بسم الله الرحمن الرحيم..
ياغاليات..والله انني منشغلة تماما بمواعيد ابني ..واشعر بتقصير من ناحية الرد على الرسائل والرد على المواضيع ..وااستميحكن العذر..لكن لم اتوقف عن ادراج ماقد يجلب لكن السعاده إن قرأتن ووالله انني قراته قبل ان ادرجه لكن ولو لم اختبره على نفسيتي لما ارسلته لكن ..أحوالكن مع انفسكن وابناءكن ستتبدل بحول الله من خلال الدورات ال8..فلنجرب من هذا الموضوع..
قد تكون الدورات طويلة لكن والله ياغاليات ان نفسياتكن وشخصياتكن ستتغير بحول الله قبل وبعد القراءة ..وأقوله من تجربة..ماأسرعنا في قراءة مالا فائده فيه ومايجعلنا اكثر توتر وخاصة النقاشات ونخرج بهم وضيق ونكد الا نجرب ان نفعل امرا طيبا ونرى الحياة بعدها كيف تتغير امامنا لن تتغير الحياة مالم نغير أنفسنا نحن..
وهنا أقول لكم ..نعم أبناؤنا يعانون من أمراض نفسيه ..إن لم نتدارك الأمر...
:
.
(( رجل كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه ، وجاءته بنت له فأجلسها بين يديه ـ الابن في حجره ، والبنت بين يديه ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا سويت بينهم )) .
.
إذا أجلست ابنك على فخذك الأيمن فأجلس ابنتك على فخذك الأيسر ، إن ضممت ابنك ضمّ ابنتك ، إن قبلت ابنك قبل ابنتك ، هلا سويت بينهم ، حتى في القبل ، حتى في الابتسامة ، حتى في الضم ، حتى في الشم ، أنت حينما تعدل بين أولادك تعينهم على برك ، وعندما لا تعدل بينهم تعين الشيطان عليهم بالعقوق ، إن عدلت بينهم أعنتهم على الشيطان وإن لم تعدل بينهم أعنت الشيطان عليهم في العقوق .
لذلك من أروع الأحاديث الشريفة :
(( رحم الله والداً أعان ولده على بره )) .
.
أي سوى بين أولاده ، لم يفرق واحداً عن واحد ، عدل بينهم فأعانهم على بره :
(( رحم الله والداً أعان ولده على بره )) .
.
لذلك أنت حينما لا تعدل بين أولادك تخلق فيهم الحسد ، الحسد الشديد الذي قد يؤدي إلى الأذى ، وقد يؤدي إلى الجريمة .
فلذلك يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إيَّاكْم والحَسدَ ، فَإنَّ الحَسَدَ يَأُكُلُ الْحسنَاتِ كما تأُكُلُ النَّارُ الْحَطَب )) .
.
مستويات الحسد :
وقد بينت لكم أيضاً ، هذا ملخص الدرس الماضي ، أن الحسد مستويات ثلاث إما أن تتمنى زوال نعمة عن أخيك كي تتحول إليك ، هذا مستوى ، هناك مستوى أسوأ ، أن تتمنى زوال نعمة عن أخيك دون أن تتحول إليك ،
الأسوأ والأسوأ أن تكتب تقريراً ، أو أن تفسد ، أو أن تتحرك لسلب نعمة عن أخيك ، هذه أصبحت جريمة ، الحسد ذنب كبير ، أما أن تتحرك ، أن تشي به ، أن تعطي خبراً كاذباً عنه ، كي يغلق محله ، هذه جريمة ، الحسد يأتي من التفرقة .
أذكركم ببعض كتب الحديث ، تأتي الأحاديث مرتبة وفق الترتيب الهجائي .
براءة النبي الكريم ممن فرق بين الآخرين :
من أدق الأحاديث مجموعة لا بأس بها من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تبدأ بكلمة ليس منا ، كلمة ليس منا ما سيأتي بعدها يُعد من الكبائر ، نفى انتساب هذا الإنسان إلى النبي ليس منا .
(( ليس منا من غَشَّ )) .
.
فالغش كبيرة ، من غشّ مطلقاً .
(( لَيْسَ مِنا مَن لم يَرحَمْ صغيرَنا ، ويُوِّقرْ كَبيرنا ـ ولم يعرف لعالمنا حقه ـ )) .
.
(( ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية )) .
.
(( لَيسَ مِنَّا مَنْ دَعا إِلى عَصبيَّة ، وليس منا من قاتل عصبيَّة ، وليس منا من مات على عصبيَّة )) .
.
(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امرأة على زوجها )) .
.
أفسدها ، ليس منا من فرق بين أخ وأخيه ، بين أخت وأخيها ، بين شريك وشريك ، بين أم وولدها ، بين أب وولده ، ليس منا من فرق ، وليس مني إلا عالم أو متعلم ، وليس مني اللعان ولا الطعان ، كل إنسان يتهمه باتهام ،
لا يحلو له إلا أن يلقي تهمة ظالمة على إنسان تألق ، ليس مني لا اللعان ، ولا الطعان .
(( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به )) .
.
هذه مجموعة أحاديث تبدأ بـ ليس منا ، أما الحديث الذي يقصم الظهر :
(( ليس مني ذو حسد )) .
.
الذي يحسد ليس منا .
ألا قل لمن بات لي حاسداً أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعلـه كَأَنَّك لَمْ تَرْضَ لِي مَا وَهَبْ
ملك الملوك إذا وهــب لا تسألن عن الــــسبب
* * *
خطأ :
ملك الملوك إذا وهــب لا تسألن عن الــــسبب
* * *
لأن الله عادل :
الله يعطي مــــن يشاء فقف على حِّــــد الأدب
* * *
من كان مؤمناً و لم يفرح لعطاء أصاب أخاه فهو على ثلمة من النفاق :
لذلك أيها الأخوة التفرقة بين الأولاد تسبب حسداً شديداً قد ينتهي بأذى أو بقتل أريد أن أبين حقيقة هي مقياس دقيق :
لك صديق مؤمن ، لك أخ من أمك وأبيك ، لك شريك ، لك جار ، لك ابن عم ، لك قريب ، لك زميل بالعمل ، هؤلاء جميعاً لو أن واحداً اشترى بيتاً ،
أو اشترى مركبة ، أو نال شهادة ، أو أسس عملاً ونجح في عمله ، إن كنت مؤمناً وكان مؤمناً إن لم تفرح بهذا العطاء لأخيك فالعلم والكلمة قاسية جداً أنك على ثلمة من ثلم النفاق ، لأن من شان المنافق :
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾ .
( سورة التوبة الآية : 50 ) .
أقسم لك بالله لك أخ نال الدكتوراه ، إن فرحت له من أعماق قلبك فأنت مؤمن ورب الكعبة ، أنت حينما فرحت بهذه الشهادة التي نالها ،
أو بهذا الزواج الذي أكرمه الله به ، أو بهذا البيت الذي اشتراه ، أو بهذا المحل الذي عمل به ، أو بهذه الوظيفة اللطيفة التي قُبل بها ، إن فرحت هذه علامة إيمانك .
(( ليس مني ذو حسد )) .
.
علامة إيمانك أن تفرح بنعمة ساقها الله لأخيك :
ما بعد ليس مني من الكبائر ، لكن الأب الذي يعين ولده على بره و ذلك بالعدل بين أولاده ينطبق عليه الحديث الشريف :
(( رحم الله والداً أعان ولده على بره )) .
.
والأب الذي يفرق بين أولاده هو يعين الشيطان على عقوق أولاده ، أقسم لكم بالله زارني شاب مؤمن ، يملك والده (وقد توفي من أيام) ألف مليون ، باسم هذا الشاب ما يقترب من ثمانمئة مليون ، محاضر ، وله ابن يعمل على سيارة أجرة ،
يأكل كل يوم من جهده وعرق جبينه ، أما هذا الابن الأول الذي باسمه ثمانمئة مليون وزع ما باسمه على إخوته وعلى الورثة بحسب الحكم الشرعي ، فكان بطلاً .
لذلك فرحك بنعمة ساقها الله لأخيك علامة إيمانك ، وحسدك لنعمة ساقها الله إلى أخيك تتمنى أن تزول عنه وتأتي إليك ، أو تتمنى أن تزول عنه دون أن تأتي إليك ، أو توقع به ، هذه علامة النفاق ، هذه كلها علامات ،
.
(( برئ من الشح من أدى زكاة ماله )) .
.
(( من أكثر من ذكر الله فقد برئ من النفاق ))
.
مجتمع المؤمنين الكل لواحد والواحد للكل :
أنا أتصور أن مجتمع المؤمنين الكل لواحد ، والواحد للكل ، هذا مجتمع المؤمنين ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا )) .
.
والله هناك عداوة ، وأحقاد بين الأسر ، وبين أفراد الأسرة الواحدة ، وبين أفراد الأسرة الكبيرة ، وبين أبناء قرية ، وبين أبناء مصلحة .
والله أعرف رجلاً مستقيماً في عمله ، لكن ناجح جداً ، يؤدي زكاة ماله ، يستقيم على أمر الله تماماً ، مبيعاته ارتفعت إلى مستوى عالٍ جداً ،
جاره يصلي في المسجد علم أن عنده مخالفة بالبناء قدم شكوى ضده ، والآن قريب على أن يدفع مليون ليرة ، حتى يعيق نجاحه بالتجارة ، هذا إيمان ؟ لا والله .
(( ليس مني ذو حسد )) .
.
والأب الذي يعدل بين أولاده يعين أولاده على بره ، والأب الذي لا يعدل بين أولاده يعين الشيطان كي يقوى على أولاده في العقوق .
أحد أسباب غضب الطفل أن حاجاته الأساسية غير جاهزة :
درسنا اليوم عندنا ظاهرة ، ظاهرة الغضب ، ولد غضوب ، ردود فعله قاسية جداً ، ينفجر لأتفه الأسباب ، يعلو صوته على أمه وأبيه ، قد يضرب أخوته الصغار ضرباً مبرحاً ، قد يسب ، قد يشتم ، هذه الظاهرة ، ظاهرة الغضب ، ما أسبابها ؟ لا يوجد شيء ليس له سبب .
أيها الأخوة ، هذه الحالة العدوانية الانفجار ، الغضب الشديد ، الصوت المرتفع ، الضرب المتسرع ، هناك أطفال بالبيت هكذا ، عندهم حاجات أساسية لم تلبَ ، الأب مدعو إلى طعام مع الأم ، والبيت لا يوجد فيه أكل ، ماما دبروا حالكم ، لا يوجد شيء بالبيت ، وجاء جوعان ، لا يوجد أكل ، الأب والأم ما عندهم مشكلة هم بدعوة ، والابن ؟.
أنا لي كلام عندكم ، اطلعت على بحث حول المطاعم في بلاد بعيدة ، يعني مطاعم خمس نجوم ، صار في تفتيش مفاجئ للمستودعات ، كلام دقيق جداً عُرض بتحقيق رسمي ، جرذان ، صراصير ، أكل المطاعم ليس كطعام البيت ، أنا أعتبر من نجاح الأسرة أن يكون فيها أكل منتظم ،
أنا لا أقول أكل مرتفع ثمنه أقول أكل منتظم ، بمواعيد محددة ، طفل وجد حاجته من الطعام أكل ، سُر بالأكل ، أحد أسباب هدوء الطفل تكون حاجته الغذائية مؤمنة ، أما أحياناً لا يوجد طعام ، يرى الطعام لا يحبه ، علامة المؤمن أنه يأكل بشهوة أهله بينما الأب المتكبر يجبر من حوله أن يأكلوا بشهوته ،
اسأل أهلك ماذا تحبون أن تأكلوا ؟.
