تحكي لي صديقة أن أخاها كان على وشك الانفصال عن زوجته وذلك بسبب ارتباطهما الوثيق بالإنترنت؛ فالأسرة الصغيرة "العروسان" يقضيان يومهما أمام حاسباتهما الشخصية؛ بل وكثير من الحديث بينهما كان عبر الماسنجر! مما خلق في حياتهما فجوة استحالت لنفرة من أي مباشرة في التعامل. انتهى حديث صديقتي والذي ذكرني فيه نقاش شاركت فيه قبل فترة قصيرة عن أثر التكنولوجيا في حياة الإنسان؛ إذ أن ثمة تحولاً يحدث هذه الأعوام الأخيرة؛ فالتكنولوجيا التي كنا نشكلها دائما، صارت تشكّلنا وتفرض علينا نمطاً حياتياً "رقمياً" بلا نكهة!.
ورغم أن الكثير ممن أقابلهم من جيل التقنية يفضلون التعاملات الإلكترونية على الحيّة والمباشرة ويقيمون الكثير من العلاقات والحياة الكاملة في هذا العالم الافتراضي إلا أن الأمر جدير بالملاحظة والمتابعة والتصحيح! فمدمنو الإنترنت آخذون بالازدياد لاسيما مع توفير خدمة dsl وانتشار الشبكات اللاسلكية في المقاهي والأسواق والشوارع العامة؛ وإذا علمنا أن دولة كبيرة كالصين قد بدأت في إقامة مشاف لمدمني الإنترنت؛ فإننا نضع أيدينا على قلوبنا مخافة أن يصل شبابنا إلى هذه المرحلة في يوم ما؛ ليست المشكلة في الإنترنت ولا في الماسنجر وإنما في جدول اليوم الخاوي والذي يسيطر عليه العبث واللهو في الإنترنت أو حتى الانغماس في عالم الأسلاك والأجهزة مما يعني انفصالاً جزئياً أو كلياً عن العالم الواقعي الإنساني المعاش!.
وهذا كله يجعلنا نوجه انتباهنا لكيفية استعمالنا للتكنولوجيا، حتى نحصل منها على ما نريد، بدلاً من أن تصنع فينا ما لا نريد!. وأن نتأكد قبل أن نعمم أي تكنولوجيا جديدة أنها لن تطغى على العنصر الإنساني في أنفسنا؛ ولن تمحو ذلك الأثر الجميل للمصافحة اليدوية والابتسامة الحيّة مستبدلة بأوجه الماسنجر الباردة.. والباردة جداً!.
منقول
اثير الليل @athyr_allyl_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️