تحذير الداعية من القصص الواهية -الجزء الثاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية اعتذر للجميع عن مشكلة في لوحة المفاتيح تجعلها تكتب حرف الميم متبوعا برمز لاتيني وتستبدل حرف الذال احيانا بعلامة رياضية!!!!!!!!!!!!!!!!! فسامحوني ان سهوت عن التصحيح أحيانا
وسامحوني ايضا في سهوي عن الهمزات أحيانا لأنني في عجالة

كما وضح من العنوان فهذا استكمال لموضوعنا القديم عن القصص الواهية ورابطه :هنا
وقد آثرت ان أبدأ جزءا ثانيا لأن صفحات الموضوع الأول كثرت وربما لا تنتبه كثيرات الى الاضافات الجديدة

نبدأ اليوم بقصة تأخرت كثيرا في كتابتها ولكن الوقت لم يفت بعد لأن الفتنة التي اشعلتها هذه القصة لم تهدأ حتى الآن
القصة تحكي أن أم هانئ قد شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها هذه بطن لا تجرجر في النار .....وقد وردت القصة بروايات مختلفة عن صحابيات اخر وببشارات اخرى
وخلاصة القصة أن الصحابية شربت بول النبي وأنه علم بذلك ورضي به وأقره وبشرها ايضا!!!!!!!!!!!!!!!!
قصة ام هانئ هذه فيها راو ضعفه الامام البخاري وقال فيه ابن معين : ليس بشيء وأورده الامام النسائي في الضعفاء والمتروكين وكذلك فعل الدارقطني وذكره ابن حبان في المجروحين وذمه خلق كثير من علماء الحديث
وباق الطرق فيها ضعفاء ومجاهيل فتزيد القصة وهنا على وهن
فالقصة لا تثبت والفتوى بجواز التبرك ببول النبي خاطئة ......وحسنا فعل مجمع البحوث الاسلامية المصري حين أنكر الفتوى ودعا المفتي اللى التراجع عنها وسحب الكتاب الذي وردت فيه!!!!!!!!
لقد فتنحت هذه الفتوى واشباهها أبواب الطعن في الاسلام لسفهاء الانترنت وشياطين الالحاد ودعاة التنصير! بل وحتى المسلمون أمالت كثيرا منهم عن الحق فتنادى بعضهم برد الحديث الذي لا يتفق مع عقولهم –هكذا دون علم ودون ان يردوا الأمر الى أهله- بل أنكر بعضهم السنة بالكلية حماية للدين –كما يزعمون او يتوهمون- من الطعن

فضائل الرسول التي وردت في السنة الصحيحة كثيرة ......ولا حاجة لنا الى اختلاق فضائل له ....ولا يجوز هذا أصلا ........ما ثبت لدينا هو ما وقع من بعض الصحابة من تبرك بعرقه وريقه –وكلاهما طاهر طبعا- مع معرفة ان النبي كان ينهى اصحابه عن تعظيمه بمجرد القيام له فلا يجوز لنا الغلو في النبي ......وقد ادرك كثيرون من عامة المسلمين عوار الفتوى وكذب القصة بسؤال بسيط: اذا كان النبي يتطهر من البول فكيف يجوز التبرك بما يتطهر منه؟

على ذكر الفتن ثارت في نفس الوقت تقريبا فتنة أخرى تتعلق برضاع الكبير وكان سببها فتوى جمع صاحبها فيها الشاذ من كل مذهب حتى خرجت فتواه مثيرة للعجب وربما الاشمئزاز!!!!!!!!!!!! وهذا رابط لمقال قيم في الرد عليه لمن أحبت!
هنا

2- القصة التالية شبيهة بالأولى غير أن ما شرب هذه المرة هو غسل رأس النبي ..........وهذا الحديث غريب (تفرد به راو واحد) ثم ان هذا الراوي الواحد قد ذمه اهل الحديث الثقات وعلى رأسهم الامام البخاري والنسائي والدارقطني وابن عدي وابن معين وغيرهم
وهذا ايضا من قبيل الغلو في النبي وهو مذموم

وقد أورد الشيخ على حشيش حجة طريفة في ختام مناقشته لهذا الحديث ....قال: لقد كان النبي يسعى لانقاذ الناس من النار فلو كان بوله وغسل رأسه يكفي لهذا لحفظه وحفظته نساؤه وأهله لتعم به المنفعة بدلا من اراقته على الأرض!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!أصاب عين الحقيقة وألجم المنافقين!


3- أختم الليلة بقصة شهيرة الى حد ما وخلاصتها ان النبي أعطى عكاشة بن محصن رضي الله عنه يوم بدر فرع شجرة بعد ان انكسر سيفه فتحول الفرع الى سيف قوي طويل قاتل به في بدر وما بعدها وظل عنده حتى قتل في حروب الردة
ومع التسليم بفضل عكاشة رضي الله عنه واعترافنا بمعجزات النبي ودلائل نبوته الا أن هذه القصة غير صحيحة ......لقد وردت من طريقين أحدهما ساقط الاسناد والراوي الذي سقط بعده الاسناد راو اشتهر بالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل ومن هو شر منهم وقد تتبعه الامام ابن حجر وتكلم فيه كثيرا في كتبه .......أما الطريق الثاني ففيه راو ذمه الامام البخاري وابن معين والنسائي والذهبي وغيرهم كثيرون


وللحديث بقية ان شاء الله تعالى