شدو الكناري @shdo_alknary
محررة برونزية
برالوالدين {مسابقة التوعية الاسلاميه}
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ، والصلاة والسلام على رسله الأمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وصحابته الغر الميامين .. وبعد ..
هذا بحث متواضع عن بر الوالدين . أسأل الله أن يتقبل منا ما كان حسنا ً ، ويتجاوز عنا ما كان سوءا ً .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
قال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً *} . الإسراء
وبالوالدين إحسانا ، ولم يقل " وبالوالدين فاعدل "
مع أن العدل درجة أقل من درجة الإحسان .
لأن العدل : أن تعطى من أعطاك مثلما أعطاك .
أما الإحسان : فهي درجة أعلى من العدل بأن تزيد عن العدل أو تعطى بلا مقابل .
ومع أننا لا نستطيع أن نعدل مع آبائنا ، فقد أمرنا الله معهم بما هو فوق العدل حتى نشعر دائما أننا مقصرون في حقهما ، وأننا مهما فعلنا لهم من برٍ فلا يمكن أن نكافئهم .
ولـــــــقد رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلا يحمل أمه في الحج ويطوف بها فقال لابن عمر : يا صاحب رسول الله : هل تراني وفيتُها حقها ؟ فقال ابن عمر : لا ، ولو بطلقة واحدة ولو بزفرة واحدة . فإنها كانت تفعل ذلك وترجو حياتك ، أما أنت فتنتظر موتها .
مواقف للصحابة والتابعين (رضي الله عنهم ) في بر الوالدين :
هذا عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده.
وها هو ابن الحسن التميمي (رحمه الله) يهمُّ بقتل عقرب، فلم يدركها حتى دخلت في جحر في المنزل، فأدخل يده خلفها وسد الجحر بأصابعه، فلدغته، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها.
أما ابن عون المزني : فقد نادته أمه يوماً فأجابها وقد علا صوته صوتها ليسمعها، فندم على ذلك وأعتق رقبتين.
وهذا حيوة بن شريح : وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم .
سبحان الله .. ملكوا قلوب آبائهم وأمهاتهم .. فملكهم الله المشرق والمغرب ..فأين نحن منهم !!؟؟
بر الوالدين ينجينا من شدائد الحياة :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فنأى بي في طلب شيء يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج " ثم دعا الثاني والثالث حتى انفرجت الصخرة )) . رواه البخاري .
الوالدين أكثر رحمة ً من المولودين ..!
حب الوالدين للأولاد حب فطرى غريزي جعله الله في نفوس العباد ، بل وحتى الدواب !!..
قدم على رسول الله بسبي. فإذا امرأة من السبي، تبتغى، إذا وجدت صبيا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا رسول الله ( "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟" قلنا: لا. والله! وهى تقدر على أن لا تطرحه. فقال رسول الله ((لله أرحم بعباده من هذه بولده )) . رواه البخاري.
حتى الحيوانات فطرها الله على ذلك ، فقد قرأت أن أحد الفلاحين ، كان إذا شردت منه الحمارة كان يجرى فيمسك ابنتها الصغيرة أو ابنها الصغير فترجع الحمارة الكبيرة حرصًا على صغيرها .. فهى رحمة وضعها الله في قلوب العباد بها يتراحمون .
فلا شيء أحن من الوالد والوالدة على أبنائهم . فالزوجة والزوج وغير ذلك .. لا يقاس حب الآباء لأبنائهم بحبهم .فهذا مثالا على ما ذكرت ..
هذا هو أحد شعراء العرب وعقلائهم لما مرض ولزم الفراش رأى أمه حانية عليه ، مشفقة عليه ، وراجية لحياته وبقائه ، أما زوجته فقد ضجرت وتبرمت فقد جاءها سائل يسألها يقول لها : كيف حال عمرو ؟
فقالت : لا هو حى فيرجى ، ولا ميت فينسى !