والله أعرف آباء لا يوجد طعام يأكله دعوة ، أو وليمة ، أو في مطعم عند الضرورة، أو عنده ضيف بالتجارة هيأ له طعاماً ، هذا الطعام الذي أكله مع ضيفه يأتي به مساءً إلى البيت ، ليأكل أهله كما أكل .
الأب العاقل الواعي يجمع أولاده ولا يفرقهم :
كلما شعر أهلك أنك جزء منهم ، وأنك تحب لهم ما تحب لنفسك ، وتشتهي لهم ما تشتهي لنفسك ، وأن الأكلة التي طربت لها ينبغي أن تأتي بها إلى البيت ليأكلوا معك ، يعني أنا أريد أسرة متماسكة ، فيها حب ،
فيها تضحية ، فيها إكرام ، وهناك أسر كل واحد بجهة فالأب العاقل الواعي يجمع أولاده ، أنا أقول لكم هذه نصيحة ثلاث وجبات منتظمة بالبيت نظيفة من صنع الأم ، هذه أم صالحة ، أضرب مثلاً يمكن أعدته مئة مرة :
أم تحب الله كثيراً ، تصلي قيام الليل ، الساعة الخامسة تعبت تعباً شديداً ، فآوت إلى الفراش وطلبت من أبنائها أن يدبروا أنفسهم ، الوقت شتاء ، والغرفة باردة ، الغرفة باردة جداً ، والطعام غير جاهز ، هذا أكل من الثلاجة مباشرة ، هذا وضع طعام فيه زيت من دون كيس نايلون ، انتقل الزيت للكتب والدفاتر ،
هذا صدريته وسخة ، حذاؤه غير نظيف ، الزر مقطوع ، ولم يكتب وظيفته ، الخمسة أولاد كلهم تلقوا ضرباً مبرحاً من أستاذهم ، وهذا وظيفته لم يكتبها ، وثيابه غير نظيفة ، الشطيرة في محفظته نقلت الزيت إلى بقية الكتب ، أنا أرى وهذا اجتهاد مني إن أصبت فمن توفيق الله ، وإن أخطأت فمن تقصيري ، أنا أرى أن هذه الأم التي صلت عشر ركعات قيام الليل ، وبكت وسحت في البكاء ،
لو أنها استيقظت قبل الشمس بنصف ساعة ، وصلت الفجر بوقته ، ودفأت الغرفة ، وهيأت طعاماً مرتباً ، طعام الصباح مع شاي ، تفقدت وظائف أولادها ، تفقدت ثيابهم ، نقلتهم إلى مجيء السيارة ثم ذهبت ونامت ، أنا أرى أن هذه الأم أقرب إلى الله مليون مرة من التي صلت قيام الليل ، ونسيت واجبها تجاه أولادها .
الأم المؤمنة تعبد الله فيما أقامها ، أقامك أماً ؟ ينبغي أن تكوني أماً صالحة .
الدين ليس فقط أن نصلي و نصوم الدين في عملك و بيتك وعيادتك :
أنا أرى أن الجنة بحاجة إلى عمل ، هذا العمل ، الأم الصالحة في طريق سالك من بيتها إلى الجنة .
أنا صيدلي من الصيدلية للجنة ، دواء ثمنه ألف و مئتا ليرة وانتهى مفعوله ، تحك تاريخ الصلاحية ، أنت ألغيت صلاتك ، تحك بشفرة تاريخ الصلاحية ، يأتي إنسان يطلب الدواء يعطيه إياه بألف و مئتي ليرة ،
هو انتهى مفعوله ، وأنا كنت أتوهم أن الدواء الذي انتهى مفعوله لا يؤذي ، ثبت العكس ، الدواء الذي انتهى مفعوله يؤذي لأنه تفتت .
فهناك أعمال تلغي بها صلاتك ، وصيامك ، وحجك ، وزكاتك ، الناس فهموا الدين فهم طقوسي ، جئنا إلى الجامع صلينا ، وسمعنا خطبة ، أما في غش بالبضاعة ، في مادة محرمة ، في مادة مبيضة ، لكنها مسرطنة ، في هرمونات مسرطنة ، في إعلان كاذب ، البضاعة ألمانية وهي شغل الصين ، يظن الدين ما له علاقة ، الدين في عملك ، في بيتك ، في عيادتك ، في صيدليتك .
مرة زرت معملاً يبيع مادة غذائية أقسم لي بالله صاحب المعمل ـ أظنه صالحاً ولا أزكي على الله أحداً ـ يضعون بهذه المادة الغذائية مادة مسرطنة ، تستخدم في الدهانات تبيض هذه المادة ، إذا ابيضت ارتفع سعرها ، وفلاحون يضعون هرمونات على النباتات تأتي الحبة كبيرة وقاسية وذات وزن ،
ويربح أرباحاً طائلة ، والهرمون محرم دولياً ممنوع بيعه ، وأي صيدلية تبيعه تُغلق فوراً ، أنا أرى الدين بالحقل ، والدين بالعيادة ، والدين بمكتب المحاماة ، والدين بقاعات التدريس ، والدين بالبيع والشراء ،
الدين بالوظيفة ، عندما أقول الدين خمسمئة ألف بند لا أبالغ ، تبدأ أحكام الدين من أشد العلاقات خصوصية ، من فراش الزوجية وتنتهي بالعلاقات الدولية .
أحد أسباب غضب الطفل إذا حاجاته الأساسية غير جاهزة ، الوقت برد شديد يحتاج لمعطف ، ما في معطف ، إذا في فقر موضوع ثانٍ ، لكن لما الابن يرى من أبيه العناية ، ثيابه جيدة ، طعامه جيد .
العمل عبادة :
لذلك العمل عبادة أنا أعني ما أقول ولا أبالغ ، إذا كان عملك في الأصل مشروعاً وسلكت به الطرق المشروعة ، وابتغيت منها كفاية نفسك وأهلك ، وخدمة المؤمنين ، والناس جميعاً ، ولم يشغلك عن واجب ،
ولا عن فريضة ، ولا عن طاعة ، انقلب عملك إلى عبادة ، في عملك أنت في عبادة ، نصحت المسلمين ما غششتهم ، ما أوهمتهم ، ما احتكرت بضاعتهم ، ما دلست عليهم ، في تدليس ، يوهمك أن هذه البضاعة من منشأ معين ، وهي ليست كذلك ، لو صار تدقيق تجد نفسك مع الله دائماً ، تدقيق في المعاملة ما في كلمة خطأ ، ما في نظرة خطأ ، ما في قرش تأخذه حراماً ، إذا استقمت كما أراد الله انفتحت أبواب السماء ،
جاء التوفيق ، جاء الدعم الإلهي ، جاء التأييد ، جاء النصر ، جاء التفوق ، جاءت السعادة ، جاءت السكينة .
(( استقيموا ولن تُحْصُوا )) .
.
على المؤمن أن يغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل أما لنفسه فعليه أن يسامح :
النبي عليه الصلاة والسلام علمنا أن نغضب لله ، أما لأنفسنا في تسامح ، يعني زوجته بالشرفة بثياب فاضحة ، والشرفة على الطريق لا تتحرك شعرة فيه ، أما إذا الطعام ما كان جاهزاً تقوم الدنيا ولا تقعد ، لا ، أنت الآن تغضب لغير الله ، تغضب لمصلحة لك ، أما حينما تنتهك هذه الزوجة حرمات الله ولا تبالي هذه حالة مرضية ،
أما المؤمن يغضب ، يغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل ، أما لنفسه في تسامح ، هكذا علمنا النبي عليه الصلاة والسلام ، لذلك هناك حديث مختصر جداً :
(( لا تَغْضَبْ )) .
.
أي لا تضع نفسك في أسباب الغضب .
(( وإياك وما يعتذر منه )) .
.
عمل يسبب لك إحراجاً شديداً مع مدير المدرسة ، تأخرت نصف ساعة ، فقسا عليك بالمعاملة أمام الطلاب ، تبقى شهراً مزعوجاً ، تغضب ، تحاول تنتقم ، أنت السبب وضعت نفسك في موضع تستحق اللوم ، فلما جاءك اللوم لم تحتمل .
(( وإياك وما يعتذر منه )) .
.
حبيبتهم (أم عبدالعزيز) @hbybthm_am_aabdalaazyz
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الدورة الثامنة
بسم الله الرحمن الرحيم
.
من اتصل بالله عز وجل قُذف في قلبه نور يرى به الحق حقاً والباطل باطلاً :
بادئ ذي بدء : هذه الحكمة التي وعد الله بها المؤمن وحده ، في قوله تعالى :
﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾ .
( سورة البقرة الآية : 269 ) .
لأن الإنسان إذا اتصل بالله عز وجل امتنّ الله عليه الحكمة ، الحكمة تؤتى ولا تؤخذ ، قد تكون أذكى الأذكياء ترتكب حماقة ما بعدها حماقة ، لأن الحكمة حُجبت عنك ، فالمؤمن باتصاله بالله عز وجل يقذف الله في قلبه النور ، يرى به الحق حقاً ،
والباطل باطلاً ، يرى به الخير خيراً ، والشر شراً أضرب مثلاً بسيطاً :
قصة سمعتها ، إنسان تزوج امرأة ، بعد خمسة أشهر كانت على وشك الولادة إذاً هذا الجنين ليس منه قطعاً ، بإمكانه أن يطلقها ، والناس جميعاً معه ، والشرع معه ، وأهلها معه ، لكن الله سبحانه وتعالى ألهمه الحكمة ،
تمنى على الله أن يحملها على توبة نصوح فأخذ هذا الجنين ووضعه تحت عباءته ، وانتظر أمام جامع الورد في سوق ساروجة ، إلى أن نوى الإمام الفريضة ، ودخل وضعه في طرف المسجد ، والتحق بالمصلين ،
بعد انتهاء الصلاة بكى هذا الوليد ، فتحلق المصلون حوله ، تأخر عنهم كثيراً ، إلى أن اجتمع كل من في المسجد حول هذا الوليد الذي ألقي في طرف المسجد ،
تقدم منهم وسأل ما الخبر ؟ قال : تعال انظر ، وليد ! قال : أنا أكفله ، أعطوني إياه ، فأخذه وردّه إلى أمه وتابت على يده توبة نصوحة .
القصة أولها : هناك إمام مسجد له جار بقال ، رأى النبي عليه الصلاة والسلام في رؤيا صالحة ، قال له (لهذا الإمام خطيب المسجد) : قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة ، كسب رضاء الله ، وأنقذ امرأة من الزلل ، وربت ابنها عنده .
أسعد الناس من كان حكيماً :
أخوانا الكرام ، صدقوا ولا أبالغ ، أنت حينما تتصل بالله عز وجل ، وتتقن صلواتك مع الله يقذف الله في قلبك نوراً ، ترى به الحق حقاً ، والباطل باطلاً ،
الخير خيراً ، والشر شراً ، والجميل جميلاً ، والقبيح قبيحاً .
