السلام عليكم
وكل عام وانتو بخير
"جربيها" هذي قصه واقعية من مشروع ركاز لتعزيز الأخلاق قريتها وحبيت انشرها عشان الكل يستفيد
وانشالله تعجبكم وإذا عجبتكم ترا عندي اكثر من قصة اذا انتوا بس قولولي وانا احطها..
وهذي القصة بس طويلة شوي بس تستاهل القراءة:
أنا "عاليه" صديقة "درر" وصلتني رساله منها في يوم يوم غير عادي في حياتي وإليكم ما احتوت هذه الرسالة:
اليوم الثلاثاء , الساعة تشير إلى السابعه والربع مساء. أجلس بين صديقاتي الأربع عشرة. الجو فوضى ومزعج وصاخب يعلوه صوت الموسيقى كما تعلوه أدخنة السجائر. مجموعة ملتفة حول ام ماجد التي تقرا لهن الكف بخمسة دنانير والفنجان بعشرة دنانير والودع بخمسة عشر دينارا.
في هذا اليوم "ام ماجد" تجني ثروة من هذا اللقاء. وهناك وفي زاوية المكان نفسه تجلس مجموعة اخرى تلعب القمار وانا بين هذه المجموعة, وبينما كنا نلهو ونضحك صرخت إحداهن لتسكت الجميع بإعلان أن غدا رمضان إثر مكالمة تلقتها, ثم رفعت إحداهن صوت التسجيل تدعونا إلى الرقص بحكم أنه اللقاء الأخير قبل شهر رمضان, بع ان انتهت هذه الأمسية خرجت بسيارتي بصحبة صديقتي المقربه والمحببة ورفيقة طفولتي "عاليه" وأثناء طريقي لتوصيلها توالت الرسائل على هاتفي . أظنها كانت أسيرة السرداب, منها الرسائل النصية والوسائط وجميعها تحمل التهنئه بقدوم رمضان... وإذ برسالة وسائط وصلت لي جميلة رائعة عبارة عن صورة الكعبة الشريفة يصحبها تلبية وكلمات كانت تقول: (إذا عبدت الله فممن تخاف وإذا عصيته فمن ترجو). هزتني هذه الرسالة وسرحت بكلماتها وعرفت نفسي أنني خاطئة بكل ما أفعله التفت إلى صديقتي فإذا هي مغمضة عينيها تردد كلمات الأغنية في اندماج تام. فقلت لها: عاليه....... انظري لهذه الرسالة الجميلة, أبصرتها فقالت بهدوء أااام جميلة. ثم قلت لها: ما رأيك أن نتخلى عن أمور لا تليق بهذا الشهر الكريم. فما رأيك...؟! بعدها ضحكت ضحكة استهزاء أسكتتني بها فقالت: ماذا تقولين صديقتي عن ماذا وماذا نتخلى. هل تتخلين عن محادثة حبيبك فواز؟ ورفعت علبة السجائر أم عن هذه؟ أم عن هذا؟ وأشارت إلى شريط الأغاني أم عن هذه؟ وأخرجت المجلات التي استعرتها من صديقتي "نور" ثم لوحت بيدها أمام عيناي فقالت: تصبرين عن قراءة "أم ماجد" تذكرين رمضان لماضي... رفعت يدها تحرك أصابعها وتقول: يومين كانت فترة الصمود عن محادثتك لفواز وبعدها فشلتي سكت ولم أكمل حديثي معها. رت برهة من الزمن حتى رن هاتفي فقالت : اقطع ذراعي الآن أن لم يكن هذا "فواز"؟! ردي على مكالمته ردي وتقولين لي نتخلى عن هذه الأمور.
