ضحى أحمد

ضحى أحمد @dh_ahmd_1

محررة ذهبية

بدأت علاقتنا طبيعية ولكن شيئا ما بدا يتغير .. هي وأستاذها وقصة تستحق التأمل

الأسرة والمجتمع

منذ فترة قرات هذه القصة في باب بريد الأهرام الشهير .. لاسباب كثيرة شعرت اني اريد مشاركتكم معي في قراءتها .. نسيتها بعض الوقت لكني عدت وتذكرتها حين قرأت احدى المشاركات هنا في المنتدى والتي احسست بعدها أن من واجبي ان انقل لكم تلك الرسالة التي حملت خواطر فتاة وقعت يوما في حب استاذها والى اين انتهى بها الأمر .. بحثت عنها في موقع الجريده وهاهي الآن بين يديكم وسأترك التعليق عليها لكم ..


========= محكمة الضمير ===========


قرأت في الأسبوعين الماضيين مشكلتين عن رجلين يريدان الزواج مرة ثانية وقرأت التعليقات الموجهة إلي المرأة الثانية في حياة الرجل فأحببت أن أبعث برسالتي لأوضح لكم بعضا مما يعتمل في نفس المرأة الثانية فقد كنت فترة ما امرأة ثانية‏..‏

ربما تظن أن رسالتي لا تستحق النشر بالنظر إلي كمية ونوعية الرسائل التي تصلك يوميا‏,‏ ولكن الحق أنها حالة أصبحت ظاهرة‏,‏ ربما تكون مستترة ولكنها في ازدياد رهيب‏,‏ وإذا قرأت رسالتي ستعرف أنه ليس عندي مشكلة الآن فقد حللتها بفضل الله ولكني أردت أن أنبه البنات في مثل عمري حتي لا يقعن في مثل خطئي‏.‏

نشأت في أسرة متدينة طيبة ومتحابة‏,‏ وكبرت وأنا أري أبي وأمي في قصة حب دائمة ولم أسمع أبدا صوتهما يعلو في شجار حتي لقد ظننت أن هذا هو حال الجميع وأن كل البيوت هي مثل بيتنا‏..‏

ولكن بمرور الزمن وبتفتح عقلي وإدراكي للأمور من حولي عرفت أن كل البيوت ليست مثل بيتنا‏,‏ وأدركت كم أنا محظوظة بنشأتي وسط هذا الحب المتبادل بين أبي وأمي وأنا أري والد إحدي صديقاتي لا يسأل عنها بالسنين وأخري أبوها وأمها في حالة شجار دائم وتهديد بالطلاق وثالثة يضربها والدها طوال الوقت وغيرهن كثير‏.‏

وفجأة ومع بلوغي سن السادسة عشرة توفي والدي بدون سابق إنذار‏..‏ توفي في قمة شبابه وصحته‏,‏ وانكسر بداخلي شيء كبير لم استطع إصلاحه وبمرور الوقت كنت أدرك أكثر وأكثر حجم ما خسرته بوفاة أبي‏.‏

أنهيت دراستي والتحقت بالعمل بإحدي الشركات ونجحت وتقدمت في عملي وكذلك بدأت دراستي العليا وهناك في الحرم الجامعي بدأت مشكلتي‏.‏

قابلته هناك‏..‏ أستاذ مساعد‏..‏ في الخامسة والثلاثين‏..‏ محترم من الجميع‏..‏ متزوج وأب لولدين‏.‏

وبدأت علاقتنا طبيعية‏..‏ طالبة بالدراسات العليا وأستاذها‏..‏ علاقة يسودها الاحترام المتبادل والتقدير ولم يخطر ببالي أبدا أنها قد تتعدي ذلك‏.‏

ولكن شيئا ما بدأ يتغير‏..‏ شرارة ما اشتعلت في قلبي وأنا أري اهتمامه المتزايد بي‏..‏ كنت متأكدة من أنه لا مستقبل لنا معا وكنت أؤنب نفسي كثيرا إذا ما ضبطتها متلبسة بالتفكير فيه‏,‏ ولكني وجدت نفسي أندفع يوما بعد الآخر في اتجاهه وباءت كل محاولاتي الضعيفة في ايقاف نفسي بالفشل‏.‏

أدمنت سماع صوته واهتمامه ونظراته‏,‏ كان يشعرني بأني الأنثي الأجمل علي وجه الأرض‏,‏ ويهتم بأدق تفاصيل حياتي وكأني شغله الشاغل‏,‏ وأحسست بأني أحبه ولن استطيع أبدا الاستغناء عنه‏.‏

