السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أود التنبيه على أمر خطير جداً جداً .. ألا وهو الفتاوى ..
لإني أرى كثير النساء – هداهن الله – يقمن باختيار وتطبيق الفتاوى التي تتناسب وأهواهن الخاصة دون مراعاة صحة هذه الفتوى أو ثقة العالم الذي أفتى بهذه الفتوى .. بل منهن من تبحث عن الأخف والأيسر على النفس حتى دون مراعاة مطابقته للكتاب والسنة .. خصوصاً ونحن في وقت كثرت فيه الفضائيات وكثرت فيه المواقع التي تتصدر الإفتاء وكثر فيه الأشخاص الذين أفتوا بغير علم أو عن قلة علم فضّلوا وأضّلوا كثيراً ولا حول ولا وقوة إلا بالله ..
والمصيبة أن بعض النساء تعرف أن هذه الفتوى غير جديرة بالتطبيق .. أو أن هذه الفتوى غير صحيحة ولما ننصحها ونقول أن هذه الفتوى غير صحيحة ..
تقول أنتم متشددون .. أنتم معقدون .. !!!
بل أن بعض النساء أقسم بالله العظيم لما تم نُصحها قالت هذا المثل :
( حطها في ظهر عالم .. واخرج منها سالم !!!! )
وهذا المثل خاطيء جداً جداً .. خصوصاً إذا علمنا أن هذه الفتوى غير صحيحة فكيف نطبقها ونأخذ بها ونلقي باللائمة والمسئولية على من أفتى بها .. !!!! بل في هذه الحالة لا يجوز لنا أن نطبقها ..
كما أن بعض النساء - هداهن الله - تلجأ إلى عدة علماء وتتنقل بين عدة مشائخ - حتى ولو كانوا أقل علماً وورعاً - حتى تسمع أو تأخذ الفتوى التي تناسبها وتناسب أهواءها !!.. وكأن هذه الفتوى فستان أو تنورة تبحث وتنتقي ما يناسبها ويلائمها ..
وأود التنبيه أخواتي على أهمية نقل الفتاوى – فتاوى كبار العلماء - .. فيجب على من ينقل الفتاوى أن يتحرى الأمانة في نقلها .. فيجب نقلها كاملة دون إقتطاع جزء منها .. ولا يجب أن نقتطع أو أن نختار جزء منها لغرض في النفس أو دعماً لأقوالنا ..
كما أود أن أنبه على مسألة هامة .. ألا وهي ..
لأن بعض النساء وهن قلة ولله الحمد تسأل أشخاص تبدو عليهم مظاهر الإلتزام ( الملتزمات باللباس الشرعي ) وهم أحياناً قليلات علم .. فليس كل ملتزمة عندها علم .. حتى وإن كان لديها علم لا يحق لها أن تفتي إلا بدليل شرعي .. وهذه الظاهرة لاحظتها بالحرم وهي موجودة في كل مكان .. لذلك يجب أن نسأل أهل العلم وذوي الاختصاص في ذلك .. و طرق الوصول إلى أهل العلم ( الثقات ) متوفرة .. سواء عن طريق الهاتف أو الإذاعة او الإنترنت
كما وانوه على ان هذه المسأله لا يخلوا منها مجتمع الرجال ... ولكن هو واقع ينتشر بين النساء اكثر وذلك لعدة اسباب .. لا أود طرحها هنا حتى لا يتذبذب الموضوع ونخرج من المحتوى الى الحواشي
وأخيراً .. أود أن أذكر نفسي وإياكم بهذه الآية ..
( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ) ..والله من وراء القصد
كلامك صحيح البعض يتساهل في أمر الفتوى وتبحث عن التيسير ونسيت قوله تعالى ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا))