تفجيرات لندن... في خطبة الشيخ نبيل العوضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خواطر قلم د. محمد العوضي

المكان: مسجد حمد سليمان العاصم، في منطقة الزهراء بالكويت

الزمان: أمس الجمعة 8/7/2005
المناسبة: خطبة الجمعة
الموضوع: الجهل بالدين
الخطيب: الشيخ نبيل العوضي

بدأ الخطيب كلامه بعد حمدلله سبحانه والصلاة على رسوله الكريم، بتحديد موضوع خطبته حيث قال: سأتكلم اليوم عن خطر الجهل بالدين على حياة الانسان وبعد الخطبة سأعلق على تفجيرات أنفاق العاصمة البريطانية لندن.

لكن الخطيب نبيل العوضي تطرق ولو سريعا وبشكل غير مباشر أثناء الخطبة للحديث عن أثر الجهل بالدين في نشوء فكر التطرف (التكفير) و(التقييل) وسوء الظن بالناس وضرب أمثلة على ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد الصحابة لاسيما زمن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجهوده في محاورة ثم محاربة الخوارج,,, الذين أصبح الذبح عندهم كشرب الماء بأدنى شبهة تنبتُ في عقولهم الجاهلة الساذجة، ونبه الخطيب الى ان الخطر يكمن في ان هؤلاء لا ينقصهم التدين لا من حيث المظهر العام في التزام السنة وكذلك الاجتهاد في العبادات,,, ولكن العلة في جهلهم في كيفية التعاطي مع النص الشرعي وعصبيتهم الحادة وسرعة التكفير واستحلال دم المخالفين لهم, وأورد الشيخ كلام الفقهاء بأن هذا الصنف من التفكير موجود في كل زمان.

بعد صلاة الجمعة وقف الشيخ نبيل العوضي وتناول الميكروفون وتكلم عن تفجيرات لندن، ووصفها بالجريمة الكبرى، قائلا: أنا لست محللاً سياسياً، أنا أتكلم عن حكم الشرع بقطع النظر عن مصدر الفعل المجرم، قال الشيخ نبيل أصارحكم القول انني أتكلم عن واقع عشته وعن تجربتي في لندن، ان حرية العبادة وممارسة الشعائر التعبدية في بريطانيا والدعوة الى الله هناك أفضل من أي بلد عربي، والله اننا نلقي المحاضرات في الحدائق العامة، والاسواق ونوزع البروشورات الدعوية والاشرطة بحماية الشرطة، ومن غير إذن,,, هل يحصل هذا في بلاد العرب؟! ثم قال: لقد صارحني بعض المصلين المسلمين في مسجد صلاح الدين ممن يواظبون على الصلوات الخمس في المسجد، بأنهم في بلادهم لا يستطيعون أداء صلاة فريضتين متتابعتين في المساجد خوفا من النظام البوليسي، بل انه يقول ان زوجتي تلبس النقاب في لندن بينما تحرم من الحجاب في بلدها العربي المسلم.

وقال الشيخ نبيل: العام الماضي في لندن دخل الاسلام وأقبل عليه الكثير من الاكاديميين,,, ماذا سيكون شعورهم وموقفهم بعد هذه الجرائم؟

لقد اتصل بي بعض المسلمين المقيمين في لندن يسألون هل تجب عليهم خطبة الجمعة، هل يحلق لحيته هل تخرج زوجته وقد تنازلت عن بعض الاحكام الشرعية في لباسها.

وقال العوضي: لقد رتبت لي المراكز الاسلامية في بريطانيا جملة من النشاطات والمحاضرات قبل رمضان في مدن (برمنغهام وشفيلد ولندن) أماكن تجمع المسلمين، وأظن ان هذا كله أما ان يلغى أو يؤجل وأعاد الحديث عن جهل هؤلاء اصحاب التفجيرات وقتل المدنيين واعتدادهم بأنفسهم، وتعويلهم على افتاءات غريبة,,, كفهمهم السطحي والساذج لحديث (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب),, ماذا سيفعلون مع الخلفاء الراشدين الذين كان المشركون في جزيرة العرب أيام خلافتهم، أي مشركين ومن يخرجهم وكيف وماذا يترتب على اخراجهم؟!,,, قال الشيخ نبيل: لقد مر عليّ من هؤلاء المفتونين من يفرح بتفجيرات وقعت في دولة مجاورة (السعودية) ويصفها بإرهاب اعداء الله,,, هؤلاء لا يتورعون عن دماء المسلمين فكيف بغيرهم؟! ان بعض المحطات التي فجرت يوم الخميس مثل أدجوارد رود والدغيت مليئة بالعرب والسياح المسلمين فهم لا يفرقون بالقتل، ويجرون على الأمة مزيداً من المصائب والضعف والحرج ويشوهون الاسلام تشويها».

أقول: ما قاله الخطيب هو الشعور العام الذي عليه المسلمون جميعا إلا من شذ بدليل كما قال لي الشيخ نبيل بعد الخطبة أن مواقع جماعات التفجير على الانترنت تهاجم بشراسة الشيخ سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي وعامة الدعاة الذين يردون على شبهاتهم وينبهونهم الى الويلات التي يجنيها المسلمون من هواية التفجيرات باسم الجهاد، فكل من لا يسير في طريقهم أو يؤيدهم أو ينتقدهم، فهو ضال أو مخذل أو على أحسن تقدير خايف أو مسكين لا يعرف الحقيقة.

المصدر:

الرأي العام