تغذية الطفل

الأمومة والطفل

منذ الدقائق الأولى لولادة الطفل، تبدأ الأم في رحلة البحث عن أفضل الوسائل التي تمكنها من تغذية وليدها على نحو سليم، في الوقت نفسه تحرص على تجنيبه كل ما قد يسبب له ضرراً ويجعله ينمو بشكل صحي غير سليم.ومن المؤكد أن بعض الأمهات يسلكن منذ البداية الطريق الصحيح، وذلك باستعانتهن بتوجيهات الطبيب أو اختصاصي التغذية واتباع كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تمكن الطفل من الحصول على العناصر الغذائية المناسبة للمرحلة العمرية التي يمر بها.في مقابل ذلك نجد أن بعض الأمهات لا يحرصن على اتباع الطرائق العلمية السليمة في تغذية أطفالهن، ويكتفين بأخذ آراء الأهل والجيران أو زميلات العمل، وهؤلاء جميعاً حتى وإن توفرت لديهن الخبرة إلا أنهن لا يستطعن بالتأكيد تقديم الإرشادات الضرورية اللازمة لتغذية الطفل خلال هذه المرحلة المبكرة من حياته. إن التغذية تلعب دوراً كبيراً في تطور المادة وخصائصها لذا يجب على كل أم معرفة أن العادات الغذائية السليمة تبدأ من المهد،لذا عليها اتباع الطرائق العلمية الحديثة في تغذية طفلها ومعرفة أن مرحلة ما بعد الولادة مهمة جداً، وتتطلب منها الوعي والحكمة وعدم الإقدام على أي خطوة إلا بعد استشارة الطبيب واختصاصي التغذية لمنع كل ما يؤدي إلى تأخير نمو الطفل.وتنقسم تغذية الطفل بعد الولادة إلى: 1- الرضاعة الطبيعية، وهي التي تعتمد على حليب الأم فقط. 2- الرضاعة المزدوجة، وفيها يتغذى الطفل من حليب الأم والحليب البقري المعدل المخصص للأطفال. 3- الرضاعة الصناعية، ويعتمد الطفل فيها على الحليب البقري المعدل. وتنقسم هنا مراحل تغذية الطفل إلى أربع مراحل: منذ لحظة الولادة إلى ثلاثة أشهر.، من الشهر الثالث إلى السادس، من الشهر السادس إلى التاسع، من الشهر التاسع حتى إكمال السنة. وسنتطرق هنا إلى الاحتياجات الغذائية للطفل والمشكلات الغذائية التي يتعرض لها خلال الأيام الأولى من حياته.ونظراً أن النمو السريع والاستقلاب عند الرضيع يتطلبان كميات كبيرة من العناصر الغذائية والطاقة فحاجاته الغذائية في الشهر الأول تكون: اليوم الأول في حياته لا يحتاج إلا إلى القليل من الماء+ السكر،وفي اليوم الثاني وحتى نهاية الشهر الأول يحتاج إلى 7 إلى 8 رضعات يومياً، وتبدأ 10 سنتلليترات وتضاعف يومياً 10 سنتلترات حتى تصل في نهاية الشهر إلى 110 وهذه بالنسبة للرضاعة من الحليب البقري المعدل. الرضاعة الطبيعية: يجب أن يعطى الطفل حسب رغبة ولا تفرضي عليه أوقاتاً معينة وهذا تلقائياً يساعده على تنظيم رضاعته في الأشهر القادمة، ويحتاج الطفل من 10 إلى 15 دقيقة على صدر الأم حتى يأخذ 90% من حاجته. أما في الشهر الثاني فيحتاج الطفل من 6 إلى 7 رضعات يومياً بمعدل 120 سنتللتر. أما في الشهر الثالث فإن عدد الوجبات يتراوح ما بين 6 إلى 7 وجبات بمعدل 120 إلى 135 سنتللتر من الحليب. الزيادة التي تطرأ على وزن الطفل: 200 جرام كل أسبوع خلال الأشهر الثلاثة الأولى «صفر إلى 3 أشهر» 150 جراماً كل أسبوع خلال الأشهر الثلاثة الثانية «3 إلى 6 أشهر». 100 جرام كل أسبوع خلال الأشهر الثلاثة، الثالثة «6 إلى9 أشهر» 2.5 كيلو جرام كل سنة بعد انتهاء السنة الأولى من عمره. أما الطول فإنه يزيد بمقدار 25 سم خلال السنة الأولى و12 سم خلال السنة الثانية، فالطفل الذي ينمو نمواً طبيعياً يزيد وزنه ضعف وزن الولادة عن بلوغة 6 أشهر وثلاثة أضعاف وزنه عندما يبلغ السنة. احتياجات الطفل الغذائية الحاجة اليومية من السوائل ما يعادل 120 إلى 150 ملليتر/كيلو من وزنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى. البروتينات: إن البروتينات ضرورية لنمو الطفل ويحتاج 2 إلى 3 جرامات - كيلو من وزنه في اليوم. الكربوهيدرات: يجب أن تكون المواد الكربوهيدراتية 50 إلى 60 % من السعرات الحرارية المتناولة يومياً، لأنها تمد الطفل بالطاقة اللازمة لإتمام جميع العمليات الحيوية ونقصها يؤدي إلى تأخر في النمو. الدهون: يحتاج الطفل إلى30% من السعرات الحرارية مواد دهنية لأن لها دوراً مهماً في العمليات الحيوية ونشاط الخلايا، كما أنها تسهل عملية الهضم والتي تمتص من حليب الأم، يقارب 90إلى 95% ،بينما الذي يمتص من الحليب المعدل 80 إلى 85% والحاجة