ويوم اعترف بحبه لي لم أناقشه في أنه متزوج وأب ولم أرد حتي أن أفكر في الأمر‏,‏ فقط صارحته بأني أيضا أحبه‏.‏

وظللت هكذا شهورا‏..‏ لا أفكر سوي في أن هذا الرجل يحبني وأنا أحبه وأصدقه وأؤمن بحبه لي أيمانا مطلقا لاشك فيه‏.‏

وإذا ناداني ضميري بأنه رجل متزوج وأني بحبي له إنما أعتدي علي ما ليس لي‏,‏ وأنه سيأتي اليوم الذي سيخونني فيه زوجي مثلما سمحت لهذا الرجل بخيانة زوجته‏,‏ فإني كنت وبكل بساطة أتجاهل ضميري وأتذكر فقط كلامه الحلو لي وأوقاتي الرائعة معه‏.‏

لشهور وشهور كان حبنا يتزايد وثقتي به تزيد‏,‏ فهو لا يريد مني شيئا ولم يحاول أن يأخذ مني شيئا‏,‏ وأحسست باحترامه لي وخوفه علي أكثر من نفسي ولكن ضميري لا يسكت ومهما تجاهلته فهو مستمر في تأنيبي وتعذيبي‏.‏

لم نكن نناقش مسألة زواجه ولا مستقبل علاقتنا معا ولكن ما كنت متأكدة منه بنسبة‏100%‏ هو أننا لن نتزوج أبدا‏..‏ حتي لو عرض علي الزواج‏,‏ أنا لن أن أوافق لا علي أن أكون زوجة ثانية ولا علي أن يطلق زوجته من أجلي‏..‏ كل الخيارات مرفوضة وغير مقبولة لي‏..‏ لا أعرف هذه المرأة ولكني لن أرضي بهذا الظلم لها‏..‏ كنت أتمني لو أقابلها وأقبل يدها وأطلب منها أن تسامحني‏..‏

وبمرور الوقت تغيرت كثيرا حتي لم أعد أعرف نفسي‏..‏ بدأ ضميري يسكت ويكف عن محاكمتي‏..‏ وبدأ أحساسي بالذنب تجاهها يتحول إلي شعور قاتل بالغيرة‏,‏ أحس بها تأكل أعصابي مثل النار وأنا أتخيله ينام بجوارها كل ليلة‏,‏ وبدأت أفكار شريرة تغزو رأسي فأبدأ في التفكير في مكائد لأدمر زواجهما حتي يصبح لي وحدي وبدأت فكرة طلاقهما وزواجي به تبدو مقبولة لي ولكن هذه الأفكار الشريرة لم تأخذ أبدا طريقها إلي حيز التنفيذ‏..‏ كنت عندما انتهي من فكرة مجنونة شريرة أنتبه فزعة إلي ما وصل إليه تفكيري‏..‏ أنا الفتاة المتدينة ذات الأصل الطيب التي اعتادت أن تكون قريبة من ربها‏.‏ كيف فكرت مثل هذه الأفكار فأبدأ في البكاء حتي أنام‏.‏

حتي كانت ليلة استيقظت فيها من نومي قبل الفجر فزعة من كابوس رأيت فيه نفسي أحاول أن أعود إلي البيت ولكن بالوعة مجار كبيرة منفجرة في الشارع تحول بيني وبين رجوعي تفوح منها رائحة نتنة في الشارع وأنا حافية القدمين أحاول أن أعبر دون أن أسقط وبصعوبة عبرت وصوت يصرخ في قائلا أرأيتي لقد كدت تسقطين وأفقت من النوم‏..‏ وفهمت معني الحلم وأدركت أنها اشارة أخيرة لي لانذاري بما سيحدث إذا لم أتوقف‏.‏

ولأقول لك الحق‏..‏ لقد مرت علي أيام لا مانع فيها من الوقوع في الخطيئة سوي أن الظروف لم تسنح لي‏..‏ كانت نفسي ضعيفة وضميري نائما وإذا توافرت الظروف لكنت وقعت بكل تأكيد ولكن ربي سلم وأراد لي النجاة‏.‏

لم أكن أعرف كيف أتوقف ولا كيف ستكون حياتي بدونه‏..‏ أحبه ولا أريد أن أتركه ولكني أضيع وسألت نفسي هل يستحق الأمر أن أضيع من أجله؟ وماذا ينقصني لأكون في علاقة طبيعية معلنة؟ ولماذا أحرم نفسي من فرصي المتعددة في الحياة وأدفن نفسي بالحياة في علاقة مشوهة ومبتورة؟ وما الذي يستحق أن أخسر ديني وربي ونفسي واحترامي لذاتي من أجله؟ أهو الحب؟ وهل يستحق الحب كل هذه التضحية؟ وهل سيبقي الحب في قلبي إذا خرجت منه الرحمة وسكت فيه الضمير؟ لقد وجدت الحب مرة ويمكنني أن أجده مرة أخري وحتي لو لم يحدث‏..‏

