زائرة

انواع العقول

الأسرة والمجتمع

5
663

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زائرة
من الحلوات اللي عجبهم الموضوع 
زائرة
سبحان الله
عفوك ارجو يا عفو
رائع
بـنـت صـلالـة
بـنـت صـلالـة
جزاكِ الله خيرًا موضوع رائع ومهم بل ويُعد إحدى أكبر مشكلاتنا في النقاشات والحوارات كمجتمعات عربية وإسلامية هي أننا أحايين كثيرة لا نفصل بين الفكرة والشخص ونخلط بينهما ولا يزال بعضنا مهما بلغت من التدين والتفقه! أو العلم والشهادات العليا! مقيدة في هذا الطبع المشين والخلط اللئيم!!... فإذا قرأت رأيًا يناقض رأيها واعتقادها سمحت لنفسها التجني على صاحبته بما لا تعرفه عنها ! وليس فيها متجاهلة أن المخالفة قد خالفتها في الرأي وهذا تفكيرها ولها كل الحرية فيه ولا يحق لها إن لم تقنعها بحجتها أن تلمزها في نفسها أو تقدحها في دينها وكل ما يخصها من حياتها !!... وكم تستوقفني بعض الآراء لمن تناصر فكرةً ما فإذا خالفها أحد ببساطة تجنت على ذوات المخالفين لتلك الأفكار لأنهم لم يناصروا أفكارها ولم يؤيدوا آراءها !!!...🤷🏻‍♀️

ولقد أضر علاقاتنا الأخوية والإنسانية هذا الخلط المشؤوم في تقدير واحترام الحوارات وتثمين أفكار الاختلافات لأن البعض يُقحم ظنونه النفسية وشكوكه الشخصية في أمور الآخرين بدل مناقشة الفكر ! وهكذا اختلطت الأفكار والأهداف من الحوار بالمشاعر والعواطف التي لا شأن لها به فأفقدته فائدته وأضرته أيما ضرر !...

وهذا الحال المؤسف يسري أيضًا على طريقة النصيحة فلم تعد تُقبل من كثيرين لذات السبب وكثرة تهجمهم وتشكيكهم في ذوات الآخرين وكيل الشتم والتهم لهم بأنهم مشركين وشياطين والخ وإن كانوا يعلمون زيف هذا الكلام بحق المشتومين وبهتانه! ويتعمدون التشكيك في نيتهم بطرق رخيصة حتى وإن كانوا يعلمون صدق تفكيرهم ومنطقية حوارهم وبرهانه! ...ولو عُدنا إلى الأسس التي ترتكز عليها ثقافتنا الدينية وتراثنا الإسلامي فالفقهاء العقلاء لهم قاعدة جميلة تقرر أن: "الحكم على الأفعال لا على الذوات" ...وللإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه مقولة مشهورة قالها للحارث بن حوط الليثي: "الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق فاعرف الحق تعرف أهله، والله داؤنا العضال أننا نعرف الحق بالرجال ولا نعرف الرجال بالحق"!

وهذا ينطبق على من تظن أن لا علماء ولا فقهاء في الإسلام على اختلاف أزمنته وفتراته التاريخية ! إلا عالم وشيخ واحد قد لم تعرف وتقرأ لغيره لذا قد تقدس مقولاته وتحب فرضها على الناس بقوة على أنها الحق المطلق! ... ولو كانت بعض تلك المقولات والآراء تناقض العقل ومنطق الحق ! ...وهُناك موقف مشهور للنبي صلى الله عليه وسلم فيما فعله فضل حاطب بن أبي بلتعة حين بلغ أهل مكة بشأن فتح مكة مع امرأة رغم أن فعله يعتبر من الخيانة العظمى!!! ... فاستأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب عنقه قائلًا: يا رسول الله ائذن لي أضرب عنق هذا المنافق! ...فرفض النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوصف لأن خطأ حاطب رضي الله عنه لم ينفِ عنه الوصف الكلي من كونه مُحبًا لله ورسوله 🤍...ومع هذا أقر النبي خطأه ورفض عقابه عقاب المنافقين! وقال: "لعلّ الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر💚 فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" 🤍...

