تفسير العلماء للفاتحة منقول للفايده

ملتقى الإيمان

بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

أقرأ قول العلماء في تفسير الفاتحة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) أن معنى هذا الحصر ، فلا يُعبد إلا الله ، ولكنهم ينقضون هذا في (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فيقولون : تجوز الاستعانة بغير الله فيما يقدر عليه .

أشكل عليّ هذا ، فهل من سبيل إلى إزالة هذا الإشكال ؟

وبارك الله فيكم .



الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

ما يتعلّق بالعبادة واضِح لا إشكال فيه ، وهو أنه لا يُعبَد إلاّ الله . وهذا قد دلّت عليه النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة ، وقد جاءت به الأنبياء والرُّسُل واتّفقت على ذلك جميع الشرائع ، وما مِن نبيّ إلاّ دعا لِقومه إلى إفراد الله بالعبادة .

قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) وقال تعالى : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ) .

وقال سبحانه وتعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) .
والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا .

وأما الاستعانة الواردة في الفاتحة فإنها أيضا تقتضي الحصر ؛ لأن تقديم ما حقّه التأخير يقتضي الحصر ، فقوله تعالى : (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) يقتضي حصر الاستعانة بالله ، وهذا هو الأفضل والأكمل أن لا يُستعان إلاّ بالله . ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله . رواه الإمام أحمد والترمذي .

وفي حديث عَوْف بن مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع أصحابه عَلَى أَنْ يعْبُدُوا اللَّهَ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، قال : وَتُطِيعُوا ، وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً : وَلا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا . قال عوف : فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ . رواه مسلم .

وهذا لا شكّ أنه ألأكمل والأفضل أن لا يسأل الإنسان الناسَ شيئا . ويُستثنى من الاستعانة ما يجوز أن يُستعان به مما يقدِر عليه الناس ، ولا يُلغي هذا الحصر الوارد في الآية في قوله : (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) .

والله تعالى أعلم .

المجيب / الشيخ عبدالرحمن السحيم

1
315

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شاطره111
شاطره111
جزاك الله خير