انتي عزباء>>]

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم
منقول
راق لي كثيرا


أنتِ عازبة ؟ إذن خدماتك 24 ساعة ؟!!
كتبته : فجر الأمل


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يرِنّ الهاتِف أو جوالها ثم تترَك الردّ عليه لأن لديها بعض مشاغِل ..
يُطلب منها أو إليها زيارات أو ( طلعات ) ، فتعتذِر لأنْ لديها ما يُشغلها ..
يُطلَب منها رعاية أطفال أخت أو قريبة تريد الذهاب إلى حفلة زواج ، أو مركز تسويق فتعتذِر بانشغالها بأمرٍ مُهِمّ ..

لكن هذي العازِبة تصطدم بوابِلٍ مِن العتب ! والعجَب !
وأنّ حياتها العزوبية ليس فيها مجال لانشغال أو الاعتذار !

هذه بعض مشاهِد مِن حياة التفريق غير السويّ ! بين العازبات والمتزوجات .
وغيرها كثير مِمّا تتحمّله بعض الفتيات العازِبات والسبب أنّ المطلوب مِن العازبة أن تتشبَّهَ بالمراكز التجاريِّة !
خدمات 24 ساعة ؟!

فهل العازِبة لا حياة لها ؟!
أو لا خصوية لها ؟!
أو لا يشغلها شيء ؟!

إن الإنسان مهما كانت حالته الاجتماعية أو المادية أو حتى الجغرافية ! يظل له نوع مِن الخصوصية التي يجب أن لا يقتحمها أحد ..
ولها نوع مِن حُب البقاء مع النفس في ساعاتِ صَفاء لا يعكّر صفوها أحد .

أعجبُ مِن هذا الميزان الذي يُجبِر العازِبة أن لا تردَّ أحدًا ، ولا تعتذِر لأحدٍ ! ولا يشغلها عن كل أحد أيُّ شاغِل !

نعم ..
حين تتزوَّجُ المرأة فإنّ مشاغلها تكثُر ، لكن لا يعني هذا أنَّ العازِبة متفرِّغة لكل النَّاس .

ولا يعني أنَّ العازِبة حين لا تردّ على جوالها مِن أوَّل مرة أن يُكرر الاتصال أربع وخمس وسبع مرَّات !! فإذا لم يتمّ الردُّ فلا مانِع مِن الاتصال بهاتِف منزِل أهلها لتُجبَر على المُكالمَة !
والغرَض هو تمضية وقت المتزوِّجة التي وجدت وقتَ فراغ فيجِب أن تجِد صديقتها العازِبة متفرِّغة لها ؟!

حين تحصُل معي مثل هذه المواقِف فأُجبَر على المكالمَة ! مع وجود ما يشغلني مِن أعمال على الجِهاز ، فإني أضطّر إلى جعل أذني على السماعة وعيني على الجهاز !
فتُكثِر الصديقة مِن الكلام وقلبي ليس معها !
وأحيانًا أُشغِل نفسي بعمل لا يحتاج إلى كثير تركيز فأعمل وسماعة الهاتِف على أُذني ..
فَهُم كثيرٌ قولِهُمُ = إنّي بِقُربِهِمُ قَليلُ
قومٌ إذا جالستُهم = صدئتْ لِقُربِهِمُ العُقُولُ

إنَّ مثل هذا الإصرار العجيب على الإقرار بأنَّ حياة العازِبة حياة لا شُغل فيها ، أو أنَّ لها حياةً فارِغة لا روح فيها ولا نِظام ولا عمل ، يجعل الفتاة في حرَج بين تلبية ما يُطلَب منها وبين تلبية احتياجاتها أو ارتباطاتها الأخرى .
فيضيق الصَّدر حين تشعر أنَّ النَّاس يظنُّون أنها متفرِّغة 24 ساعة ! وتشعُر بعدم احترامهم لحياتها .

والمقصِد أنه ليس المطلوب مِن الفتاة التي ما زالت تعيش حياة العازبين أن ترفُض كل مَن يطلبها ..
وفي الوقت نفسه ليس المطلوب مِن الناس أن يمتنِعوا عن طلب المُمكِن ..

لكن تحتاج الفتاة إلى فَهْم حياتها وخصوصياتها ..
وأنها تُشغَل وتتفرَّغ ..
وتنام وتصحو !
وتحتاج في بعض الأحيان إلى أوقاتِ صفاء تجلِس مع نفسها دون أن ترى أحدًا مِن النَّاس .

وإذا شعرت الفتاة أنّ مَن تطلبها إنما تطلبها لتمضية وقتها وإنهاء سواليفها ! فلا حرَج عليها حين تحتجِب عنها !
فالثقلاء كما قال فضيلة الشيخ علي الطنطاوي – عليه رحمة الله - " أعان الله الأرض على وطئهم لها !! "

وتأملِّي – أيتها الغالية – فِعل الإمام ابن الجوزي – رحمه الله – فقد ذَكرَ في كتابه صيْد الخاطِر
بأنَّ هناك زوَّارًا ثقلاء كانوا يأتونه بكثرة، ولم يستطع أن يخرجهم من بيته، فكان يقطِّع الورق في ذاك الوقت الذي يأتيه فيه أولئك الثقلاء، ويبري الأقلام حتَّى إذا خرج الزوَّار شرع في التصنيف والتأليف والكتابة بأقلامه بتلك الأوراق التي قطَّعها فيكون وقته قد استغلَّه بما ينفعه فيما بعد.

ومِمّا وصلني مِن رسائل زاد – عجَّل الله برجوعها - ..
لا تكن ثقيلا فيملّ الناس حديثك ومجالستك :
أقبل رجل من بني مرة على مالك بن أسماء يحدثه ويثقل عليه ، فقال : أتدري من قتلنا منكم في الجاهلية ؟
فقال مالك : لا ، ولكني أعرف من قتلتم منا في الإسلام .
قال : من هم ؟
قال : أنا !! قتلتني اليوم بطول حديثك ، وكثرة فضولك .

وذَكر فضيلة الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله - عن الشيخ جمال القاسمي ـ عليه رحمة الله ـ أنَّه مرَّ بشباب يلهون ويضيعون أوقاتهم بالحرام فقال : ليت أنَّ الوقت يباع ويشترى لاشتريت منهم أوقاتهم !!

وأنا أقول مثل قوله !

اللهم سخِّر لنا الخيِّرين مِن خلقك واجعل حياتنا في طاعتك واصرِف عنا هُزال الهِمَّة وضِعاف الهِمم واجعلنا مِن الرَّاشدين .

:: نافِذة ::

إن استطعتِ فاقتني كتاب ( ذمُّ الثقلاء ) لمحمد بن المرزبان ..
فلعلَّه يُخفِّف عنكِ وطأ كل ثقيل !
0
386

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️