تأملات .. قبل المحطة الأخيرة !!

الأسرة والمجتمع

لماذا نخاف الموت ؟

.
.

ألا تشعرون أننا جميعاً كائنات صعبة الإرضاء بالفعل ..
نحن لا نتوقف عن ذم الحياة و مصاعبها و شتم الدنيا و بلاويها , يلذ لنا أن نحزن ثم نشتم الحزن و نتألم ثم نشكو الألم , و حين نستيقظ صباحاً فنشاهد أن العالم لا يسير كما حلمنا الليلة الماضية نرفع أيدينا إلى السماء و نبتهل إلى الله أن يقصف أعمارنا و أن يميتنا و يخلصنا من هذا العالم المشاكس المعاند فنرتاح من الهم و النكد و وجع القلب و صداع الرأس و عمش العيون ..

و حين نواجه الموت .. نهرب مذعورين ..ونطلق ساقينا للريح كلما سمعنا بهذه اللفظة تقض مضاجعنا ..


أليس هذا غريباً ..؟؟


يبدو أننا فقط متعلقون بالحياة من باب العادة ..

لقد ألفنا أشياءنا و اعتدنا عليها تماماً .. اعتدنا أن تشرق الشمس كل صباح , و أن يهطل المطر كل شتاء , و أن السماء زرقاء , و أن وشوشات ريح الخريف تثير فينا حس البكاء, و أن نغمض أعيننا حين تباغتنا رائحة الياسمين ..

لقد اعتدنا كل ذلك تماماً , لكنا لم نعتد قط على فكرة أن كل ذلك سينتهي يوماً ما ..



هو قطارنا الذي ما زال يسير بنا منذ بدء الخليقة , اعتدنا على وجوه المسافرين و صخب الركاب و خلافاتهم التي لا تنتهي , و اعتدنا أن نودع أحبتنا في المحطّات التي لا تمل الانتظار و أن نستقبل وافدين جدد يملؤون قطارنا من جديد ضجيجاً و آهاتٍ و أنفاسٍ محترقة ..
قد نحبهم من النظرة الأولى .. و ربما نكرههم .. نكره عدائيتهم و ملامحهم المتجمدة و عيونهم المظلمة و أسماءهم اللي مدري وش تبي .. لكننا لا نستطيع إلا أن نسافر معهم .. هم سلوانا الوحيدة في تلك الرحلة التي نظنها لن تنتهي على الإطلاق ..


لكنها تنتهي ..



لكن ماذا أعددنا لتلك المحطة الأخيرة ؟

هل يكفينا القليل من العبادات والقربات ، والتي لا يعلم بماهيتها وصلاحيتها للقبول من عدمه سوى الله سبحانه ؟!

هل تستحق رحلة الحياة القصيرة كل هذا العناء و الحزن و الألم و جروح القلوب الدامية و غصص الأفئدة المكلومة و دموع المآقي الباكية ... والنهاية معروفة وبديهية ؟!

متى نرفع من منسوب الهمة ونشد من العزيمة و نصارع هوى النفس ضد الانحطاط والركون للطين والبكاء على ما فاتنا من ملذات وهمية / فانية ؟!

متى نصحو من غفلتنا وندرك أننا نعيش في أرض حلم (الدنيا) نزرع فيها الخير أو الشر لنحصده هناك ..في أرض الحقيقة ( الآخرة) ؟


.
2
512

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فن وفنون
فن وفنون
كلاااااااااااااام جميل
جزاك الله كل خير
الصـافنات الجيـاد
واياك يا فنون

لك تحية مكللة بعطر الرياحين