بيان العلماء وطلبة العلم بجدة حول كارثة السيول

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان العلماء وطلبة العلم والدعاة بجدة حول كارثة السيول 1430هـ




الحمد لله القائل "إنما المؤمنون إخوة"، والصلاة والسلام على القائل: "المسلم أخو المسلم، لا يسلمه ولا يخذله، ومن كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته"، وبعد:

فقد أحزننا وآلمنا ما أصاب أهلنا وإخواننا وجيراننا في محافظة جدة من وفيات وإصابات وخسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، نتيجة لأمطار لا يمكن وصفها بالكارثية ويحدث أكثر منها في دول أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات؛ ولا ينتج عنها أضرار مفجعة على نحو ما حدث في جدة، وذلك كما وصفها قرار خادم الحرمين الشريفين وفقه الله لكل خير.

وإننا إذ نشاطر إخواننا أحزانهم لنسأل الله تعالى أن يجبر مصاب الجميع ويعوض كل من فقد حبيبا أو قريبا، وأن يكتبه عنده من الشهداء، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الغريق شهيد".

وإننا أمام هذه الكارثة المفجعة نبين ما يلي:

أولا: نوجه شكرنا لمقام خادم الحرمين الشريفين على قراره بهذا الخصوص والمتضمن التصدي لهذا الأمر وتحديد المسئولية فيه والمسئولين عنه، ومحاسبة كل مقصر أو متهاون، وتشكيله لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق.

ثانيا: إن من أسباب الكارثة عدم التخطيط الجيد لمحافظة جدة في عدة مجالات منها تصريف السيول والصرف الصحي وعدم مراعاة أماكن الأودية وغيرها، ومن الأسباب أيضا الفساد الإداري وما ينتج عنه من صرف للمال العام بغير وجه حق من جهة، وتضييع لحقوق المواطنين من جهة أخرى، وذلك من خلال عدم تنفيذ المشاريع أو تنفيذها بمواصفات أقل.

ثالثا: لقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع الإسلامي بأهل السفينة التي يجب على أفرادها المحافظة على سلامتها، والأخذ على يد من يريد بها سوءاً، ومن هذا المنطلق فإننا نحذر أنفسنا جميعا من مغبة الذنوب والمعاصي، وكذا السكوت على أي مفسد مهما بلغ منصبه وموقعه.

رابعاً: نذكر إخواننا المسلمين بأهمية التضرع إلى الله وصدق اللجوء والدعاء والاستغفار والتوبة والإنابة إليه، لعل الله عز وجل أن يدفع عنا البلاء والمصائب، قال تعالى: "ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون".

خامساً: وبناءً على ما سبق، فإننا نطالب بما يلي:

1. إننا إذ نؤيد قرار خادم الحرمين الشريفين وفقه الله، لنطالب بسرعة تطبيقه وإعلان النتائج بشفافية ووضوح، وإعطاء كل ذي حق حقه.

2. نناشد ولاة الأمر بتولية أهل الأمانة والقدرة تحقيقا لقوله تعالى: "إن خير من استأجرت القوي الأمين"، وتفعيل الأنظمة والمعايير الكفيلة بمحاسبته ورقابته بشكل دائم.

3. إعادة تخطيط محافظة جدة وفق أعلى المواصفات والمقاييس العالمية للمدن المتطورة.

4. إيجاد المشاريع الخدماتية الخاضعة لأعلى المواصفات والمقاييس التي تخدم الناس بعيدا عن الغش والإهمال والمحاباة، وجعل راحة المواطن هدفا للجميع.

5. يجب أن تؤدي اللجنة التي وكلها ولي الأمر بالتحقيق في هذه الكارثة مسئوليتها بأمانة وخوف من الله وأن تقوم بوضع الأمور في نصابها الصحيح.

6. العدل في تقديم الخدمات والخطط التطويرية بين أحياء المحافظة، فمن الظلم الاهتمام بأحياء معينة وإهمال وتهميش أحياء أخرى وتعريض أهلها للخطر.

7. منع المظاهر العامة للمنكرات وتعزيز دور هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاهتمام بالمناشط الدعوية النافعة، فإن الذنوب والمعاصي من أكبر أسباب نزول البلاء قديما وحديثا، قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"، وقال تعالى: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب"

8. ندعوا إخواننا رجال الأعمال والموسرين إلى الوقوف بجانب إخوانهم المتضررين ومساعدتهم تحقيقا لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف.

9. نهيب بإخواننا الأئمة والخطباء وطلبة العلم والقائمين على الجمعيات الخيرية القيام بواجبهم الشرعي تجاه المجتمع وذلك بحث الناس على تحقيق معاني الأخوة الإسلامية من مد يد العون لكل محتاج إليه، ومساعدة كل متضرر، والمحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة، ومواساة المتضررين والمكلومين.

10. نذكر إخواننا المتضررين بأهمية الإيمان بالقضاء والقدر، قال تعالى: "إنا كل شيء خلقناه بقدر"، واحتساب الأجر والصبر على البلاء لقوله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن"، وأن ذلك لا ينافي المطالبة بحقوقهم الخاصة والعامة.