ومن المؤسف أن أكثر من يدّعي الفقه في الدين هو أكثر من يُسهم في ضياع الحق وفرص هداية الناس بمثل هذا الخلط بين مناقشة الأفكار بطريقة محترمة بعيدًا عن التعدي على الذات الإنسانية المكرمة! ... وللأسف تكون الأحكام لديهم جاهزة يطلقها على من يشاء لفكر ما! أو سلوك معين! ولا يميز الفعل من الفاعل! ولا السلوك من صاحبه! وإنما يخلط بينهما فيحكم على صاحب الفعل لا على الفعل!🤷🏻‍♀️...

ولو أننا نتحرر من خلط الفكرة من صاحبها فإننا نستطيع أن نفصل مشاعرنا عن منطق عقولنا... وعواطفنا عن بيان أذهاننا... فنكسب الناس بالحق والمنطق في بياننا ونقدم النصيحة والرأي بالحجة في مقابل الحجة ولا نقحم المشاعر الشخصية في ميدان الأفكار!...نستطيع حينها أن نشعر بالقدرة على التعايش مع أفكار الآخرين المختلفة عن أفكارنا حتى وإن لم ننجح في إقناعهم 🤷🏻‍♀️ونتسامح مع رؤاهم المعارضة لرؤانا ونجد العذر لهم دون أن نكرههم ونتعدي عليهم ونأذيهم ونأثم ونسيء من حيث نريد نفعهم والإحسان لهم ! ...

وعلى الجانب الآخر لابد أن نقنع أنفسنا أن بعض النصائح هي معالجات نفسية للقناعات التي بداخلنا ونحتاج إلى التعود عليها وعلى إقناع ذواتنا بأن المخالف لأفكارنا لا شأن له بنا كشخوص ولا علاقة له بنا كأصحاب أفكار إنما ينقد الفكرة فنتقبله بصدر رحب كمبادر ومحب لفعل الخير وإن لم نوافقه في الرأي أو الفكر !...

ومثل هذه الأمثال المذكورة في الموضوع تعتبر مزية من المزايا التي رأيناها واقع في بعض المجتمعات الشرق آسيوية والغربية الغير مسلمة! ولكنها تؤمن بحرية الرأي والاختلافات الفكرية وفيها قد نجد الشخص يُوجه لأفكاره التوبيخ والتأنيب وهو هادئ السريرة! لا يثُور ولا يتقطع غيضاً بل يرد بهدوء على الأفكار متجاهلاً ما نراه نحن كعرب ومسلمين أحايين طعنًا للذات وتحقيرًا للنفس🤷🏻‍♀️ ... ولهذا نجحت بعض الدول الغربية في استغلال هذه النقطة لتفتيت المجتمعات الإسلامية وتمزيقها بزراعة أهدافها التي أهمها إثارة صراع الذوات وليس صراع الأفكار في الاختلافات... وللأسف وجدت مرتعها ومحلها في بعض المجتمعات وكسرت عصي الوحدة والجماعة الإسلامية على عصي الأفكار والاختلافات المذهبية!🤷🏻‍♀️...

والمهم في الأخير أن على كل من يدّعي العلم أو الفقه في الدين أو تقديم رسالة هادفة للناس أن يعلم أنه يحمل أمانة💚 العمل على فصل الفكرة عن قائلها والفعل عن صاحبه في نصحه أو إبداء رأيه ومشورته وهي أمانة لا يُدركها إلا من يعي سموها الديني💚 والإنساني🤍 وقوة أثرها في النفس البشرية 🤍...

وشكرًا على هذه اللحظة التأملية في موضوعك والله يزيدك من علمه وفضله وينفع بك 😍❤🌹...
لـذّة..
لـذّة..
باركَ الله فيكِ..