وعـــد

وعـــد @oaad_6

عضوة فعالة

تأملات في بعض مُشكلات الآيات

ملتقى الإيمان

الحمد لله ذي الجلال المتفضل بالإنعام وصلى اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه المصطفين الآخيار ...

قد يكون كثير منا يقرأ القرآن ولا يعي معانيه ولذلك قل حين قرأته تدبرنا ولا نجد فيه شفاء لما في صدورنا , و مرورسريع على تفسير بعض الآيات خصوصا تلك التي يستشكل علينا فهم معانيها نكون مأجورين عليها حيث أننا بذلك نرضي ربنا عز وجل , والله هو الشكور يكافئ على القليل بالكثير ويتجاوز عن التقصير, فمن عرف الله حق المعرفة علم أن لا شيء قليل حين يقدمه لله ولاشيء كثير حين يقدمه لله ... ومرورنا على تفسير الآيات من باب طلب العلم ومعروف الآجر الكبير المترتب على طلب العلم بل أن الملائكة وحيتان البحر مامورون أن يستغفروا لطالب العلم ....
سأحاول من فترة لآخرى أن أضع بعض مشكلات الآيات - أي ما قد يستشكل فهمها - و أصع تفسيرها مع ذكر المرجع و من أرادت مشكورة مأجورة أن تضيف إلى الموضوع فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء مع ذكر المرجع وعدم تفسير القرآن بالرآي ففي الحديث : من قال بالقرآن برأيه ثم أصاب فقد أخطأ أو كما قال المصطفى وهو من باب القول على الله بلا علم ..


قال تعالى في سورة النساء "



ومعنى قوله تعالى معنى قوله‏:‏ ‏{‏ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}


أي‏:‏ قريب من فعلهم للذنب الموجب للتوبة، فيكون المعنى‏:‏ أن من بادر إلى الإقلاع من حين صدور الذنب، وأناب إلى الله وندم عليه، فإن الله يتوب عليه، بخلاف من استمر على ذنوبه وأصر على عيوبه، حتى صارت فيه صفاتٍ راسخةً، فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة‏.‏

والغالب أنه لا يوفق للتوبة ولا ييسر لأسبابها، كالذي يعمل السوء على علم تام ويقين وتهاون بنظر الله إليه، فإنه سد على نفسه باب الرحمة‏.‏

نعم قد يوفق الله عبده المصر على الذنوب عن عمد ويقين لتوبة تامة ‏‏ يمحو بها ما سلف من سيئاته وما تقدم من جناياته، ولكن الرحمة والتوفيق للأول أقرب، ولهذا ختم الآية الأولى بقوله‏:‏ ‏{‏وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا‏}‏، فمِن علمه أنه يعلم صادق التوبة وكاذبها، فيجازي كلا منهما بحسب ما يستحق بحكمته، ومن حكمته أن يوفق من اقتضت حكمته ورحمته توفيقَه للتوبة، ويخذل من اقتضت حكمته وعدله عدمَ توفيقه‏- والله أعلم-.‏
فإن كنت ترجوا مغفرة الله و جناته فبادر بالتوبة إلى الله عز وجل ولا تصر على ما فعلت و قم إليه يمشي إليك و إن أتيته و ألقيت نفسك على أعتابه فثق أنه لن يردك..
عباده يبارزونه بالعظائم و يكلؤهم على فرشهم و يتحبب إلى عباده بالنعم و هو الغني عنهم و يتبغضون إليه بالمعاصي و هم أفقر شيء إليه.



من أقبل إليه تلقاه من بعيد و من اعرض عنه ناداه من قريب ومن ترك لأجله أعطاه فوق المزيد و من أراد رضاه أراد ما يريدو من تصرف بحوله و قوته ألان له الحديد.



أهل ذكره أهل مجالسه و أهل شكره أهل زيادته وأهل طاعته أهل كرامته و أهل معصيته لا يقنطهم من رحمته إن تابوا إليه فهو حبيبهم فهو يحب التوابين و يحب المتطهرين وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب.
فالله نسأل أن يوفقنا للتوبة الصحيحة وأن يتقبلها منا و يزيد لنا في طاعاته إنه ولي ذلك و القادر عليه.

المرجع: تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي-رحمه الله-
1
438

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شروق2005
شروق2005
جزاك الله خيرا اكملى