*DeMa*

*DeMa* @dema_2

محررة ذهبية

*( بدعة القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان)*

ملتقى الإيمان

بدعة القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان



محمد بن عبد الله الشنو


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله الذي بلغ الرساله وأدى ألأمانه ونصح الأمه وجاهد بالله حق جهاده, تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد..
إعلموا وفقنا الله وإياكم لهديه أن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه , وكل بدعة ضلاله , وكل ضلالة بالنار أعاذنا الله وإياكم منها ,
فهذه رسالة مختصرة عن ((بدعة القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان)) بينت فيها متى تقام تلك الليلة وماهي أحداثها ودور الرجال والنساء والصبيان ورأي اللجنة الدائمة فيها وتحايل العوام على فتوى اللجنة , وتجرؤ أئمة بعض المساجد على الفتوى بجوازها ونصيحة لأئمة المساجد ودورهم في إبطالها نظراً لفشو الجهل وعدم سؤال أهل العلم والبصيرة , فيقول الله تبارك وتعالى ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون))0

إن هذه الليلة تسمى بليلة القرقيعان والغريب أن ليس لها أصل يرجع إليه ولقد سألت كبار السن بذلك لماذا سميت تلك الليلة بليلة القرقيعان؟ ولماذا خُصصت هذه الليلة بالخامس عشر من رمضان فما كان جوابهم إلا أننا فطرنا عليها ورأينا آباءنا يفعلون ذلك .

وقد حاول بعض الأشخاص معرفة أصل هذه العادة فلم يهتدوا إلى شئ مؤكد , فمن قائل أنها حدثت في أيام الدولة العباسية , ومنهم من يقول أنها عيد للفرس والمجوس , ومنهم من يقول أنها مأخوذة عن بعض أعياد النصارى الذين سبق أن استعمروا المنطقة كعيد الهلوبن والباربارا فالله أعلم بأصلها والأقرب والله أعلم أن النصارى بدأوا عيدهم الكرسمس في ليلة الخامس عشر من رمضان عند المسلمين فظن بعض المسلمين أنهم يشاركونهم بفرحهم للإسلام ومن بعدها اهتم العوام من المسلمين بهذه الليلة وورثوها عن آبائهم ودليل ذلك انتشارها في المناطق الساحلية دون وسط الجزيرة يشعر بأنها وصلت من إحتكاك خارجي ومن بعد ذلك أصبح لها إهتمامٌ بالغ في المنطقة الشرقية, وتقام هذه الليلة في كل عام في دول الخليج ليلة الخامس عشر من رمضان بعد الساعة العاشرة ليلاً في بعض المناطق إلى آخر الليل.

لليلة أحداث وأدوار تقام فيها , فدور للرجال ودور للنساء ودور للصبيان ودور للبيوت
أما عن دور الرجال فإن كل جماعة تجتمعُ في بيتٍ قد اتفقوا على الإجتماع فيه مسبقاً, والعجيب في ذلك أن الأقارب الذين يبعدون عن أهليهم باللأكيال البعيدة يحضرون إلى هذا المكان, وبعد الساعة العاشرة ليلاً تزيد أو تنقص يقومون بإحضار أصناف الطعام إلى ذلك المنزل وحينما يكتملون يبدأون الأكل وبعد الأكل يقام التصوير لذكرى تلك الليلة الغريبة , ثم ينصرفون بعد ذلك.

أما عن دور النساء فإنهن يفعلن في مثلما يفعل الرجال من تحديد مكان للإصناع وتناول الطعام فيه,

وأما عن الصبيان فإنهم يطوفون على البيوت بعد صلاة العصر إلى الساعة العاشرة ليلاً, ومعهم أكياس يجمعون بها الحلوى وهم يرددون الأناشيد التي تخص تلك الليلة , ويخصصون الإبن الإبن الأصغر للبيت الذي يأخذون منه الحلوى بهذه الصيغة (( قرقيعان فلان)) ومن لم يعطهم شئ من الحلوى يسبونه بألفاظ نايية .

وأما عن دور البيوت فإنها تستعد لهذه الليلة بشراء المكسرات والحلوى للأطفال الذين يطوفون بها وتنشغل بإعداد الوجبات المتنوعة.

وقبل الشروع في الحكم على هذه الليلة ورأي اللجنة في ذلك , أردت أن أبين تقسيم العلماء في البدعة وأين تدخل هذه الليلة من هذا التقسيم , فاخترت عالماً من العلماء المعاصرين المعروفين وعضواً في هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ العلامة/صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وله رسالة (البدعة)1 قال فيها البدعة في الدين نوعان:
النوع الأول: بدعة قولية اعتقادية , كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم.
النوع الثاني: بدعة في العبادات , كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها وهي أنواع :
النوع الأول: مايكون في أصل العبادة , كأن يحدث صلاة غير مشروعة , أو صيام غير مشروع أو أعياداً غير مشروعة2 , كأعياد الموالد وغيرها.
النوع الثاني: مايكون في الزيادة على العبادة المشروعة , كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلاً.
النوع الثالث: مايكون في صفة أداء العبادة , بأن يؤديها على صفة غير مشروعة , وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة , وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
النوع الرابع: مايكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع , كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام , فإن أصل الصيام والقيام مشروع , ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.

فتوى رقم (15532) وتاريخ 24/11/1413هـ.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ماورد إلى سماحة الرئيس العام من المستفتي/ مدير مركز الدعوة بالدمام بالنيابة والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم(5054)
وتاريخ 6/10/1413هـ. وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه:
(أنه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القرقيعان) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله وكان يقوم به الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لاضابط لها إلا أنه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له إحتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها. وصار ليس للأطفال وحدهم. وصار تجتمع له الأجيال؟)
وبعد دراسة اللجنة للإستفتاء المذكور أجابت عنه بأن الإحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القرقيعان بدعة لا أصل لها في الإسلام (وكل بدعة ضلالة) فيجب تركها والتحذير منها ولا تجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا المؤسسات أو غيرها. والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الإجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء. والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم..
0
297

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️