لذلك أنت بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة ، ومن دون حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى ، أنت بالحكمة تجعل أبناءك أبراراً ،
ومن دون حكمة تجعل أولادك عاقين ، أنت بالحكمة تعيش بدخل محدود ، ومن دون حكمة تبدد الدخل الغير المحدود .
صدقوا ولا أبالغ إذا سمح الله أن تكون حكيماً أنت أسعد الناس في بيتك ، أنت أسعد الناس مع زوجتك ، أنت أسعد الناس مع أولادك ، أنت أسعد الناس في عملك ، أنت أسعد الناس في صحتك ،
أسعد الناس في علاقاتك ، أسعد الناس في حلك وفي ترحالك ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾ ، هذه الحكمة تتأتى من الاتصال بالله عز وجل .
أكبر قرار حكيم في تربية أولادك يبدأ من اختيار أمه :
لذلك نحن في تربية الأولاد النفسية ، الأب في أمس الحاجة إلى الحكمة ، لذلك أكبر قرار حكيم في تربية أولادك ، والله ما عرفه العالم أبداً ، يبدأ قبل ولادة الطفل ، يبدأ من اختيار أمه ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول لك :
(( خذ ذات الدين والخلق تربت يمينك )) .
.
هذه أم أولادك ، هذه سوف تربيهم ، تربيهم على الصدق ، على الأمانة ، على العفة .
درسنا سابقاً أن طفلاً صغيراً سرق بيضة وجاء بها إلى أمه ، فقبلته ، وباركت عمله ، ثم بدأ يزداد في انحرافه إلى أن استحق الإعدام ، وهو قبل أن يُشنق طلب أن يرى أمه جاؤوا له بأمه ، قال : يا أمي مدي لسانك كي أقبله ، فلما مدت لسانها قطعه ، وقال : لو لم يكن هذا اللسان مشجعاً لي في الجرائم ما فقدت حياتي .
أم أولادك هل أحسنت اختيارها ؟ الآن هناك ظاهرة عجيبة ، الشاب يريد جمالاً فقط ويريد صفات قلّما تتوافر في خمسة بالمئة من الفتيات ، يريد الزواج للمتعة ،
وينسى أن هذه التي سيتزوجها هي أم أولاده ، هي التي تربيهم ، تعلمهم على الصدق والأمانة ، والعفة والاستقامة .
لذلك أنا أقول أخاطب الأمهات : أعلى شهادة تحملينها أولادك ،
أعلى من الدكتوراه ، شهادة الأم أولادها ، إن ربتهم على الفضيلة والاستقامة دفعت بهؤلاء الأولاد إلى المجتمع .
بنود التربية النفسية :
1 ـ حسن اختيار الأم :
لذلك من أجل أن تحسن تربية أولادك يجب أن تتعامل معك امرأتك ، والله أيها الأخوة ، كم من أب يبني وزوجته تهدم ، يا بني قم فصلِ ،
تعبان اتركه ، كلما وجّه ابنه توجيهاً تأتي الزوجة لتبطل هذا التوجيه ، لأنه ما أحسن اختيارها ، أما الأم المؤمنة ، الطاهرة لذلك أنا أخاطب الشباب :
(( خذ ذات الدين والخلق تربت يمينك )) .
.
هي أم أولادك ، تعيش معهم ، تربيهم ، من أجل أن تفلح في تربيتهم لابدّ من أن تتعاون معك امرأتك ، وتعاونها معك بسبب دينها ، وحرصها على طاعة ربها ،
وحرصها على تربية أولادها .
لذلك يكاد يكون أول بند من التربية النفسية أن تحسن اختيار الأم .
2 ـ عدم محاسبة الطفل قبل تكليفه :
شيء آخر : يا أخوان عندنا قاعدة ، لا محاسبة قبل التكليف ، آباء كثيرون يرون من أولادهم تصرفاً يغضبهم فيضربونهم ، اسأل نفسك ، حاسب نفسك ،
هل بلغت ابنك مرة أن هذا العمل لا يعجبك ؟ ما بلغته ، هو بريء ، الطفل لا يعلم ، لا تضطر تضربه ، ولا توبخه ، ولا تشتمه ، ولا تحقره أمام أخوته ،
أنت يا بني أنت لك عندي خمس فرص في هذا العام استنفذت فرصة فقط ، وأنت هادئ ، ومرتاح ، هو ينتبه ، اخطأ مرة ثانية ، انظر يا بني أصبحوا اثنتان ، بقي ثلاث ،
لأنهم قالوا : من أطاع عصاك فقد عصاك ، يده والضرب ، يده والسُباب والشتائم ، صار البيت مكان موحش .
3 ـ الابتعاد عن العنف في المنزل :
اسمعوا هذا الكلام أعيده كثيراً : لابدّ أن يكون عيد في بيتك ، لكن بينما يكون العيد حينما تخرج ، وبينما يكون العيد حينما تدخل ، بشكل أو بآخر ،
الأب العنيف يضرب ، ويشتم ، ويسب ، وابنه الأكبر عنيف مع الابن الأصغر ، والبنت الكبرى عنيفة مع الصغرى والأصغر عنيف مع الأصغر ،
وأصغر ولد عنيف مع القطة ، بيت كله عنف ، كله صياح ، كله سُباب ، كله تكسير ، هذا بيت فيه شيطان .
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ .
( سورة طه الآية : 132 ) .
يا أخوان في بيوت هادئة جداً ، فيها روح التعاون ، فيها محبة ، والله كلما رأيت إنساناً ببيته متماسك ، في ود بالغ ، والله أُكبر تصرفه ، أُكبر حكمته ، أُكبر عقله ، أُكبر ذكاؤه يجب أن يكون البيت جنة .
إذاً بدل الضرب والشتم ، سجل ، طرق التربية متعبة ، تحتاج إلى نفس طويل أما الضرب أريح ، معظم الآباء يرى أنه أخطأ يضربه ضرباً مبرحاً حتى يرتاح ، لكن ما أدبه بهذه الطريقة ، لم يؤدبه إطلاقاً ،
بالعكس فصله عنه ، انعتق الابن عن أبيه ، هذه نقطة ثالثة .
4 ـ عدم محاسبة الأبناء أمام أصدقائهم أو أقربائهم أو أخواتهم :
النقطة الرابعة : أتمنى عليكم جميعاً ألا تحاسبوا أبناءكم أمام أصدقائهم ، ولا أمام أقربائهم ، ولا أمام أخواتهم ، بينك وبينه ، بينك وبينه يحتمل ابنك أقسى ملاحظة ، لأنه يوقن أن هذه الملاحظة خارجة من محبة ،
أنت ما فضحته ، لكن نصحته ، عنفته عن محبة ، أما أمام أخواته البنات ، أمام أصدقائه ، أمام أخوته الذكور أنا لا أنصح بهذا أبداً ، وهذا تشهير وفضيحة وليست نصيحة .
على الإنسان أن يُعلم ابنه لا أن يعنفه لأن المعلم خير من المعنف :
تعلموا أيها الأخوة ، من رسول الله ، تصور سيد الخلق وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم ، جاءه شاب بكل بساطة ، ولعلها بكل وقاحة ، قال له : ائذن لي بالزنا ، ما ضربه ، ولا شتمه ،
ولا قال له أنت كافر ، يا كافر ، يا خبيث ، لا ، الصحابة ضجروا ، هاجوا وماجوا ، منتهى الوقاحة ، قال له : تعال يا عبد الله ، انظر المناقشة ! أتحبه لأمك ؟ شاب تصور والدته تزني ،
فغلى الدم في عروقه ، قال له : لا ، قال له : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لأختك ؟ قال له : لا ، قال له : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ، أتحبه لابنتك ؟ قال : لا ، يقول هذا الشاب : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شيء أحب إلي من الزنا وخرجت من عنده وما شيء أبغض إلي من الزنا .
يا أخي ناقشه ، بيّن له الأخطار ، بيّن له مصلحته تتهدم ، بيّن له مستقبله ، بيّن له مكانته ، سمعته ، بيّن هذا فيه إغضاب لله عز وجل ، ناقشه ، لا تعنف ، علم ولا تعنف يقول عليه الصلاة والسلام :
(( علموا ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف )) .
.
على الكبير استيعاب الصغير و الصبر عليه :
الكبير ينبغي أن يستوعب الصغير ، مرة كنا في مؤتمر على المائدة معنا قارئ كبير توفي رحمه الله ، و طالب من البوسنة ، هذا القارئ له مكانة كبيرة عنده ، أراد أن يتقرب إليه ، يمكن ضعيف باللغة العربية ،
فهناك بيت قاله الشافعي :
أحب الصالحين ولـستُ منهم لعلي أن أنال بهم شفــاعة
وأكره من بضاعتـه المعاصي ولو كنا سواء في الـبضاعة
* * *
من باب التواضع ، هذا الطالب البوسني قال له : أحب الصالحين ولستَ منهم يا لطيف هذا القارئ غضب غضباً شديداً ، وعنفه تعنيفاً شديداً ، مسكين هذا الشاب يكاد يموت خجلاً ، هو بحسب تصوره أنه تقرب إليه بهذا البيت ، لكن هي فرق حركة واحدة ،
أُحب الصالحين ، هي ولستُ منهم ، قال له : ولستَ منهم .
لغتنا دقيقة جداً ، نحن لغتنا العربية يا أخوان بحركة واحد ينتقل الإنسان من الجنة إلى النار .
ولستُ أبالي حين أًقتل مسلماً ، إلى جهنم ، على أي جنب كان في الله مصرعي ، أما هو البيت :
ولستُ أبالي حين أُقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
* * *
الابن يرتكب حماقة عن غير قصد ، يجب أن تستوعبه .
العاقل من ربى ابنه تربية قائمة على الثقة :
أنا بصراحة لو أن أباً سألني ، أو أم سألتني بالهاتف أنه أخذ مالاً من دون إذننا ، يسرق ، لا ، لا تقول سرقة ، لا تقولي يسرق ، السرقة موضوع ثانٍ ،
هذا بيت أبيه وأمه ولا يعرف حدوده ، حتى أنا لي رأي ما الذي يمنع أن تربي ابنك تربية قائمة على الثقة ؟ تضع مبلغاً من المال بالدرج ليأخذ كل حاجته ،
أنت حينما تمنح ثقتك لابنك ينضبط ، بابا هناك مبلغ خمسمئة ليرة ، ويوجد ورقة وقال ، خذ واكتب فقط ، والله طبقوها أناس نجحت معهم نجاحاً كبيراً ، الطفل يستحي من والده ، يأخذ حاجته ،
المال بين يديه ، ما في شيء ممنوع عنه ، يأخذ ويسجل ، يكتب ماذا اشترى فيه ؟ عود ابنك تتفاهم معه تفاهماً ، ابتعد عن القمع ، وعن الضرب ، وعن السب ، وعن الشتم ، هذه أساليب بادت ولم تفد إطلاقاً .
اللهم صلِ عليه روى لنا حديثاً : هذا الذي ركب ناقته ، وعليها طعامه وشرابه ، أراد أن يقطع بها الصحراء ، هذا الأعرابي أصابه التعب جلس ليستريح ،
أخذته سنة من النوم ، استيقظ فلم يجد الناقة ، فبكى ، وبكى ، وبكى لأنه أيقن بالموت ، ثم أخذته سنة من النوم ، فاستيقظ فرأى الناقة أمامه ، من شدة الفرح قال : يا رب أنا ربك وأنت عبدي ، النبي ما علق ، هذه كلمة الكفر ، لكن قال بعض العلماء الكبار : ما كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه ، النبي ما علق أبداً ، ما قصد معناها ، من شدة الفرح قال : يا رب أنا ربك وأنت عبدي .
