لووبي @looby
محررة
:::::::::((((( تـــعـــــدد الأزواج وتـــعدد الـــزوجـــان ))))))))):::::::::::::
تعدد الأزواج وتعدد الزوجات
د. عزيز أبو خلف
جرأة متزايدة على الإسلام
اشتغل المفكرون العقليون (علماء الكلام والفلاسفة) في الحضارة الإسلامية بالغيبيات، مثل مسألة خلق القرآن، وهل الله داخل العالم أو خارجه أو لا داخل العالم ولا خارجه، وهل الله استوى على العرش أم استولى عليه. هذا البحث في الغيب صرَفَ المسلمين عن البحث في الأحكام الواقعية التي تمس حياة الناس واستكشاف واقعية الإسلام وما في أحكامه من حِكم واقعية بليغة. كما ان الإسلام لم يُطبَّق بشكل صحيح على مر التاريخ بعد انقضاء الخلافة الراشدة. بل هناك إساءات شديدة في التطبيق، وتداخل في العادات والتقاليد مع أحكام الدين.
هذا التقصير في الكشف عن واقعية الإسلام من الناحية العملية جرّأ الكثيرين عليه، فكثرت الانتقادات لا سيما من المخالفين. وهنا نلمس استهانة بمنظومة الإسلام وجرأة غير منطقية وغير علمية لا تقدر الإسلام حق قدره. من ذلك الدعوة إلى إلغاء تعدد الزوجات، والدعوة إلى تعدد الأزواج أسوة بتعدد الزوجات في حالة الأخذ به، وهذا ما دعت إليه إحدى المحسوبات على الإعلام بطريقة لا تنم عن فهم سديد لمنطق الإسلام. غير أن هذه الجرأة هي من باب (وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، لأنها تعمل في صالح الدين. فالنقاط التي يثيرها المنتقدون تؤدي في النهاية إلى استكشاف ما في أحكام الإسلام من واقعية ومصالح للبشر. وهذا في حد ذاته نصر وتأييد للإسلام من حيث لا يدري هؤلاء، مصداق قوله عليه السلام في الحديث الصحيح: (إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)، وكلمة الرجل هنا تعم المرأة أو المؤسسة أو أي جهة تعمل في هذا الاتجاه. كل ذلك يشكل حافزاً قوياً لنا لكي نركز على الجوانب العملية وواقعيتها وان نستكشف ما فيها، مع إبرازه بالتطبيق الصحيح.
تعدد الأزواج يخالف المنطق
الانتقادات التي تُوجَّه إلى الإسلام تفتقر إلى الناحية العلمية، وهي لا تقدر الإسلام حق قدره، وكثير منها تفوح منه رائحة التعصب والكراهية. فالإسلام بناء منطقي واقعي، ينطلق من أسس وتحكمه مبادىء وينسجم مع ذاته، كما انه مطابق للواقع. وفوق ذلك يطرح لنا الإسلام حلولاً إبداعية تعمل في الاتجاه الإيجابي. فمن الناحية الاجتماعية نجد أن الإسلام يدعو إلى تكثير النسل والحفاظ عليه، وقد شرّع الزواج وحفظ استمراريته بالمحبة وبالغيرة، وعمل على حفظ الأنساب. ومن ذا يشك في ان هذه نزعة فطرية في نفس كل إنسان سوي؟
دعنا نختبر انسجام هذا المنطق (أي عدم تناقضه) في حالة تعدد الأزواج:
· فالمرأة لا يمكن لها أن تحمل إلا من رجل واحد. وقد لا تنجب لأي سبب آخر، كالعقم والمرض أو هلاك الولد. وهذا تعطيل للنسل.
· هذا التعدد يمكن ان يؤدي أيضاً إلى تعطيل زواج النساء الأخريات أو العنوسة، لا سيما إذا اقتصر هؤلاء الأزواج على امرأة واحدة. وهذا أيضاً تعطيل للنسل.
· وأين الغيرة عند رجال يجتمعون على واحدة؟ وأين الغيرة عند امرأة باتت تعلم يقيناً ان أزواجها على علاقة مع غيرها؟ وهذا يقتل الغيرة في نفوس الرجال والنساء، ويحول المحبة الطبيعية إلى نظرة جنسية دونية.
