من وصايا الرسول صلي الله عليه وسلم
تعاهدوا جيرانكم
عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال له :(يا أبا ذر إذا طبخت فأكثر المرقة وتعاهد جيرانك ــ أو ــ أقسم جيرانك)
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
إن الرسول الأعظم ،النبي الأكرم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كما تعودنا منه حرصه علي أمته ،بل حرصه علي أن يكون مجتمعا إيمانيا متعاونا علي البر والتقوي ،مجتمعا متماسك اللبنات ،يقف فيه القوي بجانب الضعيف ،والغني بجوار الفقير ،والصحيح مع السقيم ،لذلك يوصينا بالجار في شخص الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه
يوصينا بأن نتعاهد جيراننا ،وقد جعل النبي صلي الله عليه وسلم خير الجيران عند الله تعالي خيرهم لجاره ففي الحديث ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ،وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ))والرسول صلي الله عليه وسلم هنا في هذه الوصية العظيمة ،يأمر أبا ذر أن يكثر من الماء عليها إذا طبخ مرقة،وهذا شيئ غير مكلف علي الأطلاق ،فكن أخا الإسلام محسنا إلي جارك ولا تكن مثل الرجل الذي قال فيه الشاعر
بيت الفقــــير وأولاده وزوجته يشتكون الطوي
وهذا الغــنـــــي وأولاده وزوجته يأكلون الشــوي
ولو سمعوا جارهم يشتكي من الجوع ظنوه كلبا عـــــوي
ولو أكلوا التمر لم يسمــحوا لجيرانهم بحــبــوب النوي
فهيا لنتعرف علي حقوق الجار كما سماها لنا الأستاذ الأعظم ، والنبي الأكرم صلي الله عليه وسلم ونتعرف علي مكانة الجوار في ال‘سلام ، ونتفقد سوء عاقبة من يؤذي جاره في الدنيا والآخرة ،ونتعرف علي أنواع الجيران ، وما كان منهم من حقوق وواجبات0
لقد أمرنا الشارع الحكيم بإكرام الجار والإحسان إليه ،بل لقد جمع سبحانه بين الأمر بعبادته وحده ،وعدم الإشراك به ،وبين إكرام الجيران فقال سبحانه وتعالي: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامي والمساكين والجار ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) النساء :36}
فقد بينت الآية المباركة نوعين من الجيران وهما:ـ
1ــ الجار ذي القربي ،قيل : هو الذي قرب جواره ،وقيل : القريب النسيب ولذلك ورد في قراءة (والجار ذا القربي ) نصبا علي الأختصاص
2ــ والجار الجنب ،قيل هو الذي بعد جواره،وقد كان الزهري يقول عن الجيران :((أربعون يمنة ،وأربعون يسرة ،وأربعون أماما ،أربعون خلفا ))
وقيل المراد بالجار الجنب هو الجار الأجنبي والجار الأجنبي إما يكون مسلما أو غير مسلم0
فالأول وهو الجار النسيب له حقوق ثلاثة: حق الجوار ،وحق القرابة،وحق الإسلام ،والثاني إن كان مسلما فله حقان : حق الجوار ،وحق الإسلام وحق وإن كان غير مسلم فله حق واحد وهو حق الجوار ولقد حث النبي صلي الله عليه وسلم علي حسن الجوار ،وإكرام الجيران ختي جعل الإيمان علامة لمن يحسن إلي جاره،فقال صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه الصحابي الجليل أبو شريح الخراعي رضي الله عنه
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلي اره،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))