العنف و السباب و الشتائم أساليب بادت ولم تفد إطلاقاً :
أحياناً الابن يتكلم كلمة قاسية ، كن أوسع ، أبو حنيفة النعمان له جار أقلقه إقلاقاً لا يُحتمل ، طوال الليل يغني ، (له جار شاب مغنٍّ معه طنبور عود ، وأغنيته المفضلة : أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ، فمرة فقد هذا الصوت ، معنى جاره في مشكلة ، سأل عنه ، قالوا له : إنه مسجون ، أبو حنيفة النعمان بمكانته ، ومقامه الكبير ، وعلمه الغزير توجه إلى صاحب الشرطة ، متوسطاً أن يطلق سراحه ، صاحب الشرطة أطلق سراحه ،
أركبه أبو حنيفة وراءه على الدابة ، قال له : يا غلام هل أضعناك ؟ فقال : هذا المغنى الشاب قال : عهداً لله ألا أعود للغناء ، أبو حنيفة النعمان على علو مقامه استوعب هذا الجار المغني .
استوعبه ، ابنك ، استوعبه ، أما العنف ، والضرب ، والسُباب ، والشتائم هذا لا يربي شاباً .
الرد العنيف والسخرية الكبيرة تقيم بينك وبين المتعلم حاجزاً فعليك الابتعاد عنهما :
يا إخوان ، أحياناً الطفل يسأل سؤالاً ، أو الابن ، وقد يكون السؤال سخيفاً ، سخيفاً جداً ، إياك ، ثم إياك ، ثم إياك أن تسخر من سؤاله ، إنك إن سخرت من سؤاله لن يسألك بعد اليوم أبداً ،
وهذه النصيحة أقدمها للمعلمين ، سؤال سخيف ، اجلس ، أنت أحمق ، أنت لا تفهم شيئاً ، لا ، لن يسألك بعد اليوم ، لا ، أجب عن سؤاله بأدب ، رفيقكم معه حق ، نقطة غير واضحة بذهنه ، أنا سأجيبه عنها ، شجع الناس يسألوك ، شجع الحوار ، شجع التعامل مع الآخر تعاملاً هادئاً .
والله أعرف معلمين إذا أخطأ الطالب ، أنت غبي ، أنت كذا ، أنت كذا ، يحمل هذه الفكرة لعشرين سنة قادمة ، عقدته ، الإنسان بنيان الله ، وملعون من هدم بنيان الله ، والأطفال أحباب الله ، على الفطرة .
فالرد العنيف ، السخرية الكبيرة ، مرة كنا في الجامعة ، وطالبة كان سؤالها سخيفاً ، و كان عميد الكلية عندنا قاسياً جداً ، سخر منها سخرية حطمتها ، فقالت له : دكتور رفقاً بالقوارير ،
هكذا قال النبي ، فهي صحتها مليحة ، قال لها : قال رفقاً بالقوارير ، ولم يقل رفقاً بالبراميل ، أساء إساءة ثانية ، إنسان أمامك ، احترمه ، قالت : رفقاً بالقوارير ، قال لها : صح ، ولم يقل رفقاً بالبراميل ، حطمها ، أنا هكذا أقول هذا الإنسان بنيان الله ، وملعون من هدم بنيان الله .
لا تحرجه ، كان عليه الصلاة والسلام من شمائله أنه كان لا يحمر الوجوه ، لا تخجله ، لا تضعه بزاوية ضيقة ، تغافل ، تغافل ولا تكن غافلاً ، الرد العنيف يمنع السؤال الرد العنيف يمنع انتشار العلم ، الرد العنف يقيم بينك وبين المتعلم حاجزاً .
بسم الله الرحمن الرحيم
.
من اتصل بالله عز وجل قُذف في قلبه نور يرى به الحق حقاً والباطل باطلاً :
بادئ ذي بدء : هذه الحكمة التي وعد الله بها المؤمن وحده ، في قوله تعالى :
﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾ .
( سورة البقرة الآية : 269 ) .
لأن الإنسان إذا اتصل بالله عز وجل امتنّ الله عليه الحكمة ، الحكمة تؤتى ولا تؤخذ ، قد تكون أذكى الأذكياء ترتكب حماقة ما بعدها حماقة ، لأن الحكمة حُجبت عنك ، فالمؤمن باتصاله بالله عز وجل يقذف الله في قلبه النور ، يرى به الحق حقاً ،
والباطل باطلاً ، يرى به الخير خيراً ، والشر شراً أضرب مثلاً بسيطاً :
قصة سمعتها ، إنسان تزوج امرأة ، بعد خمسة أشهر كانت على وشك الولادة إذاً هذا الجنين ليس منه قطعاً ، بإمكانه أن يطلقها ، والناس جميعاً معه ، والشرع معه ، وأهلها معه ، لكن الله سبحانه وتعالى ألهمه الحكمة ،
تمنى على الله أن يحملها على توبة نصوح فأخذ هذا الجنين ووضعه تحت عباءته ، وانتظر أمام جامع الورد في سوق ساروجة ، إلى أن نوى الإمام الفريضة ، ودخل وضعه في طرف المسجد ، والتحق بالمصلين ،
بعد انتهاء الصلاة بكى هذا الوليد ، فتحلق المصلون حوله ، تأخر عنهم كثيراً ، إلى أن اجتمع كل من في المسجد حول هذا الوليد الذي ألقي في طرف المسجد ،
تقدم منهم وسأل ما الخبر ؟ قال : تعال انظر ، وليد ! قال : أنا أكفله ، أعطوني إياه ، فأخذه وردّه إلى أمه وتابت على يده توبة نصوحة .
القصة أولها : هناك إمام مسجد له جار بقال ، رأى النبي عليه الصلاة والسلام في رؤيا صالحة ، قال له (لهذا الإمام خطيب المسجد) : قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة ، كسب رضاء الله ، وأنقذ امرأة من الزلل ، وربت ابنها عنده .
أسعد الناس من كان حكيماً :
أخوانا الكرام ، صدقوا ولا أبالغ ، أنت حينما تتصل بالله عز وجل ، وتتقن صلواتك مع الله يقذف الله في قلبك نوراً ، ترى به الحق حقاً ، والباطل باطلاً ،
الخير خيراً ، والشر شراً ، والجميل جميلاً ، والقبيح قبيحاً .
لذلك أنت بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة ، ومن دون حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى ، أنت بالحكمة تجعل أبناءك أبراراً ،
ومن دون حكمة تجعل أولادك عاقين ، أنت بالحكمة تعيش بدخل محدود ، ومن دون حكمة تبدد الدخل الغير المحدود .
صدقوا ولا أبالغ إذا سمح الله أن تكون حكيماً أنت أسعد الناس في بيتك ، أنت أسعد الناس مع زوجتك ، أنت أسعد الناس مع أولادك ، أنت أسعد الناس في عملك ، أنت أسعد الناس في صحتك ،
أسعد الناس في علاقاتك ، أسعد الناس في حلك وفي ترحالك ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾ ، هذه الحكمة تتأتى من الاتصال بالله عز وجل .
أكبر قرار حكيم في تربية أولادك يبدأ من اختيار أمه :
لذلك نحن في تربية الأولاد النفسية ، الأب في أمس الحاجة إلى الحكمة ، لذلك أكبر قرار حكيم في تربية أولادك ، والله ما عرفه العالم أبداً ، يبدأ قبل ولادة الطفل ، يبدأ من اختيار أمه ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول لك :
(( خذ ذات الدين والخلق تربت يمينك )) .
.
هذه أم أولادك ، هذه سوف تربيهم ، تربيهم على الصدق ، على الأمانة ، على العفة .
درسنا سابقاً أن طفلاً صغيراً سرق بيضة وجاء بها إلى أمه ، فقبلته ، وباركت عمله ، ثم بدأ يزداد في انحرافه إلى أن استحق الإعدام ، وهو قبل أن يُشنق طلب أن يرى أمه جاؤوا له بأمه ، قال : يا أمي مدي لسانك كي أقبله ، فلما مدت لسانها قطعه ، وقال : لو لم يكن هذا اللسان مشجعاً لي في الجرائم ما فقدت حياتي .
أم أولادك هل أحسنت اختيارها ؟ الآن هناك ظاهرة عجيبة ، الشاب يريد جمالاً فقط ويريد صفات قلّما تتوافر في خمسة بالمئة من الفتيات ، يريد الزواج للمتعة ،
وينسى أن هذه التي سيتزوجها هي أم أولاده ، هي التي تربيهم ، تعلمهم على الصدق والأمانة ، والعفة والاستقامة .
لذلك أنا أقول أخاطب الأمهات : أعلى شهادة تحملينها أولادك ،
أعلى من الدكتوراه ، شهادة الأم أولادها ، إن ربتهم على الفضيلة والاستقامة دفعت بهؤلاء الأولاد إلى المجتمع .
بنود التربية النفسية :
1 ـ حسن اختيار الأم :
لذلك من أجل أن تحسن تربية أولادك يجب أن تتعامل معك امرأتك ، والله أيها الأخوة ، كم من أب يبني وزوجته تهدم ، يا بني قم فصلِ ،
تعبان اتركه ، كلما وجّه ابنه توجيهاً تأتي الزوجة لتبطل هذا التوجيه ، لأنه ما أحسن اختيارها ، أما الأم المؤمنة ، الطاهرة لذلك أنا أخاطب الشباب :
(( خذ ذات الدين والخلق تربت يمينك )) .
.
هي أم أولادك ، تعيش معهم ، تربيهم ، من أجل أن تفلح في تربيتهم لابدّ من أن تتعاون معك امرأتك ، وتعاونها معك بسبب دينها ، وحرصها على طاعة ربها ،
وحرصها على تربية أولادها .
لذلك يكاد يكون أول بند من التربية النفسية أن تحسن اختيار الأم .
2 ـ عدم محاسبة الطفل قبل تكليفه :
شيء آخر : يا أخوان عندنا قاعدة ، لا محاسبة قبل التكليف ، آباء كثيرون يرون من أولادهم تصرفاً يغضبهم فيضربونهم ، اسأل نفسك ، حاسب نفسك ،
هل بلغت ابنك مرة أن هذا العمل لا يعجبك ؟ ما بلغته ، هو بريء ، الطفل لا يعلم ، لا تضطر تضربه ، ولا توبخه ، ولا تشتمه ، ولا تحقره أمام أخوته ،
أنت يا بني أنت لك عندي خمس فرص في هذا العام استنفذت فرصة فقط ، وأنت هادئ ، ومرتاح ، هو ينتبه ، اخطأ مرة ثانية ، انظر يا بني أصبحوا اثنتان ، بقي ثلاث ،
لأنهم قالوا : من أطاع عصاك فقد عصاك ، يده والضرب ، يده والسُباب والشتائم ، صار البيت مكان موحش .
