زهرة سرف

زهرة سرف @zhr_srf

محررة ذهبية

جمالك وزينتك لمن

الأسرة والمجتمع

جمالك وزينتك لمن ؟

دعيني أحدثك حديثاً تعرفينه كثيراً وترين مظاهره دوماً ؛ خصوصاً في مجالس النساء ، الأمر الذي نكّد على كثير من الأزواج حالهم وعشرتهم مع زوجاتهم ، ولأهميته كتبت لكِ هذه الهمسة لتنظري في أمركِ وتستدركي أخطاءكِ والاعتراف بالذنب فضيلة والعزم على التصحيح سجية العقلاء .
ألا ترين النساء في مجالسهن ومناسباتهن خصوصاً الأفراح منها في قمة زينتهن وجمالهن ورونقهن ؟ فهذه قد لبست الثوب الجميل ، وأخرى رتبت وسرحت شعرها القصير أو الطويل ، وثالثة لم تُخفِ رائحة عطرها الأصيل !! يا الله ما هذا ؟ أكل هذا لنساء مثلها ؟ ولمن يبعثر وينشر هذا الجمال فتستلذ به أعين المحارم والأجنبيات على حد سواء؟ لم هذا اللهث خلف الثناء والمديح ؟ وليته يخرج صادقاً لهان الخطب بل الحال لا يعدو أن يكون تجمُّلاً بالمظاهر فحسب وأما صدق المشاعر فقليل بل أقل من القليل ؛ فربما تثني عليها إحداهن ومن خلف ظهرها تغتابها وتنال منها بين أخواتها من بني جنسها وتصبح الواحدة منهن وجبة دسمة للقيل والقال حتى ولو جملت نفسها بأبهى الحلل وطيبت نفسها بأطيب الطيب


خدعوها بقولهم حسناوالغواني يغرهن الثناء




وبالمقابل أجد أن هذه الزوجة تبخل على زوجها بهذه الزينة وهذا الجمال الذي فرقته يمنة ويسرة للقريبة والبعيدة والزميلة والصديقة ولم يبق منه إلا شخبطة طلاء زينتها ، ورسوم عفت من تصبب عرقها فتحولت تلك الروائح الزكية إلى عفونة يضيق القلب منها ذرعاً ويكتمل المشهد السيئ عندما يأتي الزوج المسكين من دوامه منهكاً فيجدها قد تطيبت بروائح المطبخ وثوبها الذي تنبعث منه روائح التنور أو الفرن بعد الانهماك في انضاج قرص العجين وشرائح السمك السمين .فهل تريني أخطأت الوصف ؟
بل حتى عندما يسدل الظلام أستاره ويتهيأ الأحباب إلى فراش اللقاء وهو أجمل ما تكون الفرص مواتيه للعطاء فيأخذ جسد الزوج المنهك حظه من رائحة زكية ، وزينة بهية ، وتسريحة جوهرية ، ومشاهِدَ فيها شهيّه . لكن يا لحسرة الشريك ؛ فالثوب ثوب عادة ما يراه يستر كل شيء تشرئب إليه الشهوة الحلال ، والشعر ملفوف والمخ شغوف بأخبار القرينات وروائع الموضات وهلم جرا من أحوال المحلات و"السوبر ماركات".
أهذا عدل منكِ يا امرأة ؟ أهذا هو الجزاء والمعروف الذي يسدى لمن لو كان الأمر بالسجود جائزاً لأحد من البشر لكان حقه الأوفى ؟! ثم تتساءلين : أين المزاج الجميل ؟ والمشاعر الصادقة ؟والمحبة العارمة ثم تساورك الغيرة ربما يحب أخرى أو متزوج بها سراً وتبدأين بتساؤلات فارغة وأفكار يزج بها الشيطان في رأسك زجاً مناه ومقصده منها أن يفرق بين الشريكين فهي أعظم أمنياته وأحلامه .
لقد حدث أحد المشايخ الفضلاء أن أحدهم تزوج بالفعل بامرأة أخرى لهذا السبب ، فما كان من الأولى إلا أن تزينت وتجملت ، فلما دخل الزوج عليها ظنها امرأة أجنبية من عظم الفوارق بين حالتيها ودهش حينما رآها بهذا التألق الذي ظن أنها تفتقده ، وأخبرها أنه ما كان ليتزوج لو كانت معه على تلك الحال قبل ذلك .
أيتها الزوجة الغالية:"أنت حورية الدنيا ، بل سيدة القصور في جنات النعيم بإذن الله فالكلمة الحلوة منكِ زينة ، والبسمة المشرقة جمال، والرائحة الطيبة بهجة ، والفستان واللمسات اللطيفة للشعر ، والاختيار الموفق لبعض الحلي البسيط المنسجم مع لون البشرة والثوب والنظافة المستمرة كل ذلك طهارة وعبادة".
بل حتى وأنتِ حائض لا تنسي زينتك ولا تظني أن دورتكِ ستعيقكِ عن أن تُظهري جمالك وروعتكِ فالحذر من أن يقع بصر زوجكِ على شيء يكرهه من وسخ أو رائحة مستكرهة أو تغير مستنكر كما قال ابن الجوزي رحمه الله .
وليس معنى ما ذكرته آنفاً أن تبالغي إلى حد السرف في استخدام الماكياج التي منها ما قد يضر بدنك لما فيه من الكيماويات فهذا خطأ فادح ترتكبه المرأة في حق بدنها مغترة بما تعرضه وسائل الإعلام من الدعايات المرغبة في شراء هذه المواد ويختفي عن نظرها المواد الطبيعية التي تنقي البشرة وتطهرها ولا تؤذيها فعليك بالماء فهو منظف مهم أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم : "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه قالوا لا يبقي من درنه شيئا" والحناء والأعشاب الأخرى كل له فوائده وطرائقه في تنظيف البشرة والشعر وتنقيتهما مما يضعفهما ويضرهما ..
هذه همستي .. مقصدي منها لفت نظرك ونظر الأُخريات لأمور قد تقع الواحدة منكن في محذوراتها فتفتح على نفسها باب التعاسة بما كسبت يداها وتودع ساعات من السعادة والصفاء والأنس ربما إلى غير رجعة .

