.
قالت الأخت اليوغسلافية
وهي تتحدث الفصحى :
عندما غزانا المدُّ الشيوعي ..
كنت حينها صبيةً في العاشرة من عمري ..
وكنت أرتدي الحجاب دون غطاء الوجه ..
وكانت أمي تغطي وجهها مع سائر بدنها ..
وكنا قبل هذا المدّ الخبيث ..
نعيش في أمان على كل شيء ..
على أموالنا وأعراضنا وديننا .
فلما ابتلانا الله بهذا الطاغوت ..
الذي لا يراعي في مسلمٍ إلاً ولا ذمة ..
تغيرت أحوالنا ..
فما كنا نستطيع أن ننام ليلةً واحدة في أمان ..
وكانت أمي تنام في حجابها ..
خوفاً أن يداهم الحراس الكفرة بيوتنا في ساعة من ليل ..
وكان أو عمل قام به الشيوعيون ..
هو هتكُ الستر ..
فقد هدموا الجُدُر الفاصلة بين منزلٍ ومنزل ..
حيث كانت عاليةً للمحافظة على الحرمات ..
فأبوا إلا أن يجعلوا ارتفاعها لا يزيد عن متر واحد ! .
فكنت أنا وأمي لا نستطيع أن نظهر في حديقة الدار ..
إلا ونحن متحجبات ..
بل كانت أمي تغطي حتى وجهها ..
وهي تقضي بعض الأعمال في حديقة الدار .
وما اكتفى الشيوعيون بذلك ..
بل إنهم فرضوا على كل من تغطي وجهها ..
أن تحمل صورة فوتوغرافية ..
تبرزها في هويتها ! .
ولسنا بصدد العجب من هذا ..
فهو يحصل على أغلب البلاد ..
للتحقق من الهوية الشخصية ..
ولكن العجب كل العجب ..
من موقف تلك الأم الصالحة ..
أتدرون ماذا فعلت ؟! .
قالت ابنتها بالحرف الواحد :
عندما جاءنا الدبّ الأحمر ..
وأبلغونا بوجوب إبراز صورةٍ في البطاقة الشخصية للنساء .
يومها ..
ما رأيت أمي تبكي كبكائها تلك الليلة ..
وهي تردد وتقول :
كيف سأكشف وجهي أمام المصور ؟!
وهو يركز نظره عليّ ..
ثم يأتي أتباع الدبّ الأحمر ..
ليتمتعوا بالنظر إلى صورتي ..
ماذا أفعل ؟!
أنقذوني من هذا الموقف الذي لا أطيق تحمله ! .
وبينما نحن في حيرةٍ من أمرنا ..
وقد تألمت جداً لبكائها وحُرقتها ..
إذ قام والدي وأحضر بين يديه فحماً أسوداً ..
وقال لها :
خذي يا أم فلان ولا تجزعي !
خذي هذا !
قالت :
وماذا أنا فاعلةٌ به ؟
قال :
اصبغي به وجهكِ وقنّعيه بالسواد ..
فلا تبدو ملامحُ جمالكِ حين تكشفين عن وجهكِ أمام المصور ..
وستظهر الصورة قاتمة .
فأخذته والدتي منه على مضض وهي غير متوقعة أنه سيكفي ..
فلما لطخت وجهها بلونه الأسود وقنّعته به ..
أخفت معالم جمالها ..
فانفرجت أساريرها ..
وأحست هذه الأم بالسعادة والاطمئنان .
- تقول هذه الأخت :
ولا زلت أحتفظ من يومها ..
بتلك الصورة الرائعة ..
بقناع من الفحم الأسود ..
تقف شاهدةً لأمي وأبي ..
أمام الله يوم القيامة في غيرتها على دينه .
أختي الحسناء :أين أنتي من تلك المرأة اليوغسلافية ؟!
فوالله إننا لنقف أمام هذه الصلابة الإيمانية ..
متوشحين برداء الخجل ..
ويبرز أمامنا شبح التقصير .
فأنتي العربية المسلمة ..
التي تفهم حروف القرآن الكريم ..
وألفاظ الحديث الشريف أكثر منها ..
هل تلتزمين مثل التزامها ؟
هل يخطر ببالكِ أن تفكري مثل تفكيرها ؟ .
ويل لنا من تقصير ..
ويل لنا من تقصيرنا ..
نسأل الله أن يرحمنا ..
وأن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جمارك
•
بارك الله في هذه الاخت المسلمه ومثيلاتها
واسأل الله لهم الثبات
المصيبه ياخواتي اذا كانت وحده من قرايبك بس ماتتغطى وتقول ان كشف الوجه مش حرام بدليل ان المذاهب لم تتفق على حرمته شلون انصحها
واسأل الله لهم الثبات
المصيبه ياخواتي اذا كانت وحده من قرايبك بس ماتتغطى وتقول ان كشف الوجه مش حرام بدليل ان المذاهب لم تتفق على حرمته شلون انصحها
الصفحة الأخيرة
وجعله الله في موازين اعمالك
وياليت البنات المغتربات يخافون ربهم ويلتزمون بالحجاب
وما اقول كلهم الا بعضهم
حيث يستغلون البعد عن ديارهم ويتكشفون وقد رايتهم بعيني للاسف الشديد