3 ـ الابتعاد عن العنف في المنزل :
اسمعوا هذا الكلام أعيده كثيراً : لابدّ أن يكون عيد في بيتك ، لكن بينما يكون العيد حينما تخرج ، وبينما يكون العيد حينما تدخل ، بشكل أو بآخر ،
الأب العنيف يضرب ، ويشتم ، ويسب ، وابنه الأكبر عنيف مع الابن الأصغر ، والبنت الكبرى عنيفة مع الصغرى والأصغر عنيف مع الأصغر ،
وأصغر ولد عنيف مع القطة ، بيت كله عنف ، كله صياح ، كله سُباب ، كله تكسير ، هذا بيت فيه شيطان .
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ .
( سورة طه الآية : 132 ) .
يا أخوان في بيوت هادئة جداً ، فيها روح التعاون ، فيها محبة ، والله كلما رأيت إنساناً ببيته متماسك ، في ود بالغ ، والله أُكبر تصرفه ، أُكبر حكمته ، أُكبر عقله ، أُكبر ذكاؤه يجب أن يكون البيت جنة .
إذاً بدل الضرب والشتم ، سجل ، طرق التربية متعبة ، تحتاج إلى نفس طويل أما الضرب أريح ، معظم الآباء يرى أنه أخطأ يضربه ضرباً مبرحاً حتى يرتاح ، لكن ما أدبه بهذه الطريقة ، لم يؤدبه إطلاقاً ،
بالعكس فصله عنه ، انعتق الابن عن أبيه ، هذه نقطة ثالثة .
4 ـ عدم محاسبة الأبناء أمام أصدقائهم أو أقربائهم أو أخواتهم :
النقطة الرابعة : أتمنى عليكم جميعاً ألا تحاسبوا أبناءكم أمام أصدقائهم ، ولا أمام أقربائهم ، ولا أمام أخواتهم ، بينك وبينه ، بينك وبينه يحتمل ابنك أقسى ملاحظة ، لأنه يوقن أن هذه الملاحظة خارجة من محبة ،
أنت ما فضحته ، لكن نصحته ، عنفته عن محبة ، أما أمام أخواته البنات ، أمام أصدقائه ، أمام أخوته الذكور أنا لا أنصح بهذا أبداً ، وهذا تشهير وفضيحة وليست نصيحة .
على الإنسان أن يُعلم ابنه لا أن يعنفه لأن المعلم خير من المعنف :
تعلموا أيها الأخوة ، من رسول الله ، تصور سيد الخلق وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم ، جاءه شاب بكل بساطة ، ولعلها بكل وقاحة ، قال له : ائذن لي بالزنا ، ما ضربه ، ولا شتمه ،
ولا قال له أنت كافر ، يا كافر ، يا خبيث ، لا ، الصحابة ضجروا ، هاجوا وماجوا ، منتهى الوقاحة ، قال له : تعال يا عبد الله ، انظر المناقشة ! أتحبه لأمك ؟ شاب تصور والدته تزني ،
فغلى الدم في عروقه ، قال له : لا ، قال له : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، أتحبه لأختك ؟ قال له : لا ، قال له : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ، أتحبه لابنتك ؟ قال : لا ، يقول هذا الشاب : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شيء أحب إلي من الزنا وخرجت من عنده وما شيء أبغض إلي من الزنا .
يا أخي ناقشه ، بيّن له الأخطار ، بيّن له مصلحته تتهدم ، بيّن له مستقبله ، بيّن له مكانته ، سمعته ، بيّن هذا فيه إغضاب لله عز وجل ، ناقشه ، لا تعنف ، علم ولا تعنف يقول عليه الصلاة والسلام :
(( علموا ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف )) .
.
على الكبير استيعاب الصغير و الصبر عليه :
الكبير ينبغي أن يستوعب الصغير ، مرة كنا في مؤتمر على المائدة معنا قارئ كبير توفي رحمه الله ، و طالب من البوسنة ، هذا القارئ له مكانة كبيرة عنده ، أراد أن يتقرب إليه ، يمكن ضعيف باللغة العربية ،
فهناك بيت قاله الشافعي :
أحب الصالحين ولـستُ منهم لعلي أن أنال بهم شفــاعة
وأكره من بضاعتـه المعاصي ولو كنا سواء في الـبضاعة
* * *
من باب التواضع ، هذا الطالب البوسني قال له : أحب الصالحين ولستَ منهم يا لطيف هذا القارئ غضب غضباً شديداً ، وعنفه تعنيفاً شديداً ، مسكين هذا الشاب يكاد يموت خجلاً ، هو بحسب تصوره أنه تقرب إليه بهذا البيت ، لكن هي فرق حركة واحدة ،
أُحب الصالحين ، هي ولستُ منهم ، قال له : ولستَ منهم .
لغتنا دقيقة جداً ، نحن لغتنا العربية يا أخوان بحركة واحد ينتقل الإنسان من الجنة إلى النار .
ولستُ أبالي حين أًقتل مسلماً ، إلى جهنم ، على أي جنب كان في الله مصرعي ، أما هو البيت :
ولستُ أبالي حين أُقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
* * *
الابن يرتكب حماقة عن غير قصد ، يجب أن تستوعبه .
العاقل من ربى ابنه تربية قائمة على الثقة :
أنا بصراحة لو أن أباً سألني ، أو أم سألتني بالهاتف أنه أخذ مالاً من دون إذننا ، يسرق ، لا ، لا تقول سرقة ، لا تقولي يسرق ، السرقة موضوع ثانٍ ،
هذا بيت أبيه وأمه ولا يعرف حدوده ، حتى أنا لي رأي ما الذي يمنع أن تربي ابنك تربية قائمة على الثقة ؟ تضع مبلغاً من المال بالدرج ليأخذ كل حاجته ،
أنت حينما تمنح ثقتك لابنك ينضبط ، بابا هناك مبلغ خمسمئة ليرة ، ويوجد ورقة وقال ، خذ واكتب فقط ، والله طبقوها أناس نجحت معهم نجاحاً كبيراً ، الطفل يستحي من والده ، يأخذ حاجته ،
المال بين يديه ، ما في شيء ممنوع عنه ، يأخذ ويسجل ، يكتب ماذا اشترى فيه ؟ عود ابنك تتفاهم معه تفاهماً ، ابتعد عن القمع ، وعن الضرب ، وعن السب ، وعن الشتم ، هذه أساليب بادت ولم تفد إطلاقاً .
اللهم صلِ عليه روى لنا حديثاً : هذا الذي ركب ناقته ، وعليها طعامه وشرابه ، أراد أن يقطع بها الصحراء ، هذا الأعرابي أصابه التعب جلس ليستريح ،
أخذته سنة من النوم ، استيقظ فلم يجد الناقة ، فبكى ، وبكى ، وبكى لأنه أيقن بالموت ، ثم أخذته سنة من النوم ، فاستيقظ فرأى الناقة أمامه ، من شدة الفرح قال : يا رب أنا ربك وأنت عبدي ، النبي ما علق ، هذه كلمة الكفر ، لكن قال بعض العلماء الكبار : ما كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه ، النبي ما علق أبداً ، ما قصد معناها ، من شدة الفرح قال : يا رب أنا ربك وأنت عبدي .
العنف و السباب و الشتائم أساليب بادت ولم تفد إطلاقاً :
أحياناً الابن يتكلم كلمة قاسية ، كن أوسع ، أبو حنيفة النعمان له جار أقلقه إقلاقاً لا يُحتمل ، طوال الليل يغني ، (له جار شاب مغنٍّ معه طنبور عود ، وأغنيته المفضلة : أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ، فمرة فقد هذا الصوت ، معنى جاره في مشكلة ، سأل عنه ، قالوا له : إنه مسجون ، أبو حنيفة النعمان بمكانته ، ومقامه الكبير ، وعلمه الغزير توجه إلى صاحب الشرطة ، متوسطاً أن يطلق سراحه ، صاحب الشرطة أطلق سراحه ،
أركبه أبو حنيفة وراءه على الدابة ، قال له : يا غلام هل أضعناك ؟ فقال : هذا المغنى الشاب قال : عهداً لله ألا أعود للغناء ، أبو حنيفة النعمان على علو مقامه استوعب هذا الجار المغني .
استوعبه ، ابنك ، استوعبه ، أما العنف ، والضرب ، والسُباب ، والشتائم هذا لا يربي شاباً .
الرد العنيف والسخرية الكبيرة تقيم بينك وبين المتعلم حاجزاً فعليك الابتعاد عنهما :
يا إخوان ، أحياناً الطفل يسأل سؤالاً ، أو الابن ، وقد يكون السؤال سخيفاً ، سخيفاً جداً ، إياك ، ثم إياك ، ثم إياك أن تسخر من سؤاله ، إنك إن سخرت من سؤاله لن يسألك بعد اليوم أبداً ،
وهذه النصيحة أقدمها للمعلمين ، سؤال سخيف ، اجلس ، أنت أحمق ، أنت لا تفهم شيئاً ، لا ، لن يسألك بعد اليوم ، لا ، أجب عن سؤاله بأدب ، رفيقكم معه حق ، نقطة غير واضحة بذهنه ، أنا سأجيبه عنها ، شجع الناس يسألوك ، شجع الحوار ، شجع التعامل مع الآخر تعاملاً هادئاً .
والله أعرف معلمين إذا أخطأ الطالب ، أنت غبي ، أنت كذا ، أنت كذا ، يحمل هذه الفكرة لعشرين سنة قادمة ، عقدته ، الإنسان بنيان الله ، وملعون من هدم بنيان الله ، والأطفال أحباب الله ، على الفطرة .
فالرد العنيف ، السخرية الكبيرة ، مرة كنا في الجامعة ، وطالبة كان سؤالها سخيفاً ، و كان عميد الكلية عندنا قاسياً جداً ، سخر منها سخرية حطمتها ، فقالت له : دكتور رفقاً بالقوارير ،
هكذا قال النبي ، فهي صحتها مليحة ، قال لها : قال رفقاً بالقوارير ، ولم يقل رفقاً بالبراميل ، أساء إساءة ثانية ، إنسان أمامك ، احترمه ، قالت : رفقاً بالقوارير ، قال لها : صح ، ولم يقل رفقاً بالبراميل ، حطمها ، أنا هكذا أقول هذا الإنسان بنيان الله ، وملعون من هدم بنيان الله .
لا تحرجه ، كان عليه الصلاة والسلام من شمائله أنه كان لا يحمر الوجوه ، لا تخجله ، لا تضعه بزاوية ضيقة ، تغافل ، تغافل ولا تكن غافلاً ، الرد العنيف يمنع السؤال الرد العنيف يمنع انتشار العلم ، الرد العنف يقيم بينك وبين المتعلم حاجزاً .
من أراد أن يملك قلوب الآخرين فليبتعد عن السخرية و التنفير :
أنا أذكر هناك أناس جهلاء ، أعتقد جامع في صلاة العصر و هناك سبعة أشخاص بينهم طفل صغير ، هذا المصلي متعلم غلط ، أن هذا الطفل يجب أن يرجع للصف الخلفي ما في صف خلفي ،
سبعة ، فريضة ، فدفعه من صدره إلى الوراء ، يقسم بالله العظيم أنه ترك الصلاة خمسة و خمسين عاماً ، بعد هذه الدفعة أقام حاجزاً بينه وبين المسجد .