فسمع مقالتها وحزن لذلك وقارن بين الموقفين موقف أمه "أم عمرو" وموقف زوجته "سلمى" .
ثم أنشد شعرًا يقول :
أرى أم عمرو لم تمل ولم تضق
وملت سُليمى مضجعي ومكاني .
فأي إمرى ساوى بأمٍ حليلةً
فلا عاش إلا في أسىً وهوانِ
تالله قد نبهت من كان غافلاً
وأسمعت من كانت له أذنانِ
أيـــــــــــــــــــــاك ودعوة الوالدين..
عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( ثلاث دعوات مستجابات دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده ))قال الشيخ الألباني : صحيح .
أرحم القلوب قلب الأم ..!
هذه القصيدة كتبها الشيخ إبراهيم المنذر(لبنان) هي تصف قلب الأم الرحيم مع طبع ذلك الفتى القاطع العاق .. أعاذنا الله وإياكم من العقوق ..
-أَغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً ... بنقودهِ حتى ينالَ به الوطرْ
- قال ائتني بفؤادِ أُمِّكَ يا فتى ... ولكَ الدراهمُ والجواهرُ والدُّررْ
- فمضى وأَغمدَ خنجراً في صدرِها ... والقلبَ أخرجَهُ وعادَ على الأثرْ
- لكنهُ من فرطِ دهشتهِ هوى ... فتدحرجَ القلبْ المعفرُ إِذا عثرْ
- ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو معفرٌ ... ولدي حبيبي هل أصابَكَ من ضررْ
- فكأَنَّ هذا الصوتَ رغمَ حُنُوِّهِ ... غضبُ السماءِ على الولدِ انهمرْ
- فاستسلَّ خِنْجَرَه ليطعنَ نفسهُ ... طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
- ناداهُ قلبُ الأمِّ كفَّ يداً ولا ... تطعنْ فؤادي مرتينِ على الأثرْ
صور من العقوق .. وما تنتج !!
ذكر الأصمعي قال : أخبرني بعض العرب أن رجلاً كان فى زمن عبد الملك بن مروان يقال له : " مُنازل " وكان له أب كبير يقال له " فَرْعان " وكان الشاب عاقًا لأبيه . فقال الشيخ :
جَزَتْ رحمٌ بيني وبين مُنازل
جزاءً كما سينجز الدين طالبه
ثم ابتُلى (مُنازل) بابن يقال له ( جُليح) عقه فى عمره فقال :
تظلمني ما لى جُليح وعقنى
على حين كانت كَالجَنِىِ عظامي
فـــــأراد الوالي ضربه ، فقال الابن للوالي : لا تعجل علىّ هذا مُنازل بن فَرْعان الذي يقول فيه أبوه :
جَزَتْ رحمٌ بينى وبين مُنازل
جزاءً كما سينجز الدين طالبه
فقال الوالي : يا هذا عَققت وعُققت ..!!
أما أنت أيها العاق ...
فلا مكان لك بيننا لا في الدنيا ولا في الآخرة .
أما في الدنيا : فإن لك العقوبة العاجلة فيها على عقوق أبيك أو عقوق أمك .
* ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.
وأما في الآخرة : فإليك هذا الحديث :-
* قال رسول الله (: " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنّان بما أعطى "
الخاتمة
إياك ومصاحبة العاق ..!!
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - لابن مهران : "
* لا تأتين أبواب السلاطين وإن أمرتهم بمعروف أو نهيتهم عن منكر .
* لا تخلون بامرأة وإن علمتها سورة من القرآن ،
* ولا تصحبن عاقًا ، فإنه لن يقبلك وقد عق والديه "
جعلنا الله وإيــــــــــــاكم ممن بر بوالديه واستغفروا له ودعوا له بالخير .. وجنبنا الله الشيطان ومكره وسوء الخلق .. آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين
5
822
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
*هبة
•
جزاك الله خيرا وجعلة فى ميزان حسناتك
الصفحة الأخيرة