طويت صفحة عشرون عاما من الكر و الفر بسقوط الفارس في الفخ ..!
الفخ كان دنيئا و تافها ولا يليق بحجم الفارس و مكانته و القتلة كانوا كثرة و لم يسقط الفارس لأن الكثرة في العدد غلبته بل لأن العدو لا يقوى على الطعن إلا بالظهر! نعم إنه فن القتل الدنيء الذي نفذته الموساد ضد القيادي العسكري في حماس المطالب به من لدى الصهاينة على مدار العشرين عاما المنصرمة إنه محمود المبحوح قيادي عسكري معروف في حركة حماس و مجهول في الذاكرة العربية للأسف!
و بقدر جهل العرب به بقدر معرفة الموساد به و ترصده مدة عشرون عاما كان يكر و يفر معهم المبحوح
قضى الله أجله أن يموت في أرض عربية نهجها ليبرالي علي يد 11عميلا للموساد بجوازات سفر أوروبية
بعد يوم واحد من وصوله . طرقات خفيفة على باب غرفة المجني عليه في فندق البستان في دبي ليفتح الباب لزبانية العدو التي بادرته بصعقة كهربائية شلت حركته ثم قضت عليه خنقا لينسحبوا من أرض الجريمة الدنيئة مغادرين فورا أرض دبي .
ظنت الموساد بأن العملية انتهت إلى هنا ..
لكن الكاميرات الراصدة في المطار و الفندق فضحت المستور .. 11غربيا بجوازات سفر أوروبية متورطين بقتل المبحوح الذي بلا شك تم ترصد حركته من سوريا قبل مجيئه لدبي وهذا يدل على وجود خونه في حماس و أيضا على تغلغل الموساد في الدول العربية "سوريا و دبي"
نعم الموساد لا يعجزه الوصول لأي هدف في الدول العربية لأن الخونة أصبحوا ينتشروا كالفطر بمناخ من غياب الضمير و الوازع الديني و تفشي الفقر و الانحطاط الأخلاقي في المجتمع العربي المسلم
اللافت للنظر هنا بأن الموساد لم يكن دقيقا في تنفيذ قتلته الدنيئة و لم يتخذ الحيطة أمام كميرات المراقبة المنتشرة في دبي بالرغم من أن العملاء كانوا يستخدمون تقنية حديثة في التواصل بينهم !
ايضا لا يغيب عنا أمور هامة جدا و تداعيات هذا الاغتيال الدنيء وهي كالآتي:
1ـ اختراق حركة حماس من ضمن الموساد الإسرائيلي فمراقبة المبحوح بهذا الشكل يعني تورط خونة بالقضية و قد سلمت الأردن فلسطينيين منهما ضابط سابق في حركة فتح لدبي للتحقيق معهم بالقضية
2ـ عجز حماس عن تأمين غطاء أمني لأعضائها المستهدفين من قبل الموساد
3ـ دبي أصبحت مرتعا للتصفية الجسدية سواءا على صعيد سياسي أو عاطفي فلا يغيب عنا تصفية المغنية اللبنانية مذ عام وأكثر في دبي بطلب من عشيقها المصري وهذا يضع مائة علامة استفهام أمام مدينة دبي ذات الاتجاه الليبرالي و الطابع الأمريكي في المعيشة
4ـ ضرب اسرائيل عرض الحائط بسيادة أراضي الدول الأخرى فهي لم تقم أي حرمة لأرض دبي حين نفذت جريمتها وهذا هو الإرهاب بعينه
5ـ استهانة الموساد في استخدام جوازات سفر أوروبية يورط الدول الصديقة له بمشاكل مع دبي فهذه هي أنجلترا و فرنسا سارعتا للتصريح بأن جوازات السفر مزيفة
6ـ إن الإرهاب الغربي يفوق خبثا أي إرهابا مر في التاريخ البشري لأن القتل لديهم لا يكون إلا غدرا و بأبشع الطرق
7ـ نــوم المواطن العربي و غفلته عن مجريات الأحداث التي تتسارع فالمطلع على قضايا الأمة و ما يحدث الآن في الساحة السياسية و الدولية يدرك خطورة الأمر و الأحداث التي ستأتي بها سنة 2010على الشرق الأوسط و العالم الإسلامي خصوصا فأمريكا لن تتفرغ جيدا لإيران أيضا حتى تؤمن ظهرها في أفغانستان وهذا ما يجري الآن ولا ننس أبدا زيارة نتنياهو الصهيويني خلال الأيام الفارطة لروسيا للضغط على إيران أو لإعادة ترتيب الأوراق الإسرائيلية الروسية بمباركة من أمريكا لتسوية الأمور كما تريد في الشرق !
..
الوضع جدا مقلق إن لم يقف المسلمون موقفا جادا لإغاثة ما يمكن إغاثته خصوصا و أن المسجد الأقصى يلفظ أنفاسه على مرآى العالم بأسره و لا حياة لم تنادي !
اللهم ثبتنا على دينك ولا تكتبنا من الغافلين و ألحقنا بخندق الحق في صراع بين حق و باطل قلت فيه بكتابك العزيز إن الباطل كان زهوقا .. اللهم آمين ..