بالمقابل حدثني أخ ، قال لي : دخل إلى مسجد عقب أحد الأعياد ، فطفل والده اشترى له حذاء جديداً ، وهو فرح به ، فسُرق ،
بكى بكاء مُراً ، هذا الرجل أخذ هذا الطفل إلى محل أحذية ، واشترى له حذاء أغلى ، يقسم بالله هذا الطفل قال : على أثر هذا الموقف حافظت على الصلاة طوال حياتي ، لا تكن منفراً ، كن مقرباً .
(( يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا )) .
.
(( سَدِّدُوا وقاربُوا )) .
.
(( بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا )) .
.
هناك شخص منفر ، الرد العنيف ، السخرية ، السُباب يقيم حاجزاً بينك وبين ابنك ، وبينك أيها المعلم وبين تلميذك .
مرة سمعت عن أحد الملوك دعا رؤساء القبائل ليراهم ، واضع فواكه ،
في وعاء لغسيل العنب ، أحد شيوخ القبائل لم يعرف ، فظنه للشرب ، فشرب هذا الماء من هذا الوعاء ، فكل الشيوخ الآخرين ابتسموا سخرية من هذا الشيخ ، هو شيخ قبيلة ،
فالملك بذكائه وحنكته وحكمته تناول الوعاء وشرب منه ، كله جمد .
قدر ما تستطيع لا تحرج إنساناً ، كن معه ، برر عمله ، أحياناً هذا الكلام يملك القلوب .
قانون الالتفاف والانفضاض :
بالمناسبة : أنا أقول لكل أخ له منصب قيادي ، من ؟ الأب ، الأب قائد بالبيت المعلم ، المدرس ، صاحب المحل التجاري عنده ثلاثة موظفين ، هو قيادي ، رئيس الجامعة ، مدير مستشفى ،
وزير ، أي منصب قيادي ، من أجل أن ينصاع كل الذي حولك لابدّ من أن يلتفوا حولك ، إذا التفوا حولك أعانوك ، وكانوا حراساً لك ، ونفذوا لوح قراراتك ، ما هو قانون الالتفاف والانفضاض ؟ هذه الآية :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
يعني بسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد كنت ليناً لهم ، هذه الرحمة انعكست ليناً في المعاملة .
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
ولو كنت منقطعاً عنا ، لامتلأ القلب قسوة ، و لانعكست القسوة غلظة ، فانفضوا من حولك ، معادلة رياضية ، اتصال ،
رحمة ، لين ، التفاف ، و انقطاع ، قسوة ، غلظة ، انفضاض ، الأب بحاجة إلى هذه الآية ، والأم ، والأخ الأكبر ، والمعلم ، وصاحب المتجر ، وكل إنسان له منصب قيادي .
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
أعرابي ، قال للنبي الكريم : أعطني من هذا المال ، فهو ليس مالك ولا مال أبيك ، قال له : صدقت إنه مال الله .
على الإنسان ألا يكون عنيفاً و لا متساهلاً فابنه أغلى من كل شيء :
أيها الأخوة ،
أنا أذكر قصة مؤلمة جداً ، إنسان اشترى أثاثاً جديداً ، غرفة ضيوف ، ابنه معه شفرة عمل هكذا ، فتح القماش ، لعبة جميلة ، خلال دقائق ، أفسد الطقم كله ، أبوه عنيف ما تحمل ، وضع يداه على الطاولة وضربه بالمسطرة ،
حتى ازرقت يداه ضربه بحرف المسطرة ، ثم تفاقم الأمر ، واسودت كفاه ، أخذه إلى الطبيب لابد من قطعهما فقال له : بابا ممكن ألا يقطعوا يداي ؟ فالأب ما تحمل ، معه مسدس انتحر .
لا تكن عنيفاً ، أنا لا أدعيك للتساهل ، لا أبداً ، لكن ابنك أغلى من الطقم ، فخطأ كبير ، لكن هدئ من حالك .
(( علموا ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف )) .
أعرابي بال بالمسجد ، قال عليه الصلاة والسلام :لا تزرموا عليه بوله دعه يكمل ، غير معقول ! بالمسجد ، لا تزرموا عليه بوله .
أعرابي أثناء الصلاة عطس ، قال له شخص : يرحمك الله ، حديث عهد بالإسلام فالصحابة ضربوا على أرجلهم ، قام وخاف ، أمامه توبيخ بعدما ينتهوا ،
النبي قال له : اقترب يا عبد الله ، إن هذا الكلام لا يكون في الصلاة ، قال له : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً ، من شدة فرحه أنه لا أحد قتله .
الحكيم من كان مصدر أمن و طمأنينة و حب للآخرين :
كن مصدر رحمة ، مصدر حب ، مصدر طمأنينة ، مصدر أمن .
(( إِنَّ اللهَ رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَويُعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطي على العنفِ )) .
.
ماذا قال سيدنا معاوية ؟ مرة جاءته رسالة من مواطن ، هو أمير المؤمنين حاكم بلاد لا يعلمها إلا الله ، شرقاً قريب من الصين ، وغرباً ،
قال له هذا المواطن : أما بعد فيا معاوية ( باسمه ، لا في أمير مؤمنين ، ولا في أحد ) ، إن رجالك قد دخلوا أرضي فانهاهم عن ذلك ، وإلا كان لي ولك شأن والسلام ، عنده ابنه يزيد ، قال له : ماذا نفعل ؟ غلى الدم في عروقه ، قال له : أرى أن ترسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتوك برأسه ، قال له : غير هذا أفضل ، جاء بالكاتب قال له : اكتب ، أما بعد :
فقد وقفت على كتاب ولدي حواري رسول الله ، هو عبد الله بن الزبير ، ولقد ساءني ما ساءه ، والدنيا كلها هينة جنب رضاه ، لقد نزلت له عن الأرض ومن فيها ، يأتي الجواب ، اسمعوا الجواب ، أما بعد : فيا أمير المؤمنين ،
اختلف الوضع ، أطال الله بقاؤك ، ولا أعدمك الرأي الذي أحلك من قومك هذا المحل ، فجاء بابنه يزيد وقال له : اقرأ الجواب ، أردت أن تبعث له جيشاً ، أوله عنده ، وآخره عندي ليأتوا برأسه ، قال له : يا بني من عفا ساد ، ومن حلم عظُم ، ومن تجاوز استمال إليه القلوب .
لي صديق وصل والده للثامنة و التسعين ، يخدمه خدمة تفوق حدّ الخيال ، ينام إلى جانبه طوال الليل ، يجلب له كأس العصير ، كأس الماء ،
شيء عجيب ، محبته لوالده غير معقولة إطلاقاً سببها ، استعار سيارة والده وعمل فيها حادثاً كبيراً ، وهرب ، توقع أن يقتله والده ، الأب ما فعل شيئاً ، لما رآه بعد ثلاثة أيام ، قال له : أنا بابا السيارة بعتها لا تأكل هم ،
الحادث وقع ووقع ، يقول لي : لا أنسى هذا الموقف ، يعني للثامنة و التسعين يخدمه ، معقول ! ما فعل شيئاً معه ، أنا لا أقول لكم افعلوا هكذا ، لا ،
لكن شيء وقع وانتهى ، يتم ابنك ثروة ، خليه من طرفك ، عاتبه ، لكن هذا الموقف العنيف ، يقول لي والله لا أنسى هذا الفضل .
بطولة الإنسان أن يكون محبوباً من أولاده :
إخوانا الكرام اسمحوا لي بكلمة دقيقة : الثقافة الإسلامية بثقافة بلادنا ، كل أب محترم ،
لكن ما كل أب يحب ، بطولتك لا أن تحترم ، أن تحب ، فرق دقيق ، بالثقافة الدينية ثقافة هذه البلاد الأب مقدس ، فلو أساء يسكت الابن ، هذه ثقافتنا ، لكن بطولتك كأب لا أن تُحترم من قبل أولادك ، أن تُحب ، أن يحبك أولادك ، هذه بطولة .
على الإنسان أن يُعلّم ابنه التواضع ليكسب محبة الآخرين :
هناك ملاحظة أخيرة : النبي قال :
(( اخشوشنوا ، وتمعددوا فإن النعم لا تدوم )) .
أنت ميسور بحبوحة ، لكن علم أولادك أنه في أُسر ما عندهم فواكه ، لا تحضر الفواكه يومين ثلاثة لا يحصل شيئاً ، كأس شاي ،
وطن نفسك أنه في أُسر ما عندها أنه كل يوم يوجد طبخة درجة أولى ، اعمل يوماً أكلة بسيطة جداً معكرونة فقط ما في غيرها ، خلي ابنك متواضعاً ، يعرف أن هناك أسر فقيرة .
والله أنا أعرف شخصاً الحمد لله في بحبوحة ، اليوم ما في مصروف بابا ،
من أجل أن تشعر بشعور رفاقك الفقراء ، تأدب ، اليوم ما في فواكه ، أما كلما طلب تعطيه صار لا يحتمل ، يوجد شخص بالتعبير الدمشقي : يَقرف ويُقرف ، كل شيء مُؤَمَّن ، ما عاد يقبل شيئاً دون طموحه ، وبهذا الكبر الناس انفضوا عنه .
(( اخشوشنوا )) .
ولو كنت غنياً ، (( اخشوشنوا ، وتمعددوا فإن النعم لا تدوم )) .
أيضاً الأب الحكيم ، مرة أكلة درجة أولى ، مرة أكلة وسط ، مرة أكلة بسيطة جداً ، مرة في فواكه ، مرة ما في فواكه ، وأنت مليونير ،
دع ابنك يحس أن الحياة فيها فقر ، فيها حرمان ، ولا تعطي ابنك على المدرسة أكلة غالية كثير ، لا ، يأكلها في البيت ، أما في المدرسة مثل أفقر طالب ، تفاحة ، أو أشياء خفيفة فقط ، أحياناً هناك أكلات ثمنها مئتي ليرة ومعه خمسمئة بالحضانة ،
لا يصح ، تعمل فساداً بالمدرسة .
هذا جزء من التربية النفسية لابنك .
أيها الأخوة ، أنت حينما تبيّن ، لا تحرمه من البيان ، بيّن ، اليوم لا يوجد خرجية ،
أو لا يوجد مبلغ من المال مقابل أن تشعر بشعور صديق لك أبوه ما أعطاه شيئاً ، يُُعاش من دون هذا المبلغ من المال يومياً ، يعاش من دون فواكه بعد الأكل .
(( اخشوشنوا ، وتمعددوا فإن النعم لا تدوم )) .
والحمد لله رب العالمين
أنا أذكر هناك أناس جهلاء ، أعتقد جامع في صلاة العصر و هناك سبعة أشخاص بينهم طفل صغير ، هذا المصلي متعلم غلط ، أن هذا الطفل يجب أن يرجع للصف الخلفي ما في صف خلفي ،
سبعة ، فريضة ، فدفعه من صدره إلى الوراء ، يقسم بالله العظيم أنه ترك الصلاة خمسة و خمسين عاماً ، بعد هذه الدفعة أقام حاجزاً بينه وبين المسجد .
بالمقابل حدثني أخ ، قال لي : دخل إلى مسجد عقب أحد الأعياد ، فطفل والده اشترى له حذاء جديداً ، وهو فرح به ، فسُرق ،
بكى بكاء مُراً ، هذا الرجل أخذ هذا الطفل إلى محل أحذية ، واشترى له حذاء أغلى ، يقسم بالله هذا الطفل قال : على أثر هذا الموقف حافظت على الصلاة طوال حياتي ، لا تكن منفراً ، كن مقرباً .
(( يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا )) .
.
(( سَدِّدُوا وقاربُوا )) .
.
(( بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا )) .
.
هناك شخص منفر ، الرد العنيف ، السخرية ، السُباب يقيم حاجزاً بينك وبين ابنك ، وبينك أيها المعلم وبين تلميذك .
مرة سمعت عن أحد الملوك دعا رؤساء القبائل ليراهم ، واضع فواكه ،
في وعاء لغسيل العنب ، أحد شيوخ القبائل لم يعرف ، فظنه للشرب ، فشرب هذا الماء من هذا الوعاء ، فكل الشيوخ الآخرين ابتسموا سخرية من هذا الشيخ ، هو شيخ قبيلة ،
فالملك بذكائه وحنكته وحكمته تناول الوعاء وشرب منه ، كله جمد .
قدر ما تستطيع لا تحرج إنساناً ، كن معه ، برر عمله ، أحياناً هذا الكلام يملك القلوب .
قانون الالتفاف والانفضاض :
بالمناسبة : أنا أقول لكل أخ له منصب قيادي ، من ؟ الأب ، الأب قائد بالبيت المعلم ، المدرس ، صاحب المحل التجاري عنده ثلاثة موظفين ، هو قيادي ، رئيس الجامعة ، مدير مستشفى ،
وزير ، أي منصب قيادي ، من أجل أن ينصاع كل الذي حولك لابدّ من أن يلتفوا حولك ، إذا التفوا حولك أعانوك ، وكانوا حراساً لك ، ونفذوا لوح قراراتك ، ما هو قانون الالتفاف والانفضاض ؟ هذه الآية :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
يعني بسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد كنت ليناً لهم ، هذه الرحمة انعكست ليناً في المعاملة .
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
ولو كنت منقطعاً عنا ، لامتلأ القلب قسوة ، و لانعكست القسوة غلظة ، فانفضوا من حولك ، معادلة رياضية ، اتصال ،
رحمة ، لين ، التفاف ، و انقطاع ، قسوة ، غلظة ، انفضاض ، الأب بحاجة إلى هذه الآية ، والأم ، والأخ الأكبر ، والمعلم ، وصاحب المتجر ، وكل إنسان له منصب قيادي .
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
أعرابي ، قال للنبي الكريم : أعطني من هذا المال ، فهو ليس مالك ولا مال أبيك ، قال له : صدقت إنه مال الله .
على الإنسان ألا يكون عنيفاً و لا متساهلاً فابنه أغلى من كل شيء :
أيها الأخوة ،
أنا أذكر قصة مؤلمة جداً ، إنسان اشترى أثاثاً جديداً ، غرفة ضيوف ، ابنه معه شفرة عمل هكذا ، فتح القماش ، لعبة جميلة ، خلال دقائق ، أفسد الطقم كله ، أبوه عنيف ما تحمل ، وضع يداه على الطاولة وضربه بالمسطرة ،
حتى ازرقت يداه ضربه بحرف المسطرة ، ثم تفاقم الأمر ، واسودت كفاه ، أخذه إلى الطبيب لابد من قطعهما فقال له : بابا ممكن ألا يقطعوا يداي ؟ فالأب ما تحمل ، معه مسدس انتحر .
لا تكن عنيفاً ، أنا لا أدعيك للتساهل ، لا أبداً ، لكن ابنك أغلى من الطقم ، فخطأ كبير ، لكن هدئ من حالك .
(( علموا ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف )) .
أعرابي بال بالمسجد ، قال عليه الصلاة والسلام :لا تزرموا عليه بوله دعه يكمل ، غير معقول ! بالمسجد ، لا تزرموا عليه بوله .
أعرابي أثناء الصلاة عطس ، قال له شخص : يرحمك الله ، حديث عهد بالإسلام فالصحابة ضربوا على أرجلهم ، قام وخاف ، أمامه توبيخ بعدما ينتهوا ،
النبي قال له : اقترب يا عبد الله ، إن هذا الكلام لا يكون في الصلاة ، قال له : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً ، من شدة فرحه أنه لا أحد قتله .
الحكيم من كان مصدر أمن و طمأنينة و حب للآخرين :
كن مصدر رحمة ، مصدر حب ، مصدر طمأنينة ، مصدر أمن .
(( إِنَّ اللهَ رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَويُعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطي على العنفِ )) .
.
ماذا قال سيدنا معاوية ؟ مرة جاءته رسالة من مواطن ، هو أمير المؤمنين حاكم بلاد لا يعلمها إلا الله ، شرقاً قريب من الصين ، وغرباً ،
قال له هذا المواطن : أما بعد فيا معاوية ( باسمه ، لا في أمير مؤمنين ، ولا في أحد ) ، إن رجالك قد دخلوا أرضي فانهاهم عن ذلك ، وإلا كان لي ولك شأن والسلام ، عنده ابنه يزيد ، قال له : ماذا نفعل ؟ غلى الدم في عروقه ، قال له : أرى أن ترسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتوك برأسه ، قال له : غير هذا أفضل ، جاء بالكاتب قال له : اكتب ، أما بعد :
فقد وقفت على كتاب ولدي حواري رسول الله ، هو عبد الله بن الزبير ، ولقد ساءني ما ساءه ، والدنيا كلها هينة جنب رضاه ، لقد نزلت له عن الأرض ومن فيها ، يأتي الجواب ، اسمعوا الجواب ، أما بعد : فيا أمير المؤمنين ،
اختلف الوضع ، أطال الله بقاؤك ، ولا أعدمك الرأي الذي أحلك من قومك هذا المحل ، فجاء بابنه يزيد وقال له : اقرأ الجواب ، أردت أن تبعث له جيشاً ، أوله عنده ، وآخره عندي ليأتوا برأسه ، قال له : يا بني من عفا ساد ، ومن حلم عظُم ، ومن تجاوز استمال إليه القلوب .
لي صديق وصل والده للثامنة و التسعين ، يخدمه خدمة تفوق حدّ الخيال ، ينام إلى جانبه طوال الليل ، يجلب له كأس العصير ، كأس الماء ،
شيء عجيب ، محبته لوالده غير معقولة إطلاقاً سببها ، استعار سيارة والده وعمل فيها حادثاً كبيراً ، وهرب ، توقع أن يقتله والده ، الأب ما فعل شيئاً ، لما رآه بعد ثلاثة أيام ، قال له : أنا بابا السيارة بعتها لا تأكل هم ،
الحادث وقع ووقع ، يقول لي : لا أنسى هذا الموقف ، يعني للثامنة و التسعين يخدمه ، معقول ! ما فعل شيئاً معه ، أنا لا أقول لكم افعلوا هكذا ، لا ،
لكن شيء وقع وانتهى ، يتم ابنك ثروة ، خليه من طرفك ، عاتبه ، لكن هذا الموقف العنيف ، يقول لي والله لا أنسى هذا الفضل .
بطولة الإنسان أن يكون محبوباً من أولاده :
إخوانا الكرام اسمحوا لي بكلمة دقيقة : الثقافة الإسلامية بثقافة بلادنا ، كل أب محترم ،
لكن ما كل أب يحب ، بطولتك لا أن تحترم ، أن تحب ، فرق دقيق ، بالثقافة الدينية ثقافة هذه البلاد الأب مقدس ، فلو أساء يسكت الابن ، هذه ثقافتنا ، لكن بطولتك كأب لا أن تُحترم من قبل أولادك ، أن تُحب ، أن يحبك أولادك ، هذه بطولة .
على الإنسان أن يُعلّم ابنه التواضع ليكسب محبة الآخرين :
هناك ملاحظة أخيرة : النبي قال :
(( اخشوشنوا ، وتمعددوا فإن النعم لا تدوم )) .
أنت ميسور بحبوحة ، لكن علم أولادك أنه في أُسر ما عندهم فواكه ، لا تحضر الفواكه يومين ثلاثة لا يحصل شيئاً ، كأس شاي ،
وطن نفسك أنه في أُسر ما عندها أنه كل يوم يوجد طبخة درجة أولى ، اعمل يوماً أكلة بسيطة جداً معكرونة فقط ما في غيرها ، خلي ابنك متواضعاً ، يعرف أن هناك أسر فقيرة .
والله أنا أعرف شخصاً الحمد لله في بحبوحة ، اليوم ما في مصروف بابا ،
من أجل أن تشعر بشعور رفاقك الفقراء ، تأدب ، اليوم ما في فواكه ، أما كلما طلب تعطيه صار لا يحتمل ، يوجد شخص بالتعبير الدمشقي : يَقرف ويُقرف ، كل شيء مُؤَمَّن ، ما عاد يقبل شيئاً دون طموحه ، وبهذا الكبر الناس انفضوا عنه .
(( اخشوشنوا )) .
ولو كنت غنياً ، (( اخشوشنوا ، وتمعددوا فإن النعم لا تدوم )) .
أيضاً الأب الحكيم ، مرة أكلة درجة أولى ، مرة أكلة وسط ، مرة أكلة بسيطة جداً ، مرة في فواكه ، مرة ما في فواكه ، وأنت مليونير ،
دع ابنك يحس أن الحياة فيها فقر ، فيها حرمان ، ولا تعطي ابنك على المدرسة أكلة غالية كثير ، لا ، يأكلها في البيت ، أما في المدرسة مثل أفقر طالب ، تفاحة ، أو أشياء خفيفة فقط ، أحياناً هناك أكلات ثمنها مئتي ليرة ومعه خمسمئة بالحضانة ،
لا يصح ، تعمل فساداً بالمدرسة .
هذا جزء من التربية النفسية لابنك .
أيها الأخوة ، أنت حينما تبيّن ، لا تحرمه من البيان ، بيّن ، اليوم لا يوجد خرجية ،
أو لا يوجد مبلغ من المال مقابل أن تشعر بشعور صديق لك أبوه ما أعطاه شيئاً ، يُُعاش من دون هذا المبلغ من المال يومياً ، يعاش من دون فواكه بعد الأكل .
(( اخشوشنوا ، وتمعددوا فإن النعم لا تدوم )) .
والحمد لله رب العالمين
أرجو يامشرفاتنا الغاليات وضع نسخه للأسرية..لاحرمكن الله الأجر
بناااات فرحوني بنتائج الدورات..ولو عضوة واحده تغيرت تكفيني ..
بناااات فرحوني بنتائج الدورات..ولو عضوة واحده تغيرت تكفيني ..
الصفحة الأخيرة
الشدة النفسية تسبب قرحة ، تسبب التهاب أعصاب ، أمراض لا تنتهي ، ضيق شرايين ، عندنا تضيق اختلاجي ، عندنا تضيق وعائي ، الشدة النفسية تضيق شرايين القلب ،
تصبح أعراض الذبحة القلبية ، الشريان ما فيه شيء ، لكن مع التشنج ضاقت لمعته ، هذا تضيق تشنجي ، هناك تضيق وعائي ، الشدة النفسية قد تجعل الشرايين تتقلص ، صداع ، آلام ، قرحة ، أمراض لا تعد ولا تحصى ،
تأتي من الشدة النفسية ، والشدة النفسية أساسها ضيق في البيوت ، الأب الهادئ ، الذي يعمل عملاً جيداً ، يكسب مالاً حلالاً ، يحل مشكلات أولاده ، مشكلات بناته ، مشكلات زوجته ، هذا إنسان في أعلى درجة من العبادة .
