وسيم، أنيق، متحدث لبق، يعطي المرأة حقها من إطراء وثناء ، بالإضافة إلى جاذبيته وحنانه، ولكنه تخطى الأربعين من عمره أو الخمسين أحياناً ، هذا ليس عيباً أو مانعاً للزواج طالما سيقدر الفتاة عاطفياً ومادياً .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تستقر هذه الزيجة وتنجح دون عقبات ؟ هل المال يكفي لاستقرار علاقة زوجية؟ هل هذا الرجل قادراً على منح زوجته حنان مستمر ؟
تفتقد الحنان
======
دكتور فاروق أبوزيد عميد إعلام جامعة مصر الدولية يرى أن هناك أسبابا تدفع الفتيات للزواج من كبار السن منها أسباب نفسية لأنها في حاجة إلى أب أو تفتقد الحنان والدلع والحب فتبحث عنه في رجل كبير السن، وقد يكون السبب اقتصاديا لرفع المستوي الاقتصادي والاجتماعي، ولأنهن ينضجن أكثر من الذكور فدائما تحتاج الفتاة لفرق بينها وبين شريك حياتها، فهو أكثر خبرة وحنكة.
ويتابع قائلاً : والإعلام لا يشجع هذه الأشكال من الزيجات بل يدينها أو يأخذها بشكل كوميدي ويبرز سلبياتها بعد ذلك ويوضح أن الزواج غير المتكافئ يؤدي للفشل دائما.
ويوضح دكتور فاروق أن الإعلام دوره توعية الفتيات والذكور بحقوقهم ومصالحهم والتعرف علي العادات والتقاليد في المجتمع والتمسك بها ويدعو للتناسب والتوافق بين الطرفين ثقافيا وفكريا واجتماعيا ومن حيث المبدأ فالزواج الناجح هو المتكافيء.
الطلب أقل من العرض
=============
تؤكد دكتورة إنشاد عز الدين بآداب اجتماع المنوفية، أن المشكلة تكمن في أن المعروض أقل من المطلوب أي أن فرص الزواج أصبحت ضعيفة وهناك 9 ملايين عانس في مصر، فهناك عزوف عن الزواج، والذكور لا يستطيعون تحمل المسئولية برغم كل التحولات في المجتمع نظرا لارتفاع تكاليف الزواج إلا بعد وصولهم لسن كبيرة، وأصبحت الفتيات لا تنظر للكفاءة العمرية والاجتماعية والفكرية بل الماديات هي الطاغية ولم تعد كذلك الأسرة تنظر لذلك فالثقافة السائدة هي الزواج من القادر ماديا دون النظر لأية فروق.
أضافت قائلة: إن الظروف المادية المتعثرة للشباب والظروف المجتمعية تغيب العقلانية ففرص الرجل الأكبر أفضل في العمل والنضج والترفيه، فالرؤية الاجتماعية للمسن اختلفت مع كل التطورات والتقنيات العالية التي تجعله أمامه الكثير من البدائل والاختيارات.
مشاكل لا نهاية لها
===========
تقول الدكتورة منال الفقيه استشارية علم النفس بالمملكة العربية السعودية : توجد أعداد كبيرة من مثل هذه الارتباطات غير المتكافئة، خاصة إذا نجح الرجل في تعويض النقص العاطفي الذي تعيشه بعض صغيرات السن.
وأشارت إلى ورود الكثير من هذه الحالات إلى عيادتها النفسية حيث كانت الفتيات يعتقدن أن كبير السن أكثر قدرة على تقديم الحب الصادق لهن من الشباب الذين يتنقل معظمهم بين الفتيات وغير مستقرين عاطفياً ولا مادياً، وبعضهم عاجزون عن تأمين الوضع المالي الذي يؤهلهم للزواج.
وتضيف الدكتور منال: يعود انهيار مثل هذه العلاقات إلى اختلاف مستوى التفكير بين الجيلين لأن العقل في المرحلتين يختلف تماماً أو كذلك النظرة إلى الحياة ففتاة العشرين مثلاً لن تستطيع مجاراة الرجل الستيني اجتماعياً وثقافياً، كما أن كبير السن لن يستطيع مجاراتها في كافة جوانب العلاقة الزوجية، لذلك غالباً ما تحدث الخيانات وحالات الاكتئاب، والجدل، وخيبة الأمل والإحباط والمشكلات التي لا نهاية لها، ولعبة إغراء وتبادل أدوار وأعمار، شباب يبحث عما اعتقد أنه استقرار عاطفي أو مادي، وكبير يتناسى سنوات عمره ويهرب من واقعه الجسدي والاجتماعي.