يكفيني أني رحمت نفسي من المحكمة التي يعقدها لي ضميري كل ليلة ورحمتها من التشويه الذي كان سيلحق بها والذي لم يكن العمر كله ليكفي لاصلاحه إذا ما قتلت هذا الضمير‏,‏ وأخذت قراري وتركته‏,‏ ولم يكن الأمر بالصعوبة التي تخيلتها علي الاطلاق وبرغم حبي له إلا أن لحظة أن تركته شعرت وكأن حملا كالجبل انزاح عن كتفي وشعرت بالبراءة السابقة تغزو ملامحي وصفاء مطلق يملأ عقلي وقلبي وراحة تامة لضميري وانطلقت الأفكار المبدعة في عملي ولاحظ رؤسائي تميزي وأثنوا عليه ووجدت الوقت الكافي لأدير حياتي بصورة أفضل وأخطط لمستقبل كثيرا ما حلمت به وتحمست له‏,‏ مستقبل كان سيضيع أمام هفوة غبية وأمل كاذب في سعادة هي أصلا سراب‏.‏

إنها رسالة لكل من هي علي بداية هذا الطريق كتبتها عندما لاحظت كم هن كثيرات وكم هن في ازدياد‏..‏ لن أقول لك إنه يكذب عليك ويريد أن يشعر بنفسه مع امرأة أخري غير زوجته‏..‏ ولن أقول لك إنه يستغلك ليصل إلي أطماعه منك‏..‏ لن أتكلم عنه أصلا‏..‏ إنما أتكلم عنك أنت‏..‏ هل تستحق نفسك منك هذا التشويه؟ هل يستحق أهلك منك هذا الخداع؟ وعمرك الذي مهما طال قصير لماذا تضيعينه علي ما لن يسعدك أبدا نهايته؟‏.‏

أنت الآن علي بداية الطريق وأنا قد أنهيته‏..‏ وأردت أن أخبرك بما ينتظرك علي الجانب الآخر ولأقول لك الحق قبل أن تصلي إلي هذا الجانب الآخر‏,‏ هناك مفترق طرق يجب أن تمري به‏..‏ وهناك ستختارين إما أقصي اليمين كما فعلت أنا وإما أقصي اليسار ولا أظن أن النهاية هناك ستعجبك‏.‏

لا تستسلمي‏..‏ قاتلي‏..‏ وأبحثي عن القوة بداخلك واستعيني بربك وستفاجئين بالقوة التي يمدك بها وستفاجئين نفسك بالقوة التي بداخلك وستستعيدين احترامك لذاتك‏.‏

أنا الآن متزوجة‏,‏ أعشق زوجي إلي حد الجنون‏,‏ وأشعر معه بأني لم أحب من قبل‏,‏ لا وجه للمقارنة بين أحساسي معه واحساسي مع هذا الرجل المتزوج‏,‏ كنت أظن أني أحببت من قبل ولكن الحقيقة هي أن حبي الأول هو حبي لزوجي‏,‏ حب ولد ونما في النور ولم أشعر معه بأي ألم أو عذاب ضمير‏,‏ حب استطيع أن أواجه به الناس وأواجه به ضميري‏,‏ حب يقربني من ربي ويرضيه عني‏.‏ ولكني لا أملك كلما أحسست بكل هذه السعادة إلا أن أتساءل ما المصير الذي كان ينتظرني لو كنت قد سقطت في بالوعة المجاري‏.‏
30
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الإبتــ:)ـسامه
جزاك الله خير
يعطيك العافيه
لا عدمناك
دلع بودي
دلع بودي
بارك الله فيك نقل ممممممممتاز
Omi1400
Omi1400
جزاك الله خير
قصه اكثر من رائعة
ضحى أحمد
ضحى أحمد
أخواتي..
برسم الكلمه
الابتسامه
دلع بودي
Omi1400

جزاكم الله خيرا على المرور
أم مسلم
أم مسلم
رائعه

جزاك الله خيرا ام عتريسه بارك الله فيك وفيمن كتبتها ...

ان كنا لانعترض على قضاء الله وعلى التعدد فبالتاكيد نعترض وننكر قيام علاقة امرأة برجل أين كان خصوصاً أذا كان متزوج لانه عقوبته أشد بحكم انه محصن ...