من كان مع الله كان الله معه :
طبعاً هذه حالة نادرة ، أن هناك صحابي سُرقت بعض حاجاته ، لكن هدوءه عجيب قال : يا رب هذا الذي سرقها إن أخذها عن حاجة فبارك له فيها ، أنا أسامحه ، وإن أخذها بطراً فاجعلها آخر ذنوبه ، ما هذا الهدوء ! تجد المؤمن هادئاً ، جبلاً راسخاً ، لا يوجد شيء يزلزله .
صحابي آخر ، قالوا له : احترق دكانك ، قال لهم : لا لم يحترق ، يا أخي احترق ، قال لهم : ما كان الله ليفعل ، واثق ، مؤدي زكاة ماله ، فلما ذهبوا إلى الدكان وجدوا المحترقة دكان جاره ، قال لهم : ما كان الله ليفعل .
أنت أيضاً غالٍ على الله ، صعب الله يدمر بلا سبب ، أنت في رعاية الله ، وفي عين الله .
﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ .
( سورة الطور الآية : 48 ) .
البيت السعيد بيت فيه طاعة لله و محبة له :
أخوانا الكرام والله هذا الشعور أنه أنت غالٍ على الله ، والله عز وجل ما كان ليفعل معك ذلك ، هناك مصائب ماحقة ، هناك إنسان يُستدعى ليستلم ابنته من قسم الشرطة ، وقد ضبطت في دار دعارة ، مثلاً ،
هناك إنسان يستدعى ليأخذ ابنه من مركز شرطة متلبس بجريمة ، هذه مصيبة ، أما البيت الذي فيه تقوى ، فيه صلاة ، فيه قرآن ، فيه هدوء ، بيت سعيد ، نحن عندنا توهم أن البيت السعيد الكبير ، لا ، ليس شرطاً ، الدخل ، ليس شرطاً ، بأرقى أحياء دمشق ، ليس شرطاً ، البيت السعيد بيت فيه طاعة لله .
والله مرة أذكر زرت صديقاً يسكن بالجادة الأولى لكن من الشمال ، أي عاشر جادة ، حتى وصلت بشق الأنفس ، البيت متواضع جداً ، لا يوجد به بلاط فقط إسمنت والأثاث أشد تواضعاً ، أقسم لكم بالله شعرت هذا البيت أنه قطعة من الجنة ، فيه تقوى ، فيه حب ، فيه أب يحب الله ورسوله ، زوجة صالحة ، أولاد أبرار ،
صغار ، بيت متواضع ، البيت الذي فيه طاعة جنة ، وهناك بيوت يقول لك : مئة و ثمانون مليوناً ، لا يوجد به سعادة ، ليس فيه طاعة لله .
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ .
( سورة طه الآية : 132 ) .
لذلك من أين يأتي الهدوء ؟ من معرفة الله ، من التوحيد ، من الخضوع لله عز وجل .
أكثر المعاصي أسبابها الغضب :
أيها الأخوة ، بالمناسبة أكثر المعاصي أسبابها الغضب ، المعصية يتوهمها الغضوب أنها تخفف توتره ، النبي سأل عليه الصلاة والسلام :
(( ما تَعُدُّون الصُّرَعَةَ فيكم ؟ ـ الشدة ، والقوة ، البطولة ـ قالوا : الذي لا يصرعُه الرجال ، قال عليه الصلاة والسلام : لا ، ولكنَّه الذي يملك نفسه عند الغضب )) .
.
لكن هناك حالات أخرى ، حالات دم بارد ، قال : دخل إنسان بريطاني على جسر وحيد الاتجاه ، ودخل إنسان فرنسي على جسر والتقيا بمنتصف الجسر ، كل واحد أبى أن يرجع ، فالفرنسي أراد أن يغيظ البريطاني ، فتح قاموس لاروس ، هكذا سماكته ، الثاني قال له : عندما تنتهي أعرني إياه .
أما في حلم ، الحليم ، قال : كاد الحليم أن يكون نبياً ، الحلم سيد الأخلاق ، تجد أباً هادئاً بالبيت ، كله هادئ ، لا يوجد كلمة قاسية ، لا يوجد صوت مرتفع ، يقول لك الجار : كأنه لا يوجد أحد بالبيت ، كلامه بصوت منخفض ،
كل قضية تحل بشكل سلمي لطيف ، بملاحظة ، بعتاب بسيط ، أما بيت سُباب ، وشتائم ، وخبط أبواب ، ومسبات دين ، كلما كنت مع الله كان البيت فيه تجلٍّ ، فيه رحمات ، بيت مرحوم .
من عصى الله عز وجل اختل توازنه و أصبحت ردود فعله قاسية جداً :
أنا أتكلم كلاماً دقيقاً ، هناك بيوت فيها غضب شديد ، ضرب ، سُباب ، صوت مرتفع ، الإنسان عندما يكون عاصياً لله يختل توازنه ، أحد ظوهر اختلال توازنه ردود فعل قاسية جداً ، الروح المرحة من الإيمان ،
أنت تمشي بشكل صحيح ، وعندك إحساس ، والله يحبك ، والأمر بيده كله ، وأنت عليك أن تطيعه ، وتطيعه ، هذه المعاني تعمل لك هدوءاً ، استقراراً ، سكينة ، تجلياً ، سعادة ، رضا ، إذا الأب بهذه الحال ، البيت كذلك ،
الزوجة كذلك ، لا يوجد كلمة اعتذار ، يوجد حب ، يوجد حياء ، يوجد خجل ، يوجد أدب ، لذلك قال تعالى:
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
قال لك قانون ، معادلة رياضية ، ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ ﴾ يعني بسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد كنت ليناً لهم ، فلما كنت ليناً لهم التفوا حولك .
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
أنت ، أنت نبي ورسول ، ويوحى إليك ، ومعك القرآن ، والوحي ، معك معجزات ، وسيد الخلق ، وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم ،
وفصيح ، قال له أنت ، أنت مع كل هذه الخصائص ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ فكيف إذا شخص ما هو نبي ، ولا رسول ، ولا يوحى إليه ، ولا معه القرآن ، ولا فصيح اللسان ، ولا جميل الصورة وغليظ ، لماذا هذه ؟ ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ .
بطولة الأب لا أن يكون محترماً فقط بل أن يكون محبوباً أيضاً :
والله يا أخوان لي ملاحظة ، أنا أتصور في ثقافة المسلمين ذكرتها سابقاً ، بثقافة المسلمين الأب محترم ، لكن بطولتك أيها الأب لا أن تكون محترماً فقط ، أن تكون محبوباً والله هناك أب يدخل للبيت عيد بالبيت ، الأولاد يتحلقون حوله ، يُقبّلونه ، ما حصل ؟ أب ، أب رحيم ، أب محب ، أب حريص ، أنا أرى أحد أكبر أسباب السعادة تكون أباً ناجحاً ، تجمع الأسرة .
حدثني قريب ، قل لي : أنا منذ خمس و ثلاثين سنة الغداء الساعة الثانية ، وكل أفراد الأسرة على الطاولة ، يجب أن تصر على وجبة طعام الكل يحضرها ، و لتكن ساعة طعام وحديث ، بابا أنت اليوم ماذا تكلم الأستاذ ؟ حدثنا ،
تجلس مع أولادك ، تسمع منهم ، يقال : أحد أسباب نجاح الزواج أن تصغي لامرأتك أقل شيء عشرين دقيقة ، ماسك الجريدة ، لا أترك الجريدة ، اترك المجلة ، اترك كل شيء وأصغ لها نصف ساعة ، هذه النصف ساعة تمتن العلاقة بينك وبينها .
النبي الكريم على علو شأنه و مقامه كان من أحسن الناس مع أهل بيته :
لذلك النبي الكريم على علو شأنه ، وعلو مقامه ، كان يستمع للسيدة عائشة بحديث طويل ، مرة حدثته عن أبي زرع ، وعن أم زرع ، القصة طويلة ، كان أبو زرع شجاعاً ، وكريماً ، وشهماً ، لكن تأسفت في نهاية القصة لأنه طلقها ، فقال عليه الصلاة والسلام : أنا لك كأبي زرع لأم زرع ولكني لا أطلقك .
أصغِ ، تدخل للبيت اجلس مع أولادك ، مع زوجتك ، تعبانة بالبيت ، الله يعطيك العافية ، ويخلي لنا إياك ، نحن بدونكِ لا نساوي شيئاً ، ماذا تكلفك هذه ؟ تعمل لها تألقاً ، تعمل لها اندفاعاً لخدمتك ، كلمة لطيفة ، الله قال :
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ﴾ .
( سورة البقرة الآية : 83 ) .
هذه زوجتك ، أم أولادك ، البيت نظيف ، الأولاد مرتبون ، كل شيء أحسنه ، أين الأكل ؟ طول بالك ، قل السلام عليكم ، الله يعطيك العافية ، الأب الناجح ، كلام لطيف ، الأسرة التم شملها .
أخطاء الآباء لها منعكسات عند الأبناء :
من أين يأتي الغضب ؟ من أب غضوب ، من أين تأتي أمراض الصغار ؟ الأمراض النفسية ؟ من أب قاسٍ ، من أب يسرع بالسُباب ، والشتائم ،
والضرب ، وهناك أب قناص ، يتغافل عن كل ميزات أولاده ، إذا أخطأ شخص تقوم الدنيا ولا تقعد ، هذا ليس أباً ، انظر إلى الآية ما أدقها :
﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ .
( سورة الحجر ) .
وهناك آية :
﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ .
( سورة الشعراء ) .
خفض الجناح تواضع ، إذا أنت مكلف أن تتواضع لمؤمن ، والأمر للنبي موجه ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ ، ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ فكيف بأهلك ؟ كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل إلى بيته واحداً من أهل البيت ، يقول :
(( فإنهن المؤنسات الغاليات)) .
.
أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ويغلبهن لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً ، من أن أكون لئيماً غالباً .
علامات نجاحك في الحياة نجاحك في البيت أولاً :
أنا أقول لكم بصراحة علامات نجاحك في الحياة نجاحك في البيت أولاً ، قول النبي الكريم :
(( خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي)) .
.
فالأب الحليم البيت هادئ ، سُباب لا يوجد ، شتم لا يوجد ، إغلاق الباب بعنف لا يوجد ، هناك كلمة طيبة ، ابتسامة ، شكر ، تسامح ، اعتذار ، تجد الجو روحاني ، الكل تجدهم بهدوء ، بخضوع ، ممكن إذا في خطأ بالبيت ، الابن الصالح يصحح هذا الخطأ .
أيها الأخوة ، أردت بهذا اللقاء الطيب أن أبين أن أخطاء الآباء لها منعكسات عند الأبناء ، فهناك بيت كله اعتذار ، لطف ، مودة ، أنا أقول لكم كل واحد منكم يريد أن يعمل بيته جنة ، كل واحد منكم ، يدخل يسلم على والدته ،
إذا كان في عنده طرفة سمعها يحكيها ، يضحكهم ، النبي كان يمزح ، ولا يمزح إلا حقاً ، لا تكن كهنوتياً ، عبوساً ، قمطريراً ، كن مرحاً ، وكان عليه الصلاة والسلام يمزح مع أصحابه .
والحمد لله رب العالمين
انتهت الدروة السابعة