أسباب نزول الآية 1 أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري قال : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح بعث خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم الله ثم أمر بالسلاح فرفع عنهم فدخلوا في الدين فأنزل الله (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) حتى ختمها .
تسمى أيضاً سورة التوديع أخرج أحمد وابن جرير عن ابن عباس قال : لما نزلت (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نُعيت إلي نفسي ) .
( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )أي : إذا جاءك يا محمد نصر الله على من عاداك وهم قريش وفتح عليك مكة والنصر هو التأييد الذي يكون به قهر الأعداء وغلبهم والاستعلاء عليهم والفتح هو فتح مساكن الأعداء ودخول منازلهم ( وفتح قلوبهم لقبول الحق )
( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّه ِ أَفْوَاجا ) ً
أي : جماعات فوج بعد فوج فأنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قال العرب : أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل فأنه على الحق وليس لكم عليه قدرة فكانوا يدخلون في الإسلام جماعات كثيرة بعد أن كانوا يدخلون واحداً واحداً فصارت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام .
( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك)
َفيه الجمع بين تسبيح الله ، المؤذن بالتعجب ممما يسره الله له مما لم يكن يخطر بباله ولا بال أحد من الناس ، وبين الحمد له على جميل صنعه له وعظيم منته عليه بالنصر والفتح لأم القرى ودخول الناس في الأسلام أفواجاً .
( وَاسْتَغْفِرْهُ) أي : اطلب منه المغفرة لذنبك تواضعاً لله واستقصاراً لعملك .
(إِنَّهُ كَان تَوَّاباً َ) أي : من شأنه التوبة على المستغفرين له يتوب عليهم ويرحمهم بقبول توبتهم .
أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس ، قال في هذه السورة : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له : قال : (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّه ِ وَالْفَتْحُ ) فذلك علامة أجله (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَان َ تَوَّابا ) ً
لا تنسونا من صالح دعائكم