وترجع الدكتورة منال السبب الرئيسي في هذا الخلل الاجتماعي إلى الأوضاع التي تؤخر سن الزواج لدى الشباب، وارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات، ومتطلبات الحياة التي تجعل أصحاب المال من كبار السن هم فرسان الساحة.
لا يعانون مشاكل جنسية
=============
أما الدكتور مدحت عامر أستاذ الذكورة بطب قصر العيني ، يفيد بأن الثورة الطبية جعلت كبار السن لا يعانون من أي مشاكل سواء جنسية أو شكلية أو عضوية وغيرها، فهذا سبب لإقبال الصغيرات علي الزواج من كبار السن الذين يظهرون كأنهم في سن الشباب وأكثر صحة ونضجا عن الشباب، فدائما كبير السن يبحث عن التجديد.
موضحاً أن كبار السن متاح لهم عمليات التجميل من شد الوجه والتخسيس وصالات الجيم والنوادي والأدوية والمنشطات التي تعالج عندهم مشكلة الخصوبة التي تقل مع زيادة العمر علي الرغم من أن الحقائق العلمية تؤكد أن الأبناء الذين يولدون من شباب أكثر ذكاء وأقل تعرضا لمخاطر صحية من الذين يولدون من كبار السن، ولكن مع التقدم الطبي أصبحت هذه المشاكل عادية يمكن علاجها.
الطلاق نتيجة منطقية
============
قد تتأقلم الفتاة مع زوج يكبرها بسنوات بسبب حاجتها إلى الحنان أو المال ، أما الرجل الذي يتزوج بامرأة أكبر منه بسنوات يجد عائق العمر أمامه ومن قبل ذلك يرفض المجتمع الشرقي هذه الزيجة .
ترى الاختصاصية الاجتماعية، نجاة السيد، أن زواج الرجل من امرأة تكبره بسنوات عديدة، له انعكاسات وأبعاد، أبرزها الطلاق، حيث تكون الحياة الزوجية مهددة بالكثير من المشاكل، التي تنتهي بالانفصال.
وتشير إلى بعض الحالات التي كانت تعاني من مشاكل اجتماعية ونفسية، بسبب فارق السن، وقلة الوعي لدى بعض الرجال، للطبيعة البيولوجية عند المرأة بعد انقطاع الدورة الشهرية، وهذا يحدث عند بلوغ المرأة مرحلة عمرية ما بين 45 و50 سنة.
وترجع اقبال الشباب على زواج امرأة أكبر منه عمرياً إلى إلى ضيق الحالة المعيشية في المقام الأول ، بالإضافة إلى تدهور أوضاع الشباب، وعدم قدرتهم على تحمل مسؤولية أمور العائلة بمفردهم، مما يضطرهم للبحث عن امرأة غنية، أو موظفة، حتى لو كانت كبيرة في السن.
حلال شرعاً
=======
من وجهة نظر الشرع فإن هذا الزواج طبيعياً ليس فيه أي خلل أو عيب، يقول الدكتور المرتضى المحطوري، أستاذ الفقه بجامعة صنعاء: زواج الرجل من امرأة تكبره في السن، ليس هناك أي مانع منه، لا في الشرع، ولا حتى في العادات الاجتماعية، والأمر في ذلك واضح، من حيث التجربة والواقع، ففي الشرع يكفي زواجه، صلى الله عليه وسلم، من أم المؤمنين "خديجة بنت خويلد" رضي الله تعالى عنها، وكانت تكبره بعشرين سنة تقريباً. كما أن فيه من الفوائد بالنسبة للمرأة والرجل والمجتمع الكثير، فهو غالباً ما يكون أقل كلفة، كما أنه يقلل من العنوسة، التي تشتكي منها الكثيرات.
koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تالا الحلوه
•
مشكوره على طرح هذا الموضوع , إستغربت من عدم وجود ردود على الموضوع فدخلت لأرفعه .
الصفحة الأخيرة