اليومية للطفل 4 إلى 6 جرامات/ كيلو من وزنه. المواد المعينة: لها دور في عملية النمو وتمثيل المواد الدهنية والبروتينات، أهمها: 1- الكالسيوم الذي يدخل في تركيب العظام ويحتوي جسم الجنين عند الولادة 30 جراماً تقريباً ونقصه يؤدي إلى لين العظام والكساح ويحتاج الطفل خلال السنة الأولى 600 إلى 800 ملغرام في اليوم. أما الفسفور والصوديوم والبوتاسيوم فكالآتي: يحتاج من الفسفور 300 ملجرام في اليوم والصوديوم 120 ملجراماً في اليوم والبوتاسيوم 500 ملجرام في اليوم. واحتياجاته من الحديد: فالطفل الذي يرضع حليب الأم يحصل على 50 من احتياجاته اليومية، أما الطفل الذي يتغذى على حليب البقر المعدل فإنهم فيحصل على 7% من احتياجاته.لذا ينصح الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم أن يأخذوا نقاط الحديد بعد الشهر السادس، أما الذين يتغذون على الحليب المعدل بعد الشهر الرابع احتياجات الطفل اليومية 10 ملجرامات.و نقص الحديد قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم وبذلك يؤدي إلى تأخر النمو. الفيتامينات: إن مخزون الطفل من فيتامين «A» أو «أ» قليل جداً والرضيع يحتاج إلى .2 ملغرام في اليوم ونقصه يؤدي إلى الإصابة بالعشى الليلي. أما فيتامين «ب» المركب فيلعب دوراً مهماً في تطور نمو الطفل ونقصه يؤثر على الجهاز العصبي والعضلي واحتياجات الطفل منه ما يعادل .4 إلى .6 ملجرامات في اليوم .أما فيتامين «C » فيستطيع الطفل تصنيعه داخل جسمه خلال الأسابيع الأولى من حياته. ويوجد في حليب الأم بمقدار 30 إلى 60 ملجراماً/ لتر واحد، وهو مهم في تنظيم الطاقة العضلية ويساعد على مكافحة الميكروبات وأمراض الحساسية ونزلات البرد والحاجة اليومية للرضع ملغرامان.أما فيتامين «D» فمهم جداً لإتمام التمثيل الغذائي للكالسيوم والفسفور الضروريين في نمو العظام.وحاجة الطفل فيه 7.5 وحدات دولية يومية، وأيضاً يمكن الحصول عليه عند تعرض الطفل للشمس في الصباح أو عند الغروب ونقصه يؤدي إلى الكساح ولين العظام وتأخر ظهور الأسنان.ولرضاعة الأطفال شرطان أساسيان. 1- النظافة والتعقيم. 2- الحرص على عدم ترك الطفل فترة طويلة «أكثر من 4 ساعات» دون رضاعة، لأن ذلك يعمل على انخفاض السكر عنده خصوصاً خلال الأسابيع الأولى في حياته. وعند بلوغه شهراً يمكن تركه أثناء الليل بعد آخر رضعة حتى الصباح، ولكن أثناء النهار إذا لم يرضع خلال 4 ساعات فيجب إيقاظه وتغذيته. إرشادات عامة 1- الوقاية من الجراثيم بواسطة التعقيم واحترام قواعد النظافة. 2- أخذ العقاقير بطريقة صحيحة والتقيد بالتعليمات الموجودة على العبوة، وهذا في حالة التغذية على الحليب المعدل. 3- إذا كانت الأم تغذي طفلها على الحليب المعدل، فهي تحتاج إلى زجاجات بعدد الرضعات أي 6 إلى 7 حتى يسهل تعقيمها مرة واحدة خلال اليوم، وعليها ألا تستخدم الزجاجة أكثر من مرة واحدة حتى تحمي طفلها من الإسهال والنزلات المعوية. 4- التعقيم يكون على البخار لمدة 10 دقائق أو في الماء المقلي لمدة 15 دقيقة. 5- غسل اليدين بالماء والصابون قبل تحضير الوجبة، وغسل الثدي بالماء بقطعة قماش نظيفة في حالة الرضاعة الطبيعية. 6- لا تحضري الوجبة مسبقاً، ولا تتركيها لمدة 3 إلى 4 ساعات دون وضعها في مكان بارد لتتجنبي فساد الحليب وتكون البكتيريا المضرة بصحة الطفل. أما الشمر فالجزء المستخدم منه البذور.وكان القدماء في أمريكا الشمالية يستخدمونه كمادة قابضة ولمعالجة الإسهال وعسر الهضم. وبالنسبة لليانسون والكراويا لا يمكن استخدامهما مع الأطفال بحرية، بل بحرص وبمقادير معينة لتساعد على طرد الغازات، وأيضاً هما مادتان ملينتان لكن الشمر مادة قابضة وتصلح في حالة الإصابة بالإسهال. ولكن الأفضل الابتعاد عن جميع الأعشاب سواء الجاهزة أو الطبيعية ولا يعطى الطفل خلال الشهور الثلاثة الأولى إلا الحليب فقط، لأنه أفضل شيء وهو معد للطفل بخاصة. نشر في مجلة (الثقافة الصحية ) العدد (41) تاريخ (ذو القعدة 1419هـ / إبريل 1999م
3
584

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

~.الأميرة.~
~.الأميرة.~
الف شكر لك حبيبتي ع النصائح ..
أم شموووووخ
أم شموووووخ
جزاك الله خير00
نونو_الكويت
نونو_الكويت
يعطيـــــــــج العافيـــــــه حبيبتـــــي