حدث غريب جداً .... أثار في داخلي الحيرة و الغرابة و أيضاً استثار فيّ العاطفة
و علق في مخيلتي مدة طويلة ... و كلما اختليت بنفسي ذكرته و تأملته
فمن أراد أن يعرف ما حدث و ما الذي رأيته فليكمل القراءة ... و من لم يرد فله
الخروج ... و ليس مجبراً على ما لا يريده .... حسناً أنتم يا من استمريتم و أردتم
القصة .... أرعوني انتباهكم و لا تشغلوا أذهانكم ... فسألقي عليكم حدثاً مثيراً
فيه من العبر و من الدهشة و من العاطفة الشيء الكثير ... فهيا ندلف إليها ...
يوم الجمعة الماضي ... كنا على سفر ... على طريق الرياض - الطائف .. و تحديداً
قبل مستشقى الخاصرة بحوالي عشرين كيلو متر.... و في تمام الساعة الرابعة عصراً
رأينا تجمهراً أمامنا و أناس يلوحون بأشمغتهم و أيديهم ليتوقف القادمون ... فتوقفنا جانباً
و رأينا حادثاً في منتصف الطريق ... سيارتان اصطدما بقوة أصفها بالمتوسطة نوعاً ما ...
ستقولون و ما الغرابة في ذلك ؟ ... سأقول لكم مهلاً فلم أصل حتى الآن إلى لب القصة
و كي لا أتوهكم سأحكي لكم ما استنتجته مما رأيت ....
(استنتجت أن عائلة كثيرة الأفراد قد انقسمت على سيارتين و انطلقوا جميعا ليقطعوا
مسافة السفر ... الوالد و زوجته و بناته في سيارة ... و أبناؤه الأربعة الشباب في سيارة
و طبعاً و بفطرة الشباب سيسرعون و يتقدمون ... سيارة والدهم ... هذا ما حصل بالفعل
فاصطدم الشباب بسيارة أخرى ) فعندما وصلنا بعد الاصطدام و توقفنا .. رأيت ما أحزنني
و ما كاد يتفطر منه قلبي ... رأيت الشباب على جانب الطريق و فيهم قائد السيارة و قد
أصيب برضوض قوية .. و لكني أراه يعرج .. و يتهادى بين اثنين من إخوانه يتكأ عليهما
ليقطع الطريق و يصل إلى الطرف الآخر ... فاحترت في أمره لماذا ؟؟؟
و لكن لم تطل حيرتي فبمجرد رؤيتي للطرف الآخر ... عرفت كل شيء
>> عذراً أطلت ما رأيكم أن نكمل لاحقاً << أظنكم سوف
حسناً رأيت عجب العجاب رأيت سيارة والدهم متوقفة في الجانب الآخر و رأيت أمهم
تحاول العبور و بكل قوة رغم خطر الطريق السريع و السيارات التي تعبره مسرعة
لم تلتفت إليها و لم تحسب حسابها كل ما تريده ... هو أن تصل إلى أبنائها و تراهم
و بناتها يمسكن بها و بكل قوة ... و هي كالمجنونة تحاول الافلات منهم لتنطلق إليهم
و لم تلتفت لترى ازدحام الطريق و لم تلق بالاً للخطر المحدق بها لو عبرت الطريق
و في الجانب الآخر رأى الشاب المصاب أمه .... فثارت ثائرته و تناسى الألم و حاول
العبور و بالكاد استطاع أن يمشي قليلاً فساعده أخواه ليعبر فكان يشير لآمه بأن
تمهلي فأنا من سيآتي و كلما اقترب منها أكثر ازداد حرصها على العبور فهي لا تريد
أن تتعب ابنها المصاب ... و بناتها يلقون الأمرين من جراء اندفاع أمهم نحو الطريق
و ما زالوا يجاهدون معها حتى وصل ابنها فلم يضع قدمه الأولى خارج الطريق حتى
ترك البنات أمهم لتجري كالمجنونة ... و تضع صغيرها الشاب بين أحضانها و تضمه
ضمة ربما حطمت أضلاعه ... ثم تقبل وجهه و صدره و دموعها على ما أعتقد قد
سالت على صدر ابنها ثم أخذت تتفقده من رأسه حتى قدميه ثم تعيد احتضانه
في مشهد أدمى فؤادي و أجبرني على أن أسرح بخيالي ... منظر غريب جداً
سبحان الخالق الذي حفظ لهذه المرأة ابنها ... و قد كادت أن تفقده ... و سبحان
من أودع هذه الرحمة في فؤاد هذه الأم ... و سبحان من رزق هذا الفتى بر
أمه فقد جاهد الآمه كي لا يعرض أمه للخطر ... نعم هذا ما حدث أمام عيني
و ما زلت و الله في تأمل و تدبر و تحليل لما حدث و مررت بصمت رهيب بعدما
رأيت ..... يا الله ما أرحمك بعبادك ... أريت هذه المرأة حادث فلذات أكبادها
فحفظتهم لها لحكمة تعلمها ... ربنا بك آمنا و عليك توكلنا و إليك أنبنا و إليك المصير ...
منقوووووووووول
الفقيرة الغنية @alfkyr_alghny
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الذاكرة
•
السلام عليكم
بارك الله فيك اختي على هذه القصة المؤثرة المعبرة التي ابكت عيني
اللهم احفظ لي ابنائي وزوجي الغالي واجعلهم من البررة الكرام
اللهم مين
بارك الله فيك اختي على هذه القصة المؤثرة المعبرة التي ابكت عيني
اللهم احفظ لي ابنائي وزوجي الغالي واجعلهم من البررة الكرام
اللهم مين
اللهم أحفظ أبنائنا وأبناء المسلمين
واصلحهم على الهدى .....
وجزاك الله خير على هذه القصة .
واصلحهم على الهدى .....
وجزاك الله خير على هذه القصة .
الصفحة الأخيرة
حفظالله لكل ام ابنائها
وحفظالله لي ابنائي وزوجي