وبعض الازواج يعتقدون ان التطيب والتجمل مطلوب من الزوجه لزوج فقط وان الزوج غير مطالب بها
ويروى ان امراة قد دعيت الى حفل زفاف فتزينة بأحسن مالديها للحضور وهي من اللواتي ينسين التزين للزوج , فلما اتى زوجها ليقلها الى قصر الافراح اعجبته وقال لها لن تذهبي , مارأيك بأن نسهر معا ابت الزوجه وعندها رفض زوجها ولم يسمح لها بالذهاب
ولكي تبدي رأيها واعتراضها على موقف زوجها رجعت كما كانت في حلتها السابقه اي ازالة كل ما يجملها فلما رأى زوجها هذا الموقف , امرها بالخروج ليوصلها الى قصر الافراح كما هي بدون زينه وما كان منها الى الرضوخ امام زوجها الغاضب .

إذن من الخطأ أن نعتقد أن على الزوجة فقط التجمل لزوجها وليس العكس بل هي عملية متبادلة بين الطرفين فكل له مشاعره وأحاسيسه وتذوقه للجمال وحبه له وهي فطرة مركوزة في النفس من الصعب تجاهلها بحال . وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يتزين لزوجه فلما سئل عن ذلك قال كما أريدها أن تتزين لي فلها حق علي أن أتزين لها .


الزوجة الذكية هي التي تحسن استخدام أسلحتها الأنثوية, فتبسط كل مغريات الأنثوية التي تشوق الزوج,على طريقة الطاوس الذي يبسط ذيله متباهياَ بجماله الأخاذ, وتصلح هندامها ببراعة وفن فتختار الألوان الجذابة , وتلبس الحلي,وتصفف شعرها , وتقوم باءات إيقاعية مدروسة توقظ كل ما في ما في الرجل من مشاعر وأحاسيس يضطرم بها فؤاده وتموج بها عاطفته

واهتمام المرأة بما يقع عليه عينا زوجها لا يقتصر فقط على اهتمامها بشكلها ومنظرها ،بل أيضا بالجو المحيط بها..البيت بصفة عامة وحجرة النوم بصفة خاصة.

م/ن
6
755

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دلوعة حبيبي حماده
يسلموووووو ع الطرح الرائع
زهرة سرف
زهرة سرف
يسلموووووو ع الطرح الرائع
اختي الغاليه(دلوعة حبيبي حماده) جزاك الله جنة الفردوس وغفر الله لك ولوالديك اللهم امين
شخصية 2009
شخصية 2009
موضوع جميل جزاك الله خير
زهرة سرف
زهرة سرف
موضوع جميل جزاك الله خير
اختي الغالبه (شخصية 2009 ) جناك الله جنة الفردوس وغفر الله لك ولوالديك اللهم امين
زهرة سرف
زهرة سرف
اختي الغالبه (شخصية 2009 ) جناك الله جنة الفردوس وغفر الله لك ولوالديك اللهم امين
سبحان الله والحمد لله