رجعت إلى البيت وأنا أحمل سؤالا اريد الجواب عنه كما كنت أفكر بكلمات هذه الرساله, قدمت التهنئة لوالدتي وأخبرتني بعدها غدا سيكون الفطور بيت الجد هذه العادة لم تتغير منذ ولادتي. مر نهار اليوم الأول ومازال السؤال عالقا في فكري. وكان لي مبدأ كما هو مبدأ بعض الفتيات: لامكياج لا سماع أغاني لا اتصال على صديق ولا حتى انترنت, نقضي نهار رمضان بالنوم حتى أذان المغرب وأعود ليلا إلى ما منعت نفسي إكراها عليها. في اليوم الأول تجتمع عائلة أمي في بيت الجد وبينهم زوجة خالي التي زادت تدينا بعد وفاة ابنها وتغيرت عن السابق, أتحاشى الجلوس بقربها خوفا أن توبخني على ملابسي ومكياجي. مر اليوم الأول ولكن يحمل في نفسي شيئا وهو أني أريد التعيير, كما أنني يخيل لي كأني أبحث عن شي أفتقده ,بما أنه متوفر عندي كل شي , سيارة ثمينة , بطاقة سحب بنك, ساعات غالية, ملابس , صديقات, سفرات كما أنني أملك قدرا كبيرا من الجمال, وأعيش بين عائلة لا تبخل علي بطلب ... وكل هذا نعم ينقصني شيء بل أفتقده في حياتي لا اعلم ما هو؟ مرت الأيام سريعة والشعور والشعور بإحساس فقدان شيء ما يكبر في داخلي. وفي ظهيرة أحد أيام رمضان كنت واقفة عند إشارة المرور وسمعت من السيارة التي كانت واقفة بقربي كلمات من القرآن الكريم وهي: "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" اقشعر بدني وهز شعوري من داخلي قلت في نفسي: كل شيء في الدنيا للفناء للعدم , زائل , يتلاشى . فماذا أعددت لربي لخالقي . نزلت دموعي وبكيت بحرارة , تساءلت أريد أن أبوح لشخص ما بما يدور في صدري بسؤال كان يلازمني منذ ليلة رمضان . عملت كل ما يغضب ربي فهل يقبل توبتي؟ جابت سيارتي الشوارع دون هدى أفكر من يجيب عن سؤالي , حينها تذكرت زوجة خالي التي تملك من الثقافة الإسلامية وجانبا من أمور الدين, لكن منعني حياءا وخجلا منها لأنني لا تربطني معها علاقة قوية أو جمعتني بها حوارات, وصلت عند بيت خالي حينها ترددت بالنزول من السيارة.. جمعت قوتي وشجاعتي وذهبت إليها اسقبلتني بحرارة التحية والسلام. تعجبت أنها لم تستنكر زيارتي بحت لها بما في صدري فقلت لها: أعرف صديقة لي لا تصلي وتكلم شابا, تدخن, ..... تريد ان تتوب هل يقبل الله سبحانه وتعالى ذلك؟ ابتسمت وذهلت عندما رأيتها شعرت بالراحة وكأني ألقيت بحمل جثم على صدري دون أن أسمع إلى الآن حرفا منها فقالت: درر أخبري صديقتك أن تعمل التالي, تفتح المصحف وتقرأ آيات المغفرة والتوبة فهي كثيرة فإذا قرأتها ستجيب على تساؤلها جملة واحدة (أن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم يقبل توبة عبده) ولكن لابد أن تكون توبة نصوحا, هل سمعت قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا وأراد أن يتوب فقبل الله سبحانة وتعالى توبته. ابنتي رحمة الله وسعت كل شيء ومن أسمائه الحسنى (الرحمن, الرحيم, التواب, الغفور) اذهبي وأخبريها أن الله سبحانه وتعالى ليفرح بتوبة العبد فلا تتأخر بها خاصة في هذه الأيام المباركة, نزلت دموعي فرحا وخشية من هذا الحديث استشعرت في حينها أنني أعيش لحظة التغيير التي طالما تمنيتها.. رجعت الى بيتي وجمعت أشرطة الكاسيت والفيديو والكمبيوتر والمجلات ووضعتها في كيس القمامة توضأت وصليت العصر ودعوت ربي خوفا وطمعا ليغفر ذنوبي شعرت بانشراح الصدر وسريرة القلب وراحة لم أشعر بها طول حياتي , عرفت حينها سعادة المرء بقربه من ربه , اتصلت بصديقتي عاليه وأخبرتها بالأمر ضحكت واستهزأت بي وقالت إنه حماس مؤقت سيتلاشى مع الوقت . حزنت عليها أريدها أن تشاركني وتشعر بلذة التوبة , لبست الحجاب وكل عمل أفعله أشعر بفرحة وسعادة تملأ قلبي ولكن تعبت بجهادي مع نفسي بأمرين خشيت أن تركن نفسي إليهما وهما: امتناعي عن التدخين ومحادثة فواز, غيرت رقم هاتفي كما غيرت البريد الإلكتروني ومع كل عمل أؤدية أخبر عاليه به ولكن ما زالت بشعورها البارد وغير المبالي. وفي ليلة العشرين من رمضان اتصلت بها طلبت منها أن نذهب ونصلي صلاة التهجد في المسجد . كنت أتمنى أن أصلي بجنبها وصلت إلى ذلك المكان