل أولئك أقول : تذكر قبل أن تمسك القلم ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