· ومن يضمن بأن هؤلاء الأزواج سيكتفون بواحدة؟ هذا يعني أن تعدد الأزواج يمكن ان يؤدي إلى تعدد الزوجات، وهذا مشروع في الإسلام غير مشروع عندهم.
مشكلة النسب
الحفاظ على النسب من أسس المنظومة الاجتماعية في الإسلام، والولد يُنسب لأبيه. في الجاهلية كانت العاهر يجامعها أكثر من وجيه من وجهاء القوم، وعندما تلد ترمي بالعباءة على أحدهم تختاره أباً لولدها. العبث الحضاري الحديث يدعو إلى منطق جديد يحل من خلاله إشكالية النسب التي تنشأ مع تعدد الأزواج، حيث يقوم على المجتمع الأنثوي أو الأمومي (نسبة إلى الأم) بدلاً من المجتمع الذكوري أو الأبوي الذي يُنسب فيه الولد إلى أبيه. هذا يعني أن يُنسب الولد إلى أمه، وينحل الإشكال في نظرهم. هؤلاء لا يقدرون على الانفكاك من تأثير الدين والواقع، فينتقلون من الأب إلى الأم. ولم كل هذا العناء؟ ربما من الأسهل عليهم اعتماد نظام الكود، فيُعطى كل مولود رمزاً معيناً مثل الآلات، وربما يتم التعرف عليه من خلال البار كود. من يدري! قد يأتي زمان يُشرّعون فيه ان يحضر عشاق الزوجة أو باقي أزواجها إلى بيت الزوج ليقوم على خدمتهم. هذا هو منطق الحضارة الحديثة، غير منسجم مع ذاته، وغير مطابق للواقع، ولا يتوافق مع الغريزة البشرية. بل انه يسوق البشرية إلى ابعد مما تفكر به البهائم، مصداق قوله تعالى: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل).
تعدد الزوجات
الأصل في الزواج هو التفرد، أي أن يتزوج الرجل امرأة واحدة. فالرسول عليه السلام تزوج في البداية من أمنا خديجة وأمضى معها زهرة شبابه، وسيدنا آدم تزوج بحواء واحدة، والرسول عليه السلام رجع إلى الأصل عندما دافع عن التعدد على ابنته فاطمة. كما أن لكل زوجة عقد منفصل ولا يُتصوَّر انعقاد التعدد في وقت واحد، والبناء يستلزم الأصل وليس العكس. تعدد الزوجات، إن حصل، فلا بد فيه من العدل المحقق، ومع ذلك فهو يحفظ المحبة، وتتحقق معه الغيرة، ويكثر معه النسل. تعدد الزوجات، إن دعت الحاجة إليه، لا يحصل معه تعارض منطقي.
تعدد الزوجات إذن هو مقيد ومشروط بالعدل، ولو لم يتقيد التعدد بعدد معين لفُتح الباب على مصراعيه للمستطيعين ولما ابقوا لغيرهم ما يتزوجونه! لا سيما وأنهم سيتخيرون نوعيات معينة من النساء كالجميلات. أما الظلم الواقع على الزوجة المتعددة فهو مسؤولية الزوج، ولا بد من تشريعات ترفع هذا الظلم حال وقوعه، بل وان تمنعه من الأصل.
باختصار
· الإسلام منطق واقعي. تعدد الأزواج تناقض منطقي، وعلى من يدعو إليه ان يثبت عكس ذلك.
· الأصل في الزواج في الإسلام هو التفرد وليس التعدد.
· المسلمون قصّروا في الكشف عن واقعية الإسلام ومطابقته للواقع.
· الإسلام غير مسئول عن تصرفات أتباعه وعاداتهم المخالفة له.
منقول ............. لأني احبكم فالله
3
350
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لووبي
•
زهرة النرجس 99 :جزاك الله خير على الطرح القيم وغفر الله لك ولوالديك ورزقك الله الفردوس الاعلىجزاك الله خير على الطرح القيم وغفر الله لك ولوالديك ورزقك الله الفردوس الاعلى
غاليتي زهرة النرجس99 مشكورة على مرورك يالغالية
جزآك الله كَل خيرَ وجعلهآ الله في ميزآن حسنآتَك
وجعلك الله من عباده الذين خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خير على الطرح القيم وغفر الله لك ولوالديك
ورزقك الله الفردوس الاعلى