اتصلت بها باكية خاشعة لمنظر المصلين و قراءة إمام المسجد , شعرت بروحانيات تبدد كل خطيئة وذنب اقترفته نفسي التفت حولي بعد كل صلاة أبحث عنها لعلها تكون هنا أود أن تقف بجنبي ندعو الله نناجي نطلب نسأل الله في هذه الساعات الغالية اتصلت بها لم ترد على مكالمتي أرسلت لها رسالة لم يصلني الجواب عدت إلى البيت أرسلت لها رسالة إلكترونية لم تكترث بي. من يوم غد في الجامعة انتظرتها عند الاستراحة لم تأتي شعرت بالخوف عليها ظنا أن داهمتها مشكلة أو عارض صحي , ذهبت إلى منزلها طرقت الباب حدثتني عن طريق هاتف الباب بقولها سأبعث ورقة مع الخادمة , صعقت من تصرفها كيف لم تدعني إلى الدخول , انتظرت الورقة فكانت كلماتها كالتالي: "درر... لم نعد أصدقاء و أرجوك لا تزعجيني باتصالاتك ورسائلك لأنني لا أقرأها". بكيت وشعرت وكأن قطعة من قلبي خرجت, ركبت السيارة ابكي وأقول هل فقدت عالية التي كانت معي منذ الطفولة جمعتني معها ابتسامة ودمعة وكلمة ولقمة وأحدث نفسي وكنت أمنيها أن تسمعني عالية أن الله غفور خالق هذا الكون يعفو ويصفح كيف نحن البشر نجحد ونتكبر ونتبع هوى أنفسنا أريدك يا عالية أن تعيشي مثلي أريد أن أدلك على الصواب فنحن بشر قد نخطئ ونغفل. هز سمعي مزمار السيارة التي كانت خلفي تأمرني بالسير ومعها أن تأمرني بأن أتوقف عن حديث نفسي. اتصلت بعدها بنور فقالت: سرت في طريق آخر فالمجموعة كلها لا تريد صحبتك. جلست في غرفتي حائرة حزينة عرفت حينها أن هذه الصحبة هشة.. زبد.. سقطت أقنعة الوجوه كلها فأختها قاعدة في نفسي عندما تصفعني الأيام أرد عليها بأربعة أمور: أصلي , أقرأ القرآن, أدعو, ويلهج لساني بالاستغفار والتسبيح, ومرت الأيام وطلبت من خالي أن أ ذهب إلى الحج رجعت بشخصية أخرى أكثر إيمانا وأكبر حماسا للقرب من الله سبحانه وتعالى ومع ذلك لم أنسى صديقاتي اللاتي فقدت صورهن ولكن لم أفقد روحهن فكن معي في دعائي وصدقتي. مرت خمسة شهور من بعد رمضان وفي بيت عالية دخلت والدتها غرفتها وهي غارقة في النوم تصرخ باكية وتقول : عالية انظري صفحة الوفيات ذهلت لما قرأت اسم درر بينهم معقول لا أصدق ما الذي حدث وكيف حدث هل كانت الفترة السابقة مريضة بكيت وذهبت مع والدتي لبيتها حزنت عندما وقفت عند باب منزلها استرجعت الذكريات التي جمعتني بها منذ الصفوف الأولى في حياتنا المدرسية. رأيت سيارتها قابعة أمام المنزل وصوت القرآن الكريم يعلو صالة المنزل , الناس محتشدة أبحث عن أمها رأيتها تبكي حزينة تجهش بالبكاء منهارة علمت بعدها أنها توفيت إثر حادث سيارة مع أخيها خرجت مسرعة إلى البيت لم أقوى على هذا الحدث الكبير حزنت عليها حزنا شديدا قلت في نفسي ماهو الضمان الحقيقي في هذه الدنيا , مرت أيام بعدها استقبل هاتفي رقما غريبا وإذا هي زوجة خال درر تريد زيارتي تعجبت من هذا الطلب وتساءلت عن غرابة الزيارة. استقبلتها عصرا فقالت لي : دعتني والدة درر أن أخرج مقتنيات غرفتها لأنها لا تقوى على ذلك وكانت هذه الرسالة التي عنونت باسمك من ضمن أشيائها مددت يدي إذ أقرء على ظرف الرسالة "إليك عالية" خرجت الضيفة وأخذت أقرأ الرسالة مضطربة متسائلة أقلبها وأقول ما بها فتحت أوراقها فإذا تقول فيها: "علوية..(وهذا ما كانت تناديني به) منذ أن استلمت قصاصة الورق عند باب منزلك أخذت عهد على نفسي أن أكتب لك كل شي منذ خروجنا من بيت نور في ليلة رمضان الأولى عن السعادة التي تغمرني بعدما عرفت طريق التوبة اعلم أنك لا تستقبلين رسائلي وانتظر يوم ميلادك وأقدمها لك.. علوية اعترف بأننا جربنا كل شي ولكن شيئا لم نجربه هو "طريق التوبة والقرب من الله سبحانه وتعالى جربيها جربي التوبة ولن تخسري".
نزلت دموعي عند هذه الجملة واقشعر بدني وألقيت جسدي على السرير ابكي قصتها ووصيتها, حزنت حزنا شديدا بأنني ضيعت أيام وساعات لم أكن بقربها بسبب عنادي واستكباري.. درر سأجربها ولقاؤنا هناك في الجنة موعدنا إن شاءالله..
القصة بقلم الكاتبة: سهام خالد العامر
من كتاب "درر نقية"
Niemo Q8 @niemo_q8
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️