نسأل الله الرحيم الرحمن أن يحفظ البلاد والعباد من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان، وعلى جميع المسلمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه القضاة والمشايخ والدعاة بجدة في يوم الأربعاء 14 ذو الحجة 1430هـ:



1. إبراهيم بن خضران الزهراني – رئيس كتابة عدل الأولى بجدة

2. د. أحمد بن حميد الجهني – عضو لجنة الإصلاح بجدة

3. أحمد بن دخيل الله الحازمي – معلم متقاعد

4. أحمد بن محمد الزيلعي – مدير العلاقات العامة بالمكتب التعاوني

5. د. أسعد بن سعيد الشهراني – مدير إدارة التوعية الإسلامية بتعليم جدة

6. د. أيمن بن محمد حسين نوح – طبيب استشاري بمستشفى الملك خالد بالحرس الوطني

7. جمعان بن أحمد الغامدي – معلم متقاعد

8. حمدي بن حميد الظاهري – محامي

9. حمود بن ظافر الشهري – مشرف في تعليم جدة

10. خالد بن عبدالله السريحي – مدير المركز العلمي الأول لتعليم القرآن والسنة

11. د. خالد بن محمد الغيث – عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

12. خضر بن سند الغامدي – إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بمدينة الحجاج

13. خليل بن إبراهيم بخاري – مدير المكتب التعاوني بجدة

14. داود بن أحمد العلواني – رئيس كتابة عدل متقاعد

15. د. زبن بن عبدالله العتيبي – عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف

16. سالم بن محمد أبو هادي – مشرف تربوي بتعليم جدة

17. د. سعود بن سالم الحربي – محكم ومستشار شرعي

18. سلطان بن جابر الرفاعي – إمام وخطيب جامع العز بن عبدالسلام

19. سلطان بن مرعي العمري – إمام وخطيب جامع الأجاويد

20. د. سليمان بن صالح الخميس – محامي

21. القاضي سليمان بن محمد الصييفي – القاضي بالمحكمة العامة بجدة

22. صلاح بن محمد الشيخ – المدير التنفيذي للمكتب التعاوني بجدة

23. طارق بن محمد الغامدي – مدير مدرسة بتعليم جدة

24. د. عادل بن أحمد باناعمة – عميد معهد اللغة العربية بجامعة أم القرى

25. د. عبدالرحمن بن رجا الله السلمي – عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

26. القاضي / عبدالرحمن بن سعود العنقري – قاضي بديوان المظالم

27. عبدالله بن أحمد أبو حسين – مدير جمعية الزواج بجدة

28. عبدالله بن دخيل الله المحمدي – مساعد مدير عام تعليم البنات متقاعد

29. القاضي عبدالله بن عبدالرحمن العثيم – رئيس المحكمة الجزئية بجدة

30. عبدالله بن فيصل الزهراني – إمام وخطيب جامع الملك فهد بجدة

31. عبدالله بن محمد آل يحي الغامدي – إمام وخطيب جامع بغلف

32. عبداللطيف بن هاجس الغامدي – خطيب جامع الملك عبدالعزيز بالبلد

33. د. عبدالعزيز بن حميد الجهني – عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

34. عبدالرحمن بن صالح الظاهري – إمام وخطيب جامع سمو الأميرة فهدة

35. د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي – عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

36. عثمان بن رمضان أحمد – إمام وخطيب

37. عطية بن إبراهيم الزهراني – المفتش المركزي بوزارة العدل سابقا

38. د. علي بن أحمد الصحفي – طبيب استشاري بالشئون الصحية

39. د. علي بن عبدالله الفقيه – طبيب استشاري بجامعة الملك عبدالعزيز

40. علي بن عبدالمحسن المطيري – هيئة الطيران المدني

41. د. علي بن عمر بادحدح – عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

42. عياد بن عويد الخميسي – مستشار إداري

43. فريح بن علي العقلا – محامي ومستشار شرعي

44. فوزي بن حمد الصبحي – إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب

45. فيصل بن عبدالرحمن الحميد – إمام وخطيب جامع الذاكرين بجدة

46. د. محمد الأمين الشنقيطي – عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

47. القاضي / د. محمد بن سليمان المسعود – قاضي بالمحكمة الجزئية

48. محمد بن علي عبدالله العباسي – مدير مدرسة تحفيظ القرآن الكريم متقاعد

49. محمد بن مرزوق الحارثي – عميد متقاعد بقوات الدفاع الجوي

50. د. محمد موسى الشريف – طيار وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

51. د. مهدي بن علي قاضي – أستاذ بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز

52. د. موفق بن كدسة الغامدي – عضو هيئة تدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

53. ناصر بن حمدان الجهني – إمام وخطيب جامع الذهبي

54. القاضي / نزار بن عبدالله البسام – قاضي بديوان المظالم

المصدر
http://harfnews.org/news.php?action=show&id=84
3
511

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام مها *
ام مها *
الله يجزاهم الفردوس ..واياك ياقلبي ..والمسلمين ..
جنى26
جنى26
جزاهم الله خير
دموع تبتسم1
دموع تبتسم1
جزاهم الله خيرا ولكن لابد من محاسبة جميع أمناء جدة (هذا إذا كانوا أمناء اصلا )